اخبار ليل ونهار – ما هي اعراض مرض القلب
تعطي بعض الأعراض إنذاراً أحياناً؛ أو قد لا تكون قادراً على تحديد المشكلة، لكن تشعر بأنك على غير ما يرام؛ وقد يكون طبيبك أول ما يكتشف نتيجة اختبارية أو علامة سريرية مشتبهة أو يدرك أهمية عرض معيّن؛ وتكون النوبة القلبية أول إنذار في حالات أخرى.
ويعدّ الإجراء الرامي إلى اكتشاف المشكلة المسبّبة للأعراض حجر الأساس في التشخيص، ويكون التشخيص الدقيق أفضل فرصة لإيجاد المعالجة الفعّالة.
ما هو العرض Symptom؟
العرض هو تغيّرٌ في طريقة شعورك، بحيث يشير إلى مرض أو داء؛ ويكون العرض مظهراً شخصياً تماماً؛ ولا يستطيع الأطباء اكتشافه، بل تكتشفه أنت فقط؛ والعرض ليس هو المرض نفسه.
يتدرّب الأطباء على الاستماع لطريقة وصفك للأعراض وطرح أسئلة لتحديد أهمية كل منها؛ كما يبحث الأطباء عن «العلامات Signs» – المظاهر الخارجية للمرض أو المشكلة.
رغم أن الأعراض والعلامات لا تعني المرض، غير أنها مفاتيح تدلّ على المشكلة الخفية المحتملة؛ وهي تعبّر عن كيفية إظهار جسمك لخطأ ما يجري فيه.
بما أن الأعراض تكون مزعجةً أو مكربة عادةً، لذلك فإن من أهداف المعالجة الطبية التخلّص من هذه الأعراض أو الحد منها. ورغم قدرة بعض الأدوية على تخفيف الأعراض، غير أن أفضل المعالجات هي التي تكشف المشكلة المحرّضة للعرض وتزيلها.
بما أن الكثير من الأعراض تكون ملامح منذرة باكرة للمرض الخفي، لذلك فمن المهم الاستجابة لها بالطريقة الصحيحة؛ حيث إن من المتعذّر التعامل مع الألم البسيط والشعور بالوخز في جسمك؛ فمثل هذه الأعراض لا تدلّ على مرض خطير. وبمرور السنوات، تتعلّم تجاهل بعض الأعراض، لأن الخبرة تشير إلى أنها قليلة التأثير في صحتك العامة.
لكن، قد تكون لديك أعراض مشكلة حقيقية، غير أن تآلفك مع الأعراض يجعلك تحسن التعامل معها؛ فمثلاً، يوحي سيلان الأنف والزّكمة وألم الحلق والسعال بأنك مصابٌ بالرشح Cold؛ وينظر الناس إلى الرشح على انه موضوع بسيط، وقد يستعملون له مسكّنات الألم والسعال حسب الحاجة ؛ ولا تكون مراجعة قسم الطوارئ ضروريةً.
ولكن يمكن أن تثار الأسئلة عندما تعاني من عرض للمرة الأولى أو إذا كان أسوأ من المألوف أو ترافق بأعراض أخرى؛ وعند حدوث مثل هذه الظروف، يمكنك أن تتساءل عن وجود مرض وعن مدى الحاجة إلى الرعاية الطبية.
تقوم الخطوة الأولى للإجابة عن هذه الأسئلة على فهم معنى الأعراض.
أما الخطوة الثانية فهي معرفة ما إذا كان العرض مرتبط بمشكلة طبية خفية؛ وحتى عندما تكون غير متأكّد، ينصح باستشارة الطبيب.
وأما الخطوة الثالثة فتقوم على معرفة مدى إلحاح الرعاية الطبية؛ فقد يكون استدعاء الإسعاف أو مراجعة قسم الطوارئ لتدبير ألم في الجهة اليمنى من الصدر أمراً غير مناسب ومضيعة للوقت ومكلفاً؛ لكن قد يكون من الملائم الحصول على موعد مع طبيب للفحص.
وبالمقابل، قد يكون من الحماقة تجاهل الشعور بضيق صدري ضاغط مستمر أو بصعوبة في التنفّس؛ فقد تأمل بزواله ولا ترغب أن توقظ الطبيب في منتصف الليل، لكن يمكن أن تكون لديك نوبةٌ قلبية.
لا يستطيع أحد أن يغطّي كافة الأعراض المحتملة التي يمكن أن تعاني منها، أو وضع كافة التشاخيص؛ وللأسف، لا يوجد نظام أو صيغة تخبرك مسبقاً بأن العرض هام؛ فقد يشير العرض أو الأعراض إلى أنماط مختلفة كثيراً ومنفصلة من الحالات في أشخاص مختلفين؛ وبالمقابل، قد تنجم أعراض مختلفة كثيرة عن مرض واحد. ولا يستطيع أحدٌ تحديد التشخيص أو أهميته قبل مراجعة الطبيب.
