نصائح عند اختيار شريك الحياة

نصائح عند اختيار شريك الحياة – حسن اختيار شريك الحياة تعد من الأمور الهامة في حياة كل إنسان، وتؤكد معظم الدراسات الحديثة وعلماء النفس أن نجاح الحياة الزوجية أو فشلها يتوقف على حسن اختيار شريك الحياة.

وليس على نوع البطيخة كما اعتاد المصريون تشبيه الزواج بها ( قرعة أم حمراء ) ولكى لا يقف الشباب فى حيرة من أمره من أين يبدأ وكيف يختار وكيف يكون أكثر وعيا وفهما لطبيعة العلاقات الاجتماعية فى الزواج بما يضمن حياة مستقرة وسعيدة.. كان معنا ذلك الحوار مع المستشارة الاجتماعية والنفسية والتى تعمل فى مجال الإرشاد الأسرى أ.مانيفال أحمد حول كيفية اختيار شريك الحياة بوعى بما يضمن السعادة له ولشريك حياته.

نصائح عند اختيار شريك الحياة:

س1: فى البداية كيف يختار كل من الشباب والفتيات نصفهم الآخر؟

ج1: لا أشعر أن هناك فرقا بين الشاب والفتاة فى هذه النقطة.. فنحن هنا نتحدث عن شاب مستعد للزواج بكل تبعاته المادية والاجتماعية وغيرها.. فالاختيار بالنسبة للشاب والفتاة يبدأ من “أنفسهم”..

من المهم أن يتعرف كل منهما على نفسه أولا.. مميزاته وعيوبه وقدراته واحتياجاته وإمكانياته، قبل أن يفكر فى ماذا أريد من الطرف الآخر..

فى لقاءات متعددة مع فتيات مقبلات على الزواج أو ممن تأتين لاستشارتى فيمن يتقدم لهن، أجد أنها لا تعرف أصلا ماذا تريد هى لنفسها، فتجد نفسها أمام الشخص المتقدم فى حيرة لا تعرف على أى أساس تقبل أو ترفض..

فأول شيء هو “اعرف نفسك”، ثم ضع لنفسك المواصفات التى تريدها فى الطرف الآخر، ثم رتب أولوياتك..

من المهم أن أعرف ما هى المواصفات التى يهمنى أن تتواجد فى شريك حياتي، ومن هذه المواصفات ما إلى يمكن أن أتنازل عن وجوده فى مقابل صفات أخرى، وما الذى لا يمكن أبدا التنازل عنه.. وبالمثل ما هى الصفات التى لا أقبل بوجودها أو التى لا تتوافق معي، ما يمكن أن أتنازل وأتغاضى عن وجوده وما الصفات التى لا يمكن أبدا قبولها والتنازل عن وجودها وأبرز هنا أهمها “البخل، الكذب” مثلا..

س2: كيف تكون/ يكون متوازنا فى شروطه ومواصفاته التى يرغبها..؟

الواقعية.. من المهم والمفيد أن أكون واقعيا فى الصفات التى أضعها، لأننى فى النهاية اختار إنسان بكل ما فيه من سلبيات وايجابيات وعيوب ومزايا، يخطئ ويصيب.. ولهذا قلت إنه مهم أن ارتب اولوياتى فيما أقبل وأرفض.. لأن التوقعات كثيرا ما تصدم أصحابها عند الدخول فى تفاصيل الحياة.. فنجد الكثير من الفتيات والشبا يرسمن صورة خيالية لشريك حياتهم ولحياتهم معه، نجدها بعيده عن المشاكل والخلل، ليأتى الواقع بعد ذلك مؤلم لهم فيصعب عليهم تقبله والتعامل معه

من المهم أيضا أن يضع كل منهم فى حسابه الصفات التى ذكرها سيدنا محمد “اذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه” وقوله “فاظفر بذات الدين”.. وهذه من الصفات الأساسية التى من المهم عدم التنازل عنها، لأن الذى يستشعر بمعية الله ومراقبته فى تصرفاته وأقواله سيتقيه فيما يفعل ويقول، مع الوضع فى الاعتبار أننا لن نجد “عمر” و”خديجة”، فحتى صفة التدين من المهم أن تكون منضبطة ومتوازنه بدون افراط ولا تفريط.

نصائح عند اختيار شريك الحياة
نصائح عند اختيار شريك الحياة

س3: وهل لعادات وثقافات وموروثات الأهل والعيلة دور فى التأثير على الشباب والفتيات عند اختيار شريك حياتهم؟

نعم بالتأكيد.. وهذا ربما يقصد به أو يدخل فيه أيضا المستوى الاجتماعى للطرفين.

