قصة ابو هريرة مع امه.. اروع القصص في بر الوالدين

اخبار ليل ونهار. قصة ابو هريرة مع امه.. اروع القصص في بر الوالدين. كان أبو هريرة، رضي الله عنه، ملازما لامه، وكان شديد البر بها، وكان يمنعه من الحج والجهاد في سبيل الله، في غير الفريضة، هو خدمته لامه، وفي قصة اسلام امه، الكثير من الفوائد.

قصة إسلام أم أبي هريرة -رضي الله عنهما- قد أخرجها الإمام مسلم في صحيحه؛ قال أبو هريرة: كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة، فدعوتها يومًا فأسمعتني في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما أكره، فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا أبكي، قلت: يا رسول الله، إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي، فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة.

قصة ابو هريرة مع امه.. اروع القصص في بر الوالدين

فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اللهم اهد أم أبي هريرة». فخرجتُ مستبشرًا بدعوة نبي الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما جئت فصرت إلى الباب، فإذا هو مجاف، فسمعت أمي خشف قدمي، فقالت: مكانك يا أبا هريرة. وسمعت خضخضة الماء، قال: فاغتسلتْ ولبستْ درعها وعجلتْ عن خمارها، ففتحت الباب، ثم قالت: يا أبا هريرة، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

قال: فرجعت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأتيته وأنا أبكي من الفرح، قال: قلت: يا رسول الله، أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة. فحمد الله وأثنى عليه وقال خيرًا، قال: قلت: يا رسول الله، ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين، ويحببهم إلينا.

قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اللهم حبب عبيدك هذا -يعني أبا هريرة- وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحبب إليهم المؤمنين». فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبني.

معاني المفردات:

مجاف: أي مغلق.
خشف قدمي: صوتهما في الأرض.
خضخضة الماء: صوت تحريكه.

اضاءات الحديث:

1. حرص أبي هريرة رضي الله عنه الشديد على هداية أمه جعلته يتقلب بين بكاءين متناقضين أحدهما من الهم والحزن الذي أصابه وهو يسمع من أمه ما يكره في رسول الله صلى الله عليه وسلم، والآخر بكاء من الفرح بعد هداية أمه رضي الله عنها ونطقها بالشهادتين.

2. رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأبي هريرة وبأمه جعلته يبادر بتلبية طلب أبي هريرة رضي الله عنه بالدعاء لأم هريرة.

3. في المقاييس البشرية غالبا ماتبادل الإساءة بمثلها، وأم أبي هريرة قالت في النبي صلى الله عليه وسلم ما يكره لكن الرحمة النبوية على صاحبها أفضل صلاة وأتم تسليم جعلته صلى الله عليه وسلم يبادل هذه الإساءة بالدعاء لها بالهداية فلا تشفي ولاحقد ولا ضغينة وحاشاه صلى الله عليه وسلم.

4. أعاد النبي صلى الله عليه وسلم فضل هداية أم أبي هريرة إلى الله سبحانه فهو جل جلاله الهادي، وقد قال الله تعالى في محكم التنزيل {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} القصص 56.