وكالة اخبار ليل ونهار. احدث طريقة مرعبة لسرقة السيارات الحديثة. تقريبا تعرض اغلب اصحاب السيارات الى سرقات متنوعة، مثل سرقة بطارية السيارة او الاطارات وخلافه، ولكن يسود عالم السيارات حاليا بعض التصورات المخيفة بشأن قدرة القراصنة على اختراق أنظمة السيارة والتحكم فيها عن بعد، بعدما تمكّن الباحثان ميلر وكريس فالاسيك من السيطرة على سيارة جيب في الولايات المتحدة، وفرضا على السائق مناورات لم يتمكن من التحكم فيها.
وقام الباحثان بالتحكم في السيارة عن طريق الإشارات اللاسلكية مع تشغيل مكيف الهواء وفتح النوافذ الكهربائية، وانحرفت السيارة عن الطريق نظرا لتوقف وظيفة دواسة الوقود.
ومع ذلك لا تتوفر حاليا حلول كاملة للتصدي لمثل هذه الهجمات، ولذلك تسعى شركات السيارات العالمية إلى تطوير وتحسين هذا القطاع في صناعة السيارات باستمرار من أجل التصدي لهجمات القرصنة الإلكترونية.
ويتعين على الشركات المنتجة للسيارات والشركات المغذية لصناعة المركبات مراعاة العمر الافتراضي للتقنيات، التي يتم تركيبها في السيارات، حيث أوضح رئيس قطاع أمان تكنولوجيا المعلومات بشركة “إنفينون” توماس روستك قائلا “ستختلف قدرة القراصنة ومجرمي الإنترنت في غضون خمس سنوات عن قدرتهم الحالية بدرجة كبيرة”.
ولذلك يتعين على الشركات التفكير مسبقا في كيفية التعامل مع خبرات القراصنة المستقبلية، وكيف يمكن مواءمة تقنيات الأمان في هذا القطاع. كما أن تقنيات الأمان المركبة في السيارات يجب أن تتصدى لهجمات القرصنة في المستقبل أيضا.
وأشارت شركة تريند مايكرو، المتخصصة في أمان تكنولوجيا المعلومات، إلى اكتشاف الكثير من الثغرات الأمنية في تقنيات الحوسبة السحابية، ويفترض الخبراء أن القراصنة يعتمدون على تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي.
وأكد الخبير بشركة كونتينينتال أن مستوى الأمان للاتصال بخدمات الحوسبة السحابية في نفس مستوى المعاملات المصرفية عبر الإنترنت، وتتم مراقبة جميع الوظائف في السيارة باستمرار.
وإذا تعرضت إحدى السيارات المزودة بنظام القيادة الآلية لإساءة الاستعمال من الخارج، فإن النظام يتعرف على هذا الاختراق ويطلق إنذارا مع تعطيل بعض الوظائف المعنية. وأكد الخبير الألماني روميل أنه لم يعد بإمكان القراصنة اختراق السيارات الحديثة مثلما حدث مع سيارة جيب 2015 بفضل تقنيات الأمان الحديثة.
وأوضح مفوض الشرطة الألمانية ألكسندر ريمكس أن شبكات الاتصالات في السيارة تعتبر بوابة الاختراق، فإذا رغب القراصنة في إحداث ضرر بالسيارة، فإنه يتعين عليهم البحث عن ثغرة أمنية في النظام.
ومن جانبه أشار رئيس قسم الإستراتيجية وتطوير الأمان بشركة كونتينينتال المغذية لصناعة السيارات شتيفان روميل إلى أن اختراق السيارة يتطلب المزيد من الجهد والمعرفة والتكاليف الباهظة، غير أن ريمكس أكد أن المنظمات الإجرامية يمكنها توفير المكونات اللازمة للجريمة الإلكترونية.
وأضاف مفوض الشرطة الألمانية أن عمليات الابتزاز وطلب الفدية تعتبر من الأهداف التقليدية للقراصنة ومجرمي الإنترنت، وأظهرت التحقيقات، التي قام بها، أن الثغرات الأمنية، التي تظهر في الأنظمة البرمجية لأساطيل السيارات، تنطوي على إمكانيات كبيرة للابتزاز، علاوة على أنه من المتوقع حدوث هجمات إرهابية على السيارات أو على الأهداف الأخرى مثل مراكز مراقبة حركة المرور.
أما المسؤول عن قطاع السيارات بشركة أشباه الموصلات إنفينون بمدينة ميونخ الألمانية بيتر شيفر فقال “عندما أراجع السنوات القليلة الماضية، اكتشف أن الوعي قد ازداد بموضوع أمان تكنولوجيا المعلومات بدرجة كبيرة وخاصة في قطاع السيارات”.
وينصب اهتمام شركة إنفينون على توفير تكنولوجيا الأمان للأنظمة الإلكترونية في السيارات.
وأكد روميل الخبير بشركة كونتينينتال المتخصصة باختبار أنظمة الأمان في السيارات بشأن طبيعة المخاطر المحتملة؛ على تزايد أعداد السيارات التي تعتمد على الأنظمة الشبكية، إذ من المتوقع حتى 2025 أن تتضمن كل سيارة جديدة خدمة الوصول إلى شبكة الإنترنت، ويعني مفهوم الشبكية الكاملة أن السيارات يمكنها الاتصال مع بعضها بعضا أو مع التجهيزات البينية التحتية مثل إشارات المرور.
وكل سيارة يتم التصريح بها في أوروبا حاليا تتوفر بها وظيفة اتصال بنظام الطوارئ أو ما يعرف بـ “E-Call”، وبالتالي يتوفر اتصال بالشبكة، ووفقا لتقديرات الخبير الألماني شيفر فإن من المتوقع خلال الخمس سنوات القادمة وجود أكثر من 100 مليون سيارة شبكية على الطرقات.
واعتبر روميل أن جميع الواجهات الإلكترونية في السيارة تعتبر بوابات محتملة لهجمات القرصنة الإلكترونية، حيث يتم عبر هذه الواجهات تبادل البيانات مع أجهزة التحكم.
ومن أمثلة ذلك واجهة تشخيص المركبة، أو أجهزة التحكم في قفل مانع الحركة، وتعتمد مفاهيم تصميم السيارات المستقبلية على عدد قليل من أجهزة التحكم القوية، ولكن يتوجب أن يكون كل جهاز تحكم آمنا ضد هجمات القرصنة الإلكترونية طوال العمر الافتراضي للسيارة.
وأضاف الخبير الألماني أن شركات السيارات العالمية تتخذ إجراءات لمنع حدوث السيناريو المرعب، الذي يتمثل في شلل جميع أسطول السيارات بالكامل.
وبالنسبة لعملاق صناعة السيارات الأوروبية فولكس فاغن، فإن هذا السباق لا ينتهي مطلقا، حيث أوضح مدير قسم التطوير الإلكتروني بالشركة الألمانية رولف زولر قائلا “يتم اتخاذ إجراءات مضادة للقرصنة التقنية على أعلى مستوى تقني”.
وأضاف أن شركة فولكس فاغن تنظر للموضوع على أنه “خطير للغاية”، ولكن اعترف بأن الخطر يزداد نظرا لتزايد أعداد السيارات الشبكية مستقبلا.