مشاهد عجيبة غير مسبوقة من دبي اليوم، وفي واقعة مخالفة للمعتاد، اجتاحت العاصفة والأمطار مناطق مختلفة بدولة الإمارات العربية المتحدة، بمستوى لم تشهده البلاد منذ 75 عامًا، حيث يعد هطول الأمطار بالإمارات، أمرا نادر الحدوث، نظرًا لما تشتهر به من مناخ صحراوي جاف، فقد تتجاوز درجات الحرارة بها خلال فصل الصيف 50 درجة مئوية.
حيث انهارت البنية التحتية لدبي في ساعات معدودة ولم تتحمل كمية الامطار والسيول، وهو الامر الذي تسبب في حالة من الدهشة والتعجب بين رواد شبكات التواصل الاجتماعي حول العالم.
وكانت السيول حاصرت السكان في الشوارع والمكاتب والمنازل، وأبلغ كثيرون عن تسرب المياه لمنازلهم، فيما أظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي مراكز تجارية تجتاحها المياه من الأسطح.
وغمرت المياه بعض المركبات، ومن بينها حافلات، بالكامل تقريبا في دبي، واصطفت السيارات في طوابير طويلة أمام محطات الوقود، وحولت الشوارع إلى أنهار وأغلقت ثاني أكثر المطارات ازدحاما في العالم لبعض الوقت.
وبعد يومين من هطول الأمطار الغزيرة القياسية بتاريخ البلاد، تواصل السلطات البلدية استخدام الشاحنات لسحب المياه من الطرق وإزالة الأنقاض التي تسد الشوارع، كما تطلب بلدية دبي من السكان إرسال رسائل «واتس اب» لإزالة مياه الأمطار المتراكمة.
وتسببت الأمطار في انهيار الطرق في دبي والعين ورأس الخيمة، وتسببت أيضا انهيارات أرضية ضخمة، مما أدى بدوره إلى تدمير الطرق في مدينة العين.
وكان مركز الأرصاد الجوية قد توقع حدوث فيضانات بمناطق في الإمارات نتيجة هطول الأمطار والعواصف الرعدية، وحذرت الإمارات مواطنيها بتجنب الأودية وأماكن جريان وتجمع المياه، وبدورها شددت وزارة الداخلية، تحذيراتها قائلة “نظرا لتعرض عدة مناطق في الدولة لتقلبات في الأحوال الجوية مصحوبة بأمطار غزيرة ورياح، يرجى أخذ الحيطة والحذر أثناء قيادة المركبة وتجنب الأودية وأماكن جريان وتجمع المياه”.
يذكر أن المركز الوطني للأرصاد أعلن في بيانا رسميا له أن دولة الإمارات شهدت أكبر كميات أمطار خلال الأعوام الـ 75 الماضية، وأنه حدث إستثنائي مناخي يسجل في تاريخ الدولة.
مشاهد عجيبة من سيول دبي اليوم
غموض حول اسباب سيول دبي
بعد ساعات من العاصفة التي اجتاحت الإمارات، وخاصة دبي، مسفرة عن وفاة شخص في إمارة رأس الخيمة وإصابة مناطق واسعة من البلاد بالشلل، ملحقة بها أضرارا كبيرة؛ برز سؤال: «هل كانت هذه الكارثة ناجمة عن برنامج الاستمطار السحابي في دولة الإمارات؟».
وأكد مسؤولون في المركز الوطني للأرصاد الجوية في الإمارات لـCNN، أن الأمطار لم تكن ناجمة عن تلقيح السحب، فيما يقول خبراء المناخ إن الاحتباس الحراري هو السبب الرئيسي للظواهر الجوية المتطرفة.
ويتوقع الباحثون أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الرطوبة وخطر الفيضانات في مناطق بالخليج.
ما التلقيح السحابي؟
التلقيح السحابي هو مفهوم لتعديل الطقس يحاول سحب المزيد من الأمطار أو الثلوج من السحابة أكثر مما يحدث بشكل طبيعي، ولا تتشكل قطرات السحابة تلقائيًا، بل تحتاج الرطوبة إلى شيء تتكاثف عليه، مثل الماء الذي يتشكل على جانب الكوب البارد في يوم حار؛ ما يسمى بنوى التكثيف وهى عبارة عن جزيئات صغيرة جدًا في الهواء يمكن للرطوبة أن تلتصق بها.
ويضيف التلقيح السحابي المزيد من تلك الجزيئات إلى الهواء، بهدف خلق المزيد من قطرات الماء أو الجليد.
ومع استمرار ارتفاع درجة حرارة الجو بسبب تغير المناخ الذي يسببه الإنسان؛ أصبحت أجزاء معينة من العالم أكثر سخونة وجفافًا، ويمكن النظر إلى تلقيح السحب على أنه حل لجلب المزيد من المياه إلى المناطق التي تحتاج إليها، ولكنه قد يؤدي أيضًا إلى جعل مناطق أخرى أكثر جفافًا في هذه العملية.
وهذا ما جعل البعض يتساءل عما إذا كانت الأمطار التي شهدتها دولة الإمارات ناجمة عن برنامج الاستمطار السحابي، وأن الأمطار الغزيرة التي تسببت في فيضانات غير مسبوقة في الإمارات العربية المتحدة وعمان لم تظهر من العدم.
كانت الأمطار الغزيرة ناجمة عن عاصفة كبيرة بطيئة الحركة اجتازت شبه الجزيرة العربية وتتبعت خليج عمان على مدار عدة أيام، وكانت هذه العاصفة قادرة على امتصاص الرطوبة الاستوائية العميقة والوفيرة الواقعة بالقرب من خط الاستواء وتفريغها مثل خرطوم إطفاء الحرائق فوق المنطقة.
وستصبح أحداث هطول الأمطار الغزيرة مثل هذه أكثر تكرارًا مع استمرار دفء الغلاف الجوي، مما يسمح له بامتصاص المزيد من الرطوبة مثل الإسفنج وإطلاقها على شكل أمطار فيضانات.