ولكن، على العموم، يجب أن تضع في حسابك مراجعة الطبيب حالاً إذا أبدى العرض أحد المعايير العامة التالية:
• العرض الحديث الظهور.
• العرض الشديد.
• العرض المتفاقم.
• العرض المثير للقلق.
• العرض المستمر (غير المنفرج) رغم تناول دواء موصوف سابقاً.
• العرض المشابه لعرض سبق ترافقه بمشكلة خطيرة سابقة؛ حيث قد يكون دليلاً على أن المشكلة متكررة.
• إذا أجبرك العرض على الحد من نشاط معيّن أو البطء فيه.
ورغم هذه التوصيات العامة، يبقى لبعض الأعراض مدلولاتها الخاصة؛ فقد تشير بعض الأعراض والعلامات الهامة إلى مشكلة محتملة في القلب أو دوران الدم لديك؛ وتشتمل هذه على ألم الصدر وضيق التنفّس والتعب والتورّم وفقد الوعي والدوخة والخفقان وألم الأطراف (لا سيّما في الطرف السفلي) وتغيّر لون الجلد أو القروح والصدمة والتغيّرات المفاجئة في الرؤية أو القوة أو التناسق أو الكلام أو الإحساس. وسيساعدك هذا المقطع في تمييز هذه العلامات والأعراض، وكيفية علاقتها بالأنماط المختلفة لأمراض القلب والأوعية الدموية.
الحديث مع طبيبك
بما أنّ الأعراض تمثّل مفاتيح هامة للمشاكل الخفية، وبما أنّه لا يمكن لأحد أن يصف أعراضك سواك، لذلك يفضّل أن تشرح الأعراض التي لديك بطريقة واضحة لطبيبك لكي يتمكّن من مساعدتك؛ ويدّعي بعض الأطباء بأن 90٪ من التشخيص النهائي يتأكّد من خلال ما يقوله المريض لهم خلال الفحص؛ وهكذا، يمكنك توفير الوقت والمال والجهد وزيادة فرص إيجاد الطبيب للحل المجدي بوصف أعراضك بشكل دقيق.
كلما أحسنت في وصف أعراضك والعوامل الأخرى ذات الصلة بوضوح (مثل السيرة العائلية والأدوية والعادات الاجتماعية)، كان التقييم أفضل؛ وتكون الكثير من الأعراض مبهمةً عند القبول في المستشفى، لكن باستعمال المصطلحات الدقيقة يمكنك مساعدة طبيبك على إيجاد المشكلة.
فكّر مسبّقاً بما تودّ قوله للطبيب؛ فإذا كنت مشوّشاً أو منعزلاً أو مرتبكاً، فقد تضيع معلوماتٌ هامة؛ وسيسألك طبيبك أسئلة لملء الثغرات، لكن المعلومات التي تدلي بها بمحض إرادتك تحتوي عادةً على مفاتيح هامة للتشخيص الدقيق.
يمكن أن يساعد وصف الأعراض والعلامات القلبية الوعائية الرئيسية على التواصل مع طبيبك بوضوح أكثر. التركيز هنا هو على الأعراض وليس على معرفة أسبابها. وسنذكر بعض المشاكل التي توحي بها الأعراض.
أعراض المرض القلبي وعلاماته
تشتمل الأعراض والعلامات التي تترافق مع أمراض القلب والأوعية الدموية عادةً على:
• الألم الصدري (الذبحة الصدرية).
• ضيق التنفّس (الزلّة).
• التعب العام.
• التورّم (الوذمة)
• فقد الوعي (الغشي).
• الخفقان.
• الدوخة (ما قبل الغشي).
• ألم الطرف أو الإيلام (العرج).
• شذوذ لون الجلد.
• قروح الجلد (التقرّح).
• الصدمة (الوهط collapse).
• التغيّرات المفاجئة في الرؤية أو القوة أو التناسق أو الكلام أو الإحساس.
ألم الصدر
قد يكون الألم الظهري العرض الأكثر ترافقاً مع أمراض القلب. وينفق أطباء القلب جزءاً كبيراً من وقتهم في تحليل «الألم الصدري». ولكن، في الحقيقة، يندر أن يوصف الإحساس المرافق لمعظم أمراض القلب بالألم. حيث لا يذكر بعض الناس بأنهم يعانون من الألم، بل من انزعاج يصعب وصفه.
