النسيان قد يكون علاج لكثير من الناس نتيجة لماقد يشعرون به من مشاكل ومصاعب يومية، لكن تزايد النسيان عن الحد الطبيعى سيوقف حياتك، وفي هذا الموضوع سوف تفيدك وكالة اخبار ليل ونهار بالمزيد عن الزهايمر – Alzheimer (مرض النسيان)، عن اسبابه وعلاجه وكيفية تجنبه.
في الحياة العادية ينسي الكثير من الناس أشياء صغيرة، مثل مكان مفاتيح السيارة أو ما حدث بالضبط الأسبوع الماضي. ولكن إذا تكررت حالة النسيان بشكل دائم أو إذا تضمنت أشياء بسيطة تحدث بشكل يومي مثل عنوان المنزل أو أشياء من هذا القبيل، فيمكن أن تكون هذه الحالة من أعراض مرض الزهايمر.
فمرض الزهايمر هو حالة مرضية تصيب الخلايا العصبية في المخ وتؤدى إلى إفسادها وإلى انكماش حجم المخ. كما يصيب الجزء المسئول عن التفكير والذاكرة واللغة. وغالبا ما يحدث للأشخاص فوق سن الستين، ولكنه يمكن أن يصيب أشخاص في سن الأربعين. ويتسبب في أمراض أخرى (اختلال العقل) وانخفاض القدرات العقلية لكبار السن.
انواع الزهايمر:
– النوع الأول هو نوع وراثي (الزهايمر العائلي – FAD). وهذا النوع ينتقل عن طريق الجينات الوراثية من أحد الوالدين أو كليهما. هذا النوع غير منتشر ويحدث بنسبة 10% لمن هم قبل سن 65 سنة. أما – النوع الثاني فهو (الزهايمر الفردي – AD) وهو لا يحدث عن طريق الوراثة. ويحدث للأشخاص بعد سن 65 سنة.
مرض الزهايمر (Alzheimer) يسبب تغيرات بالمخ تزداد سوءً بشكل تدريجى، وهو من أكثر الأسباب شيوعاً وراء إصابة الإنسان بالعته – فهو مجموعة من اضطرابات المخ التى تسبب تدهور للمهارات الفكرية والاجتماعية بالدرجة التى تؤثر على حياة الشخص اليومية. فى مرض الزهايمر يحدث ضمور فى خلايا المخ مؤثرة على الذاكرة وعلى الوظائف العقلية. الأدوية المتاحة لعلاج هذا المرض فى الوقت الحالى واستراتيجيات إدارته تساهم فى تخفيف حدة الأعراض بشكل مؤقت وفى رفع كفاءة وظائف المخ، بجانب البحث عن شبكات الدعم التى تقدم الخدمات الاجتماعية لمريض الزهايمر التى تحول دون تدهور حالته بشكل كبير.
أعراض مرض الزهايمر:
أولى أعراض الحالة التى يمكن ملاحظتها على مريض الزهايمر هو تكرار نسيانه للأحداث وللأشياء مع الارتباك فى التصرفات. بمرور الوقت يكون للمرض تأثير على وظائف الذاكرة وعلى طريقة الكلام والكتابة لديه، وعلى قدرته على حل المشكلات أو الحكم عليها. وإذا كنت مريضاً بالنسيان يمكنك الحكم على حالتك من خلال عدم قدرتك (بشكل غير طبيعى بالفعل) على تذكر الأشياء أو ترتيب الأفكار، أو عدم القدرة على التعرف على أية تغيرات ملحوظة للمحيطين بك من أفراد العائلة أو من الأصدقاء وزملاء العمل .. كما لا يجد الشخص فى التصرفات الخاطئة شىء يشوبها بل ينظر إليها على أنها تصرفات سليمة.
التغيرات التى تصيب المخ والمتصلة بمرض الزهايمر تؤدى إلى ظهور مشاكل فى الوظائف التالية: – الذاكرة: لكل شخص فترة انتكاسة تحدث للذاكرة والتى تتسم بلحظات من النسيان المؤقت، كأن ينسى الشخص أين وضع مفاتيح السيارة أو نسيان اسم شخص قد تعرف عليه، لكن النسيان مع مرض الزهايمر يتكرر حدوثه بل وتزداد الأعراض سوءاً معه. فمريض الزهايمر نجده: – يكرر القول الذى قاله أو يكرر السؤال الذى سأله عدة مرات ومن وقت لآخر. – ينسى ما دار فى الأحاديث والمقابلات أو الأحداث ولا يتذكرها فى وقت لاحق. – ينسى بشكل روتينى أماكن الأشياء. – ينسى أسماء أفراد العائلة.
