كل شىء عن فيروس كورونا

بعد الهلع الذي يجتاح مصر بسبب انتشار انفلونزا الخنازير، وسقوط عدد كبير من الضحايا والمصابين، ظهر فيروس كورونا، وتسبب في وفاة عدد من الحالات في الخليج وفي مصر مؤخرا، ونظرا لخطورة المرض، تقدم وكالة اخبار ليل ونهار كل مايهمك حول هذا المرض.

فيروسات الكورونا أو الفيروسات المكللة (coronaviruses) هي عائلة كبيرة من الفيروسات تشمل على فيروسات, قد تسبب مجموعة من الأمراض للبشر بدءا من نزلات البرد إلى السارس ( المرض التنفسي الحاد الشديد ).

أعراض المرض:

تتم العدوى باستنشاق الرذاذ الناتج من عطس الشخص المصاب . ولكن يمكن أن تظهر العدوى من ملامسة الأسطح الملوثة ؛ حيث أن الفيروس يمكن أن يعيش خارج الجسم البشرى و التى اذا تم لمسها ثم لمس العينين أو الأنف أو الوجه أو الفم يمكن انتقال العدوى.
وتبدأ الأعراض على شكل انفلونزا ؛ حيث يشعر المريض بالاحتقان فى الحلق و السعال مع ارتفاع درجة الحرارة و ضيق في التنفس وصداع.. قد يتماثل المريض للشفاء. ولكن قد تتطور الحالة إلى التهاب حاد فى الرئه مسببا تلفا لأنسجة الرئه و تورمها، و يمكن أن تؤدى الإصابة إلى الفشل الكلوي. هذا و يؤدى الالتهاب الرئوى الى عدم وصول الأكسجين الى الدم وهذا يترتب عليه قصور وظائف الأعضاء المختلفه للجسم ؛ مما قد يؤدى للوفاة في بعض الحالات.

تؤدي الإصابة بفيروس كورونا الشرق الأوسط في العادة إلى التهاب قناة التنفس العلوية وبأعراض مشابهه للإنفلونزا مثل العطاس، والكحة، وإنسداد الجيوب الأنفية، وإفرازات مخاطية من الأنف مع ارتفاع درجة الحرارة وأيضا قد يؤدي إلى إصابة حادة في الجهاز التنفسي السفلي، والالتهاب الرئوي . بالإضافة إلى التأثير على الجهاز التنفسي فأن فيروس كورونا الشرق الأوسط قد يؤدي إلى فشل الكلى مع احتمال عالي للوفاة خصوصا لدى المسنيين أو من لديهم أمراض مزمنه أو المثبطين مناعيا. طريقة الانتقال يعتبر العطاس احد طرق نقل الفيروس.

طرق نقل الفيروس:

تحدث نتيجة استنشاق الرذاذ التنفسي من المريض، أو عن طريق الأسطح الملوثة، مثل المخدات (الوسادات) والألحفة (الشراشف) وغيرها.

وقد ثبتت قدرة الفيروس على الانتقال بين الناس كما ثبتت اصابة عدد من العامليين في المجال الصحي به عن طريق العدوى من المرضى، وتوصي منظمة الصحة العالمية العاملين في مجال الرعاية الصحية باستخدام الإجراءات الوقائية من الأمراض التنفسية عند الكشف على المصابين بالفيروس.

فترة حضانة الفيروس:

حسب الدراسات ففترة حضانة فيروس كورونا الشرق الأوسط يعتقد انها في الغالب ١٢ يوما.

ويمكن للفيروس الاحتفاظ بقدرته الإمراضية خارج جسم الإنسان لمدة ستة أيام في بيئة سائلة وثلاث ساعات على الأسطح الجافة. طرق الكشف جهاز اختبار تفاعل البوليميرز المتسلسل PCR

طرق الكشف:

يمكن الكشف عن الفيروس بالطرق التالية:

1- العزل.