يصنّف الألم الصدري عادةً إلى ثلاثة أصناف: الألم الصدري الناجم عن الذبحة Angina (الألم الناجم عن نقص إمداد العضل القلبي بالأكسجين)، والألم الصدري الناجم عن أسباب قلبية أخرى مثل التهاب التامور أو الألم الممزّق الناجم عن تسلّخ شريان، والألم الصدري الناجم عن مشاكل غير قلبية مثل أمراض جدار الصدر أو الأعصاب أو المفاصل أو المرارة؛ ويركّز هذا الموضوع على الذبحة وعلى الألم الصدري الناجم عن أسباب قلبية أخرى.
قد لا يشخّص الألم الصدري خلال الحركة على السير المتحرّك Treadmill أو بإجراء تخطيط كهربائية القلب ECG فقط؛ فقد يطلب طبيبك إجراء اختبارات دموية لتحرّي زيادة مستويات بعض الإنزيمات التي توجد بشكل سوي في العضلة القلبية.
فعندما تعاني من نوبة قلبية، يمكن أن تسمح إصابة خلاياك بتسرّب هذه الإنزيمات إلى الدم خلال عدة ساعات؛ ويكشف اختبار الدم هذه المستويات الزائدة، ويساعد الطبيب على اتخاذ قرار الإجراءات الإضافية.
الذبحة الصدرية
هي أحد أكثر أعراض الأمراض القلبية شيوعاً. ولا تمثّل تشخيصاً مثلها مثل كافة الأعراض الأخرى. وتترافق في معظم الحالات مع أي اضطراب يحول دون حصول العضلة القلبية على ما يكفي من الدم والأكسجين.
المصطلحات التي يستخدمها الناس لوصف الذبحة
• هرس
• ضيق
• شد
• خنق
• ضغط
• ثقل
• امتلاء
• الشعور بثقل
• عصر
• حرقة
• وجع
• الشعور بوجود غاز
• حصر
• الشعور بعسر هضم
• غصص (اختناق)
• برودة مع تعرّق أو ضعف
أشكال الذبحة الصدرية
تؤدي الذبحة إلى الألم، لكن لا ينجم الألم كله عن القلب. ويمكن أن تشتمل طبيعة الألم على حرقة أو انزعاج أو وجع كليل أو كل ذلك؛ ويكون الألم في بعض الأحيان حاداً، رغم أن ذلك غير مألوف.
غالباً ما تكون الذبحة الصدرية بشكل شعور ضاغط أو حاصر أو شد في الصدر؛ وليس من النادر ترافق الأعراض مع أحاسيس أخرى غير الألم مثل: ضيق التنفّس أو الغثيان أو التعرّق أو الدوخة أو الشعور بالموت الوشيك؛ ويعاني الناس من الذبحة الصدرية بطرق مختلفة، لكن في الشخص نفسه يكون النموذج ثابتاً.
يجد الكثير من الناس الذين يعانون من الذبحة صعوبةً في تفسير طبيعة الانزعاج للطبيب؛ ويستعمل بعض الأشخاص تعابير مثل «كأن فيلاً يجلس على صدري» أو «كأن صدري مشدود بملزمة»؛ وغالباً ما يصفون الألم بأنه ليس حادّاً.
التوضّع
عند السؤال عن مكان توضّع الانزعاج، يضع الكثير من المرضى كامل اليد أو قبضة اليد على الصدر، لأنه من غير الممكن تحديد موضع الإحساس بالإشارة بالإصبع (وهذه علامة مدرسية تدعى «علامة ليفين»).
غالباً ما يوصف الانزعاج في الذبحة الصدرية بأنه موزّع على الصدر، وينتشر أحياناً إلى الظهر والرقبة والكتفين والذراعين، لا سيّما في الجهة اليسرى؛ ويتوضّع الانزعاج في بعض الأحيان في الذراع أو الفك فقط، وليس في الصدر؛ ويلجأ بعض الناس المصابين بالذبحة إلى طبيب الأسنان بادئ ذي بدء معتقدين خطأً (لكن لسبب مفهوم) أن سبب ألم الفك لديهم هو من الأسنان.
مثيرات الألم
تثار الذبحة الصدرية بشكل نموذجي بالشدّات أو الكروب العقلية أو الفيزيائية؛ ويمكن أن ينجم الكرب العقلي Mental Stress بفعل القلق أو الخوف أو غير ذلك من الانفعالات الشديدة؛ أما الكرب الفيزيائي فيمكن أن ينجم عن السير (لا سيما الصاعد) وصعود الأدراج والركض وأعمال المنزل والجماع الجنسي والأنشطة الأخرى؛ حيث يتطلّب الكرب الإضافي مزيداً من العمل للقلب مما يؤدي إلى زيادة حاجة العضل القلبي إلى الأكسجين. وإذا لم تستوف هذه الحاجة تحدث الذبحة.