– إدراك الأشياء: يفقد مرضى الزهايمر إحساسهم بالأيام والوقت، كما لا يتعرفون على الأماكن المألوفة بالنسبة لهم ويتوهون فيها.
– الكلام والكتابة: يجد مريض الزهايمر صعوبة فى التوصل للكلمات الصحيحة التى يتم عن طريقها تحديد الأشياء، كما يجد صعوبة فى التعبير عن أفكاره أو عند المشاركة فى الأحاديث، وبمرور الوقت فإن مهارات القراءة والكتابة لديه تنحدر بشكل ملحوظ.
– التفكير وربط المنطق به: يجد مريض الزهايمر صعوبة فى التركيز والتفكير وخاصة بالنسبة للمفاهيم التجريدية مثل الأرقام. وهناك الكثير من المرضى بالزهايمر يجدون صعوبة وتحدِ فى إدراة الأمور المالية من عمل الحسابات أو دفع الفواتير المستحقة فى مواعيدها، تتطور مثل هذه الصعوبة فى صورة عدم القدرة على التعرف أو التعامل مع الأرقام.
– الحكم وأخذ القرارات: التجاوب بإيجابية مع المشاكل الروتينة اليومية فى المنزل مثل احتراق الأطعمة فوق نار الموقد أو التصرف فى مواقف القيادة غير المتوقعة تتأثر بشكل كبير وتصبح مواقف تحدى بالنسبة لمريض الزهايمر.
– التخطيط والقيام بالمهام الأسرية: الأنشطة الروتينية التى تتطلب خطوات متتالية تمثل مشكلة مثل عملية الطهى أو القيام بممارسة النشاط الرياضى المعتاد، فكلما ازداد المرض سوءً وتقدمت الأعراض فهو لم يعد يتذكر الخطوات .. وفى الحالات المتأخرة من المرض ينسى الشخص كيف يرتدى ملابسه أو كيف يستحم!
– تغير فى الشخصية وفى التصرفات: التغيرات التى يصاب بها المخ فى مرض النسيان تؤثر على طريقة أدائه فى مختلف المواقف الحياتية والأحداث اليومية، كما تؤثر على أحساسيه ومشاعره، لذا فالشخص المريض بمرض النسيان من الممكن أن تظهر عليه الاضطرابات التالية: – الاكتئاب. القلق .. – الانسحاب الاجتماعى. – التقلبات المزاجية. – عدم الثقة فى الآخرين. – زيادة العناد. – الاستثارة والعداونية. – تغير فى عادات النوم.
أسباب مرض الزهايمر:
الكثير من العلماء، يرجعون أسباب إصابة الشخص بمرض الزهايمر إلى مجموعة من العوامل ومن بينها:
– العامل الوراثى المتمثل فى انتقال الجينات من جيل إلى آخر.
– نمط الحياة المتبع من قبل الشخص.
– العوامل البيئية المحيطة به. وكلها عوامل تؤثر على كفاءة المخ ووظائفه الحيوية.
ما زالت العوامل أو الأسباب المؤدية للإصابة بمرض النسيان غير مفهومة كلية، لكن تأثير المرض على المخ واضح. فمرض النسيان يدمر خلايا المخ ويقتلها، ومن علامات إصابة المخ بمرض الزهايمر هو قلة عدد الخلايا به وعدم اتصال الخلايا الحية ببعضها كما الحال مع أنسجة المخ الصحية. وكلما زاد عدد الخلايا الميتة فى المخ بسبب هذا المرض، فمن السهل ملاحظة انكماش حجم المخ، وعندما يقوم الأطباء بفحص خلايا المخ تحت المجهر (الميكروسكوب) يحددون علامتين أساسيتين تشير إلى أن خلايا المخ غير طبيعية، وهما: 1- العلامة الأولى: وجود ترسبات أو وجود ما يشبه بالكتل: وهى كتل من البروتينات التى تسمى (Beta-amyloid) تدمر خلايا المخ بعدة طرق حيث تؤثر على اتصال الخلايا ببعضها البعض.
2- العلامة الثانية: تعتمد خلايا المخ على الدعم الداخلى الذى يقدم لها من أعضاء الجسم الأخرى وعلى نظام بعينه لنقل المواد الغذائية والأساسية. وهذا النظام يتطلب وجود هيكل طبيعى وبروتين يُسمى (Tau)، وفى مرض الزهايمر فإن هذا البروتين يحدث به خلل مؤدياً إلى فشل نظام النقل، وهذا الفشل قد يتطور ويظهر فى صورة موت لخلايا المخ.
