من رحمة الله تعالى وفضله، انه اختص بعض الشهور ببعض المميزات والفضائل عن غيرها، وشهر شعبان له فضله الكبير واهميته الخاصة، حيث روى النسائي عن أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما ـ أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم، بقوله: لم أَرَكَ تصوم من شهر من الشهور، ما تصوم من شعبان قال: (ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم).
وهناك ليلة هامة يختص بها شهر شعبان، حيث جعل الله سبحانه وتعالى لليلة النصف من شعبان ميزة خاصة من حيث أنه جل في علاه يطلع فيها إلى جميع خلقه فيغفر لهم إلا مشرك حتى يدع شركه ويوحد رب السماوات والأرض، والمشاحن حتى يدع التشاحن ويصطلح مع من خاصمه.
وقد ورد في فضلها أحاديث صحح بعض العلماء بعضًا منها وضعفها آخرون وإن أجازوا الأخذ بها في فضائل الأعمال. ومنها حديث رواه أحمد والطبراني، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا ليلة النصف من شعبان، فيغفر لأكثر من شَعْرِ غَنَمِ بني كلب، وهي قبيلة فيها غنم كثير). وقال الترمذي: إن البخاري ضعفه.
اهم اعمال ليلة النصف من شعبان لمغفرة الذنوب والمعاصي
وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: (إذا كان ليلةُ النصفِ من شعبانَ يغفرُ اللهُ لعبادِهِ إلا لمُشركٍ أو مُشَاحِنٍ)، وفي رواية: (أو قاتل نفس)، وفي رواية: (إلا العاق).
وعن أبي ثعلبة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين، ويملي للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه). رواه أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه.
وفي رواية عن أبي موسى: (إن الله تعالى ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك، أو مشاحن). صحيح الجامع.
مشاحن: أي مخاصم لمسلم أو مهاجر له.
احياء وصيام ليلة النصف من شعبان
ثبت أن الرسول عليه الصلاة والسلام، احتفل بشهر شعبان، وكان احتفاله بالصوم، أما قيام الليل فالرسول عليه الصلاة والسلام، كان كثير القيام بالليل في كل الشهر، وقيامه ليلة النصف كقيامه في أية ليلة.
إحياء ليلة النصف من شعبان يكون بالصلاة والدعاء وذكر الله سبحانه وتعالى والاستغفار والتوبة الى الله عز وجل، وكذلك صيام هذا اليوم، لانه يوافق الثلاثة ايام البيض القمرية (13، 14، 15)، وليس تخصيصا لهذه الليلة.
اقوال السلف الصالح في ليلة النصف من شعبان
قال الإمام الشافعي رحمه الله: (بلغنا أن الدعاء يستجاب في خمس ليال: ليلة الجمعة، والعيدين، وأول رجب، ونصف شعبان).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (إذا صلى الإنسان ليلة النصف وحده أو في جماعة خاصة، كما كان يفعل طوائف من السلف، فهو أحسن، وأما الاجتماع في المساجد على صلاة مقدرة؛ كالاجتماع على مائة ركعة بقراءة ألف: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1] دائمًا – فهذا بدعة لم يستحبها أحد من الأئمة، والله أعلم.
وقال ابن رجب الحنبلي رحمه الله: (فينبغي للمؤمن أن يتفرغ في تلك الليلة لذكر الله تعالى ودعائه بغفران الذنوب وستر العيوب وتفريج الكروب، وأن يقدم على ذلك التوبة، فإن الله تعالى يتوب فيها على من يتوب).