تثار الذبحة بسهولة أكبر مع القيام بالأنشطة الفيزيائية في الطقس البارد أو بعد الوجبات؛ فدرجات الحرارة الباردة والهضم يتطلّبان مزيداً من عمل القلب، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى إعادة توزيع الجريان الدموي من القلب إلى الأعضاء الأخرى؛ أما في البرد، فيرسل جسمك مزيداً من الدم إلى ذراعيك وساقيك للحفاظ على دفئهما؛ وأما الهضم فهو نوع من «التمرين الداخلي» الذي يتطلّب مزيداً من الدم لتزويد السبيل الهضمي؛ وينجم عن ذلك زيادة في عمل القلب، وربما يتجاوز هذا العمل المطلوب من القلب القدرة على تأمين الأكسجين.
مدة الألم
تدوم الذبحة المسبّبة بالنقص المؤقّت بالجريان الدموي التاجي عدة دقائق بشكل نموذجي، على عكس الوخزات العابرة التي يشعر بها البعض؛ فإذا كنت مصاباً بذبحة مدتها أكثر من 20-15 دقيقة، فقد يكون لديك نوبة قلبية، ولذلك توجّه إلى مرفق طبي فوراً.
تفريج الألم
عندما تحدث الذبحة خلال الجهد، فإنها تختفي خلال دقائق من التوقّف عن التمرين أو غيره من الأنشطة المجهدة الأخرى عادةً؛ وبالنسبة إلى الأشخاص الذين سبق أن عانوا من الذبحة أو شخّصت لهم من جديد، يمكن أن يستعملوا النتروجليسرين عندما تحدث لديهم الأعراض؛ ويحدث الانفراج في غضون 10 دقائق.
الأسباب الأخرى
رغم أن بعض الناس يعانون من مجموعة من الأعراض توحي بالذبحة الصدرية، لكن يغلب أن تشير بعض الأعراض فقط إلى الذبحة، بينما تكون الأعراض الأخرى غائبةً أو غير نموذجية؛ ولذلك، يجب أن تضع في الحسبان أنت وطبيبك التشاخيص المحتملة غير تلك التي ترافق الذبحة.
لا يعني كلّ ألم صدري أنه ذبحة أبداً؛ وكلما قل شبه الأعراض بالذبحة، قل احتمال أن تكون ناجمةً عن نقص المؤونة الدموية للعضلة القلبية.
يمكن أن تشير الأنماط الأخرى للألم الصدري إلى وجود مشاكل قلبية أخرى. حيث يمكن أن يشير الألم الحاد قرب عظم القص أو مقدّم جدار الصدر، والذي يتفاقم بالتنفّس أو بالاضطجاع، إلى التهاب التامور (الكيس الذي يحيط بالقلب).
الألم الصدري الناجم عن مشاكل غير الذبحة
يمكن أن يكون للألم الصدري أسبابٌ كثيرة؛ ويرتبط بعض أسبابه بالقلب والأوعية الدموية؛ بينما لا يكون لبعضها الآخر أية علاقة بالجهاز القلبي الوعائي، لكن قد تكون هامةً مع ذلك؛ ويفكّر الطبيب بقائمة من الأسباب المحتملة الأخرى، وتدعى هذه العملية بالتشخيص التفريقي؛ وغالباً ما يتيح الوصف الدقيق للألم استبعاد الاحتمالات الأخرى.
في بعض الأحيان، يشكو الشخص من ألم صدري منذر من دون وجود مشكلة قلبية معروفة؛ وتشتمل الحالات التي غالباً ما يمكن أن تثير الاشتباه بأمراض القلب على الاضطرابات المعدية، مثل حرقة الفؤاد «اللذع» (الجزر المريئي Esophageal Reflux) والقرحة المعدية أو الاثناعشرية «العفجية »، والحصيات المرارية مع تخريش أو التهاب المرارة؛ كما تشتمل الاضطرابات الأخرى التي يمكن أن تقلّد الذبحة على التهاب الأضلاع والغضاريف أو ألم جدار الصدر (الناجم عن التهاب العضلات بين الأضلاع أو المفاصل الثابتة بين الأضلاع وعظم القص) والتضيّق العصبي في الرقبة والتهاب الأغشية حول الرئة (التهاب الجنب Pleuritis) والجلطات الدموية في الشرايين الرئوية والحلأ النطاقي Shingles
ضيق التنفّس (الزّلّة)
يعدّ ضيق التنفّس من الأعراض الشائعة الأخرى التي ترافق بعض أنماط الأمراض القلبية؛ وهو عرضٌ يصعب وصفه في الواقع؛ ويشير عادةً إلى التعطّش للهواء. أما الزلّة Dyspnea (أي اضطراب التنفّس أو التهوية) فهي مصطلحٌ طبي يستعمل لوصف الشعور المزعج بالتنفّس (والذي يعني تنفساً مجهداً أو سطحياً أو سريعاً).