عوامل الخطورة: العمر: كلما تقدم العمر بالإنسان كما ازدادت مخاطر إصابته بمرض النسيان حيث تتضاعف النسبة كل خمس سنوات بعد أن يبلغ الإنسان من العمر 65 عاماً .. لكن هذا لا يعنى أن مرض النسيان أحد السمات أو الملامح المميزة لمرحلة الشيخوخة. أما الأشخاص التى يوجد أحد أفراد العائلة فيها قد أصيب بمرض النسيان فمن الممكن أن تنتقل الجينات غير الطبيعية إليهم وتسبب الإصابة به ومن الممكن أن يكون ذلك فى سن مبكرة فى الأربعينات أو الخمسينات.
النوع: الإناث أكثر تعرضاً للإصابة بمرض الزهايمر عن الذكور لأن متوسط أعمارهن أطول من متوسط عمر الذكور.
العامل الوراثى: تزداد مخاطر الإصابة بمرض النسيان (الزهايمر) إذا كان لدى الشخص أحد أقاربه من الدرجة الأولى مصاب به، وقد قام العلماء بتحديد تحورات نادرة تحث فى ثلاث جينات فقط المسئولة عن الانتقال الوراثى لهذا المرض من جيل إلى آخر لكنها تسبب نسبة إصابة لا تتعدى 5% فقط وأقل من هذه النسبة، وآليات التحورات الجينية التى تقف وراء الإصابة بالزهايمر غير مفهومة وغير واضحة حتى الآن.
إصابة سابقة بالرأس: الأشخاص التى تعرضت لإصابة حادة سابقة بالرأس أو تكررت إصابات الرأس لديها تزداد مخاطر إصابتها بمرض الزهايمر.
الخلل الإداركى: الأشخاص التى تعانى من خلل فى العمليات الإدراكية تعانى من اضطرابات بالذاكرة وغيرها من الاضطرابات الإدراكية التى تزداد سوءاً مع التقدم فى العمر لكنها ليست بالسوء الذى يمكن تصنيفه على أنه عته (Dementia). الشخص الذى يعانى من خلل فى العمليات الإدراكية لديه هناك احتمالية – لكن ليس أكيداً – أن يصاب فى مرحلة لاحقة بالعته. لكن بتغيير نمط الحياة إلى نمط صحى وإتباع بعض الاستراتيجيات التى قد تعوض عن فقدان الذاكرة فى هذه المرحلة العمرية المتقدمة قد يؤجل أو يقى من تدهور الحالة ووصولها إلى العته.
نمط الحياة وصحة القلب: لا يوجد نمط حياة بعينه يقلل من مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر، ومع ذلك فقد أشار العلماء إلى وجود بعض العوامل المتسببة فى الإصابة بأمراض القلب هى نفسها قد تساهم فى ازدياد مخاطر الإصابة بالزهايمر، ومن بين هذه الأنماط الخاطئة: – قلة ممارسة الحركة والتمارين الرياضية. – التدخين.
– ارتفاع ضغط الدم. – ارتفاع نسب الكوليسترول.
– عدم التحكم فى مرض السكر.
– النظام الغذائى الذى يفتقد إلى الفاكهة والخضراوات. المزيد عن أهمية تناول الفاكهة والخضراوات .. – عدم الانخراط فى الحياة الاجتماعية مع الآخرين. هذه العوامل قد تتسبب فى الإصابة بالعته الوعائى وهو نوع من أنواع العته التى ترتبط بضمور الأوعية الدموية فى المخ، واللجوء إلى فريق للعناية الطبية بالشخص للتحكم فى مثل هذه العوامل تساعد فى حماية القلب بل وتقلل من مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر والعته الوعائى.
التعلم من مواقف الحياة ومدى الاندماج الاجتماعى: إن الانغماس فى الأنشطة الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين لهما دور كبير فى الإقلال من مخاطر إصابة الشخص بمرض الزهايمر. ومن العوامل الاجتماعية التى تساهم فى الحد من هذا المرض التالى: – ارتفاع المستوى التعليمى للشخص. – وظيفة محفزة على تشغيل العقل والذهن. – التفاعل الاجتماعى المتكرر. – الانشغال بالأنشطة الترفيهية التى تعمل على تشغيل الذهن مثل القراءة والألعاب أو عزف آلة موسيقية.
المضاعفات:
تتمثل مضاعفات مرض الزهايمر فى: – فقدان الذاكرة. – عدم القدرة على إصدار الحكم الصحيح على الأمور. – تغيرات فى الوظائف الإدراكية لدى الشخص. – وقد لا يكون الشخص قادراً على التعبير عن آلامه، مثل آلام الأسنان. – عدم قدرة الشخص على إخبار المحيطين بأى خلل أو اضطراب يشعر به. – لا يكون قادراً على إتباع خطة علاجية موصوفة له. – غير قادراً على ملاجظة أو وصف الآثار الجانبية لدواء ما. – فى الحالات المتقدمة من مرض النسيان، فإن تغيرات المخ تؤثر على الوظائف الجسدية مثل البلع أو الاتزان أو عدم التحكم فى عمليات الإخراج والتبول.
