مازالت تشهد عدة مناطق في إسرائيل، اندلاع سلسلة من الحرائق العنيفة نتيجة لارتفاع كبير في درجات الحرارة مصحوبة برياح نشطة ساهمت في انتشار ألسنة اللهب بسرعة كبيرة، مما شكل تهديدا حقيقيا على الأرواح والممتلكات.
سوء الوضع دفع عددا من سائقي المركبات إلى ترك سياراتهم والهروب من المكان حفاظا على حياتهم، حيث اقتربت النيران من الطريق السريع رقم 6، أحد أهم الطرق الحيوية في وسط البلاد.
وشاركت في عمليات الإطفاء أكثر من 20 فرقة إطفاء، مدعومة بطائرتين ومروحية مخصصة لإخماد الحرائق، في محاولة للحد من تمدد ألسنة اللهب التي غطت مناطق واسعة بسبب شدة الرياح.
وقد أدت الحرائق الكبيرة التي اندلعت، في العديد من المناطق الإسرائيلية، إلى إخلاء السكان من عدة بلدات، وأصيب العديد منهم بحالة هستيرية نتيجة هذه الحرائق، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية.
وبحسب الصحيفة العبرية، فإنه نظرا لحجم الحرائق تم الإعلان عن تعبئة عامة لرجال الإطفاء، حيث قال قائد خدمات الإطفاء في منطقة القدس المحتلة، شموليك فريدمان عن ذلك :«نحن لسنا مسيطرين على الوضع».
وكانت جهات الأرصاد الجوية الإسرائيلية قد حذرت من موجة حر شديدة تضرب البلاد ، وهذا الأمر يزيد من احتمالية اندلاع حرائق جديدة ما لم تتغير الظروف الجوية خلال الساعات القادمة.
وقالت صحيفة يسرائيل هيوم إن الشرطة بدأت عمليات إخلاء في بيدايا وإشتاؤول ومسيلات تسيون وسط إسرائيل بسبب الحرائق.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقائد الشرطة وصلا إلى غرفة إدارة العمليات بعد اندلاع حرائق في بلدات وسط إسرائيل.
مشاهد من نهاية العالم.. جحيم في اسرائيل
وفي كلمة متلفزة عقب الاجتماع، قال نتنياهو: “علينا منع وقوع خسائر، وللقيام بذلك يجب مواصلة استخدام قوات الإطفاء بكامل قوتها، ليلًا إن أمكن”.
وأشار إلى أن الليل يعد نقطة ضعف، حيث تتجدد النيران وتزداد حدتها بفعل الرياح.
ودعا نتنياهو، إلى استخدام طائرة “شمشون” (سوبر هركيوليز) للمساعدة في عمليات الإطفاء بين القدس وتل أبيب.
وتابع: “إذا كانت النيران على وشك تطويق بلدة ما، يجب إخلاؤها فوراً، ويُمنع منعا باتا الدخول”.
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي: “علينا الدفاع عن خط القدس”.
وأردف: “لا نعلم كيف ستتطور هذه الحرائق، ربما سنتمكن من السيطرة عليها، هذا ما نأمله وهذا ما نتوقعه”.
وأشار نتنياهو، إلى أنه يستعد لإمكانية طلب دعم من دول أجنبية، مثل اليونان، للمساهمة في إخماد الحرائق.
في حين أفاد موقع والا بإصابة 3 أشخاص نتيجة الحرائق المندلعة قرب مدينة القدس.
وقد أفاد تقرير لصحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية بأن إسرائيل تواجه خطرًا متزايدًا من حدوث كوارث طبيعية، مثل حرائق الغابات المدمرة التي شهدتها لوس أنجلوس مؤخرا، كما أن التنسيق الضعيف بين السلطات يزيد من خطورة هذه الكوارث، بينما يعيق نقص التمويل جهود مكافحة الحرائق.
وذكرت الصحيفة العبرية أن هذه الكلمات لم تكتب من فراغ، فكشف هجوم 7 أكتوبر عن فجوة هائلة بين أقوال المسؤولين الإسرائيليين وأفعالهم، مُبرزا افتقاد الواقعية وراء التصريحات الإعلامية المُبهرة، فالمشكلة تكمن في أن تقييم خطط الطوارئ غالبًا ما يقتصر على حالاتٍ قصوى، إذ تصبح تكلفة الفشل باهظة للغاية، وعلى الرغم من دور مراقب الدولة في التنبيه والتحذير، إلا أن تقاريره غالبًا ما تُتجاهل وتُنسى سريعًا، بغياب ضغط شعبي يُلزم الوزراء بالاستعداد لسيناريوهاتٍ يصعب تصورها قبل وقوعها.