اخبار ليل ونهار. سر مقبرة شعبان عبدالرحيم. توفي الفنان الشعبي المصري شعبان عبد الرحيم عن 62 عاما في مستشفى المعادي العسكري بالقاهرة، وذلك إثر تدهور مفاجئ لحالته الصحية، وفق ما أفادت به وكالة أنباء الشرق الأوسط. واشتهر الفنان الاستعراضي بأدائه أغاني شعبية تتناول التطورات السياسية والاجتماعية، قدمها على نفس اللحن الموسيقي.
توفي الفنان الشعبي المصري شعبان عبد الرحيم عن 62 عاما، في مستشفى المعادي العسكري حيث استقبل للعلاج.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن عبد الرحيم توفي داخل إحدى المستشفيات بالقاهرة بعد تدهور حالته الصحية.
واشتهر المطرب الشعبي المصري باسم “شعبولا”، كما عرف بارتداء أزياء ملفتة للنظر، مما جعل كثيرين يتهمونه بالهبوط بالذوق العام. وكان رد عبد الرحيم هو أنه جزء من ثقافة شعبية في مصر، لا تؤثر على الذوق العام.
وفي مطلع القرن الجديد، غنى عبد الرحيم أغنيته الشهيرة “أنا أكره إسرائيل” والتي حققت له شهرة واسعة، فضلا عما أحدثته من ردود فعل تخطت حدود المحلية، ليواجه عبد الرحيم اتهامات بمناهضة التطبيع مع إسرائيل ورعاية الكراهية.
وكان آخر ظهور جماهيري لشعبان عبد الرحيم أمام جمهور حفلته الغنائية التي أحياها في السعودية ضمن حفلات موسم الرياض الذي تنظمه هيئة الترفيه بالمملكة، إذ ظهر جالسا على كرسي متحرك، مما أثار آنذاك ردود فعل واسعة وجدلا حول حالته الصحية.
وكان عبد الرحيم قد اعتذر عن حفل الرياض لسوء حالته الصحية، إلا أن مسؤولي الموسم طلبوا منه الحضور لمدة يوم واحد على الأقل رغبة في تلبية مطالب جمهوره بلقائه، وهو ما فعله المغني الراحل إذ ذهب لمدة يوم واحد لإحياء حفلته في منطقة البوليفارد وعاد منذ ثلاثة أيام، قبل أن تسوء حالته الصحية ويتجه إلى مستشفى المعادي العسكري لتلقي العلاج، وهناك وافته المنية صباح اليوم.
سر المقبرة:
كشف أحد الأصدقاء لأسرة الراحل الفنان شعبان عبد الرحيم وهو إبراهيم زايد سر تسمية المقبرة باسم مدفن الريس شعبان بعدما سادت حالة من التعجب بين بعض المشيعين لجثمان الفنان شعبان عبد الرحيم بمسقط رأسه بقرية ميت حلفا بقليوب
وقال زايد في تصريحات صحفية إن الفنان كان يقدر مهنته الأولى قبل الغناء في الحدادة ثم مكوجي ولم يترك اسم الريس وكان معروف بين اصدقاءه بالريس شعبان وكان يعتز بهذا اللقب.
وأوضح “زايد” أن هذه المقبرة قديمة اشتراها الراحل منذ 20 عاما بعد استقراره في قريه ميت حلفا لأنه ليس من موليد القرية فهو من مواليد عزبة بلال شرابية بمحافظة القاهرة، مشيرا أن أول من دفن فيها والدته منذ 6 سنوات ثم شقيقته ثم زوجته أم عصام منذ 3 سنوات والتي يتزامن ذكرى رحيلها مع وفاة شعبان عبد الرحيم حيث توفيت في أول ديسمبر أيضا.
ظاهرة شعبولا:
يعد “شعبولا” أحد أهم مطربي الفن الشعبي في مصر لنحو عقدين من الزمن، حيث نجح في خطف الأضواء إليه، بداية من ملابسه المميزة، مرورا بكلمات أغنياته التي تتماشى مع حدث يشغل الرأي العام، وصولا إلى تصريحاته العفوية التي تميز بها.
تميز شعبان بنمط ملابس يختلف عن المغنين التقليديين، حيث كان يرتدي دائما ملابس لامعة ومزركشة، فضلا عن ارتداء كميات من الإكسسوارات الكبيرة الحجم.
وعمل “شعبولا” في كيّ الملابس وكان يغني لأهله وأصدقائه في الأفراح والأعياد والمناسبات، قبل أن يذيع صيته قبل نحو 20 عاما حين سمعه صاحب أحد محلات بيع الأشرطة السمعية، فأنتج له شريطا مقابل مئة جنيه، إلى أن اشتهر شريطه “أحمد حلمي اتجوز عايدة.. كتب الكتاب الشيخ رمضان”، وهي أسماء لمواقف للحافلات في القاهرة.
كما ذاع صيته بشريط “هبطل السجاير”، ولكن الاهتمام الإعلامي الحقيقي به بدأ مع أغنية “أنا بكره إسرائيل”، حيث تغنى كثيرون بالقدس، ولكن لم يجرؤ مطرب من التعرض للكيان الصهيوني بهذه “المباشرة”، وحينها اتهمته محطة أميركية شهيرة بالتحريض على مناهضة التطبيع مع إسرائيل.
واشتهر عبد الرحيم بأغاني موجهة يهاجم فيها أنظمة وجماعات ومؤسسات إعلامية، آخرها قناة الجزيرة القطرية.
السياسة التي جلبت له تعاطفا، باعدت أيضا بينه وبين كثير من الشرائح، فقد كان “شعبولا” والشاعر إسلام خليل جاهزين دوما للتفاعل مع كل حدث يشغل الرأي العام في مصر والوطن العربي، ولهذا أعلنا انحيازهما إلى الانقلاب العسكري في مصر، وأصدرا أغنية ضد ما يسمى “الإرهاب”، حيث هاجما جماعة الإخوان المسلمين.