ماذا يحدث في كندا هذه الايام، مشاهد عجيبة واحداث غريبة لم يعتاد العالم رؤيتها في كندا.
سجلت كندا أعلى درجة حرارة في تاريخها، بالتزامن مع موجة حر غير مسبوقة ضربت المناطق الشمالية الغربية من الولايات المتحدة.
ووصلت درجة الحرارة في كندا إلى أعلى مستوياتها لليوم الثالث على التوالي وبلغت 49.5 درجة مئوية، في بعض المناطق.
وقال مسؤولون إن درجة الحرارة ارتفعت في العديد من المناطق الكندية إلى 46.6 درجة مئوية، محطمة بذلك الرقم القياسي المسجل قبل 84 عاما.
وحذرت كل من الولايات المتحدة وكندا المواطنين من مستويات حر “خطرة” قد تستمر هذا الأسبوع.
ويقول خبراء إنه من المتوقع أن يعمل التغير المناخي على زيادة تكرار حدوث ظروف طقس غير مسبوقة، كموجات الحر.
وقد تسببت موجة الحر الشديدة في وفاة العشرات في كندا خلال الايام والساعات القليلة الماضية، وقدم رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، تعازيه إلى عائلات الضحايا، وأغلبهم من كبار السن.
وقد تزايد الطلب بشكل كبير على أجهزة التكييف والمراوح وبدأت تظهر بشكل مفاجئ ملاجئ تبريد يلجأ الناس إليها هروباً من الحر. واغلقت العديد من الحانات والمطاعم والمحلات ابوابها.
وقالت شبكات تزويد الكهرباء في كندا إنها سجلت زيادة في الطلب على الكهرباء من أجل الاستمرار في تشغيل مكيفات الهواء.
وقد تسببت الموجة الحارة في اشتعال العديد من الحرائق في مناطق مختلفة في كندا، وتم اخلاء المئات من المنازل، خوفا من امتداد الحرائق لها، وتداول بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعى مقاطع مصورة لأثر تلك الحرائق بسبب موجه الحر الشديدة.
مشاهد غير مسبوقة في كندا بسبب موجة الحر الشديدة
وقال ديفيد فيليبس، كبير علماء المناخ في دائرة البيئة الكندية: “درجات الحرارة في مناطق من غربي كندا أعلى مما هي عليه في دبي”.
وقال إن هناك احتمالاً بأن ترتفع درجة الحرارة إلى 47 درجة مئوية في العديد من المناطق الكندية.
وتنبأت الدائرة بأن “تستمر موجة حر طويلة وخطرة وتاريخية خلال هذا الأسبوع”، حيث يتوقع أن تكون درجات الحرارة أعلى من معدلها الطبيعي بحوالي 10-15 درجة مئوية، وأن تبلغ حوالي 40 درجة مئوية في الكثير من المناطق.
وأفاد مسؤولون في كندا بتسجيل المئات من حالات الوفاة المفاجئة، يُشتبه في أن كثيرا منها مرتبط بارتفاع درجة الحرارة، وذلك فيما تجتاح البلد موجة حارة غير مسبوقة.
وسُجلت حوالي 486 حالة وفاة خلال الأيام الخمسة الماضية في مقاطعة بريتيش كولومبيا وحدها، بزيادة قدرها 195 في المئة عن المعتاد خلال تلك الفترة من العام.
ورجّحت الشرطة أن يكون الحرّ قد أدى إلى مقتل 69 شخصاً في مدينة فانكوفر، وسجلت عشرات الوفيات في مناطق أخرى.
وقالت الشرطة في منطقة فانكوفر إنها تعاملت مع أكثر من 130 حالة وفاة مفاجئة منذ يوم الجمعة، أغلبها لكبار السن وأشخاص يعانون من أمراض بالفعل.
وذكرت الشرطة أن موجة الحر التي تضرب المنطقة كانت عاملاً مساهماً في وفاتهم.
وقالت شرطة فانكوفر: “قد يكون هذا الطقس قاتلا للأفراد المعرضين للخطر في مجتمعنا، وخاصة كبار السن ومَن يعانون من مشاكل صحية. من الضروري أن نطمئن على بعضنا البعض خلال موجة الحرّ الشديدة هذه”.
وقالت احدى السيدات، في كندا، إن الخروج من المنزل “شبه مستحيل”. وأضافت أنها أرسلت ابنتها الصغيرة للإقامة مع عائلتها في منطقة أخرى تنخفض درجات الحرارة فيها بشكل طفيف”.
وقالت سيدة اخرى، تعيش في بريتيش كولومبيا، لبي بي سي إنها لم تغامر بالخروج من المنزل لمدة أربعة أيام، مضيفة “لم أشهد أي شيء من هذا القبيل خلال سنوات عمري السبعين”.
وتابعت “لقد حجبنا جميع النوافذ، والمراوح تعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. نرش رذاذ الماء باستمرار، ونضع أقدامنا في حمامات الماء البارد. نستحم ونشرب أطنانا من السوائل”.
لماذا يموت كثير من الناس من موجات الحرارة المرتفعة؟
تحارب أجسامنا من أجل الحفاظ على درجة الحرارة الداخلية حول 37 درجة مئوية، وعندما ترتفع درجة حرارة المحيط، فإن الجسم يحاول أن يفقد الحرارة من خلال قيام القلب بضخ المزيد من الدماء صوب سطح الجلد، ومع زيادة التعرق قد يحدث انخفاض في ضغط الدم، مع الجفاف، مما يقلص كمية الدم.
وقد يؤدي الارتفاع في درجة الحرارة إلى حدوث تشنجات لدى المصاب، كما قد يصاب بالإنهاك الحراري الذي تشمل أعراضه التعرق الشديد والغثيان والدوار. ومع استمرار ارتفاع درجة حرارة الجسم، فإن الضرر قد يصل إلى القلب والدماغ والكلى والعضلات، مما يسبب عواقب خطيرة على الصحة وقد يسبب الوفاة.
نصائح هامة للتعامل مع حرارة شهور الصيف:
شرب الكثير من الماء والسوائل والمشروبات مثل الشاي الاخضر.
الوضوء عدة مرات خلال اليوم.
الحرص على التهوية الجيدة مع استعمال مروحة او مكيف.
تناول الاغذية الصحية مثل الخضروات والفواكه وزيت الزيتون.
اسعافات هامة في حالة اصابة الشخص بالاجهاد الحراري او ضربة الشمس:
تغطيس المصاب في الماء البارد، أو صب الماء عليه.
وضع كمادات الثلج على جسم المصاب.
يطلب من الشخص الاستلقاء ورفع قدميه قليلا.
وتشير بعض الدارسات انه قد يكون هناك علاقة عكسية بين ارتفاع الحرارة وانتشار فيروس كورونا.