اخبار ليل ونهار. مفاجأة استطلاعات انتخابات الرئاسة الامريكية. يتابع الملايين حول العالم، اهم انتخابات رئاسية في العالم، التي يتحدد على نتائجها الكثير من السياسات، بل ان مصير الكثير من حكام الدول العربية يتوقف على حسب السياسة الامريكية، لذلك فهناك عددا من الحكام العرب يحبس انفاسه مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الامريكية، حيث ان بقاءهم في كرسي الحكم، يرتبط ببقاء دونالد ترامب رئيسا لامريكا.
لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السُفن، حيث ان هناك الكثير من المفاجآت القادمة، والتي ربما ستغير الكثير من مجريات الامور، والتي ربما ستُسقط بعضا من حكام العرب من فوق كراسي الحكم.
حيث سيقرر الناخبون الأمريكيون في الثالث من شهر نوفمبر المقبل، مصير دونالد ترامب، وما إذا كان دونالد ترامب سيبقى في البيت الأبيض لأربعة أعوام أخرى، ام سوف تكون نهايته.
ويواجه ترامب الجمهوري تحديا من جانب مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن، الذي سبق له أن تولى منصب نائب الرئيس في إدارة الرئيس باراك أوباما، والمنخرط في الحياة السياسية الأمريكية منذ سبعينيات القرن الماضي.
وباقتراب موعد الانتخابات، ستحاول شركات استطلاع الآراء قياس المزاج العام في البلاد عن طريق سؤال الناخبين عن أي من المرشحين يفضلون.
في واحدة من أسوأ نتائج الرئيس الأميركي دونالد ترامب باستطلاعات الرأي، أظهر استطلاع اُعلن أمس أن المرشح الديمقراطي المحتمل جو بايدن يتقدم بفارق 14 نقطة على ترامب قبل انتخابات نوفمبر الرئاسية.
وأظهر الاستطلاع -الذي أجرته صحيفة نيويورك تايمز ومعهد “سيينا كوليدج” للأبحاث- أن بايدن حصل على 50% من الأصوات مقابل 36% لترامب.
وأضافت الصحيفة أن ترامب يفقد الدعم بين شريحة واسعة من الناخبين بعد أن تخبطت إدارته في تعاملها مع وباء كورونا الذي شل الاقتصاد.
ويبدو أن موقف الرئيس “المتشدد” خلال الاحتجاجات الوطنية بشأن الظلم العنصري ووحشية الشرطة ضد الأقليات كلفه الكثير أيضا.
وأظهر الاستطلاع أيضا أن دعم ترامب انخفض بشدة بين الناخبين الذين يميل الجمهوريون إلى الاعتماد عليهم من البيض الحاصلين على شهادات جامعية.
ويسجل المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية جو بايدن تقدما واضحا في استطلاعات الرأي مع أنه اضطر للقيام بحملة انتخابية من منزله بسبب تدابير العزل.
واستفاد بايدن، عن غير قصد، من تفشي وباء كورونا والأزمة الاقتصادية العميقة، مما يجعل من الانتخابات استفتاءً حقيقاً على الرئيس الحالي دونالد ترمب.
وقد سمح وباء كورونا لبايدن البالغ من العمر 77 عاماً، بتجنب السفر كثيرا والقيام بحملات انتخابية مرهقة.
بايدن محظوظ كثيراً. فرغم تكبده ثلاث هزائم كبيرة في الانتخابات التمهيدية، فإنه عبر العاصفة متمسكاً باستراتيجية الانطلاق: التعويل كثيراً على كارولاينا الجنوبية وناخبيه الأمريكيين من أصل أفريقي وهي فئة مهمة جداً بالنسبة لكل مرشح ديموقراطي يريد الوصول إلى البيت الأبيض.
وقد سجل المرشح الديمقراطي جو بايدن سابقة تاريخية كأول مرشح رئاسي في التاريخ الأميركي يتحدث إلى تجمع لمسلمي أميركا قبل إجراء الانتخابات الرئاسية، فلم يسبق أن تحدث أي مرشح رئاسي -سواء من الحزب الجمهوري أو الديمقراطي- معهم في هذا الوقت المتقدم من الحملة.
جاء ذلك عبر استضافة بايدن من قبل منظمة إيماج الناشطة في مجال الحقوق السياسية للمسلمين في الولايات المتحدة خلال برنامج افتراضي على الإنترنت تحت عنوان “قمة مليون صوت مسلم” شارك فيه أكثر من 3 آلاف مسلم أميركي.
واعتبر بايدن أن المسلمين عانوا من الإساءة والعنصرية رغم مساهماتهم في المجتمع الأميركي، وأنه بدوره سيقوم بإلغاء حظر السفر الذي فرضته إدارة ترامب على المسلمين منذ اليوم الأول لإدارته قائلا “إذا كان لي شرف أن أكون رئيسا فسوف أنهي الحظر المفروض على المسلمين في اليوم الأول”.
