اخبار ليل ونهار. حكم تناول لحوم الحيوانات التي تتغذى على نجاسات القمامة !
كثيرا ما نرى، قيام بعض اصحاب الغنم والخراف والبهائم، بتركها تتغذي على القمامة في الشوارع، وخصوصا في عدد من الدول العربية مثل مصر واليمن، فما هو حكم تناول لحوم والبان هذه الماشية.
مبدئيا الحيوان الذي يتغذى على النجاسات، يسمى عند الفقهاء بـ”الجلَّالة”.
فالجلالة: اسم يشمل أي حيوان يتغذى على النجاسات، سواء كان من الإبل، أو البقر، أو الغنم، أو الدجاج، أو الإوز، أو غيرها من الحيوانات المأكولة.
روى ابن عمر، رضي الله تعالى عنهما، قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل الجلالة وألبانها)، رواه الترمذي، وصححه الألباني في “صحيح سنن الترمذي”.
الحيوان الذي يتغذى على النجاسات له أحوال:
الأولى: أن يكون تغذيه عليها قليلا، وأغلب طعامه من الطيبات، فهذا لا يشمله حكم الجلالة.
الثانية: أن يكون أكثر طعامه من النجاسات، ويظهر تأثير ذلك على الحيوان في نتن لحمه ورائحته، فهذا يشمله النهي، فلا يجوز أكل لحمه وبيضه، ولا شرب لبنه، ولا ركوبه.
الثالثة: أن يكون أكثر طعامه من النجاسات، ولكن لا يظهر تأثير ذلك على الحيوان في لحمه ورائحته، فهل يعد جلالة أم لا ؟
مذهب الحنابلة: أنه يعد جلالة؛ لأن الجلالة عندهم هي الحيوان الذي أكثر طعامه من النجاسات، سواء ظهر أثر ذلك على لحم الحيوان ورائحته أم لا، وأما الحنفية والشافعية، فلم يعدوها من الجلالة؛ لأن شرط الجلالة أن يظهر تأثير أكلها للنجاسات في لحمها ورائحتها.
الحل العملي للتخلص من النجاسة:
الجلالة لا يحل أكل لحمها حتى تزول منها آثار النتن والخبث، وذلك بحبسها، وعلفها طعاما طيبا طاهرا.
وتزول الكراهة بحبسها اتفاقا، بمعنى تغذيتها على اعلاف او طعاما طيبا غير نجس، واختلف في قدره، فروي عن أحمد، أنها تحبس ثلاثة ايام، سواء كانت طائرا أو بهيمة، وكان ابن عمر إذا أراد أكلها حبسها ثلاثا.
ومن العلماء من وَقَّت لحبسها قدرا معينا، ففِي الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ أربعين يَوْمًا، وَفِي الْغَنَمِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، وَفِي الدَّجَاجِ ثَلَاثَة.