اخبار ليل ونهار. فوائد مذهلة للصيام.. مميزات الصيام في الشتاء.
الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة:
أخرج الإمام أحمد عن عامر بن مسعود – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: “الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة” (صحيح الجامع: 3868).
وقال الحسن – رحمه الله -: نعم. زمان المؤمن الشتاء، ليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه.
وقال قتادة – رحمه الله -: إن الملائكة تفرح بالشتاء للمؤمن، يقصر النهار فيصومه، ويطول الليل فيقومه.
وكان عبيد بن عمير الليثي – رحمه الله – إذا جاء الشتاء يقول: يا أهل القرآن، قد طال الليل لصلاتكم، وقصر النهار لصومكم.
وقال المناوي – رحمه الله – في “فتح القدير” في شرح حديث: “الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة”.
أي: الغنيمة التي تحصل بغير مشقة، والعرب تستعمل البارد في شيء ذي راحة، والبرد ضد الحرارة؛ لأن الحرارة غالبة في بلادهم، فإذا وجدوا برداً عدُّوه راحة.
فوائد الصوم:
الصيام قبل كل شيء هو تطهير للروح والجسم، وكثيرون حول العالم يصومون لدوافع دينية، وقد أجرى العلماء بحوثا لمعرفة ما يحدث للجسم في فترة الصوم، فاكتشفوا الكثير من الأمور المذهلة.
وقد عرضت الكاتبة ألينا فاسيليتس في تقرير نشره موقع “أف.بي.ري” الروسي، مجموعة من الحقائق التي تحتاج لمعرفتها عن الصيام، خاصة منافعه للجسم والأشياء التي يجب تجنبها أثناءه، والنظام الغذائي المناسب في هذه الفترة.
الصوم يعزز التفكير
كثير من الذين يصومون يشعرون بتحسن كبير في وظائفهم الذهنية ووضوح في التفكير، حيث إن الجسم يبدأ بتوفير بعض الطاقة التي كانت تصرف في الهضم، ونتيجة لهذا التحول يشعر الإنسان بأن جسمه خفيف وأكثر نشاطا، ويصبح نومه أفضل.
الصوم يعزز المناعة
ومن يصومون لا يفقدون الوزن فقط بل أيضا يحمون أنفسهم من عديد الأمراض، باعتبار أن هذه الممارسة تعزز عمل جهاز المناعة. وقد أجرى العالم الأميركي مارك ماتسون دراسة أظهرت أن الصوم ينشط عمل الجهاز المناعي وقدرة الجسم على استعادة الخلايا التالفة.
كما أن بعض التجارب التي أجريت على الحيوانات، أظهرت أن النظام الغذائي المصاحب للصوم يخفض نسبة الكوليسترول واحتمالات الإصابة بالألزهايمر، ويؤدي في النهاية لرفع مستوى الطاقة ومتوسط العمر المتوقع.
كما أن تجارب أجريت على الفئران في 2014 بعد إخضاعها للصوم، أظهرت أنها استفادت بانخفاض الإصابة بالتهابات الأنسجة، والانخفاض في سكر الدم أيضا.
خفض الوزن أثناء الصوم
تقول الكاتبة إن الصوم يختلف عن حميات الانقطاع القصير عن الأكل، فالأشخاص الذين يصومون بشكل منتظم تتخلص أجسامهم من الوزن الزائد.
حيث إن الجسم -عندما نأكل بشراهة- يخزّن الدهون الزائدة، ولكن عندما نمتنع عن الأكل لفترات معينة فإنه يتأقلم ويتوقف عن تخزين الدهون، حيث يستهلك كل السكر والدهون المخزنة من أجل الحصول على طاقة إضافية.
وتقول الكاتبة إن كثيرين يفقدون كيلوغرامات من وزنهم في فترة الصوم، ولكن هذا ليس مؤكدا دائما، لأن الصوم ليس دواء لكل الأمراض، بل هو من الشعائر والمراحل الروحانية التي يمر بها الإنسان من أجل تطوير نفسه.
أما مسألة تأثيرها على الوزن، فيمكن للأطباء تحديدها، ويمكن أن يكتفي البعض بالصوم على فترات متقطعة، أو ليوم واحد في الأسبوع.
أرسم أهدافا
قبل البدء بالصوم يجب وضع أهداف واضحة، ومن المعروف أن الكثيرين يصومون بدافع ديني وروحي لأن هذه الممارسة تطهر الجسم والروح، ولكن يجب إلى جانب ذلك وضع بعض الأهداف الصحية لأن هذه الممارسة إذا تمت بالشكل الصحيح فإنها تعزز صحة الجسم والعقل، وبالتالي تظهر لدى الإنسان العديد من الأفكار الإيجابية، ويصبح أكثر إقبالا على التصرف بلطف وإظهار الاهتمام والشكر وتجنب العصبية.
التخطيط الجيد لاختيار الطعام
من المهم اختيار الأكل بعناية من أجل الحصول على العناصر الغذائية اللازمة للجسم، والتي يجب أن تتكون أساسا من الخضر والفواكه والحبوب والفطر والمكسرات والخبز والأسماك.
وتشير الكاتبة إلى أن الحفاظ على الصحة لا يعتمد فقط على خفض كميات الأكل، بل أيضا على زيادة السوائل. وينصح الأطباء بتناول المشروبات الصحية مثل الماء والعصائر الطبيعية وشاي الأعشاب والبابونج والليمون، فهي مشروبات لذيذة ومفيدة للجسم.
ختاما، تشير الكاتبة إلى أن الأطباء لا ينصحون الأطفال الصغار والحوامل والمرضعات بالصوم، إلى جانب الذين يعانون من أمراض مزمنة أو مشاكل صحية حادة، ويجب استشارة الطبيب الثقة اولا في هذه الحالات.