من المهم أن يكون هناك توافق فى كل المستويات والنواحى المادية والاجتماعية والثاقفية, لأن هذا يقلل الفجوة الموجودة بين الخطيبين إلى حد كبير و”قد” يمنع حدوث أنواع محدده من المشاكل.. فإن كان الطرفين يأتيان من بيئتين مختلفتين تماما ثقافيا واجتماعيا قد يحصل صدام بينهما وخلاف فى بعض الأمور مثل الخلافات التى تحدث حول أساليب الضيافه والزيارة والعلاقة بالعائلة الممتدة والموقف من عمل الزوجة أو السفر أو العلاقة بأهل الطرف الثانى وحدود تدخلهم.. ومع ذلك، فإن فترة الخطوبة وجدت للتعارف، فقد تغيب هذه الفروق مع اختلاف الطرفين وقد تتواجد مع تقاربهما.. فإن لمس الطرفان أو أحدهما اختلافا فى اى من هذه الفروق فى فترة الخطوبة فعليه أن يقف على هذا الاختلاف ويقيمه، يقيم مدى قبوله ورفضه لوجوده، ويناقشه مع الطرف الآخر فقد يصلان لحل وسط أو كيفية للتعامل مع هذا الاختلاف والفرق..

ومن المهم وضع فى الاعتبار أننا لا نختار “فرد” وإنما نختار “عائلة”.. فالوالدان اللذان سيصبحان جدان فيما بعد سيكون لهما أثر على الزوجين وعلى الأحفاد مستقبلا، وشئنا أم أبينا سنجد منهما تدخل مباشر أو غير مباشر على بعض القرارات وأساليب التربية وغيرها، ومن المستحيل فصل الفرد عن اسرته وعائلته، ولهذا فعندما نختار علينا أن ننظر للكل وليس للطرف الآخر مستقل بعيدا عن أسرته وعاداتها وتقاليدها..

س4: أ.مانيفال من وجهة نظرك: لماذا يعيش الشباب والفتيات الآن كثيرا من التخبط والمثالية والاستسلام فى حسن اختيار شريك الحياة؟

أعتقد أن هذا يرجع إلى حد كبير لعدم معرفة ماذا نريد..

تعيش الفتيات والشباب حالة من السعادة بالمرحلة التى يقبلون عليها.. ويسعون لإيجاد المشاعر ويبحثون عنها قبل أن يتعارفا ويضعا الأسس.

تجدينهم يتغاضون عن الكثير ويتنازلن عن أشياء فى مقابل أن تبتعد عن لقب “عانس” ونظرات الجميع وأسئلتهم عن العريس الغائب متى يأتي..

لا يمكن أن ننكر تأثر الكثيرين بالأفلام والمسلسلات وكيفية التعارف والتقارب الحالمة التى يرتبط بها الأبطال.. لا أنسى فتاة مرة قالت لي: تقدم لى الكثيرون، ربما كان منهم المناسب ولكنى لم أجد من “يبهرني” و”يخطف” انتباهى من أول لقاء.. والواقع أن هذا “الانبهار” بالكيفية التى تبحث هى عنها ليس موجودا، ولن يظهر هكذا فجأة دون تعارف حقيقي..

س5: على من تقع مسؤولية الاختيار؟على الشاب أم الفتاة؟

تقع المسؤولية والعبء على الطرفين.. فكلاهما بالغ حر عاقل، كلهما مكلف بحسن الاختيار ومأمور به، كلاهما مسؤول تماما عن اختياره، فالزواج شراكة تبدأ منذ الاختيار والبحث عن الشريك المناسب. وعلى كل طرف أن يكون متيقظ وواع لاختياره وأولوياته فى هذه الفترة حتى لا يلقى باللوم بعد ذلك على أهله أو على الطرف الاخر فى حالة حدوث خلاف أو غيره..

ولهذا عليهما إلا يستسلما للضغوط أو الأحلام والتوقعات، أو التعامل مع فترة الخطوبة على أنها فترة مشاعر فقط.. هى فترة تعارف واكتشاف والبحث عن نقاط لاتفاق والاختلاف وتقييمها.. والمشاعر ستنشأ على كل حال بشكل طبيعي

س6: أخيرا ما نصيحتك للشاب والفتاة عند اختيار شريك الحياة؟

نصيحتى أن يبدأ كل واحد منهم فى معرفة الآتى:

اعرف نفسك

اعرف ماذا تريد

رتب أولوياتك

ابحث عن التوافق فى كل النواحي: “اجتماعية، مادية، علمية، ثقافية، فكرية…”

تذكر أن الخطوبة فترة تعارف واكتشاف

اقرأ فى تجارب الآخرين ممن تعرف، ومن الاستشارات، وكن موضوعيا فى تقييمك

لا تنس قبل كل شيء الدعاء والاستخارة والاستعانة بالله