يأتي الشتاء ومعه البرد ومضاعفاته من زكام وانفلونزا وسعال، وفي هذا الموضوع تحاول وكالة اخبار ليل ونهار ارشادك الى بعض المعلومات حول الزكام واهم اعراض الزكام والطرق المثلى للتغلب عليه.
يعتبر الزكام (Common cold) او الرشح هو مرض غير خطير تسببه عدة فيروسات، والزكام يسبب اضرارا اقتصادية وخسارة ايام عمل، وتتراوح معدلات انتشار المرض في بعض البلاد بين 5 – 7 حالات من الزكام سنويا لدى الاطفال في سن الحضانة، و 2 – 3 حالات في السنة بين البالغين، وهي تؤدي الى 40% من حالات الغياب عن العمل بين العاملين في الدول الغربية.
الفيروسات الرئيسية المسببة للزكام هى: الفيروسات الانفية (Rhinovirus)، الفيروس المخلوي التنفسي (RSV – Respiratory syncytial virus) والفيروسات المكللة (Coronavirus).
الفيروسات الانفية تسبب 10% – 40% من حالات الزكام، بينما تسبب الفيروسات المكللة 10% منها والفيروس المخلوي الرئوي 20% من حالات الزكام. بالاضافة الى ذلك، تسبب فيروسات الانفلونزا (النزلة الوافدة – Influenza) – الفيروسات الغدانية (Adenovirus) ونظيرة النزلة الوافدة (Parainfluenza) – تسبب اعراضا شبيهة باعراض الزكام، لكنها تكون مصحوبة، عادة، بالتهاب رئوي او مرض اكثر حدة وخطورة.
كما تسبب الفيروسة الايكوية (Echovirus) والفيروسة الكوكساكية (Coxsackie virus)، ايضا، اعراضا مشابهة لاعراض الزكام، لكن الاصابة بهذه الفيروسات لا تؤدي، عادة، الى ظهور الاعراض المميزة للزكام، او تكون مصحوبة بظهور حمى (درجة حرارة مرتفعة) فقط.
من الصعب تحديد الفيروس المسبب وتمييزه بالاستناد الى الاعراض فقط، بالرغم من ان نظيرة النزلة الوافدة تصيب الاطفال، عادة، فيما يسبب الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) الزكام الخفيف. اغلب فيروسات التنفس المسببة للزكام يمكن ان تؤدي الى عودة المرض وظهوره من جديد عند التعرض للفيروس مجددا، غير ان المرض يكون اقل حدة في هذه الحالة.
تسبب الفيروسات الانفية ونظيرة النزلة الوافدة الزكام في الخريف وفي نهاية الربيع، بينما تسبب الفيروسات الغدانية، الفيروسات المكللة والفيروسات المخلوية التنفسية ظهور المرض في فصلي الشتاء والربيع. اما الفيروسات الايكوية والكوكساكية فهي التي تسبب الزكام في فصل الصيف.
تنتقل فيروسات الزكام باللمس المباشر، او عن طريق الرذاذ. النقل المباشر للفيروس يعتبر الالية الاكثر نجاعة بالنسبة للفيروسات الانفية. يتعلق نقل الفيروس من شخص الى اخر بالمدة الزمنية التي يقضيها الشخص بجوار الشخص المريض وبكمية الفيروسات الموجودة لدى المريض.
النقل باللمس هو الطريقة الاساسية لنقل العدوى. ينتقل الفيروس في افرازات اللعاب الملوثة من المريض الى شخص اخر، عن طريق اليدين ومن هناك الى الانف والعينين. يستطيع الفيروس ان يعيش لمدة ساعتين على الجلد وقد تبين وجوده لدى 40% – 90% من مرضى الزكام. كما تنتقل الفيروسات الانفية، ايضا، بالرذاذ (القطرات الصغيرة من اللعاب المنبعثة الى الهواء خلال الزفير، السعال والعطس).
الفيروس المخلوي التنفسي هو فيروس معد جدا، وتحصل العدوى بهذا الفيروس، عادة، عن طريق الرذاذ (العطس)، مع ان الفيروس يصمد لمدة ساعة تقريبا في درجة حرارة 37 درجة مئوية. لدى 90% من المرضى الذين تظهر لديهم الاعراض لم يتم العثور على الفيروس في اللعاب، مما يدعو الى الاعتقاد بان الفيروس لا ينتقل عن طريق التقبيل.
الطقس البارد لا يؤدي الى ارتفاع نسبة انتشار الزكام – وهذه حقيقة تم اثباتها في بحث اجراه باحثون في انتركتيكا.
أعراض الزكام:
يتراوح زمن حضانة الفيروس، منذ حصول العدوى وحتى بداية ملاحظة اعراض الزكام ، بين 24 – 72 ساعة. تختلف الاعراض من شخص الى اخر وتشمل: سيلان الانف والاحتقان المخاطي في الانف. هذان العرضان هما الاكثر انتشارا، اضافة الى الشعور بانسداد الانف، العطس واوجاع الحلق.
في الغالب، تزول اوجاع الحلق بسرعة، بينما يبقى السيلان والاحتقان مصدر الشكوى الاساسي لدى المرضى، وخاصة في اليومين الثاني والثالث من بدء المرض. في اليومين الرابع والخامس يصبح السعال مصدر الازعاج الاول، بينما تخف حدة الاعراض الاخرى.
يستمر الزكام، عادة، بين 3 – 7 ايام، رغم انه يستمر لنحو اسبوعين اضافيين اخرين لدى نحو ربع المرضى.