2- المجهر الإلكتروني.

3- الاختبارات المصلية.

4- تقنية PCR

العلاج:

لايوجد علاج نوعي للفيروس، وتعد الأدوية المستخدمة مساندة فقط وتهدف في الغالب إلى خفض درجة حرارة المريض مع استخدام الوسائل المدعمة للتنفس. تم التوصل مبدئيا إلى لقاح أولي واقي من الفيروس من شركة نوفا فكس (بالإنجليزية: Novavax ) وشركة غريفكس (بالإنجليزية: Greffex ) ولكن لازال في مرحلة الأختبارات الأولية.

طرق الوقاية:

يمكن الوقاية من الإصابة بهذا الفيروس عبر الوسائل الآتية:

1- تجنب رذاذ المريض أثناء العطاس.

2- عدم ملامسة الأسطح الملوثة.

3- عدم استخدام الأغراض الشخصية للمريض، مثل المخدات والألحفة.

4- غسل اليدين جيدا باستخدام الصابون.

5- ارتداء الكمامات الواقية في الأماكن المزدحمة.

أسباب ظهور سلالات فيروسية جديدة؟

يستخدم علماء الفيروسات مصطلح يعرف الفيروسات المنبثقة (بالإنجليزية: Emerging viruses) ، أي الفيروسات التي تكيفت في ظروف غير الظروف الاعتيادية لنموها، مما أدى إلى إظهار سلالة جديدة تتسم بخصائص جديدة تتمثل في قدرتها على إصابة خلايا وعائل جديد. هناك عاملان رئيسان يعود لهما زيادة احتمالية ظهور فيروس كورونا جديد من حين إلى آخر:

1- معدلات التطفير في هذا النوع من الفيروسات عالية جدا نظرا لافتقار إنزيم التكاثر في هذه الفيروسات إلى خاصية تصحيح الأخطاء (Proof-reading) في تسلسل القواعد النيتروجينية أثناء التكاثر.

2- هناك ظاهرة وراثية تعرف باسم معاودة الارتباط (بالإنجليزية: Recombination) تؤدي إلى دمج وارتباط جزء من جين معين مع جزء من جين آخر أثناء تكاثر الفيروس مما يؤدي إلى ظهور سلالة فيروسية لها خاصية إمراضية جديدة.

بالإضافة إلى السببين السابقين، هناك العديد من العوامل التي تؤخذ في الحسبان كعوامل محفزه لظهور سلالة فيروسية جديدة، مثل: سفر الإنسان مسافات بعيدة والتنقل بين البلدان، ونقل المواشي من البلدان البعيدة، وقطع الغابات، وتغير الظروف المناخية. ونأخذ هنا على سبيل المثال تأثير تغير المناخ في إنتاج سلالة فيروسية جديدة وذلك كما حدث في عام 1990م في جنوب شرق الولايات المتحدة حيث أدت الظاهرة المعروفة باسم النينو (ظاهرة مناخية تحدث بين كل 3-5 أعوام بها يتغير اتجاه الرياح في المحيط الهادي، وتؤثر على الطقس في كل العالم) فقد أدى تغير المناخ وزيادة هطول الأمطار، بالإضافة إلى وفرة النفايات التي تتغذى عليها القوارض، مثل الفئران إلى زيادة أعدادها وبالتالي زيادة نسبة تعرض الإنسان للفئران. وساهم ذلك في انتقال فيروس (بالإنجليزية: Hantavirus ) من الفئران إلى الإنسان. وكمثال على مساهمة أنشطة الإنسان في زيادة احتمالية ظهور سلالة فيروسية جديدة، ما يقوم به الإنسان عند قطع الغابات فمثلا في أواخر عام 1990م في كل من أستراليا وماليزيا أدى قطع الغابات إلى هجرة الخفافيش المصابة بفيروس Hendra وفيروس Nepha إلى مناطق التجمعات السكانية وانتقال الفيروس إلى الحيوانات ومن ثم إلى الإنسان.

