فيديو.. كيف تعرف ليلة القدر؟ وماذا تقول فيها؟
قال الله تعالى في سورة القدر: (إنا أنزلناهُ في ليلةِ القدر * وما أدراكَ ما ليلةُ القدر * ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر * تَنَزلُ الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كلِ أمر * سلامٌ هي حتى مطلع الفجر).
وقال تعالى في سورة الدخان: (إنا أنزلناهُ في ليلةٍ مباركةٍ إنا كنا مُنذٍرين * فيها يُفرَقُ كلُ أمرٍ حكيم).
كيف تعرف ليلة القدر؟: علامات ليلة القدر:
قال بعض اهل العلم، أن لليلة القدر علامات مقارنة وعلامات لاحقة.
العلامات المقارنة:
قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة، وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان في البر بعيدا عن الأنوار.
الطمأنينة، أي طمأنينة القلب، وانشراح الصدر من المؤمن، فإنه يجد راحة وطمأنينة وانشراح صدر في تلك الليلة أكثر من مما يجده في بقية الليالي.
أن الرياح تكون فيها ساكنة أي لا تأتي فيها عواصف أو قواصف، بل بكون الجو مناسبا.
أنه قد يُري الله الإنسان الليلة في المنام، كما حصل ذلك لبعض الصحابة رضي الله عنهم.
أن الانسان يجد في القيام لذة أكثر مما في غيرها من الليالي.
العلامات اللاحقة:
أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع، صافية ليست كعادتها في بقية الأيام، ويدل لذلك حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال: أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنها تطلع يومئذ ٍ لا شعاع لها). رواه مسلم.
فضائل ليلة القدر:
– أنها ليلة أنزل الله فيها القرآن، قال تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر).
– أنها ليلة مباركة، قال تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة).
– يكتب الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام، قال تعالى: (فيها يفرق كل أمر حكيم).
– فضل العبادة فيها عن غيرها من الليالي، قال تعالى: (ليلة القدر خير من ألف شهر).
– تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة، قال تعالى: (تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر).
– ليلة خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر، وتكثر فيها السلامة من العذاب ولا يخلص الشيطان فيها إلى ما كان يخلص في غيرها فهي سلام كلها، قال تعالى: (سلام هي حتى مطلع الفجر).
– فيها غفران للذنوب لمن قامها واحتسب في ذلك الأجر عند الله عز وجل، قال صلى الله عليه وسلم: (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه). متفق عليه.
ميعاد ليلة القدر:
العلماء مختلفون في تعيين وقت ليلة القدر اختلافا كثيرا، ولعل الراجح إن شاء الله أنها تنتقل في ليالي العشر الأخير من رمضان، وهي في الأوتار آكد منها في الأشفاع، وهي في ليلة سبع وعشرين أرجى ما تكون، والعبرة باخفاء ميعادها لكي يجتهد المسلم في جميع ايام وليالي شهر رمضان، فإن فعل ذلك فقد ادركها بإذن الله تعالى.
قال الشيخ العثيمين رحمه الله: والصحيح أنها تتنقّل فتكون عاما ليلة إحدى وعشرين، وعاما ليلة تسع وعشرين، وعاما ليلة خمس وعشرين، وعاما ليلة أربع وعشرين، وهكذا؛ لأنه لا يمكن جمع الأحاديث الواردة إلا على هذا القول، لكن أرجى الليالي ليلة سبع وعشرين، ولا تتعين فيها كما يظنه بعض الناس، فيبني على ظنه هذا، أن يجتهد فيها كثيرا ويفتر فيما سواها من الليالي.
دعاء ليلة القدر:
عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: قولي: (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني). رواه الترمذي وصححه.
ما الحكمة التي جعلت النبي صلى الله عليه وسلم يوصي عائشة رضي الله عنها إذا هي وافقت ليلة القدر أن تقول: (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني)؟
من الحكم البليغة والله تعالى أعلم:
1- تخصيص اسم الله تعالى (العفو) تأكيد لمكانة هذه الليلة المباركة التي يعفو الله تعالى فيها عن العباد.
2- إحساس العبد بالذنب واعترافه بالخطأ والتقصير، يجعله يتضرع إلى الله تعالى بطلب العفو.
3- في قوله (عفو تحب العفو) استشعار لحسن الظن بالله تعالى، فيعمر قلب المؤمن بالرجاء.
4- إلحاح العبد بهذا الدعاء إظهار لافتقار العبد لربه و تذلـله بين يديه، وتعلقه بمرضاته سبحانه وتعالى.
سبب تسميتها بليلة القدر:
من اقوال العلماء في سبب تسمية ليلة القدر:
– سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف كما تقول فلان ذو قدر عظيم، أي ذو شرف.
– أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام، وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان إتقان صنعه وخلقه.
– قيل لأن للعبادة فيها قدر عظيم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» (متفق عليه).