اخبار ليل ونهار. هل تريد البدء بـ مشروع مربح بمبلغ بسيط ؟. مع تصاعد الازمة الاقتصادية في كثير من البلاد العربية مثل سوريا ومصر واليمن وليبيا، اما بسبب الحروب او سوء وفشل وفساد النظام، تقل فرص العمل ويزيد عدد العاطلين وتكثر الجرائم، ولكن الكثير من الناس يعتقد ان خوض غمار التجارة والاستثمار وإقامة المشاريع يحتاج دائما إلى مبالغ كبيرة لاستيفاء بعض من شروط الانطلاق، إلا أن عددا من المتخصصين يرون عكس ذلك، فمبلغ صغير يمكن للشخص أن يخطو أولى الخطوات نحو عالم المال والأعمال. كيف ذلك؟
ويؤكد المختصون أن عالمنا يعج بمشاريع عملاقة، لكنها في الحقيقة بدأت بفكرة ومبلغ بسيط.
يقول المحلل المالي نضال خولي، إن عددا من رواد الأعمال في بلدان كثيرة كانت لديهم فكرة جديدة وبدؤوا بتطبيقها بتكلفة منخفضة، ثم ما لبثت أن تحولت هذه الفكرة إلى مشروع كبير يذر على صاحبه أموالا طائلة.
وضرب مثالا على ذلك بمجموعة علي بابا القابضة، عملاق التجارة الإلكترونية، التي تبلغ قيمتها السوقية في الوقت الحالي 420 مليار دولار.
فمؤسسها “جاك ما” -يقول خولي- كان رجلا متواضعا وفقيرا، لكنه كان يتسلح بفكرة جيدة وقابلة للتطبيق، حيث استغل الطفرة التي شهدها عالم الإنترنت وحاجة الناس والشركات للشراء عبر الشبكة العنكبوتية، ليحوّل فكرته إلى مشروع كبير باستثمار بسيط، ويراكم ثروة بأكثر من 36 مليار دولار.
فكرة بسيطة ومشاريع عظيمة
يمكنك أن تعمل شيئا عظيما انطلاقا من مبلغ بسيط، فقط يجب:
1- أن تستخير الله تعالى اولا، وتتوكل عليه وتأخذ بجميع الاسباب الممكنة، وان تستشير غيرك من اصحاب الرأي والخبرة.
2- دراسة فكرة المشروع لمعرفة ما إذا كان السوق بحاجة إليها، أو أنها ستضيف خدمة أو سلعة جديدة للمستهلكين والمتعاملين، وتجنّب تكرار ما هو موجود من مشاريع تجارية، ولا تلتفت لمن يقول لك ان دراسات الجدوى ليست ذات جدوى، فهذا الكلام لا يقوله الا ذوى العقليات المحدودة!
3- أن يتوفر على أساسيات معرفية في المجال الذي يرغب في دخول غماره.
4- أن لا يتأخر في حضور دورات تدريبية لكسب مزيد من المهارات.
5- ألا يزيد المبلغ الذي يرغب في استثماره أو المغامرة به عن 50% إلى 60% مما يملكه بغض النظر عن قيمة هذا المبلغ، ويترك باقي ما يملكه إما لإضافته إلى المشروع في وقت لاحق، وإما لمواجهة الصدمات في حال تعثر هذا المشروع.
6- أن يتجنب اقتراض المبلغ الذي يرغب في استثماره، وإذا اضطر إلى ذلك فيفضل أن يلجأ إلى المؤسسات والمنظمات غير الربحية التي تمنح قروضا لدعم المشاريع دون تكلفة.
7- أن يشترك شخص أو أشخاص بمبالغ صغيرة لتوفير رأسمال يضمن انطلاقة تنفيذ فكرة المشروع.
من جهته ينصح المستشار الاقتصادي عبد الرحيم الهور الراغبين في دخول غمار الاستثمار وليست لديهم سوى مبالغ صغيرة بالتالي:
1- أن يكون المبلغ مستغنى عنه، أي لا يريده صاحبه في وقت قصير.
2- أن لا يكون هذا المبلغ مقترضا، لأن خدمة الدين تقتل الأرباح.
