اهمال علاج مرض الكلاميديا التناسلية قد يسبب العقم!

تصنف الكلاميديا كنوع من البكتيريا الصغيرة الحجم جدا، والتي تنمو فقط داخل الخلايا الحية مثلها مثل الفيروسات، ولكنها مع ذلك تشارك أنواع البكتيريا بمعظم الصفات الحيوية الأخرى، ما عدا عدم وجود جدار خلوي متكامل لديها، وهناك عدة أصناف منها تسبب الأمراض للإنسان، وأهمها صنف الكلاميديا المعدية للجهاز التنفسي، والآخر المعدي للجهاز التناسلي وللعين.
تستوطن بكتيريا الكلاميديا في الجهاز التناسلي، وتسبب التهاب الأغشية المخاطية فيها، كما يهاجم هذا الصنف أحياناً ملتحمة العين، ويؤدي إلى مرض التراخوما الذي قد يتطور إلى عمى الشخص المصاب. ومن الجدير بالذكر أن مرض التراخوما ما يزال يؤدي إلى فقدان البصر لمئات الآلاف من الأطفال في العالم، وبخاصة في أفريقيا، وقد تنتقل الكلاميديا من عين الشخص المصاب إلى الآخرين عن طريق الأيادي الملوثة والذباب.

العدوى وأعراض المرض:
تسبب الكلاميديا التناسلية التهاب البربخ والإحليل عند الرجال، وحرقة أثناء التبول، فضلا عن التهاب البوق والحوض عند النساء، وفي كلا الجنسين يمكن أن تؤدي الحالة المرضية على المدى البعيد إلى العقم. وقد تنتقل الكلاميديا من باطن عنق رحم الأم الحامل إلى الرضيع، فتؤدي إلى التهاب الملتحمة والرئتين وآفات أخرى. وفي كثير من الحالات لا يشعر الشخص المصاب بالعدوى في الفترة الأولى، وفي حالات أخرى تظهر أعراض مرضية ونجيج قيح يشبه تماماً مرض السيلان.
وفي المناطق الاستوائية تنتشر أنماط مصلية من الكلاميديا تسبب مرضا تناسليا يعرف باسم حبيبوم لمفي زهري، ومظاهر هذا المرض تتمثل بتشكل قرحات صغيرة على الأعضاء التناسلية الخارجية، وبتضخم العقد اللمفية الأربية، وارتفاع درجة حرارة الجسم، وطفح، وأحيانا تحدث مضاعفات خطيرة مثل التهاب السحايا والتهاب شغاف القلب.
التشخيص والعلاج والوقاية
يتم إثبات حالة العدوى بالكلاميديا بأخذ عينات من نضحات القيح من الأعضاء التناسلية وزراعتها في أطباق أنسجة خاصة، أو بفحص عينات من بول المريض بواسطة تقنيات البيولوجيا الجزئية. ويوصى أن يقوم الطبيب بإعطاء المريض المضاد الحيوي المناسب للمريض وزوجته في الوقت ذاته.  يعد الإنسان الناقل الوحيد المعروف لبكتيريا الكلاميديا التناسلية، ولا تحدث العدوى مناعة مكتسبة بالجسم، ولا يوجد لقاح ضد المرض، وتتم الوقاية بمنع انتقالها أثناء المعاشرة الجنسية من الشخص المصاب إلى الآخرين.
مجموعة الميكوبلازما
تختلف وجهات النظر العلمية حول أهميّة بكتيريا الميكوبلازما بالانتقال أثناء الاتصال الجنسي، وإحداث الالتهابات، فهذا النوع من البكتيريا موجود وبنسبة مئوية قليلة عند النساء والرجال، كجزء من نبيت الجهاز البولي-التناسلي العادي.وهناك عدة أصناف من الميكوبلازما، فهناك صنف يستقر في الجهاز التنفسي، ويسبب التهاب الرئة، كما أن هناك صنفين آخرين، هما ميكوبلازما، ويوريابلازما يستوطنان في الجهاز التناسلي للإنسان بنسبة تتراوح من 2-10%، ويسببان في ظروف خاصة التهابات موضعية في الأغشية المخاطية للجهاز التناسلي للرجال والنساء، وقد تنتشر هذه البكتيريا إلى الأنسجة المحيطة، وتسبب التهابات الحوض عند النساء، وتؤثر على المرأة الحامل، فيحدث ما يشبه التهاب المسالك البولية. وأما عند الرجال فقد تسبب التهابات البروستات والإحليل اللانوعي، وهذا الالتهاب يظهر بشكل إفرازات سائلة تحتوي على القليل جداً من القيح، ويلاحظ أيضا المريض حرقة وألما أثناء التبول. وتكمن خطورة هذا المرض إذا استمر طويلا، فقد يؤثر في خصوبة الرجل المصاب في المستقبل.
التشخيص والمعالجة
يتم عادة تشخيص حالات التهابات الميكوبلازما بعزل البكتيريا في مزارع خاصة للميكوبلازما في المختبر، أو باستعمال تقنيات البيولوجيا الجزئية؛ للكشف عن وجود البكتيريا في عينات بول المريض. وتعد الاختبارات المصلية للكشف عن وجود الأجسام المضادة في دم المريض غير كافية لتشخيص الميكوبلازما التناسلية.يوصى أن تتم معالجة المريض باستعمال المضادات البكتيرية التي تستخدم عادة في معالجة أمراض الكلاميديا، ولكلا الشريكين المصابين بالعدوى.ويتبين من كل ما سبق أن أخطار الأمراض التناسلية الخفية تتميز بصعوبة اكتشافها، وملاحظة أعراضها في بداية مراحل العدوى، وإذا حدث وانتقلت مع أحد الأمراض التناسلية الخطيرة الأخرى، فستكون النتيجة ضررا أكبر على الجهاز التناسلي، وعلى جسم المريض.