إذن، يمكن القول إنه نتيجة إلى قدرة الفيروسات وخصوصا التي مادتها الوراثية هي RNA على التطفير المستمر، ونتيجة لزيادة احتمالية حدوث ظاهرة معاودة الارتباط في المادة الوراثية الفيروسية وتحت الضغوط البيئية الطبيعية، ونتيجة لنشاطات الإنسان المختلفة أصبح ظهور سلالات فيروسية جديدة أكثر احتمالا وامراً متوقعاً. اقرأ أيضاً

مصدر الفيروس الجديد:

يتبع الفيروس عائلة الكورونا والتى تنقسم الى 4 مجموعات : ألفا و بيتا و جاما و دلتا . والفيروس ليس جديدا على الساحة؛ فقد تم تشخيصه فى منتصف الستينات.. وبدأ فيروس الكورونا في الظهور في منطقتنا العربية في الآونة الأخيرة.

إلى الآن لم يعرف مصدر هذه السلالة الفيروسية الجديدة لكن هناك العديد من الاحتمالات:

1- قد يكون أحد فيروسات كورونا التي تصيب الإنسان سابقة الذكر حدث له تطفير، وبالتالي أصبحت السلالة الجديدة المطفرة قادرة على إصابة الكلى وهي الخاصية غير الموجودة في فيروسات كورونا الأخرى.

2- قد يكون الفيروس أحد فيروسات كورونا التي تصيب الحيوان في الأصل ونتيجة لإصابة الإنسان به أصبح الفيروس تحت ضغط مما أدى إلى تكيفه وأصبح الفيروس قادرا على اصابة الإنسان وبالتالي قدراته الاضافية تمثلت في القدرة على اصابة خلايا الكلى بدلا من اصابة الجهاز التنفسي فقط ، يعتقد أن الخفافيش هي مصدر الفيروس الأساسي ولكن لم يثبت بشكل قطعي .

في دراسة حديثة تمكن فريق طبي مشترك من وزارة الصحة السعودية مع جامعة كولومبيا الأميركية ومختبرات “إيكو لاب” الصحية الأميركية من عزل فيروس “كورونا الشرق الأوسط” المسبب للالتهاب الرئوي الحاد من إحدى العينات من الخفافيش بالمملكة. وذكرت الدراسة أن فحص “البلمرة” الجزيئية الخاص بالفيروس قد تم أجراؤه على عينات جرى جمعها من 96 خفاشا حيا تمثل سبع فصائل مختلفة، وأيضا على 732 عينة من مخلفات الخفافيش في المناطق التي سجلت فيها حالات مؤكدة للمرض في السعودية. وأضافت أن عينة واحدة من خفاش حي آكل للحشرات أظهرت وجود تركيبة جينية مطابقة 100% لفيروس “كورونا الشرق الأوسط” . كما أظهرت الدراسة أيضا وجود فيروسات متعددة أخرى من فصيلة كورونا في 28% من العينات التي تم فحصها .

بينما أظهرت دراسة اخرى أعدها فريق هولندي نُشرت في دورية “لانست” للأمراض المعدية، أن الإبل وحيدة السنام قد تكون مصدر فيروس كورونا الشرق الأوسط التي تستخدم في المنطقة من أجل اللحوم والحليب والنقل والسباقات. وجمع فريق البحث الهولندي 349 عينة دم من مجموعة متنوعة من الماشية بما في ذلك الإبل والأبقار والأغنام والماعز من عمان وهولندا وإسبانيا وتشيلي، واظهرت الفحوصات وجود أجسام مضادة لفيروس كورونا الشرق الاوسط في جميع العينات الخمسين المأخوذة من الإبل في عمان بينما لم يتم العثور على الأجسام المضادة في باقي الحيوانات .