المساجد بيوت الله تعالى في أراضيه لتكون مكان عبادته يُعبد فيها سبحانه وتعالى وحده فلا يعبد فيها غيره لذلك نسبت إليه تعالى، يقول سبحانه (( وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ )) سورة البقرة الآية 125.
وهو بجانب ذلك معهد وجامعة، هو مصحف وكتاب وهو سيف وقلم، هو معرفة ورقي وحضارة، وهو ثورة ضد الظلم والفساد والإستعمار والإستبداد .. وهو واحة للأمن والأمان والرخاء.
وهو ميدان حرب وقتال، تنطلق منه أسود الحروب وأبطال القتال وعادوا بالنصر ونشروا كلمة الله في ربوع المعمورة ..
من بيوت الله تخرجت جموع العلماء في الفقه والتفسير والرياضة والطب والهندسة .. فأضاءوا العالم بنور الشريعة وعلومها.
من بيوت الله ثارت ثورات المسلمين ضد المستعمر في كل زمان ومكان.
وإذا كان البعض يمنون بفتح جامعات أهليه لإيجاد وسيلة للتعليم، ويدّعون بأنها من إبتكارهم وأنها من الحضارة المدنية لنشر العلم .. فقد فات على هؤلاء أن المسجد كان – ومايزال – هو الجامعة الشعبية الأولى في العالم – المفتوحة للجميع – منذ أن بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بإنشاء أول مسجد في الإسلام، فخرَّجت علماء الشريعة في كل فنون العلوم والمعرفة ونشرت حضارة لم يشهد العالم مثلها قبل ذلك، وكانت البذور لحضارة أوروبا الحديثة والأساس لوجودها.
رسالة المسجد الأساسية هى عبادة الله تعالى فيه وتشمل الصلاة وقراءة القرآن والإعتكاف، مع أن الله تعالى رخص للمسلم السجود والطهارة في أي بقعة من الأرض طاهرة .. ولكن العبادة داخل المسجد لها روحانية خاصة، لها مذاق جميل .. حتى أن صلاة الجمعة لاتصح إلا في المسجد. وقد حث الإسلام إلى السعي إلى المساجد لحكم سامية .. فالجلوس في المساجد عبادة والسعي إليها طاعة ويشهد للساعي إليها بالإيمان.
روى الترمذي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان ) رياض الصالحين.
قال الله تعالى: (( إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ )) سورة التوبة الآية 18.
وأراد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من بناء المسجد أن يكون القاعدة في كل زمان ومكان لحكم المسلمين ويربط الصلة الدائمة بين العبد وربه وليوثق العلاقة بين الإنسان وأخيه الإنسان حينما يلتقي المسلم بأخيه في الصلاة داخل المسجد كل يوم عدة مرات .. فعند إلتقاء المسلمين في كل صلاة، إنما يؤكد هذه الصلة بين عباد الله المتجددة كل وقت وهو بذلك أعظم ربط إجتماعي يربط بين أبناء الدين الواحد.
وإذا كانت المساجد فقدت بعض أدوارها الشعبية لفترة ما ولسبب أو لآخر.. فستعود إليها أدوارها كاملة بفضل الله والساعين إلى الخير من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وتعود لها شعبيتها في نشر العلم والمعرفة تمد الصغير والكبير بهما، لاتحكمهم مكاتب تنسيق ولاتحطم آمالهم نقص درجات فالجميع ينهل من علوم القرآن على يد علماء أفاضل بما فيهم من صدق القول وعظيم المعنى منصحين مرشدين مستغفرين.
كتاب رسالة المسجد، لماذا الحرب على المساجد الآن؟
كتاب يستحق القراءة.. تحميل مجاني.
فضل المساجد الذي لم تكن تعرفه.. كتاب رائع يستحق القراءة
لتحميل الكتاب (يمكنك التحميل من أي رابط) :
الرابط الاول (الكتاب على هيئة ملف ورد word)
الرابط الثاني ( الكتاب مضغوط )