العلاج الكيميائي هي طريقة العلم الحديث في قهر السرطان، فهو يعمل عن طريق تدمير الخلايا السرطانية سريعة النمو أو إبطاء نموها ، إلا أنه ولسوء الحظ لا يستطيع أن يفرق بين خلايا الجسم سريعة النمو كذلك وخلايا السرطان فيضرب خلايا الجسم المتجددة بسرعة كالشعر وخلايا الأمعاء مثلا وهذا هو السبب في حدوث الأعراض الجانبية له.
قد يستخدم العلاج الكيميائي بمفرده ، وقد يستخدم كعلاج تكميلي قبل الجراحة لتصغير حجم الورم أو بعد الجراحة للقضاء على الخلايا التي قد تتبقى بعد إزالة الورم، أو خلايا الانتشار في أعضاء أخرى ، وقد يستخدم كجزء من خطة علاج تشمل معه العلاج الإشعاعي والحيوي، وفي الحالات الميؤوس من شفائها يستخدم للتقليل من الأعراض التي يسببها الورم.
العلاج الكيميائي : تفاصيل هامة عن العلاج الكيميائي من حيث قرار العلاج والجرعات
من يختار ومن يحدد ؟
يحدد الطبيب المعالج نوع العلاج المناسب للمريض بحسب نوع الورم ، وما إذا كان المريض قد تلقى سابقا أنواع من العلاجات الكيميائية ، وبحسب حالة المريض وأي أمراض مزمنة يشكو منها : كالضغط والسكر وخلافه.
العلاج الكيميائي … أين ؟
مكان العلاج يكون بحسب حالة المريض ونوع السرطان ، قد يرى الطبيب المعالج أن الأفضل تلقى العلاج في المشفى وقد يكون تلقي العلاج في المنزل ، في كل الأحوال يتابع الطبيب دوماً حالة المريض والأعراض الجانبية للعلاج أيا كان مكان تلقيه العلاج.
جرعات العلاج :
تختلف المدة الفاصلة بين جرعات الكيماوي كما يختلف عدد الجرعات نفسها بحسب نوع المرض، الهدف من العلاج (ما إذا كان يستخدم قبل الجراحة للتقليل من حجم الورم أم الشفاء منه تماما) وبحسب استجابة المريض نفسه للعلاج .
يتم أخذ الجرعات على هيئة (دورة علاجية) تؤخذ الجرعة في مدة أسبوع مثلا يعقبها أسبوع بدون جرعات،يتاح فيها الفرصة للجسم لتجديد خلاياه والتفاعل مع الدواء ، تسمى هذه الأسابيع الأربع بـ (دورة علاجية ).
صور العلاج الكيماوي :
يتوفر العلاج الكيميائي في أشكال متعددة :
* الحقن الوريدي عن طريق تركيب (كانيولا) تركب في بداية الدورة العلاجية وتنزع عند انتهائها
* الحقن في الشريان
* حقن العضل
* الحقن مباشرة داخل الغشاء البريتوني (غشاء يبطن جدار البطن )
* عن طريق تركيب مضخات تحت الجلد يتم توصيلها خارجيا بالدواء وتنظم المضخة خروجه على دفعات أثناء اليوم أو مضخات يتم التحكم فيها خارجيا بواسطة المريض نفسه
* موضعي على شكل دهانات
* أقراص بالفم .. ويعتمد ذلك على نوع المرض ، ونوع العلاج المستخدم.
بماذا يشعر المريض ؟
أثناء تناول العلاج الكيماوي وخلال دورة العلاج يختلف شعور المريض بحسب صحة المريض العامة قبل تناول العلاج ومدى تقدم المرض ونوع العلاج المستخدم ، إلا أن الشكوى العامة هي الشعور بالإرهاق العام والإجهاد بعد انتهاء الجرعة لذا ينبغي أن يكون المريض مستعدا فلا يأتي منفردا لمكان تناول العلاج ، وعليه أن يتوقع أنه قد يحتاج إلى وقت من الراحة بعد الجرعة فلا يقم بالتخطيط لأي عمل آخر في نفس اليوم ، فالمريض يمكنه أن يمارس عمله بشكل طبيعي إذا استطاع توفيق جدول العمل مع جدول الجرعات وبحسب شدة الآثار الجانبية التي يتعرض لها .
من هذه الآثار الجانبية :
التعب والإرهاق، القيء والغثيان ، سقوط الشعر، القرح المتكررة بالفم ،الألم ، انخفاض تعداد كريات الدم البيضاء ، تدوم هذه الآثار فترات مختلفة بحسب تفاعل الجسم مع العلاج ويمكن السيطرة عليها في الغالب بالأدوية وفي ذلك يرجع إلى الطبيب المعالج. وينبغي التنويه أن هذه الأعراض الجانبية لا علاقة لها بمدى كفاءة العلاج بمعنى أن حدتها لا تعني أن العلاج يعمل بشكل سليم، وغيابها لا يعني أن العلاج لا يعمل .
العلاج الكيماوي والأدوية الأخرى !
بعض الأدوية تتفاعل بشكل سيء مع العلاج الكيماوي فينبغي على المريض إخبار طبيبه بمختلف أنواع الأدوية التي يأخذها حتى البسيطة منها كأدوية الصداع ، أدوية الحساسية ، الفيتامينات والمكملات الغذائية ، بل وحتى الأعشاب الطبيعية والتي قد تؤثر على عمل أدوية السرطان.
تكلفة العلاج:
لا يمكن على وجه الدقة تحديد تكلفة العلاج ،فذلك يختلف باختلاف نوعه ومدته ،إلا أن التأمين الصحي (سواء الحكومي أو الخاص) يساعد كثيرا في خفض نفقات التكلفة ، كما أن بعض المراكز البحثية والجامعات تحتاج متطوعين لتجربة أنواع من العلاجات الجديدة ، على الرغم من أن التجربة تنطوي على بعض المخاطر إلا أنها قد تكون خيارا مجانيا للشفاء!
و عند مرحلة ما من العلاج قد يصاب المريض بالإحباط والوحدة ، يصحبه شعور بدنو النهاية ، إلا أن تقدم العلم اللافت في مجال علاج الأورام جعل هذا الإحساس غير منطقي ، يمكن أن يتغلب المريض على ذلك بأن يمارس هواياته، يمارس الرياضة والتأمل وبخاصة اليوجا ، يواصل حياته بشكل طبيعي، يتحدث مع الآخرين ، يتحدث عن مرضه وينضم إلى مجموعات الدعم قد يساعده ذلك على الشعور بالتحسن والأهم: يتحلَّ بالأمل .
عافانا الله و إياكم وشفى كل مريض … آمين.