اخبار ليل ونهار – هناك بعض الامراض التي لابد من التعايش معها، ومن متابعتها باستمرار ومنها مرض ضغط الدم، ونظرا لتعدد الاستفسارات حول صيام مريض الضغط في شهر رمضان المعظم، تنشر وكالة اخبار ليل ونهار بحثا شاملا حول كل مايهمك عن ضغط الدم في رمضان واهم النصائح الهامة للاستفادة من الصيام وتجنب اي مضاعفات قد تحدث.
ضغط الدم (Blood pressure) هو قوة دفع الدم لجدران الأوعية الدموية التي ينتقل خلالها أثناء تغذيته لكافة أنسجة الجسم وأعضائه فيما يعرف بالدورة الدموية، ومن المعلوم ان ضغط الدم الطبيعي في حدود 80/120، وفي حال زاد او انخفض عن ذلك يكون هناك خلل لابد في ضغط الدم.
وتكمن أهمية متابعة في تلافي المضاعفات الناتجة عن أي خلل سواء بالزيادة أو النقصان في قياس ضغط الدم حيث أنه عند ارتفاعه فذلك يعني أن القلب يواجه مقاومة كبيره ليضخ الدم إلى شرايين الجسم مما يتسبب على المدى الطويل في فشل القلب والذي يؤدي بدوره إلى الوفاة . كما أن ضغط الدم العالي قد يؤدي أيضا إلى سكتة دماغية أو فشل كلوي ، هذا إن لم يتم تدارك المرض في بدايته بالعقاقير الطبية المناسبة.
كما أن انخفاض ضغط الدم توحي بأن كمية الدم الواصلة إلى أعضاء الجسم لا تصل بالقدر الكافي أو السرعة الكافية مما يعني نقصان وصول الأكسجين و الغذاء إلى أنسجة الجسم مما يضر بها متسببا في تدمير جزئي أو كلي خاصة المخ والذي يعد أول الأعضاء تأثرا ليتسبب بشعور الإنسان بنوبات من الإرهاق والضعف العام قد يعقبها فقدان الفرد لوعيه. بصفة عامة يعتبر ضغط الدم المنخفض “مرضيا” إذا كانت له أعراض مثل الدوخة والضعف العام المستمر.
وقد أجريت العديد من الدراسات الطبية لدراسة تأثير الصيام على هذا المرض، وكانت الخلاصة أنه لا يوجد ما يمنع المسلم المصاب بهذا المرض من إتمام صيامه إذا كان لا توجد مضاعفات أخرى .
لا توجد أية محظورات على صيام مرضى ضغط الدم المرتفع، كما أن الهدوء والسكينة التى يصاحبان الشهر الكريم يمكن أن يحسن من حالة المريض دون أدوية فالمعروف أن الغضب والانفعال يدفعان الدم بصورة مفاجئة للعروق، فيرفع الضغط خاصة لمن ليهم قابلية للارتفاع أو الذين يتناولون أغذية غنية بالدهون والكوليسترول التى تسبب تصب الشرايين .
ولهذا فإن الصيام مفيد لهؤلاء إذا لم يصاحب المرض أمراضا أخرى مثل السكر وارتفاع الدهون. واليوم الرمضانى مفيد جدا لمريض الضغط شريطة أن يتناول العقاقير ما بين فترتى الإفطار والسحور واتباع ما يوصى به الأطباء فى تناول الغذاء – طبيعته وكميته – وعدم تناول الأطعمة الدسمة والإقلال من الملح على أن يتناول ملح الطعام فى حدود 3 جرامات يوميا .
وإن كان هناك بعض النصائح الهامة التي يفضل مراعاتها في أثناء هذا الشهر الكريم فهي:
الإكثار من تناول السوائل في فترة الإفطار وحتى الإمساك لتجنب الجفاف في اليوم التالي وما قد يتبعه من مضاعفات، كما يمكن تناول عسل النحل النقى الذى يعمل على زيادة الماء فى الدم. .
توجد عدة أنواع من الأدوية المستخدمة في علاج الضغط ذات المفعول الطويل ، حيث تستخدم مرة واحدة أو مرتين كحد أعلى خلال اليوم ، ولاتي يمكن تناولها مساءً ولا تتعارض مع الصيام . وينصح المريض الذي يتناول أكثر من جرعتين يومياً أو مدرة للبول الرجوع إلى طبيبه حيث يمكن التغيير في طريقة العلاج .