– كثرة السقوط والعرض للإصابات والكسور. – الإصابة بالالتهاب الرئوى حيث أن صعوبة البلع تجعل المريض يستنشق الطعام والسوائل فى ممرات الهواء والرئة مما يؤدى إلى الإصابة بالالتهاب الرئوى. المزيد عن الالتهاب الرئوى .. – كما أن عم القدرة على إخراج البول (احتباس البول) يؤدى إلى تركب قسطرة والتى تزيد معها مخاطر إلإصاية بعدوى الجهاز البولى وغيرها من الأعراض الخطيرة التى قد تودى بحياة الشخص. المزيد عن عدوى الجهاز البولى ..
العلاج:
تتمثل الخطة العلاجية فى الخطوات التالية: أ- الأدوية: الأدوية التى تُقدم لعلاج مرض الزهايمر تعمل لفترة من الزمن على تحسين الذاكرة وغيرها من الوظائف الإدراكية الأخرى حيث تبطأ من التدهور السريع للحالة وتزيد من كفاءة اتصال الخلايا ببعضها البعض فى المخ. من بعض الآثار الجانبية لهذه الأدوية: الإسهال، الغثيان واضطرابات فى النوم.
ب- خلق بيئة داعمة وآمنة للمريض: تبنى احتياجات مريض الزهايمر يعد جزءاً أساسياً فى الخطة العلاجية المقدمة له، ويمكنك إتباع الخطوات التالية لكى تساعد المريض بالزهايمر: – التخلص من قطع الأثاث التى تعمل على ازدحام المكان وإعاقة حركة المريض، أو قطع السجاد الصغيرة التى قد تنزلق معها قدم المريض. – وجود درابزين إذا كانت هناك سلالم داخلية أو خارجية ووسائل لدعم حركة المريض فى دورة المياه. – ضمان ارتداء المريض للأحذية المريحة والتى تجنبه الانزلاق والسقوط. – الحد من كم المرايا، حيث أن مريض الزهايمر عندما يرى صورته فى المرآة يشعر بالارتباك والخوف.
ج- الرياضة: إن الانتظام فى ممارسة نشاط رياضى جزء من الخطة العلاجية لمريض الزهايمر، فممارسة المريض 30 دقيقة من المشى يومياً يحسن من حالته المزاجية ويحافظ على صحة مفاصله وعضلاته وقلبه. كما أن الرياضة تساهم فى النوم الجيد والعميق له وتحول دون إصابته بالإمساك.
الأشخاص التى تعانى من عدم القدرة على المشى، هناك حلول بديلة من ممارسة الحركة على الدراجة الثابتة أو المشاركة فى النشاط الرياضى بالجلوس على المقعد، وغيرها من الوسائل التى يمكن استشارة الطبيب المختص فيها.
ملحوظة هامة: لابد من ضمان حمل الشخص المصاب بالزهايمر لبطاقة تحقيق هويته أثناء خروجه بمفرده من المنزل.
د- التغذية: الشخص المريض بالزهايمر ينسى أن يتناول الطعام، بل ويفقد المتعة فى إعداده بالمثل، كما لا يشرب الكم الوافر من السوائل والماء مما يعرضه للإصابة بالجفاف والإمساك. لابد وأن يحرض المحيطين به على تقديم التالى له بين الحين والآخر: – إمداده بالسوائل العالية فى نسبة السعرات الحرارية لإمداده بالطاقة. وبالمثل الماء وعصائر الفاكهة وغيرها من المشروبات الصحية الأخرى. – الابتعاد عن المشروبات التى تحتوى على كافيين لأنها تسبب صعوبات فى النوم، كما تحفز المرض على التبول المتكرر.
– الحرص على تناول الأطعمة الصحية وخاصة من الفاكهة والخضراوات.
الوقاية من الزهايمر:
حتى الآن لا يوجد علاج لمرض الزهايمر أو الوقاية من الإصابة به. وهناك بعض الأدوية التي تساعد على تحسين الذاكرة وعلى التحكم في بعض أعراض المرض وسلوك المريض أو تساعد في علاج بعض حالات الإحباط أو الاكتئاب المصاحبة له، مع العمل على الارتقاء بالمهارات الاجتماعية للشخص ومهاراته الفكرية والذهنية لتظل فى حالة عمل دائم، ولابد من الاهتمام بممارسة الرياضة ولو المشي، وكذلك التغذية الصحية بعيدا عن الدهون، مع الامتناع تماما عن التدخين.