لا يستطيع بعض الأشخاص التمييز بين الزلّة والانزعاج الصدري، وتحدث الزلة والذبحة معاً أحياناً؛ كما يمكن أن تكون الزلة نتيجةً لمرض رئوي.
ضيق أو قصر التنفّس في مختلف مستويات النشاط
في الواقع، يصاب أيّ شخص بقصر التنفّس بعد التمارين المجهدة؛ فإذا كنت غير معتاد على التمرين، يمكن أن تصاب بضيق التنفّس بالجهد المعتدل؛ لذلك، يكون هذا العرض مرضياً عندما يحدث خلال الراحة فقط أو بمستوى من النشاط لا يتوقّع أن يؤدي إلى قصر التنفّس؛ لذا، فمن المهم التمييز بين قصر التنفّس الناجم عن مشاكل صحية حقيقية وذاك الناجم عن التمارين الخارجة عن المألوف؛ وتكون أنت خير ما يحاكم الأمر عندما تكون درجة ضيق التنفّس لديك مفرطةً.
فعلى سبيل المثال، إذا دخلت في مقدار معتدل من النشاط عادةً، لكنك شعرت بضيق التنفّس بعد صعود الدرج، فقد يكون لديك مشكلة مرضية خفية؛ ويشير الأطباء إلى هذا الشعور بأنه «زلّة أو ضيق تنفّس جهدي Dyspnea on Exertion»؛ ويقيّم الكثير من الأطباء درجة ضيق التنفس بعدد الخطوات التي يمكن أن يمشيها المريض بالسير العادي أو بعدد الدرجات التي يستطيع صعودها أو بكيفية التكيّف مع بعض أعمال المنزل؛ ويدلّ قصر التنفّس خلال الراحة على مستوى متقدّم أكثر من المرض الخفي أو المستبطن عادةً.
هناك عوامل أخرى يمكن أن تجعلك تشعر بقصر التنفّس من دون وجود مرض خفي فعّال بالضرورة؛ فإذا كنت زائد الوزن – على سبيل المثال – ينبغي أن تحمل وزنك الإضافي في أي نشاط؛ وهذا بحدّ ذاته ما قد يؤدي إلى ضيق التنفس في المرحلة الأولى من النشاط.
قد يحدث قصر التنفّس بأنماط مختلفة يمكن أن تساعد على تحديد السبب الخفي.
قصر التنفّس الليلي (ضيق التنفّس الليلي الانتيابي Paroxysmal Nocturnal Dyspnea)
هو ضيق التنفّس الذي يحدث بشكل مفاجئ ليلاً؛ وهو أحد النماذج البسيطة لقصر التنفّس الذي يحدث ليلاً خلال النوم والاضطجاع، حيث يستيقظ المريض فجأةً وهو يلتقط أنفاسه وقد يجلس ويفتح النوافذ لمحاولة الحصول على الأكسجين؛ ويترافق هذا العارض أحياناً بالسعال أو الوزيز أو الشعور بالاختناق؛ وللحصول على الانفراج، يجب أن تجلس، حيث تزول الأعراض بعد ذلك وتستعيد القدرة على معاودة النوم بقية الليل. وإلاّ يمكن أن تضطر للبقاء جالساً على الكرسي.
يعدّ هذا النموذج من ضيق التنفّس دلالةً بسيطة على وجود زيادة في السوائل في الرئتين بسبب أحد أشكال قصور القلب Heart Failure وغالباً ما يجد الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة أن النوم، والجذع والرأس بوضعية منتصبة، يخفّف هذا العرض، سواءٌ برفع الرأس على عدة وسادات أو بالنوم على الكرسي. وتدعى صعوبة التنفّس في غير وضعية منتصبة باسم «ضيق التنفّس الاضطجاعي Orthopnea وهناك اضطرابات أخرى غير مرتبطة بالقلب قد تؤدي إلى أعراض مماثلة.
التنفّس السريع (تسرّع التنفّس Tachypnea)
هي حالةٌ تجعل الشخص القصير النفس يحتاج إلى زيادة سرعة التنفّس؛ ويدعى التنفس السريع باسم تسرّع التنفس أو اللهث؛ وهو يحدث جزئياً كمسعى لالتقاط المزيد من الأكسجين، كما ينجم عن القلق.
