السرطان مرض مخيف ومقلق و خاصة سرطان الثدي (Breast Cancer) فهو مرض يخيف النساء اكثر من اي مرض اخر. لكنه قد يصيب الرجال، ايضا، وان بنسبة اقل بكثير. ولكن ثمة ما يبعث على التفاؤل والامل الان، اكثر مما كان عليه الوضع في السنوات الماضية. ففي السنوات الـ 30 الاخيرة توصل الاطباء الى انجازات كبيرة في مجالي الكشف المبكر والعلاج لمرض سرطان الثدي ، فانخفض بالتالي عدد الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي .
حتى عام 1975، كان الكشف عن سرطان الثدي يعني استئصال الثدي بالكامل – الازالة الكاملة لجميع انسجة الثدي مع الغدد الليمفاوية الموجودة في الابط والعضلات تحت الثدي. اما اليوم، فان عمليات استئصال الثدي كاملا لا تجرى الا في حالات نادرة. وبدلا من ذلك، هنالك اليوم مجموعة واسعة، افضل واكثر تنوعا، من العلاجات، اذ ان غالبية النساء ملائمات لعمليات جراحية للمحافظة على الثدي.
أعراض سرطان الثدي
الوعي واليقظة للاعراض والعلامات المبكرة من سرطان الثدي يمكن ان ينقذا حياتك. فحين يتم الكشف عن المرض في مراحله الاولية المبكرة، تكون تشكيلة العلاجات المتاحة اوسع واكثر تنوعا، كما تكون فرص الشفاء التام كبيرة جدا.
معظم الكتل التي يتم اكتشافها في الثدي ليست خبيثة. ومع ذلك، فان العلامة المبكره الاكثر شيوعا لمرض سرطان الثدي لدى النساء والرجال على حد سواء، هي ظهور كتلة او تكثـف في نسيج الثدي. هذه الكتلة غير مؤلمة، غالبا.
اعراض سرطان الثدي، تشمل:
افراز مادة شفافة او مشابهة للدم من الحلمة، يظهر، احيانا، مع ظهور الورم في الثدي
تراجع الحلمة، او تسننها
تغير حجم او ملامح الثدي
تسطـح او تسنن الجلد الذي يغطي الثدي
ظهور احمرار او ما يشبه الجلد المجعد على سطح الثدي، مثل قشرة البرتقال.
ثمة حالات طبية اخرى، غير سرطان الثدي ، يمكن ان تؤدي الى تغير في حجم الثدي او في نسيجه. فنسيج الثدي يتغير، بطبيعة الحال، خلال فترة الحمل وخلال فترة الحيض. اما الاسباب الاخرى المحتملة لظهور اورام ليست سرطانية (حميدة) في الثدي فتشمل، ايضا، تغيرات كيسية ليفية (fibrocystic changes)، تكيس (ظهور كيسات – Cyst)، ورم غدي ليفي (fibroadenoma)، تلوث او اصابة.
اذا لاحظت وجود كتلة او تغير، ايا كان، في ثديك – حتى لو كانت نتيجة التصوير الشعاعي الاخير للثدي (ماموغرافيا – Mammography) سليمة – عليك الاتصال بالطبيب لتقييم الوضع. اذا لم تتجاوزي، بعد، سن الاياس (انقطاع الطمث / سن “الياس” – Menopause) فقد يكون من الافضل الانتظار لمدة دورة حيض واحدة قبل مراجعة طبيبك. ولكن، اذا لم تختف التغيرات في الثدي بعد شهر، فمن الضروري التوجه الى الطبيب لتقييم الوضع.
سرطان الثدي يعني ان عددا من خلايا الثدي بدات تتكاثر بشكل غير طبيعي. هذه الخلايا تنقسم بسرعة اكبر من الخلايا السليمة ويمكن ان تبدا في الانتشار (نقيلات – Metastasis) في جميع انحاء نسيج الثدي، الى داخل الغدد الليمفاوية، بل والى اعضاء اخرى في الجسم. النوع الاكثر شيوعا من سرطان الثدي يبدا في غدد انتاج الحليب، ولكن من الممكن ان يبدا ايضا في احد الفصوص (Lobe) الفرعية او في غيرها من انسجة الثدي.
في معظم الحالات، ليس واضحا السبب الذي يجعل خلايا سليمة في نسيج الثدي تتحول الى خلايا سرطانية. ويعرف الاطباء، على نحو مؤكد، ان 5% – 10% فقط من حالات سرطان الثدي تعود الى اسباب وراثية. هنالك عائلات لديها خلل في جين (جينة / مورثة – Gene) واحد او اثنين، جين سرطان الثدي رقم 1 (BRCA 1) او جين سرطان الثدي رقم 2 (BRCA 2)، وهذا يكون احتمال تعرض ابنائها وبناتها للاصابة بمرض سرطان الثدي او بسرطان المبيض مرتفعا جدا.
