قراءة القرآن من أعظم الطّاعات، وأجلّ القربات، وأشرف العبادات، قال عثمان بن عفان: “لو أنّ قلوبنا طهرت ما شبعنا من كلام ربّنا، وإنّي لَأكره أن يأتي عليَّ يوم لا أنظر في المصحف”، فهو حبل اللّه المتين، والذّكر الحكيم، والصّراط المستقيم، من تركه تكبرا قصمه اللّه، ومن ابتغى الهدى في غيره أضلّه اللّه، وحامله من أهل اللّه وخاصّته، فعن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (إنّ للّه أهلين من النّاس، قالوا يا رسول اللّه، من هم؟ قال: هم أهل القرآن، أهل اللّه وخاصته).
وقال صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف).
وفي مسند الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها).
ومن شغله القرآن عن الدّنيا عوّضه اللّه خيرًا ممّا ترك، ومن ليس في قلبه شيء من القرآن كالبيت الخرب، فكم هي البيوت الخربة، والقلوب الخربة التي أدمنت اليوم على الافلام والاغاني، وهجرت القرآن كلام الرّحمن؟!
يقول ابن القيّم: “..فلو علم النّاس ما في قراءة القرآن بالتدبّر لاشتغلوا بها عن كلّ ما سواها، فإذا قرأه بتفكّر حتى مرّ بآية وهو محتاج إليها في شفاء قلبه، كرّرها ولو مائة مرّة ولو ليلة، فقراءة آية بتفكّر وتفهّم خيرٌ من قراءة ختمةٍ بغير تدبّر وتفهّم، وأنفع للقلب، وأدعى إلى حصول الإيمان، وذَوق حلاوة القرآن… فقراءة القرآن بالتفكّر هي أصل صلاح القلب”.
عامل يتلوا القرآن الكريم اثناء استراحته فادهش الجميع!
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لعامل نقاشة يحاكي تلاوة الشيخ محمد صديق المنشاوي، ليلقى المقطع رواجا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأظهر المقطع إتقان النقاش المصري البسيط في محاكاة صوت الشيخ المنشاوي إلى حد كبير، خلال قراءة سورة البلد.
وحظي صوت العامل على استحسان الكثيرين عبر وسائل التواصل، وشجعوه على الاستمرار، قائلين إن الله أعطاه موهبة الصوت الجميل.
وقال أحد المتابعين “أنا أسمع المنشاوي منذ عشرين عامًا، عندما سمعت هذا الأخ ذهلت والله، الله يرضى عنك استمر”.
واستغرب كثيرون من دقة محاكاة العامل لصوت الشيخ المنشاوي، حتى أن البعض شكك في أن يكون هذا صوت العامل أصلًا وليس صوت الشيخ.
ولكن رد آخرون قائلين إن “سمّيعة” الشيخ المنشاوي يدركون تماما أن الصوت طبيعي وغير مركب، ويحسب للقارئ اقترابه الكبير من نغمات الشيخ، متمنين أن تلد مصر من أمثاله ألوفًا، حتى تستمر ديمومة عذوبة التلاوة المصرية.
والشيخ محمد صديق المنشاوي، رحمه الله، هو أحد أعظم قراء مصر، ولد عام 1920، وأحد أعلام هذا المجال البارزين، ومن روّاد التلاوة المتميزين بتلاوته المرتلة والمجوّدة، ولقب بالقاريء الباكي، نظرا لصوته الخاشع الذي يجعل عيناك تدمع من التأثر بآيات الله تعالى.
سجّل الشيخ المنشاوي المصحف المرتل برواية حفص عن عاصم، وكان قارئا في الإذاعة المصرية، وتوفي عام 1969، إثر مرض عن عمر يناهز 49 عاما.