فرط التهوية
يجب تمييز التنفّس المجهد أو السطحي أو السريع كعلامات لمرض قلبي أو رئوي خفي عن الشعور بضيق التنفّس والتنفس السريع المترافقين بفرط التهوية Hyperventilation؛ ففي فرط التهوية، تكون المشكلة (وليس النتيجة) هي القلق؛ ويكون فرط التهوية الناجم عن القلق نمطاً تنهّدياً متكرراً للتنفّس أحياناً وتنفّساً سريعاً مستمراً في أحيان أخرى؛ وتشعر أنك لا تستطيع التنفّس بعمق كافٍ؛ كما قد تشعر بوخز في ذراعيك ويديك خلال فرط التهوية.
يؤدي فرط التهوية إلى نقص ثاني أكسيد الكربون في مجرى الدم إلى مستويات منخفضة غير سوية؛ ويمكن أن يجعلك ذلك تشعر بالدوخة أو الوخز (لا سيّما حول الفم)، وقد يحدث معص (تشنج) Cramps (مؤلم) في العضلات. ومن الطرق المجدية لمعاكسة نقص مستوى ثاني أكسيد الكربون إعادة تنفّس الهواء المزفور نفسه، لأنه يحتوي على الكثير من ثاني أكسيد الكربون؛ ويجري ذلك بوضع كيس ورقي صغير على الفم والأنف والتنفّس فيه، أو يمكنك إنقاص معدل تنفسك وحجم التنفس بشكل مقصود لعدة ثوانٍ مما يؤدي إلى زوال الأعراض. وأخيراً، يجب التصدّي للأسباب النفسية لفرط التهوية منعاً للانتكاس أو الرجعة.
الأعراض المرافقة
قد تحدث علامات وأعراض أخرى مع ضيق التنفّس، وتعطي دلالات على منشأ المشكلة؛ فتورّم القدمين والساقين (الوذمة Edema) وتطبّل (انتفاخ) البطن Abdominal Bloating وضيق التنفس خلال الاضطجاع – كل ذلك – يوحي بقصور القلب الاحتقاني الشديد؛ فإذا كنت مصاباً بهذه الأعراض، ينبغي مراجعة طبيبك بسرعة.
عندما يترافق ضيق التنفس لديك بالذبحة، فقد يكون مرتبطاً بداء الشرايين التاجية (الإكليلية)؛ كما قد يكون ضيق التنفس المفاجئ دلالةً على مشاكل مختلفة محتملة، بما في ذلك الجلطة الدموية الرئوية ووجود سائل في التامور (الكيس المحيط بالقلب) والنوبة القلبية وفرط التهوية المحرّض بالقلق .
الأسباب الأخرى
في الواقع، يمكن أن يكون ضيق التنفس على علاقة بمشاكل قلبية أو رئوية أو في الدوران الرئوي، بما في ذلك النفاخ Emphysema والتهاب القصبات المزمن Chronic Bronchitis وفرط ضغط الدم الرئوي؛ وخلافاً لضيق التنفس القلبي، غالباً ما يحدث ضيق التنفس الناجم عن الداء الرئوي الساد المزمن Chronic Obstructive Lung Disease أو النفاخ الرئوي عندما تكون بوضعية تمنع رئتيك من التمدّد، مثلما يحدث عندما تنحني لربط حذائك.
التعب
يشكو الكثير من الناس من إحساس عام بالتعب، ولا يكون هذا الشعور مرتبطاً بالضرورة مع ضيق التنفس أو مع ضعف عضلي حقيقي؛ ومع أن التعب يؤثر بالتأكيد في حياتك، وقد يجعلك قلقاً بشأن وجود مرض قلبي، إلا أنه يندر أن يترافق مع مرض قلبي ما لم تكن هناك أعراض أخرى أكثر نوعية أيضاً؛ فإذا وجدت نفسك متعباً عند استيقاظك من النوم، وبقيت كذلك كل اليوم، فالسبب ليس من القلب على الأرجح.
ومع ذلك، عندما تشكو من التعب – لا سيّما إذا حدث خلال فترة قصيرة – سوف يبحث طبيبك عن سبب خفي، ومن بين الأسباب المحتملة قصور القلب؛ كما تشتمل الأسباب الأخرى الممكنة على نقص تعداد الكريات الحمر (فقر الدم Anemia) ونقص النشاط الدرقي (قصور الغدة الدرقية Hypothyroidism) والأمراض السارية أو المعدية Infections المختلفة وخلل نموذج النوم؛ ومع أنه لا نعثر على سبب معيّن في معظم المصابين بتعب معزول، غير أنه لا بدّ من إبعاد الأسباب غير القلبية. ويستطيع طبيبك أن يقوّم الاختبارات اللازمة لذلك.
التورّم (الوذمة)
هو تسرّب السوائل من مجرى الدم إلى النسيج المحيط، مثل ارتشاح القهوة عبر مصفاتها؛ ويمكن ان تحدث الوذمة نتيجة عدد من الأسباب، بما في ذلك قصور القلب الاحتقاني Congestive Heart Failure وانسداد الأوردة والقصور (الفشل) الكلوي؛ وفي كافة هذه الحالات، يميل السائل إلى التجمّع في المناطق المنخفضة بسبب أن الجاذبية تدفعه نحو الأوعية الدموية السفلية.
