اخبار ليل ونهار. اللاعب التركي مسعود أوزيل يكشف المستور. في ظل صمت حكام العرب، بل وتواطؤ العديد منهم في دعم الحكومة الصينية في قمع مسلمي الإيجور في تركستان الشرقية، استنكر لاعب كرة القدم الألماني المسلم، من أصل تركي مسعود أوزيل صمت العالم الإسلامي على الانتهاكات التي ترتكبها الصين بحق مسلمي الإيجور في تركستان الشرقية.
جاء ذلك في بيان نشره عبر حسابه على تويتر تحت عنوان “تركستان الشرقية الجرج النازف للأمة الإسلامية”.
وقال أوزيل، الذي يبلغ 31 عاما والمحترف في نادي أرسنال الإنجليزي، إن “العالم الإسلامي غارق في الصمت، بينما الإعلام الغربي يسلط الضوء على الانتهاكات في تركستان الشرقية”.
وندد أوزيل، في بيانه، بممارسة الصين ضغوطا لإبعاد مسلمي الإيجور عن دينهم بشكل قسري.
وأضاف أوزيل: “في تركستان الشرقية، المصاحف تُحرق، والمساجد تُغلق، والمدارس تُحظر، وعلماء الدين يُقتلون واحدا تلو الأخر، والرجال يُساقون قسريا إلى المعسكرات”.
واكد أوزيل أن السلطات الصينية تضع رجلا شيوعيا داخل كل أسرة مسلمة في تركستان الشرقية بعد اعتقال الرجال المسلمين في معسكرات الاعتقال، بالاضافة الى إرغام الفتيات المسلمات على الزواج من الصينيين.
حيث قامت السلطات الصينية بعمل نظام “الاستضافة في المنزل” الذي يزور من خلاله آلاف الرجال والشباب من قبيلة الهان الصينية العائلات المسلمة في تركستان الشرقية كل شهرين؛ بدعوى “تعزيز الوئام العرقي” بين الإيجور وجماعة الهان.
وتابع أوزيل في بيانه “أمة محمد صامتة، لا صوت لها، والمسلمون لا يدافعون عنهم، ألا يعرفون أن الرضا بالظلم ظلم آخر”؟
واختتم بيانه بالدعاء لمسلمي الإيجور، قائلا “يا رب كن مع أشقائنا في تركستان الشرقية. والله خير الماكرين”.
وقد قامت قناة تلفزيون الصين الرسمية بالغاء بثّ مباراة الأرسنال ومانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي بعد تصريحات أوزيل الاخيرة، كما حذف محرك البحث الأشهر في الصين “بايدو” كلمة أرسنال رغم أنه أحد أكثر الأندية شعبية في العالم.
الصين ترغم نساء الإيجور على “النوم” مع رجال غرباء:
نشرت صحيفة آي البريطانية تقريرا عن المسلمين الإيجور ومعاناتهم مع الحكومة الصينية، ويكشف التقرير إن السلطات الصينية ترغم نساء الإيجور المسلمات، على “النوم” مع المراقبين الرجال الذي ترسلهم الحكومة الصينية لمراقبة عائلات المحتجزين لديها.
ويذكر التحقيق عن مصادر في الحزب الشيوعي الصيني أن الموظفين الذين تبعثهم السلطات الصينية ينامون في نفس السرير مع أهل المحتجزين خلال زيارات المراقبة التي قد تستغرق أسبوعا كاملا.
ويقول التحقيق إن عمليات “المراقبة” هذه جزء من إجراءات القمع المنهجية التي تستهدف المسلمين في إقليم شينجيانج غربي الصين، التي يؤكد خبراء ومنظمات حقوق الإنسان أن الحكومة الصينية تعتقل فيها أكثر من مليون من مسلمي الإيجور في معسكرات سرية، ويتعرض الذين لم يعتقلوا، للمضايقات وإجراءات التضييق والمراقبة الدائمة.
وتفرض السلطات الصينية على المسلمين الإيجور استضافة موظفين حكوميين في بيوتهم والحديث معهم عن حياتهم الخاصة وأرائهم السياسية واعتناق الأيديولوجيا الحكومية.
وتكشف الصحيفة أن الصين نشرت أكثر من مليون جاسوس أغلبهم رجال من عرق الهان للإقامة كل شهرين في بيوت المسلمين الإيجور.
ونقلت إذاعة آسيا الحرة عن مسؤول في الحزب الشيوعي الصيني قوله إن الموظفين الحكوميين يقيمون خلال زيارات المراقبة مع عائلات الإيجور ويأكلون معهم وعادة ما ينامون معهم في نفس السرير.
وتسيطر بكين على إقليم تركستان الشرقية منذ عام 1949، وهو موطن أقلية الإيجور التركية المسلمة، وتطلق عليه اسم “شينجيانج”، أي “الحدود الجديدة”.
ومنذ ذلك التاريخ، نشرت بكين قوات من الجيش في الإقليم، خاصة بعد ارتفاع حدة التوتر والعنف بين الإيجور وجماعة الهان.
