اخبار ليل ونهار. المصلون يرفضون الصلاة خلف السديس لهذا السبب !. لم تكن المرة الاولى، التي يخرج فيها الشيخ السديس، بكلمات وعبارات تثير الاستغراب والاستنكار، نراه يصيح غاضبا حين يتعلق الامر بالحديث عن ما يسمى الارهاب او التطرف، لكن لا نراه ابدا حين يتم تدنيس المسجد الاقصى او الاعتداء على المسلمين حول العالم، في فلسطين او سوريا او العراق او مصر او ليبيا او اليمن او بورما، لكنه لا ينسى ابدا في نهاية كل خطبة الدعاء لولي الامر وابنه ولي العهد السعودي.
وقد اثارت الخطبة الاخيرة لإمام وخطيب الحرم المكي، عبدالرحمن السديس، جدلا واسعا إذ اعتبرت كلماته تمهيدا لـ”تطبيع” العلاقات السعودية مع إسرائيل، في ظل سعي الرئيس الامريكي دونالد ترامب لإقناع دول الخليج بالتطبيع، مثلما قام حكام الامارات بالتطبيع الكامل مع اسرائيل.
وقال السديس في خطبته، إنَّ حسن معاملة اليهود لا يتنافى مع مقاصد الشريعة، ولا يتعارض مع مبدأ عدم موالاة غير المسلمين.
واستند السديس في فرضيته إلى قصص من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، تتعلق بالتعامل مع اليهود على أساس المصالح المشتركة وحسن الجوار، والمنفعة المشتركة.
وقال عبدالرحمن السديس في خطبته قائلا: “لقد مات صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي، وتعامل مع يهود خيبر، وأحسن إلى جاره اليهودي مما كان سببا في إسلامه”.
وأضاف إمام الحرم المكي قائلا: “أمة الإسلام… ومن أبرز معالم العقيدة الصحيحة وأسسها لزوم الجماعة وحسن السمع للإمام والطاعة خلافا لمنهج الخوارج المارقين والأحزاب الضالة وجماعات العنف المسلحة والطائفية البغيضة الذين يكفرون الولاة ويخرجون على الأئمة ويسفكون الدماء”، حسب قوله.
وقد القى السديس خطبة الجمعة، مع عدد محدود وقليل من المصلين، وذلك بسبب اجراءات الوقاية من فيروس كورونا، في المقام الاول، لكن السبب الاخر، هو امتناع عدد كبير من العلماء والدعاة وطلاب العلم والمصلين عن الصلاة خلف السديس، وذلك بعد فتاوى بعدم صحة الصلاة خلف السديس.
حيث قال الشيخ محمد الصغير، مستشار وزير الأوقاف المصري الأسبق، في تغريدة له: “نافق السديس ورب الكعبة، وفي صحة الصلاة خلفه نظر، إذ يلحد في الحرم، ويمهد للتطبيع والخيانة من فوق المنبر المكي الشريف”.
لكن السديس، تناسى آيات القرآن الكريم، التي كان يتلوها اثناء صلاة التراويح، حيث قال الله تعالى، في شأن اليهود في آيات تتلى الى يوم القيامة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
كما يقول الله في كتابه الكريم: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا).
وقد اعتبر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي خطبة إمام الحرم المكي عبد الرحمن السديس، أنها تمهيد لتطبيع النظام السعودي مع إسرائيل، استجابةً لرغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال الاعلامي جمال ريان:
سقط السديس الى اسفل السافلين بعد قبوله القيام بدور “التيس المستعار ” السديس لم يخف من عذاب الله ، ولكنه خاف من عذاب محمد بن سلمان، والحيثيات التي ساقها السديس لتبرير التطبيع لا تنطبق على العصابة الصهيونية التي تحتل فلسطين ، السديس لا يمثل الاسلام ولا الخطاب الاسلامي ، هو يمثل أوامر رسمية بهدف التطبيع ، طبعوا كما تشاؤون ، وانزعوا سراويلكم للصهاينة ، ولكن لا تتلاعبوا بالدين.
وخلال السنوات الماضية، أثار السديس كثيراً من الاستنكار والغضب، بسبب تأييده الدائم لسياسات آل سعود، وتطويعه الدين لخدمة النظام الحاكم، مقابل صمته التام عن كل ما يتعرض له المعارضون، ومن ضمنهم زملاؤه العلماء والدعاة، من تنكيل واضطهاد واعتقال وتعذيب.
وسبق أن قال السديس، خلال زيارة ترامب للرياض عام 2017، إن العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس الأمريكي يعملان معاً لتحقيق السلام العالمي وخدمة الإنسانية، وهو ما تسبب في شن هجوماً شديداً عليه آنذاك.
وكانت السعودية، التي تصر على أن السلام مع “إسرائيل” مرهون بتأسيس دولة فلسطينية على حدود عام 1967، قد أكدت مؤخراً أن قرارها فتح مجالها الجوي أمام الطائرات الإسرائيلية القادمة والمغادرة من وإلى الإمارات لن يغير موقفها تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
لكن الصحف العبرية تؤكد أن إدارة ترامب تضغط بقوة على حاكم السعوية وولي عهده؛ لإعلان التطبيع مع “إسرائيل” قبل الانتخابات الأمريكية المقررة في نوفمبر المقبل، كنوع من الدعاية لترامب، الذي يواجه منافسة حادة من المرشح الديمقراطي جو بايدن.