وافتتح بايدن كلمته باستدعاء حديث للنبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام: (مَن رَأَى مِنكُم مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بيَدِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسانِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وذلكَ أضْعَفُ الإيمانِ)، وأشاد بتعاليم الرسول الكريم، متعهدا بالاستعانة بمسلمين أميركيين ضمن فريقه الرئاسي.
كما تعهد بايدن بدعم الفلسطينيين ووقف دعم الدكتاتوريات حول العالم، مركزا على ظاهرة الإسلاموفوبيا “التي ساهمت في صعودها سياسات ومواقف الرئيس دونالد ترامب”.
وفيما يتعلق بسياسات الشرق الأوسط، أشار بايدن إلى الموقف التقليدي للحزب الديمقراطي الذي ينادي بحل الدولتين ويرفض الإجراءات الإسرائيلية الأحادية، خاصة ما يتعلق باستمرار بناء المستوطنات في الضفة الغربية.
وأشاد بايدن بمساهمة مسلمي أميركا في مواجهة فيروس كورونا المستجد، ولم يتطرق إلى قضايا الإرهاب أو التطرف الإسلامي.
وقال إن “أحد الأشياء التي أعتقد أنها مهمة هو أني أتمنى لو أننا تعلمنا المزيد في مدارسنا عن العقيدة الإسلامية، نحن جميعا نجيء من نفس الجذور البشرية، ونتشارك في نفس المعتقدات الأساسية”.
أستاذ تاريخ امريكي يفجر مفاجأة ويتوقع فوز بايدن:
نجحت توقعات أستاذ التاريخ في الجامعة الأمريكية ألان ليتشمان لنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية منذ العام 1984، بما في ذلك انتخابات العام 2016 عندما فاجأ الملياردير الجمهوري دونالد ترامب العالم بفوزه.
ويتوقّع ليتشمان هذه المرة فوز النائب السابق للرئيس باراك أوباما في انتخابات نوفمبر.
ويقول ليتشمان “لكن ذلك لا يتعلّق بجو بايدن ولا بشخصية دونالد ترمب: كل شيء يرتكز على التقييم”.
فأستاذ التاريخ طوّر نظاماً مؤلفاً من 13 “مفتاحاً” من السهل تحديدها من بينها: هل البلاد تتمتع بصحة اقتصادية جيدة؟ هل تمرّ باضطرابات اجتماعية؟ هل الرئيس المنتهية ولايته مرشح للانتخابات؟
لكن معياراً واحداً يعطي نقاطاً للمرشح نفسه: هل يتمتع بحضور قوي؟
يشير ليتشمان إلى أن “بايدن لا يصبّ في هذه الخانة. إنه رجل ودود جداً وصادق لكنه لا يتمتع بشخصية قوية”.
وكان ليتشمان يعتبر أواخر العام 2019 أن ترمب انطلق جيداً في اتجاه إعادة انتخابه. ويقول الآن إنه “مذاك، ارتكب خطأ فادحاً هو الاعتقاد بأنه بإمكانه الاكتفاء بإلقاء خطابات للخروج من أزمات تضرب البلاد ودعوات لتحقيق العدالة الاجتماعية والركود الاقتصادي. هذا لا ينفع. والنتيجة هي رئاسة فاشلة”.
مع أكثر من 160 ألف وفاة و5 ملايين إصابة، الولايات المتحدة هي الدولة الأكثر تضرراً في العالم جراء فيروس كورونا وقد أضعفت الأزمة الصحية الاقتصاد الأمريكي.
وتعتبر الإستطلاعات مؤشرات جيدة للشعبية التي يتمتع بها المرشح على مستوى البلاد بشكل عام، ولكنها ليست بالضرورة طريقة سليمة للتنبؤ بنتيجة الإنتخابات.
ففي انتخابات عام 2016 على سبيل المثال، كانت هيلاري كلينتون متقدمة في استطلاعات الآراء وتفوقت على ترامب بثلاثة ملايين صوت تقريبا، ولكنها خسرت مع ذلك. سبب ذلك أن الولايات المتحدة تطبق نظام المجمع الإنتخابي، ولذا فالفوز بعدد أكبر من الأصوات لا يضمن للمرشح الفوز في الإنتخابات.
وإذا تجاوزنا هذه المعلومة، فمن المفيد أن نعرف أن جو بايدن يتقدم على ترامب في استطلاعات الآراء الوطنية لمعظم السنة، وكانت شعبيته تحوم حول الـ 50 في المئة في الأسابيع الأخيرة وتقدم على منافسه بعشر نقاط في بعض الأحيان.