كما نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرًا كشف وثائق حكومية صينية مسربة احتوت تفاصيل قمع الصين لاكثر من مليون مسلم من الإيجور ومسلمين آخرين في معسكرات اعتقال إقليم تركستان الشرقية.
أبو تريكة يدعم أوزيل في دفاعه عن مسلمي الإيجور:
دافع نجم منتخب مصر السابق والنادي الأهلي محمد أبو تريكة عن نجم الأرسنال مسعود أوزيل في دفاعه عن مسلمي الإيجور المضطهدين في الصين.
وقال أبو تريكة خلال مشاركته في الاستديو التحليلي على قناة “بي إن سبورت” الرياضية إن أوزيل يدفع ضريبة اتخاذه موقفا قويا وشجاعا لمحاربته غول اقتصادي قوي هو الصين التي تهيمن على السوق الرياضية في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وكشف أبو تريكة، أن “أوزيل رفض قبل بداية الموسم عرضا من الصين يتجاوز قدره أضعاف ما يحصل عليه من الأرسنال. وهو الآن يدفع ضريبة اتخاذه موقفا قويا وشجاعا”.
واعتبر أبو تريكة أن أوزيل “قدم نموذجًا للرياضي صاحب الضمير الحي، ويملك الشجاعة التي لا نملكها نحن”، مستطرداً: “أشكره على هذا الموقف، وعلى أنه أصبح قدوة للرياضيين، عبّر عن رأيه وما يشعر به”.
ردود افعال عالمية مؤيدة لموقف ازويل:
دافعت منظمة العفو الدولية عن اللاعب الألماني مسعود أوزيل، في ظل الهجوم الصيني عليه بسبب انتقاده سياسة الصين تجاه أقلية الإيجور المسلمة.
وقالت منظمة العفو الدولية في تغريدة عبر تويتر “من المهم ألا يتراجع أرسنال تحت الضغط ويحاول خنق حق أوزيل في التعبير بحرية عن آرائه، رغم الانتقادات الشديدة من قِبل البعض في الصين”.
كما أعلن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، مؤازرته لاعب كرة القدم الألماني من أصل تركي، مسعود أوزيل، على خلفية تصريحاته بشأن اضطهاد أقلية الإيجور المسلمة، من قبل الصين.
وقال بومبيو على حسابه بموقع تويتر إن باستطاعة الدعاية الإعلامية الصينية فرض رقابة على أوزيل ومباريات فريقه أرسنال طوال الموسم، “ولكن الحقيقة ستنتصر”.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي أن الحزب الشيوعي الحاكم في الصين لا يستطيع إخفاء انتهاكات حقوق الإنسان ضد أقلية الإيجور وغيرها من المجموعات الدينية.
حكام العرب يؤيدون قمع الصين لمسلمي الإيجور:
صدق او لا تصدق، بلاد الحرمين الشريفين، تدعم قمع المسلمين الايجور، حيث أرسلت عدة دول من بينها روسيا والمملكة العربية السعودية رسالة إلى الأمم المتحدة، عبّرت فيها عن تأييدها لسياسة الصين ضد مسلمي الايجور في غرب البلاد.
كما قامت السلطات المصرية باعتقال عدد من طلاب الايجور الذين يدرسون في جامعة الازهر الشريف في القاهرة، وسمحت للسلطات الصينية بالتحقيق معهم.
يأتي ذلك بينما تقوم عدد من دول العالم الغير اسلامي بانتقاد الحكومة الصينية بسبب اعمال القمع ضد المسلمين، حيث نددت وزارة الخارجية الأمريكية بانتهاكات لحقوق الإنسان في الصين، وقالت إن الانتهاكات التي ارتكبتها بحق الأقليات المسلمة لديها لم يحدث لها مثيل “منذ الثلاثينيات”.
كما أقر مجلس النواب الأمريكي مشروع قانون لمواجهة “الاعتقال التعسفي والتعذيب والمضايقة” التي يتعرض لها مسلمو الإيجور في الصين.
ويدعو مشروع القانون إلى فرض عقوبات على أعضاء الحكومة الصينية، ولا يزال القانون بحاجة إلى موافقة مجلس الشيوخ، والرئيس ترامب ليصبح نافذا.
وأعربت وزارة الخارجية الصينية عن غضبها ووصفت هذه الخطوة بـ”الشريرة”.
الصين تمارس عمليات ابادة ضد مسلمي الإيجور:
قال رئيس المجلس القومي لتركستان الشرقية، سيد تورك، إن الصين تمارس “عمليات إبادة لا مثيل لها” ضد 35 مليون من أتراك الإيجور يعيشون في إقليم تركستان الشرقية.
وأضاف تورك “بلغ الاضطهاد ذروته في تركستان الشرقية منذ 3 سنوات، وتعرض أكثر من مليون شخص من الإيجور للتعذيب في المعسكرات والسجون الصينية”.
جاء ذلك خلال مشاركته في مظاهرة تم تنظيمها في تركيا، ضد انتهاكات الصين لحقوق الإنسان.
وأشار أن “السلطات تعين موظفين صينين في منازل النساء الإيجور العفيفات”، مؤكداً أن “الإيجور يتعرضون لإبادة وسياسات صهر قومي لا مثيل لها في العالم”.