التركيز على الأغذية الغنية بمادة البوتاسيوم والماغنيسيوم واليود التى تتوافر فى الأسماك وطعام البحر وتناول القليل جدا من اللحوم ومنتجات الألبان والمخللات والمعلبات وتجنب المنبهات والتدخين . ويمكن استخدام عصير الليمون بدلا من الملح والاعتماد على الخضروات الطازجة خاصة الكرفس والبقدونس، وفاكهة التفاح المناسبة تماما لمرضى الضغط.
وأيضا العنب والموز حيث تقوم هذه الأنواع بتعويض الجسم للماء الذى يفقده نتيجة تناول مدرات البول، حيث يفقد الجسم كمية من البوتاسيوم والمعروف أن هذه الأنواع تحتوى على البوتاسيوم، كما يمكنه تناول الحبوب والبقول مثل الترمس واللوبيا والفاصوليا وحمص الشام والفول المدمس.
خطط مسبقا مع الطبيب: استشر طبيبك قبل شهر رمضان واستفسر منه عن ملائمة وضعك الصحي للصيام، فإذا كنت تعاني من مشاكل أخرى كالسكري أو أمراض القلب قد يكون الصيام غير ملائم لك. أما إذا قرر الطبيب أنك تستطيع الصوم فسوف يجري لك تعديلات في جرعات ومواعيد الدواء لتلائم السحور والإفطار.
انتبه لعلامات الإنذار: قس ضغطك بشكل دوري خلال اليوم، وإذا انخفض بشدة أثناء الصيام أو شعرت بدوخة أو ارتفع فراجع غرفة الطوارئ فورا أو الطبيب، وقد يكون الصيام عندها غير مناسب لك.
ابتعد عن المخللات، فهي غنية بالصوديوم وتؤدي لارتفاع ضغطك. وهذا ينطبق على الصلصات كالصويا والسيزر والتغميسات المصنعة والصلصة الحارة (الشطّة)، واستعض عنها بتناول السلطة الخضراء. أما عوضا عن مخلل الخيار فكل شرائح الخيار الطازجة، وبدلا من الصلصة الحارة تناول الفلفل الأخضر الحار، لكن انتبه للأنواع الصغيرة منها فهي حارة جدا وقد تسبب لك التعب والدموع.
إحذر من الأجبان واللحوم المعالجة كالنقانق والمرتديلا، إذ يرتفع فيها تركيز الصوديوم، كما أن المواد الحافظة لن تقدم فوائد لصحتك بل قد تؤذيها. استبدل الجبن باللبنة الحلوة (غير المالحة) واللحوم المعالجة باللحوم الطازجة والبقول كالعدس والفاصولياء.
المكسرات تحتوي على كمية كبيرة من الصوديوم، بالإضافة للسعرات الحرارية، لذلك حاول الابتعاد عنها وتناول الفاكهة كالموز والتفاح والبطيخ، إذ ينخفض فيها محتوى الصوديوم ويرتفع البوتاسيوم الذي يعتقد بأثره المفيد على صحة الأوعية الدموية والقلب، لكن يمكنك تناول ملعقتين كبيرتين من المكسرات غير المملحة كل يوم: ان المكسرات غنية بالمعادن التي تساهم في خفض ضغط الدم المرتفع. يعتبر تناول كمية صغيرة من المكسرات غير المملحة يوميا جزءا هاما من العلاج الغذائي لضغط الدم المرتفع. احرص على تناول الجوز، اللوز والفستق السوداني.
الكركديه والعرق سوس: توجد معطيات متضاربة عن هذين المشروبين، إذ يقول البعض إن الكركديه البارد يخفض الضغط، أما الكركديه الساخن والعرق سوس فيرفعانه. والمشكلة هنا أنه لا توجد دراسات علمية محكمة للفصل في هذا الموضوع، ولكن هذه المشروبات على عمومها هي شبيهة بالشاي والقهوة، إذ قد ترفع الضغط لدى مريض ارتفاع ضغط الدم، ولذلك فمن الأفضل مناقشة موضوع تناولها مع طبيبك ومحاولة الابتعاد عنها.
الشاي والقهوة والكاكاو والمنبهات: بسبب احتوائها على الكافيين قد تؤدي هذه المشروبات لرفع الضغط لدى المريض، أو تصعب من تجاوب جسمه مع أدوية الضغط. لذلك فإن الإعتدال ضروري، ولا ينصح أن يتجاوز مأخوذ الشخص يوميا فنجانا واحدا من القهوة أو كوبا من الشاي وخاصة الثقيل.