قد تلاحظ في البداية تورّماً في القدمين والكاحلين، لا سيّما بعد يوم طويل من الوقوف أو الجلوس، كما في أثناء رحلة طويلة بالطائرة؛ ويمكن أن تزداد الحالة سوءاً بمصالبة الساقين، حيث يؤدي ذلك إلى إعاقة جزئية لجريان الدم من قدميك. وقد لا يعني المقدار الخفيف من هذا النمط من الوذمة وجود مشكلة خفية.
عندما يتفاقم التورّم، يمكن أن تصعد الوذمة نحو الفخذين وحتى نحو الجذع؛ فإذا بقيت مستلقياً في السرير معظم الوقت، قد تتمركز الوذمة في القسم السفلي من ظهرك، لأن الجاذبية تدفع السائل نحو المواضع السفلية أيضاً.
في المراحل الأولى، قد تلاحظ أن الحذاء والجوارب يتركان انطباعا أكثر وضوحاً من المألوف على كاحليك وربلتيك Calves ؛ ومع زيادة درجة الوذمة، يصبح بالإمكان ضغط الجلد وبقاء انطباع عليه بالإصبع (ويشير الأطباء إلى ذلك بمصطلح «الوذمة الانطباعية أو المنطبعة Pitting Edema »).
قد تؤدي الوذمة إلى تطبّل المعدة (انتفاخها) وعسر الهضم بسبب وجود السوائل في جدران الأمعاء؛ كما قد تحدث في الرئتين (الوذمة الرئوية)، مما يشكّل أساس ضيق التنفس الحاصل في قصور القلب الاحتقاني.
الوذمة الناجمة عن المرض القلبي
عندما تكون الوذمة بسبب مشكلة قلبية، يكون السبب هو عدم قدرة القلب على الضخ بشكل فعّال؛ وكلما تراجعت قدرة القلب على الضخ المجدي، ازداد دوره كسدٍّ مسبّب لتجمّع السائل، حيث إن السائل الذي كان يضخ بشكل فعال سابقاً عبر المجرى الدموي يتجمّع الآن خلف هذا السد أو الحاجز الذي يصبح كمستودع له.
ويجري استيعاب أو تخزين السائل الفائض في الأنسجة الشبيهة بالإسفنج، مثل الطبقات النسيجية تحت الجلد والكبد والرئتين؛ ولذلك يعاني المصابون بنقص وظيفة الضخ القلبي من تورّم الساقين ومن تورّم وألم في المنطقة الكبدية تحت الحافة اليمنى للقفص الصدري ومن ضيق التنفّس بسبب وجود السائل في الأكياس الهوائية للرئتين .
وأخيراً، يؤدي الضخ القلبي غير الكافي إلى نقص كمية الجريان الدموي نحو الكليتين؛ وتستجيب الكليتان لهذا النقص كمثل ما تستجيبان للنزف الدموي الناجم عن الإصابات، أي أنهما تحتجزان من السوائل أكثر مما تفرغان في البول؛ وبذلك، يتراكم السائل الفائض شيئاً فشيئاً في الجسم، مما يؤدي إلى زيادة وزن جسمك؛ ويستطيع الجسم أن يستبقي الكثير من السوائل – حتى 10 باوندات (5 كيلوغرام) في بعض الناس – قبل أن تكتشف وجود الوذمة في ذراعيك وساقيك نتيجة قصور القلب.
الأسباب الأخرى
من الأسباب الأخرى للوذمة انسداد الأوردة بجلطة دموية Blood Clot (خثرة Thrombus)؛ وأكثر موضع للانسداد الوريدي شيوعاً أوردة الساقين (الخثار الوريدي العميق Deep-vein Thrombosis). وحتى بعد زوال الانسداد، يمكن أن يؤدي الضرر الواقع على الأوردة بسبب الجلطة الدموية وعلى الصمامات ضمن الأوردة إلى مشكلة دائمة، مما يقود إلى حدوث الوذمة في الساقين والكاحلين.
يعدّ الذراعان والمنطقة تحت الترقوتين من المواضع الأقل شيوعاً للانسداد الوريدي؛ ويمكن أن يؤدي هذا الانسداد عند حدوثه إلى تورّم في اليد أو الذراع؛ وعندما يصاب الوريد الرئيسي الذي يعود بالدم من الذراعين والرأس إلى القلب بالانسداد، يمكن أن يحدث التورّم في كلا الذراعين والوجه.