عيوب (خلل) جينية اخرى، مثل: جين رنح توسع الشعيرات (ataxia – telangiectasia mutation gene)، جين كيناز – حاجز دورة الخلية 2 (CHEK – 2)، وجين رقم P53، الجين المسؤول عن لجم الاورام – كلها تزيد من خطر الاصابة بمرض سرطان الثدي . اذا كان احد هذه العيوب الوراثية موجودا في عائلتك، فهنالك احتمال بنسبة 50 ٪ ان يكون الخلل موجودا عندك انت ايضا.
معظم العيوب الجينية ذات الصلة بمرض سرطان الثدي لا تنتقل بالوراثة. قد يعود سبب هذه العيوب المكتسبة الى التعرض للاشعة – النساء اللواتي عولجن بالاشعاعات في منطقة الصدر لمعالجة ورم لمفي (لمفومة – Lymphoma) في مرحلة الطفولة او المراهقة، مرحلة نمو الثدي وتطوره، اكثر عرضة بكثير جدا للاصابة بمرض سرطان الثدي من النساء اللواتي لم يتعرضن لاشعاع من هذا القبيل.
قد تطرا التغيرات الجينية، ايضا، جراء التعرض لمواد مسببة للسرطان، مثل بعض الهيدروكربونيات، الموجودة في التبغ واللحوم الحمراء المتفحمة.
ويحاول الباحثون اليوم معرفة ما اذا كانت هناك اية علاقة بين التركيبة الجينية لشخص معين وبين العوامل البيئية التي قد تزيد من خطر الاصابة بمرض سرطان الثدي. وربما يثبت ان عوامل عديدة قد تسبب ظهور سرطان الثدي.
عامل الخطر هو اي شيء يزيد من احتمالات الاصابة بمرض معين. بعض عوامل الخطر، مثل السن، الجنس والتاريخ العائلي، لا يمكن تغييرها، بينما يستطيع الانسان السيطرة على عوامل اخرى، مثل التدخين او سوء التغذية.
ولكن، حتى لو كان لديك عامل خطر واحد او اكثر فهذا لا يعني بالضرورة ان تصابي بمرض سرطان الثدي، اذ ان غالبية النساء المريضات بمرض سرطان الثدي اصبن فقط لمجرد كونهن نساء وليس لديهن اية عوامل خطر اخرى اضافية. والحقيقة، ان كونك امراة هو عامل الخطر الاهم لسرطان الثدي. فعلى الرغم من ان الرجال ايضا معرضون للاصابة بمرض سرطان الثدي ، الا انه اكثر شيوعا بكثير بين النساء.
عوامل خطر اخرى يمكن ان تزيد من خطر الاصابة بسرطان الثدي!
•السن
• تاريخ شخصي من التعرض لسرطان الثدي
• تاريخ عائلي
• الميل الوراثي
• التعرض لاشعاعات
• الوزن الزائد
• الحيض في سن مبكرة نسبيا
• الوصول الى سن الاياس (انقطاع الطمث – سن “الياس”) في سن متاخرة نسبيا
• العلاج بالهورمونات
• تناول اقراص منع الحمل
• التدخين
• تغيرات ما قبل سرطانية في نسيج الثدي
• كثافة عالية في نسيج الثدي بالتصوير الشعاعي (Mammography).
السن والفترة المحددة من مرحلة انقطاع الطمث قد تؤثران على كثافة نسيج الثدي. كثافة نسيج الثدي لدى الشابات، عادة، اعلى منها لدى النساء المتقدمات في السن.
وللهورمونات ايضا تاثير على هذا – كلما كانت مستويات الهورمونات اعلى، كلما كانت كثافة نسيج الثدي اعلى. وبالرغم من هذا، فان خطر الاصابة بمرض سرطان الثدي بسبب الكثافة العالية في نسيج الثدي يزداد بنسبة ضئيلة فقط.
اذا كنت ضمن واحدة من المجموعات الاكثر عرضة للاصابة بسرطان الثدي، وكثافة نسيج الثدي لديك مرتفعة، فقد يكون من الصعب تحليل التصوير الشعاعي (Mammography)، وعندها قد ينصحك طبيبك باجراء فحوصات مسحية اخرى، نسال الله العلي القدير لنا ولكم العافية.