تساقط الشعر من الامور الطبيعية، لكن اذا كان تساقط بكثافة اكبر من المعدل الطبيعي وقتها يجب الانتباه لانها قد تتحول إلى مشكلة، وفي هذا الموضوع سنطرح اهم اسباب فقدان الشعر، ومايجب عمله لتدارك الامر.
تنبت في جلد الإنسان نحو 5 ملايين شعرة، نحو 100 ألف منها تغطي جلد فروة الرأس. ويتراوح ما يتساقط من شعر فروة الرأس بشكل طبيعي كل يوم ما بين 50 إلى 100 شعرة، وربما أكثر من ذلك.
أصل الشعر:
الشعر، بالأصل، هو عبارة عن زوائد بروتينية، تنمو بشكل متواصل لدى الثدييات (اللبائن) من الكائنات الحية. ويتكون ساق الشعرة من ثلاث طبقات.
* القشرة القاسية، وهي الطبقة الخارجية.
* القشرة المتوسطة، وهي الطبقة الوسطى.
* اللب، وهو مركز الشعرة.
وبالنظر إلى نمو خلق الإنسان، يبدأ الشعر بالظهور على جلد الجنين أثناء الشهرين الأولين من عمر الجنين، وتحديدا في مناطق الحاجبين والشفة العليا ومنطقة الذقن، لدى الجنسين. ثم بعد ذلك، وتقريبا بعد بلوغ الشهر الرابع من عمر الجنين، يبدأ الشعر في الظهور على جلد بقية مناطق الجسم. ولا يتكون الشعر في مرحلة الجنين كما هو الحال لدى الإنسان ما بعد الولادة، ذلك أن شعر الجنين لا يحتوي على اللب، بينما شعر الإنسان ما بعد الولادة مكون من لب وقشرة. ولذا فإن شعر الجنين والطفل الحديث الولادة هو شعر ناعم.
وإذا نظرنا تشريحيا إلى الشعرة ومنبتها، نجد أن الحُلَيْمَة هي بنية تشريحية توجد في داخل الجلد وتتخصص في إنتاج الشعرة. ويحيط بالحليمة وبباقي جذر الشعرة الواقع تحت الجلد، بنية تشريحية تشبه الكيس وتدعى الجريب. أما ساق الشعرة فيخرج من الجلد إلى خارج الجسم. وينمو الشعر من الحليمة في مراحل مختلفة. وقد يستمر نمو الشعرة مدة تصل إلى خمس سنوات، وتتوقف هذه المدة على مكان الشعرة في الجسم، وعلى عمر الشخص وحالته الصحية. بعد خمس سنوات من النمو، تتوقف الشعرة عن النمو وتدخل في طور راحة يمتد اثني عشر أسبوعا. بعد طور الراحة تسقط الشعرة من الجريب وتبدأ شعرة جديدة في النمو. ثم تتكرر الحلقة. قد يسقط من شعر الرأس يوميا ما يصل إلى مائة شعرة بشكل طبيعي.
تساقط الشعر:
ويتوقف النمو الطبيعي للشعر على التغذية الدموية الجيدة للحليمة وعلى الحالة الصحية للشخص. وينمو الشعر على مناطق الجلد، بخلاف مناطق محددة من الجلد، كالشفتين وباطن القدمين واليدين. ويجري نمو وفق تأثيرات لعوامل عدة، منها الهرمونات والمكونات الغذائية والحالة النفسية وغيرها.
ويحصل تساقط الشعر كمشكلة حينما تتأثر به مناطق مهمة في فروة الرأس، أو حينما يُصيب بقعا دون بقية المناطق المحيطة به والتي يُغطيها الشعر. وهناك الكثير من الأسباب المعروفة لتساقط الشعر، وهناك أيضا حالات من تساقط الشعر التي لا يُعرف سببها. كما أن تساقط الشعر قد يكون دائما وقد يكون مؤقتا، بحيث يعود الشعر إلى النمو بعد زوال أسباب تساقطه.