3- أن يكون مجال الاستثمار الذي يرغب في دخوله قريبا من واقع خبرته الشخصية.
4- يتوجب تنفيذ دراسة جدوى للمشروع، وتتضمن دراسة السوق والرأسمال التأسيسي (مبالغ البداية)، والرأسمال التشغيلي (نفقات التشغيل إلى أن نصل إلى نقطة التعادل.. لا ربح ولا خسارة).
5- كل مبلغ له ما يناسبه من مشاريع، فالشاب الذي لديه مئة دولار يمكنه أن يتاجر في الخضار والفواكه أو المنتجات المنزلية، أما إذا كبر الفرد فكلما أصبحت لديه أصول يمكن أن يرهنها لتنفيذ مشروع يرغب في تنفيذه، مستعينا بخبرته ومصداقية، فمبلغ بسيط + مصداقية = استثمار كبير.
6- أن يكون نوع الاستثمار مناسبا للفئة العمرية:
– الشباب من 20 إلى 25 سنة، يفضل أن يقتحموا عالم تجارة التجزئة (الشراء بالجملة والبيع بنصف الجملة أو بالتقسيط مثلا).
– الشباب من 25 إلى 35 سنة، يفضل أن يختاروا قطاع الكمبيوتر والانترنت والقطاع الخدمي، كتقديم خدمات ترجمة، والتعليم، والتسويق والبيع على الانترنت وغيرها.
– ما بعد 35 سنة: يفترض في هؤلاء أن يكونوا قد راكموا خبرة عبر الاستثمار في تطوير الذات، ومن ثم يمكنهم تنفيذ مشاريع فردية دون حاجة إلى مقر، أو مشاريع بالاشتراك مع أطراف أخرى من الخبرة نفسها.
نماذج للمشاريع
يعود نضال خولي ليستعرض نماذج من المشاريع التي يمكن إنجازها بمبالغ بسيطة، منها:
1- تنزيل تطبيقات إلكترونية، وهذا لا يتطلب أكثر من 25 دولارا إلى 100 دولار، لكنها تذر على صاحبها عوائد إعلانات ضخمة، شريطة أن يطرح هذا التطبيق خدمة جديدة غير موجودة بالأسواق.
2- إنشاء قناة على يوتيوب، وهذا الأمر لا يتطلب أي مبالغ، بل يحتاج فقط إلى فكرة جيدة ومثيرة ليقوم بتصويرها عبر الهاتف المحمول ويجذب بها أكبر قدر ممكن من المتابعين، وهذه العملية ستمكنه من الحصول على مبالغ كبيرة من إدارة يوتيوب.
3- في قطر على سبيل المثال، تم الترخيص لإقامة مشروعات منزلية يمكن التسويق لها عبر الإنترنت، كأنواع المأكولات والحلويات والأشغال اليدوية وخدمات الترجمة وغيرها.
4- وحتى في المناطق النائية التي لا تتوفر فيها شبكة إنترنت أو معرفة مسبقة بهذا العالم، يمكن شراء الفواكه بمبالغ بسيطة وتجفيفها ثم إعادة بيعها، أو طهي أنواع مميزة من الخبز ذات طلب عال.
ويؤكد نضال خولي في الأخير على ضرورة توفر الفكرة الجيدة والجديدة والإرادة القوية والحد الأدنى من المهارات، إلى جانب مبلغ لبدء المشروع.
ويميز عبد الرحيم الهور بين المشاريع التي تحتاج إلى مقر عمل قار، وأخرى لا تحتاج إلى هذا الشرط.
ويؤكد أن المشاريع الفردية الصغيرة لا تحتاج إلى منشأة مثل التجارة عبر الإنترنت، في حين يعتقد أن المشاريع المشتركة هي الأسهل عند التنفيذ، لكن في حدود المجال الذي تراكمت فيه تجربة.
كما يتحدث الهور عن نوع آخر من المشاريع، ويتعلق الأمر بـ”اغتنام الفرص”، أي تحين الفرصة لشراء أصول مثلا عندما تنخفض أسعارها أو في حالات الإفلاس والعسر المالي.