اخبار ليل ونهار. آلاف الاجانب في الخليج يشهرون اسلامهم. بالرغم من الحرب الشعواء التي يشنها اعداء الاسلام ضده، الا ان هناك تصاعدا في نسبة اعتناق الاسلام على مستوى العالم، اكثر من اي ديانة اخرى، بشهادة العديد من الدراسات والمنظمات المحايدة.
وتشهد اغلب دول الخليج، خاصة في الكويت وقطر، آلاف حالات اشهار الاسلام من ابناء الجاليات الاجنبية، خاصة في شهر رمضان المعظم.
وتسهم المظاهر الإسلامية المنتشرة خلال الشهر الفضيل، وفي مقدمتها ولائم إفطار الصائمين التي يحضرها بعض غير المسلمين، في جذب انتباه العمالة الوافدة من البلدان الآسيوية على وجه الخصوص، وكذلك أبناء بعض الجاليات الأوروبية ممن يحرصون على تتبع تلك المظاهر والسؤال عن سبب انتشارها والعائد على المحسنين جراء تحمل تلك التكلفة.
كما ان صلاة التراويح وحِرص اغلب المسلمين على ادائها رغم ازدحام المساجد، وقيام المصلين بالصلاة في الشوارع المحيطة بالمساجد، في صلاة تمتد لنحو اكثر من ساعة يوميا، بالاضافة الى حسن اصوات الأئمة في تلاوة آيات القرآن الكريم، كل ذلك يلفت نظر غير المسلمين، ويجعلهم يشعرون بالغيرة واعادة التفكير في معتقداتهم، والسؤال عن الاسلام، ومن ثم التفكير في اعتناقه.
وعلى سبيل المثال، تشهد مساجد دولة الكويت خلال شهر رمضان الفضيل إقبالا ملحوظا من أبناء الجاليات غير المسلمة العاملين في البلاد لإعلان إسلامهم والدخول في ركب التوحيد.
وبات من الطبيعي أن يشاهد المصلون عقب انتهاء الصلوات أئمة المساجد يعلنون عن وجود حالة إشهار إسلام جديدة، وهو أمر يبعث السرور في نفوس الحضور الذين يحرصون على التكبير مع بدء نطق المسلم الجديد الشهادتين.
وتتولى تنظيم تلك العملية على مستوى البلاد لجنة التعريف بالإسلام التابعة لجمعية النجاة الخيرية بالتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت.
وبحسب الأرقام المتاحة، فقد أشرفت اللجنة منذ تأسيسها في العام 1978 على نحو 80 ألف حالة إشهار للإسلام من قِبل أبناء الجاليات المختلفة.
تزايد معدلات دخول الاسلام:
تتزايد معدلات اعتناق الاسلام حول العالم، وعلى سبيل المثال في دولة الكويت، حيث تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن شهر رمضان عام 2016 شهد إعلان 1251 حالة إشهار إسلام بواقع نحو 41.7 حالة يوميا.
أما في عام 2017 فشهد إسلام 2794 حالة إشهار إسلام على مدار العام، وفي عام 2018 ازداد عدد معتنقي الإسلام الى 2606 شخص من مختلف الجنسيات.
ووفقا للمشرف العام للدعوة في لجنة التعريف بالإسلام سعود العتيبي، فقد بدأت اللجنة عملها في سبعينيات القرن الماضي عبر مدارس اليوم الواحد لرعاية أبناء الجاليات غير العربية، والدعوة للدين الإسلامي بين أبناء الجاليات غير المسلمة بالحكمة والموعظة الحسنة.
ويضيف العتيبي أن اللجنة لا تستهدف إكراه أحد على الدخول في الإسلام، وهي فقط تهدف لتعريف من يعيشون في البلاد سواء من الجنسيات الأوروبية أو الآسيوية أو الأمريكية، بطبيعة العادات والتقاليد الخاصة بالشعب الكويتي وكذلك إعطائهم نبذة عن الدين الإسلامي.
الاسلام في كندا
الدعوة الى الاسلام بمختلف اللغات:
تمتلك لجنة التعريف بالإسلام في الكويت، أكثر من 80 داعية من الرجال والنساء يتحدثون بعدد من اللغات منها الانجليزية والفرنسية والهندية والفلبينية والسيلانية.
وينتظم المسلمون الجدد في فصول دراسية تعقد في أيام راحتهم يتعلمون خلالها أمور دينهم، وإذا كانت هناك حاجة لمساعدتهم ماديا يتم ذلك عبر اتفاقية مع بيت الزكاة الكويتي، لمساعدة الحالات الخاصة من المهتدين الجدد.
وقال مدير إدارة الإفتاء في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تركي المطيري، إنه ينبغي على المهتدين الجدد مراجعة الوزارة عقب دخولهم الإسلام، وهناك يعيد الشخص نطق الشهادتين ويُمنح بعد ذلك وثيقة رسمية تقدم بدورها إلى وزارة العدل لإثبات دخوله في الإسلام.
وتشرف مراقبة الجاليات في إدارة العلاقات الخارجية بوزارة الأوقاف على خطب الجمعة بعدد 16 لغة من اللغات غير العربية وذلك في 103 مساجد.
ويؤكد مراقب الجاليات في الإدارة يوسف الشعيب أن المراقبة تشرف كذلك على الدروس الدينية والمحاضرات الدعوية التي تقام في نحو 200 مسجد، وعلى تنظيم الاتصال والتعاون بين أبناء الجاليات المسلمة والمهتدين الجدد.
قصة اسلام المقيم السريلانكي فيراج:
يحكي فيراج، أو عبد الله كما أطلق على نفسه بعد إسلامه، أنه جاء إلى الكويت قبل ست سنوات، وأنه واجه كثيرا من المشاكل في عمله، وساءت حالته النفسية، حتى طلب منه صديق له من جنسيته أن يذهب معه إلى المسجد.
ويضيف عبد الله أثناء حضوره أحد الدروس الدينية التي انتظم فيها عقب إسلامه، أنه شعر حين ذهب إلى المسجد أول مرة براحة نفسية غريبة، وأنه اصبح يكثر من ذكر الله تعالى من وقت إلى آخر فتخف احزانه ومشاكله، حتى انتهى به الأمر إلى إعلان إسلامه والدخول في الدين الحنيف، حيث اعلن إسلامه داخل مسجد بمحافظة حولي جنوب العاصمة الكويت.