وقد تظهر علامات بدء حصول مشكلة تساقط الشعر على هيئة الترقق التدريجي لشعر فروة الرأس، وخاصة في أعلى ومقدمة فروة الرأس. وهذا النوع هو الأكثر شيوعا بين أنواع تساقط الشعر، أي تساقط شعر تلك المنطقة في أعلى ومقدمة فروة الرأس. أو على هيئة حلقات دائرية أو بقع من تساقط الشعر عن الجلد، أي بقع من الصلع بقطر دائرة قد يصل إلى 3 سنتيمترات، وهو ما قد يُصيب شعر فروة الرأس أو شعر الوجه أو أي منطقة أخرى من الجلد. ومن الممكن أن تبدو كتساقط مفاجئ للشعر نتيجة التعرض لحالات من التدهور الصحي أو النفسي، وحينها قد يلاحظ المرء تساقط الشعر على هيئة كتل واضحة بتمشيط الشعر أو حتى شده برفق. وهناك أيضا حالات زوال الشعر عن كامل مناطق جلد الجسم، نتيجة تلقي علاج كيميائي أو اضطرابات هرمونية أو إنزيمية.
أسباب تساقط الشعر:
الهرمونات تلعب دورا رئيسا في نمو الشعر، وفي تساقطه. والنوع الشائع لتساقط الشعر هو شأن وراثي يأخذ إما شكلا ذكوريا male – pattern baldness أو أنثويا female – pattern baldness. ولدى الأشخاص الذين لديهم قابلية لذلك، تلعب الهرمونات دورا مهما في بدء ظهور حالة الصلع. وقد تتسبب الاضطرابات الهرمونية، بالزيادة أو النقصان بتساقط مؤقت للشعر، كما في مراحل الحمل أو الرضاعة أو بدء فترة سن اليأس من الحيض.
وهناك حالات مرضية مرتبطة بالهرمونات، قد تتسبب بتساقط الشعر، كما في كسل الغدة الدرقية. وفي أحيان أخرى، قد تتسبب اضطرابات جهاز مناعة الجسم في ظهور بقع أو حلقات من تساقط الشعر. وحينما تصيب الجلد أنواع معينة من الميكروبات، كالفطريات، والتي تُؤدي إلى تساقط الشعر بشكل مؤقت، وعادة ما يعود الشعر للظهور حال معالجة الفطريات المتسببة فيه.
وهناك أنواع متعددة من الأدوية التي تُؤثر على نمو الشعر، وبالتالي تساقطه، مثل الأدوية المستخدمة في العلاج الكيميائي أو أنواع من أدوية علاج التهابات المفاصل أو علاج الاكتئاب أو أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم.
وبالإضافة إلى كل ما تقدم، تلعب الحالة النفسية دورا مهما في ظهور حالات تساقط الشعر، كالتعرض لحالات من الصدمة النفسية أو الأمراض البدنية الشديدة، أو حالات نتف الشعر نتيجة اضطرابات عصبية سلوكية تثير الرغبة في نتف الشخص لشعر مناطق معينة من جسمه. والتعامل بطريقة غير صحيحة مع الشعر بعدم العناية به بطريقة غير طبيعية، كالشد المفرط أو التجفيف الحار والجائر والمتكرر بشكل يومي واستخدام الصبغات الكيميائية والمواد المثبتة للشعر وغيرهم، فكلها عوامل تضعف الشعر وتسهل تساقطه. وأخيرا، التغذية عامل مهم لنمو الشعر، ذلك أن نمو الشعر بشكل طبيعي وبوفرة يتطلب توفير الجسم لعناصر غذائية بروتينية ودهنية ومعادن الحديد وغيرهم.
أنواع تساقط الشعر:
● تساقط الشعر بعد الأزمات الصحِّية. هو ترقُّق تساقط للشعر، يحدث بعد أشهر قليلة من تعرُّض الشخص لإحدى الأزمات الصحِّية عادة، مثل التعرُّض لإجهاد نفسي شديد أو الحمَّى أو الولادة أو نقص الوزن المفاجئ أو إجراء عمليَّة جراحية، أو كتفاعل جانبي لأحد الأدوية, ويتساقط الشعرُ في هذه الحالات بشكل مؤقَّت.
● نمط الصلع الإنثوي (الثعلبة ذكرية الشكل)؛ حيث يترقَّق الشعر تدريجياً من أعلى أو قمَّة الرأس غالباً. ويكون ذلك أكثرَ وضوحاً بعد سنِّ اليأس عادة, وتميل هذه الحالةُ إلى الظهور بين أفراد العائلة.
● تصيب الثعلبةُ البقعية المراهقات والبالغات من صغار السن غالباً. ويكون تساقطُ الشعر بشكل بقع، ويرتبط بمشكلة في الجهاز المناعي. لا تتضرَّر بصيلاتُ الشعر بشكل دائم في هذه الحالة، وينمو الشعرُ في كثيرٍ من الحالات مرَّةً أخرى في غضون بضعة أشهر.
● ثعلبة الرأس الشاملة، حيث يتساقط الشعر كلِّياً من الرأس. ولا يُتوقَّع نموُّه مرَّةً أخرى.
● الثعلبة الشاملة أو المتعمِّمة، حيث يتساقط شعرُ الرأس والجسم كلياً.
يمكن أن تكونَ تجربةُ تساقط شعر المرأة في عمر الشباب تجربةً مدمِّرة بالنسبة لها؛ فالمجتمع يرى أنَّ الشعرَ جزءٌ مهم من الشكل الخارجي للشخص، وبالنسبة للنساء، هناك وصمةٌ اجتماعية مرتبطة بالصلع، حيث تعاني المرأةُ من بعض المشاكل النفسية غالباً بعد تساقط شعرها، حيث تفقد الثقةَ بالنفس ويتزايد القلق لديها.
وقد تفضِّل الكثيراتُ من النساء الانعزالَ عن المجتمع وعدم المشاركة في الأنشطة الممتعة، لأنَّهن لا يستطعن الدخولَ لحجر تغيير الملابس خوفاً من أن تكتشفَ النساءُ الأُخْرَيات تساقطَ شعرهن.
يعدُّ تساقطُ الشعر أحدَ الآثار الجانبيَّة المعروفة للعلاج الكيميائي، كما تعاني حوالي 50٪ من النساء من زيادة في تساقط الشعر بعدَ الإنجاب.
معالجة تساقط الشعر:
من المفيد معالجةُ النواحي الجسدية لتساقط الشعر, ومحاولة معرفة جميع المعلومات الخاصَّة بتساقط الشعر، وخيارات العلاج المتاحة لذلك.
ثبتت فعَّاليةُ استخدام بلسم الشعر الذي يحتوي على محلول مينوكسيديل في علاج نمط الصلع الأنثوي؛ فبعد استخدامه، تلاحظ معظمُ النساء بعضَ التحسُّن، بما في ذلك توقُّف تساقط الشعر أو إبطاء الصلع وازدياد ثخانة الشعر. وينمو شعرُ ما يصل إلى 25٪ من النساء مرَّةً أخرى في غضون استخدامه.
لكن، يجب استشارةُ الطبيب أو طبيب الأمراض الجلدية قبلَ البدء أو الانتهاء من استخدام أدوية الثعلبة.
إستراتيجيات التكيُّف:
من المهمِّ أيضاً معالجة الآثار النفسية لتساقط الشعر؛ فإذا تساقط شعرُ المرأة، ولو بشكل مؤقَّت, ستكون الحياةُ أسهلَ إذا هي تقبَّلت الوضع وتكيَّفت مع تغيُّر شكلها الخارجي.
تختلف الدرجةُ التي تستطيع فيها المرأةُ تقبُّلَ شكلها عندما تنظر في المرآة باختلاف إستراتيجيات التأقلم الخاصَّة بها، وحسب شخصيَّتها وتقديرها لذاتها، والدعم الذي تتلقَّاه ممَّن حولها. ولكن، من المهمِّ لمن تعاني من الثعلبة أن تعزِّزَ العناصر الإيجابيةَ في حياتها.
وهذه بعضُ النصائح التي يمكن أن تتَّبعها المرأة:
● الاستماع لقصص من يعانون من المشكلة نفسها.
● الانضمام الى إحدى فِرَق الدعم؛ فهناك مجموعاتُ متنوِّعة توفِّر للمريضة فرصَ التواصل مع من يعانين من الثعلبة.
● إمكانيَّة التواصل مع المصابات بالثعلبة عبر الإنترنت.
● تقبُّل الوضع: ليس من السهل تقبُّل ذلك؛ ولكن يجب على المرأة التصالُح مع هذه المشكلة, وإحدى طرق القيام بذلك أن تكتبَ جميعَ الصفات التي تميِّزها، وأن تركِّزَ طاقتَها على تعزيز هذه الصفات.
● الحديث عن ذلك: يجب أن تناقشَ المرأةُ مشكلةَ تساقط شعرها مع عائلتها وصديقاتها وأحبَّائها، خصوصاً من لديها معرفة بهم منذ وقت طويل؛ حيث تتحدَّث عن مشاعرها حيالَ ذلك، وتبيِّن لهم نوعَ الدعم الذي تحتاج إليه. وإذا كانت هذه المشكلةُ تؤثِّر في علاقتها مع زوجها، فيجب أن تزورَ أحدَ المعالجين النفسيين أو مراكز مساعدة الأزواج.
● تغطية الشعر: يمكن أن تحاولَ المرأةُ تغطيةَ الثعلبة بما هو مناسب لها، بعد استشارة الطبيب, وأن تثابرَ على ذلك حتَّى تجدَ المنتجَ والنمط الاذين يناسبانها. ولكن، قد تفضِّل المرأةُ عدمَ تغطية الثعلبة, أيَّا كانت الطريقة, لذلك يجب أن تفعلَ ما يناسبها.
● التحلِّي بالصبر: يعدُّ الكثيرُ من حالات تساقط الشعر لدى النساء مؤقَّتاً, ولا يمكن التنبُّؤُ بنموِّ الشعر مرَّةً أخرى، وقد يستغرق ذلك سنوات. ويجب أن تتذكَّرَ المرأةُ أيضاً أنَّ ملمسَ الشعر ولونه قد يختلفان بعدَ نموِّه مرَّةً أخرى.
● تجنُّب ما تدَّعيه بعضُ المعالجات الخارقة: يجب عدمُ تصديق ادِّعاءات المنتجات العجيبة، حيث لا يوجد علاجٌ من هذا النوع لتساقط الشعر عندَ الإناث.
كشف طبي:
إن زيارة الطبيب خطوة مهمة في التعامل مع مشكلة تساقط الشعر. وقبل زيارتك للطبيب، تأكد من الأمور التالية:
– دوّن المعلومات الشخصية الرئيسة، بما في ذلك أي تغييرات رئيسة في الحياة أخيرا.
– ضع قائمة بجميع الأدوية، وكذلك الفيتامينات أو المكملات الغذائية، التي كنت تتناولها.
– اكتب الأسئلة التي تطلب من طبيبك الإجابة عنها.
إن وقتك مع الطبيب محدود، وبالتالي فإن إعداد قائمة من الأسئلة تساعدك على الاستفادة القصوى من وقتك معه. قائمة أسئلتك من الأكثر أهمية إلى الأقل أهمية في حالة نفاد الوقت تشمل المقترحات التالية:
– ما المرجح كسبب لتساقط الشعر لدي؟
– هل هناك أسباب أخرى محتملة؟
– ما أنواع الاختبارات والفحوصات التي أحتاجها؟
– هل تساقط الشعر لدي مؤقت أو أنه على الأرجح مزمن؟
– ما أفضل مسار للطريقة المعالجة؟
– هل هناك أي أمور يجب علي الامتناع عنها؟
وقد يسأل الطبيب من جانبه عن الأمور التالية:
– متى بدأت مشكلة تساقط الشعر لديك؟
– هل كان فقدان شعرك مستمرا أو عارضا؟
– هل كانت لديك مشكلة مماثلة في الماضي؟
– هل أُصيب أي شخص في عائلتك بتساقط الشعر؟
– ما الأدوية أو المكملات الغذائية التي تأخذها بانتظام؟
– هل هناك شيء لاحظت أنه يخفف من فقدان الشعر؟
– هل هناك شيء لاحظت أنه يزيد مشكلة فقدان الشعر؟
وقد يطلب طبيبك إجراء اختبارات الدم لتحديد ما إذا كانت لديك حالة طبية قد تكون السبب في تساقط الشعر، مثل أمراض الغدة الدرقية، ومرض السكري أو مرض الذئبة.
وقد يأخذ عينة خزعية punch biopsy لمنطقة جلد الشعر المتساقط، وخلال الاختبار يجري سحب عدة عشرات من الشعر بلطف ليرى كم عدد الشعر الذي يسقط. ويمكن كشط عينات مأخوذة من الجلد أو من شعرات التقطه من فروة الرأس لمعرفة ما إذا كانت عدوى فطرية تسببت بفقدان الشعر. وخلال إجراء عينة الخزعة، يستخدم الطبيب أداة دائرية لإزالة جزء صغير من طبقات الجلد.