يبدو ان الصين تفرغت لبث الرعب والكوارث والمصائب على البشرية، وفي حين مازال الفيروس الصيني كورونا يحصد ارواح الضحايا بالالاف يوميا، جاءت الاخبار من الصين ايضا، حيث اصبح العالم يترقب سقوط الصاروخ الصيني الطائش في اي مكان على وجه الارض.
صاروخٌ واحدٌ تائه في الفضاء لا يُعرف أين سيسقط جعل العالم كله في حالة تأهب قصوى خشية سقوطه على المدنيين!
لكن ماذا عن آلاف البراميل والقنابل والصواريخ التي سقطت على رؤوس الأبرياء في سوريا و العراق واليمن وليبيا وغيرها من بلاد العالم؟!
أليسوا بشرا مثلنا أم لا أهمية لهم؟!
وكان قد انطلق صاروخ “لونغ مارش 5ب” من جزيرة هاينان الصينية في 29 أبريل حاملا مركبة، تحتوي على أماكن معيشة ثلاثة أفراد في محطة فضاء صينية دائمة. وسيهبط جسم هذا الصاروخ خلال الأيام القليلة المقبلة في مكان لم يتحدد.
وأوضحت قيادة الفضاء في بيان أن نقطة دخول الصاروخ بالضبط في الغلاف الجوي للأرض أثناء عودته من الفضاء لا يمكن تحديدها إلا في غضون ساعات من عودته التي يتوقع أن تحدث في الثامن من مايو.
وقال جوناثان ماكدويل، عالم الفيزياء الفلكية في جامعة هارفارد، إن الحطام الذي يحتمل أن يكون خطيرا من الممكن أن يفلت من الاحتراق بعد أن يخترق الغلاف الجوي بسرعة تفوق سرعة الصوت، ولكن من المرجح أن يسقط في البحر، بالنظر إلى أن الماء يغطي 70% من الكرة الأرضية.
اين سيسقط الصاروخ الصيني الطائش؟
بعد انفصال الوحدة الفضائية للمحطة، بدأ الصاروخ يدور حول الكوكب في مسار غير منتظم مع انخفاضه تدريجيا، مما يجعل من شبه المستحيل توقع نقطة دخوله إلى الغلاف الجوي وبالتالي نقطة سقوطه.
وقد يتفكك عند دخوله الغلاف الجوي لتتبقى منه قطع حطام.
لكن إذا بقي الصاروخ كاملا، فهناك احتمال كبير أن يسقط في بحر ما، لكن هذا غير مؤكد، ويمكن أن يتحطم في منطقة مأهولة بالسكان أو على سفينة.
من جانبها أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أنها تتعقب مسار الصاروخ الصيني الذي من يفترض أن يدخل بشكل غير مضبوط الغلاف الجوي في نهاية هذا الأسبوع مع خطر سقوطه في منطقة مأهولة بالسكان.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي إن وزير الدفاع لويد أوستن “أُبلغ بالأمر ويعلم أن قيادة الفضاء تتعقب حرفيا هذا الحطام الصاروخي”، موضحا أن عودة الصاروخ إلى الغلاف الجوي متوقعة يوم السبت.
وأكد كيربي “نحن نراقبه ونتابعه من كثب قدر الإمكان، لكن من السابق لأوانه معرفة إلى أين سيذهب وما إذا كان هناك أي شيء يمكن القيام به”.
وهذه ليست المرة الأولى التي تفقد فيها الصين السيطرة على مركبة فضائية عند عودتها إلى الأرض. ففي أبريل/ نيسان عام 2018، تفكك المختبر الفضائي “تيانغونغ-1” عند عودته إلى الغلاف الجوي بعد عامين من توقفه عن العمل.
حرب الفضاء بين امريكا والصين
الوحدة التي أطلقتها الصين الخميس واحدة من ثلاثة مكونات رئيسية لما ستصبح أول محطة فضائية تطورها الصين لتنافس المحطة الفضائية الدولية وهي المحطة الوحيدة العاملة حاليا في مدار حول الأرض.
وتدعم الولايات المتحدة وروسيا وأوربا واليابان وكندا المحطة الدولية، وكانت الولايات المتحدة قد منعت الصين من المشاركة فيها.
ويعد إطلاق الوحدة الصينية أول مهمة من 11 مهمة مطلوبة لاستكمال بناء المحطة الفضائية التي ستدور حول الأرض في مدار على ارتفاع يتراوح بين 340 و450 كيلومترا.
وتشمل المهام المتبقية إطلاق وحدتين رئيسيتين أخريين وأربع سفن فضائية مأهولة وأربع سفن فضائية لنقل شحنات.
وتهدف الصين أن تصبح قوة رئيسية في استكشاف الفضاء بحلول 2030، وقد عززت برنامجها الفضائي بزيارات للقمر وإطلاق مسبار غير مأهول إلى المريخ.
وعلى النقيض من ذلك يكتنف الغموض مصير المحطة الفضائية الدولية التي تدور في مدارها منذ أكثر من 20 عاما.
فمن المقرر أن ينتهي المشروع في 2024 ما لم يقدم الشركاء تمويلا جديدا، وقالت روسيا هذا الشهر إنها ستنسحب من المشروع بحلول 2025.
وتعمل روسيا على تعميق علاقاتها مع الصين في الفضاء في الوقت الذي يتزايد فيه التوتر بينها وبين واشنطن.