التدخين والشيشة: كثيرون -ومنهم مرضى بارتفاع ضغط الدم- يفطرون على سيجارة، كما أنهم يقضون الليل في شرب الشيشة معتقدين أن ضررها أخف من السيجارة، والحقيقة هي أن نَفَس الأرجيلة الواحد يساوي 57 سيجارة، أي قرابة ثلاث علب من السجائر. ويعد شهر رمضان فرصة ذهبية للإقلاع عن التدخين، الذي سيحسن صحتك مباشرة ويساعدك في السيطرة على ضغطك ويقلل احتمالية إصابتك بأمراض القلب والشرايين، من الجدير بالذكر ان التدخين يرفع ضغط الدم الانقباضي بمقدار 20 مل زئبق على الاقل.
استخدم الحبوب الكاملة في اعداد الاطباق الرمضانية بدلا من انواع النشويات الاخرى: فبدلا من ان تاكل كل يوم ارزا مقشورا (ابيض) وخبزا ابيض، ادخل الحبوب الكاملة مثل البرغل،الفريكة والخبز البني الى الاطباق الرمضانية وذلك بوتيرة ثلاث او اربع ايام في الاسبوع على الاقل. تحتوي الحبوب الكاملة على الالياف الغذائية ومعادن المغنيسيوم والبوتاسيوم، التي تسهم في في خفض ضغط الدم المرتفع. من الخيارات الاخرى للحبوب الكاملة والتي بوسعكم اللجوء اليها عند اعداد المائدة الرمضانية: الشعير، الشوفان، المعكرونة المصنوعة من طحين قمح كامل، والذرة الصفراء.
تناول البقوليات مرتين بالاسبوع على الاقل: تشير الدراسات الى ان استهلاك البقوليات يساعد في التحكم بضغط الدم المرتفع، وذلك نظرا لاحتوائها على كمية كبيرة من الالياف الغذائية ومعادن المغنيسيوم والبوتاسيوم. احرص على استخدام العدس، الحمص، الفول، البازيلا والفاصوليا في الاطباق المختلفة خلال شهر رمضان.
تناول السمك المشوي مرتين في الاسبوع على الاقل: لا تبالغ في تناول اللحوم والدواجن في رمضان، وقم بتناول وجبتين من السمك على الاقل في الاسبوع، حيث تحتوي دهون الاسماك على الاحماض الدهنية الخاصة “اوميغا-3” التي تساعد في تنظيم ضغط الدم، اضافة الى تاثيرها الوقائي من خطر الاصابة بامراض القلب والاوعية الدموية. ومن الاسماك الغنية بالاحماض الدهنية: السلمون، السردين، والماكاريل.
حاول الحد من استهلاك الملح وتجنب الاغذية الغنية به: يحتوي الملح على معدن الصوديوم الذي يؤدي الى ارتفاع ضغط الدم. ومن الاغذية الغنية بالصوديوم، الاغذية المدخنة مثل النقانق والمارتديلا، صلصة الصويا، الوجبات الخفيفة مثل البسكويت المالح، الوجبات السريعة مثل الفلافل والبيتزا، الحساء الجاهز، الزيتون، المخللات، والمكسرات المملحة.
اضف الثوم الى الاطباق المختلفة: يمتلك الثوم خصائص مميزة لخفض ضغط الدم، الا انه يجب تقطيع الثوم (مطبوخا او نيئا) ومضغه من اجل الاستفادة من هذه الخصائص. ولا ينصح بتناول الثوم بدون مضغه، لانه لا يعود على الجسم باي فائدة تذكر، لا وبل يتسبب ايضا بتهيج المعدة.
اذا كنت تعاني من السمنة، انتهز فرصة الصوم لتخفيض وزنك: يشكل رمضان فرصة حقيقية لتخفيض الوزن خاصة ان الاوقات المتاحة للوجبات اقل بكثير من الايام العادية! وتشير الدراسات الى ان تخفيض الوزن، حتى بنسبة بسيطة تصل الى 5% من الوزن، قد تساعد في اعادة ارتفاع ضغط الدم في رمضان الى الوضع الطبيعي. ويجدر التنويه الى انه يجب القيام بتخفيف الوزن بشكل تدريجي، وبمعدل نصف كيلوغرام الى كيلوغرام في الاسبوع.
اكثر من ممارسة الرياضة: اذ تساهم الرياضة في التحكم بضغط الدم، وتشير الدراسات الى ان النشاط البدني الذي يبذله المسلم اثناء ادائه لصلاة التراويح، يسهم في خفض ضغط الدم المرتفع.