قد يكون الزكام اكثر صعوبة وحدة لدى الاطفال، لدى الاشخاص المصابين بامراض مزمنة، لدى الاشخاص الذين يعانون من خلل في عمل الجهاز المناعي ولدى الذين يعانون من سوء التغذية.
المضاعفات المحتملة للزكام تشمل:
التهاب الجيوب الانفية (Sinusitis) من جراء الجراثيم، وهو ما يحدث لدى 0,5% – 2,5% من البالغين، بعد الزكام. الالتهاب المماثل الذي يحدث جراء الفيروسات يكون اكثر انتشارا، وقد تبين في فحوصات التصوير المحوسبة بان هذا الالتهاب يظهر لدى 39% من المصابين بالزكام، بعد اسبوع. الاعراض المميزة: سيلان قيحي، صداع وحمى متواصلة.
التهاب الرئتين، من جراء التلوث بالفيروس المخلوي التنفسي بشكل اساسي.
تفاقم الربو (Asthma). حوالي 40% من نوبات الربو تنجم عن الزكام.
علاج الزكام والاحتقان والسعال:
1. أكثر من شرب السوائل:
سواء كانت الماء، العصير أو المشروبات الساخنة (وهي الأفضل طبعا في حالة الزكام، وخصوصاً العشبية منها). ترجع أهمية شرب السوائل خلال فترة الإصابة بالزكام للأسباب التالية:
عادة ما تظهر الحمى كواحدة من أعراض الزكام وبالتاي فإن السوائل ضرورية لتخفيض حرارة الجسم وتخفيف الحمى.
يساهم ترطيب الجسم أيضاً في التخلص من السموم الناتجة عن الخلايا الميتة مما يزيد من قدرة الجسم على مواجهة فيروس الزكام.
تحمي السوائل من جفاف الأنف والحلق، وبالتالي تقلل من الشعور بالألم كما تسمح بتكون المخاط الكافي للتخلص من الفيروس المسبب للزكام.
2. استنشاق بخار الماء يفيد في تخفيف الاحتقان.
3. إغسل فمك بالماء الممزوج بالملح:
على الرغم من قدم هذه النصيحة فإن التجارب أثبتت أن غسل الفم بالماء المالح يفيد كثيراً في علاج ألم الحلق وجفافه. قم بتذويب 1/2 ملعقة صغيرة من الملح في كوب من الماء الدافيء واستخدمها كغرغرة حوالي 5-6 مرات، وستشهد راحة فورية لآلام الحلق.
4. تناول الثوم:
يوصف الثوم النيء كعلاج أيضاً لتقرح الحلق، وذلك إما بابتلاعه نيئاً (وهو الأكثر فائدة) أو مزجه (مهروساً) بملعقة من العسل أو استخدامه ضمن الشوربات الساخنة.
5. استخدم العسل مع الشاي بالليمون:
لاخلاف على أن العسل هو ألذ الأدوية على الإطلاق.. يمكنك ببساطة تناول ملعقة صغيرة من العسل أو أن تذيبها في أي مشروب عشبي كما يمكن إضافة بضع قطرات من عصير الليمون إلى ملعقة العسل لزيادة فاعليتها. وعن تجربتي الشخصية فإن مزج مقادير متساوية من العسل والليمون والجلسرين (المعد للاستخدان الداخلي والمتوفر في الصيدليات) من أفضل علاجات السعال والزكام بشكل عام.
6. استخدم غسول الماء المالح:
يمكنك صنع غسول لأنفك بمزج 1/4 ملعقة صغيرة من الملح مع 1/4 ملعقة صغيرة من الباكنج الصودا في كوب من الماء ثم اغسل فتحتي أنفك كلاً لى حدة باستخدام قطارة أو حقنة منزوعة الإبرة وستشعر بالراحة وتفتح مجاري أنفك.
7. استنشاق البصل:
قم بتقطيع بصلة وضعها بجوار فراشك أثناء الليل، وستوفر لك الراحة من أعراض انسداد الأنف وحتى الاحتقان وتقرح الحلق.
8. أكثر من الشوربات الساخنة:
تعتبر الشوربات الساخنة خصوصاً شوربة الدجاج وشوربة الثوم أفضل علاج لأعراض الزكام عند الكثيرين، فهي تمنح الجسم الطاقة وتعوض الفاقد الغذائي كما أنها تقلل من الإحساس بالاحتقان. كما تشير الدراسات إلى أن شوربة الدجاج هي أفضل الخيارات للمساعدة في تسريع الشفاء من الزكام. كما أن غلي 4-5 فصوص من الثوم في كوب من الماء وشربها يفيد كثيراً في معالجة كافة الأعراض فالثوم يعمل كمضاد حيوي قاتل لفيروس الزكام.
9. الراحة قدر الامكان وعدم بذل مجهود كبير.
وفي حالة استمرار اعراض الزكام يمكن اللجوء الى الادوية ويشمل علاج الرشح ادوية مضادة للهستامين (Anti – histamines) يمكنها التخفيف من السعال وسيلان الانف، ادوية لكبح السعال، ادوية للتخفيف من الاحتقان المخاطي في الانف (قطرات للانف، عادة)، قد تبين في عدد من الابحاث ان العلاج باقراص الزنك (Zinc)، بفيتامين ج (Vitamin C)، ولا حاجة الى المعالجة بالمضادات الحيوية، اذ لم تثبت نجاعتها في معالجة الزكام، الا اذا حدثت خلال فترة الزكام اصابة او عدوى بجراثيم، يمكن معالجتها بالمضادات الحيوية، وفيما يلى فيديو لوصفات طبيعية لعلاج الزكام بدون اي ادوية: