فيديو يعرض أحجام الثقوب السوداء الهائلة في الكون – من المعروف أن الثقوب السوداء أجسام هائلة الحجم ماحقة للمادة بحيث يبدو أنها تتحدى الفيزياء بمجرد وجودها في الكون، وهي من الغرابة لدرجة أنه عندما توقعت معادلات عالم الفيزياء الشهير ألبرت آينشتاين أول مرة وجود هذه الوحوش الفضائية لم يصدق أنها يمكن أن تكون حقيقية.
وحقيقة لا يمكن لوم آينشتاين في ذلك، لأن فكرة وجود هذه التفردات الزمكانية التي تمتص كل المواد حولها وتنتشر في أرجاء الكون أمر قد لا تستوعبه عقولنا.
وربما تجاوزنا مسألة الاندهاش من غرابة الثقوب السوداء وأحجامها الهائلة، لكن هذا الفيديو أدناه لمجموعة تدعى “مورن1415” تشتهر بفيديوهاتها على يوتيوب التي تقارن بين الأحجام المختلفة بالكون، يعيدنا بقوة إلى أجواء الاندهاش مرة أخرى.
يبدأ الفيديو بعرض معلومات عن الشيء الذي رفض آينشتاين تصديق وجوده في نظريته الشهيرة، لكن عندما يصل الفيديو إلى مقارنات بصرية بين الثقوب السوداء فإننا نشاهد ما هو فوق قدرة عقولنا على استيعابه.
أول ما يجب أن معرفته هو أنه يمكن لأي مادة أن تصبح ثقبا أسود إذا تم سحقها إلى ما بعد “نصف قطر شفارتزشيلد”.
نصف قطر شفارتزشيلد (نسبة إلى عالم الفلك الألماني كارل شفارتزشيلد) هو معادلة فيزيائية وضعها لتحل إشكالية نظرية النسبية العامة لآينشتاين، وتمثل نصف القطر الذي يحدد أفق الحدث لثقب أسود.
ووفقا لذلك فإنه كي تصبح الشمس ثقبا أسود فإنه يجب سحقها إلى حجم بلدة صغيرة، أي أن ثقبا أسود بحجم تلك البلدة الصغيرة تعادل كتلته كتلة الشمس، أما الأرض فيجب سحقها إلى حجم حبة فول سوداني.
ورغم أن هذا أمر مذهل عند التفكير به، فإنه يصبح أكثر إثارة عند الأخذ بالاعتبار ضخامة حجم الثقوب السوداء التي نعرفها مثل الثقب الأسود “XTE J1650-500” الذي يعادل حجم مدينة منهاتن الأميركية، لكنه يضم كتلة ثلاث أو أربع شموس مثل شمسنا.
لكن الثقب المذكور أعلاه من بين أصغر الثقوب السوداء في الكون، فهناك ثقوب سوداء متوسطة الحجم مثل “M82 X-1” الذي يبلغ حجمه حجم كوكب المريخ لكن كتلته تعادل كتلة ألف شمس.
وهناك أيضا الثقوب السوداء العملاقة (Supermassive) التي توجد في مراكز المجرات الضخمة بالكون، ومنها على سبيل المثال الثقب الأسود في مركز تجمع مجرات “عنقود العنقاء” الذي يملك كتلة عشرين مليار شمس.
شاهد الفيديو أعلاه لتعلم كم هو هائل الحجم الذي يمكن للثقوب السوداء أن تبلغه، وإن كنت تظن أنك تعرف فقد تكتشف ما يفاجئك.