في دراسة للدكتورة لورا هاردي، وهي محاضرة في علم الأوبئة الجزيئية بجامعة ليدز البريطانية، ‘وجدنا أن الأطفال الذين كان لديهم أعلى مستويات من الأكريلاميد من كل المراكز الخمسة كانوا تقريبا ضعف مستوى الأطفال الدانماركيين. وعندما تقصينا الأنظمة الغذائية للنسوة بات واضحا أن أكبر مصدر للأكريلاميد موجود في رقاقات البطاطس المقلية’.
واعتبر أحد خبراء المجال أن هذا البحث الجديد مهم لأنه يثبت وجود ارتباط واضح بين الأكريلاميد وصحة المواليد الجدد.
وقالت ‘نصيحتنا للأمهات الحوامل هي اتباع نظام غذائي متوازن والتخفيف من المقرمشات ورقاقات البطاطس المقلية. وهذه النتائج تقدم دليلا آخر على السمية المحتملة للأكريلاميد وينبغي أيضا تشجيع المصانع المعنية بالبدء في استكشاف طرق لتقليل الأكريلاميد في منتجاتها’.
وكشفت هذه الدراسة أن استهلاك كمية كبيرة من هذه البطاطس والمقرمشات والبسكويت أثناء الحمل يمكن أن يجعل وزن الأطفال عند الولادة أقل من الوزن المعتاد.
ويشار إلى أن النساء الحوامل اللائي لديهن مدخول عال من الأكريلاميد، الذي يوجد في الأطعمة الشائعة الاستهلاك والقهوة يكنّ أكثر احتمالا لإنجاب أطفال رؤوسهم أصغر حجما.
وقد وجد أن حجم رأس الطفل مرتبط بتأخر نمو الأعصاب في حين أن الأوزان الأقل عند الولادة كانت مرتبطة بآثار صحية وخيمة في بداية الحياة وعندما يكبر الطفل.
ووجد الباحثون أن المواليد لأمهات لديهن مأخوذ غذائي عال من الأكريلاميد كانوا أخف بنحو 132 غراما عن مواليد الأمهات اللائي كان لديهن مدخول منخفض.
وقال الباحثون إن التأثير الذي يسببه الأكريلاميد يمكن مقارنته بأوزان الولادة الأكثر انخفاضا بسبب تدخين الأم.
ويشار إلى أن الأكريلاميد هو مادة كيميائية تُنتج طبيعيا في الطعام نتيجة لطهي الطعام الغني بالنشا في درجات حرارة عالية. وهي موجودة في مجموعة كبيرة من الأطعمة المطهوة منزليا والمعالجة صناعيا مثل المقرمشات ورقاقات البطاطس والخبز والقهوة.
وقال الباحثون إن ‘تضمينات الصحة العامة المحتملة لنتائجنا مهمة. والزيادات في محيط رأس الطفل إشارة مهمة على النمو المستمر للدماغ ومحيط الرأس المنخفض عند الولادة مرتبط بتأخر نمو الأعصاب. والوزن المنخفض عند الولادة يشكل عامل خطر لعدد من الآثار الصحية الوخيمة في مراحل الحياة الأولى ووجد أنه مرتبط بنتائج متعددة وخيمة في مرحلة تالية من الحياة مثل قصر القامة وزيادة حدوث الأمراض الوعائية القلبية والسكري من النمط الثاني وهشاشة العظام’.
وأضافوا أن ‘هذه النتائج تقدم دليلا يعزز الحاجة إلى تغييرات في إنتاج الطعام وتقديم مشورة صحية عامة واضحة للنساء الحوامل لتقليل المدخول الغذائي من الأطعمة التي قد تحتوي على تركيزات عالية من الأكريلاميد’.
ويشار إلى أن الباحثين تفحصوا أنظمة غذائية لـ1100 امرأة حامل بين عام 2006 و2010 في الدانمارك وبريطانيا واليونان والنرويج وإسبانيا. واستعانوا باستبيانات الأطعمة المتكررة للأمهات وتفحصوا أيضا الحبل السري للمواليد حيث إنه يوفر معلومات عن مستويات التعرض للأكريلاميد أثناء الأشهر الأخيرة من الحمل.
وقد شملت الدراسة، التي قادها مركز أبحاث علم الأوبئة البيئية في برشلونة (كريال)، عشرين مركزا بحثيا في أنحاء أوروبا.