عند إصابة الكلى بالقصور أو الفشل، لا يستطيع جسمك التخلّص من السوائل، وتنقص البروتينات التي تحتفظ بالسائل في مجرى الدم؛ كما يمكن أن تنقص البروتينات في أمراض أخرى أيضاً. وعندما تنخفض البروتينات، يميل السائل أكثر إلى التسرّب من مجرى الدم نحو الأنسجة المحيطة، كأنّ من خلال منخل. كما يمكن أن يؤدي انسداد الأوعية Lymphatics في الطرفين السفليين، والاضطرابات الأخرى مثل نقص مستوى الهرمون الدرقي، إلى حدوث الوذمة. وهناك صفة وراثية تؤدي إلى ضخامة الربلتين والكاحلين (الوذمة الشحمية Lipedema) لا علاقة لها بمشكلة قلبية أو دورانية، لكنها تتسبّب في تورّم ملحوظ في الطرفين السفليين.
فقدان الوعي (الغشي)
من أكثر العلامات المنذرة لفتاً للانتباه فقد الوعي المفاجئ (الغشي Syncope)؛ ويحدث فقد الوعي لديك عندما لا يحصل دماغك على ما يكفي من الدم والأكسجين؛ ويمكن أن تؤدي أمراض القلب إلى الغشي عندما تنقص قدرة قلبك على ضخ الدم الكافي إلى دماغك؛ وترتبط المشاكل القلبية التي تحدث الغشي باضطرابات النظم القلبي أو انسداد الجريان الدموي أو الانخفاض المفاجئ في ضغط الدم أو أمراض العضلة القلبية الشديدة المسبّبة لقصور القلب الاحتقاني.
نموذج الغشي
يمكن أن يحدث فقد الوعي مع إنذار أو من دونه؛ فقد يسبق – على سبيل المثال – بإحساس بالدوخة (ما قبل الغشي Presyncope) أو بتعرّق أو غثيان أو خفقان أو بشحوب، أو قد يحدث فجأةً من دون إنذار أبداً؛ كما قد يحدث خلال النشاط، مثل القيام بأعمال البيت أو حتى خلال القيادة.
المثيرات والانفراج
في بعض الحالات، لا يكون الغشي محرّضاً أبداً؛ بينما يمكن في حالات أخرى تحديد عامل معيّن (مثل الخوف أو منظر الدم أو الكرب أو الألم) على علاقة بالعارضة؛ وتحدث بعض أنماط الغشي غير المألوفة خلال التبوّل أو التغوّط أو السعال.
ماذا يخطر في البال عادةً بعد حادثة غشي بسيط (يدعى الغشي الوعائي المبهمي Vasovagal Syncope أو غشي انخفاض الضغط Vasodepressor Syncope) والذي يزول بالاستلقاء؟ بعد أن تستلقي، يستعاد الجريان الدموي إلى دماغك وتستعيد وعيك؛ ولذلك، يجب وضع كافة المصابين بالغشي بوضعية الاستلقاء على الظهر، ويفضّل رفع الساقين بحيث تكون القدمان أعلى من مستوى الأرض بنحو 8-6 إنشات (20-15 سنتيمتراً)، وهذا ما يساعد على جريان الدم إلى الدماغ.
يمكن أن تصاب أو تشعر بالدوخة عند الوقوف بسرعة بعد الاستلقاء أحياناً؛ وفي هذه الحالة، قد لا تلبّي آلية التحكّم بضغط الدم الحاجة إلى ضخّ الدم صعوداً نحو الدماغ؛ وتكون آليات التحكّم بشكل خاص ضعيفةً لدى بعض الناس، ويمكن أن يصابوا بالدوخة بمجرّد الوقوف – وتدعى هذه الحالة نقص الضغط الشرياني القيامي (نقص ضغط الدم الانتصابي) Orthostatic Hypotension
مدة فقد الوعي
قد تكون مدة فقد الوعي قصيرةً جدًّا بحيث تصعب معرفة ما إذا كنت قد فقدت وعيك أم لا؛ تجد نفسك فقط ملقىً على الأرض لسبب غير واضح؛ ويحدث ضررٌ بسيط أو لا يحدث ضرر لدماغك نتيجة نقص الأكسجين إذا استعدت وعيك بسرعة؛ وفي الواقع، تعدّ أذية الجسم بسبب السقوط بحدّ ذاته أكبر خطر يمكن أن يحدث.
يمكن أن تكون بعض العوارض أكثر استمراريةً؛ وكلما طالت مدة فقد الوعي، زاد احتمال أن يصبح دائماً ويموت المريض (الموت القلبي المفاجئ) ما لم يشرع بالإنعاش القلبي الرئوي Cardiopulmonary Resuscitation واختصارها CPR؛ فأي شخص يبقى فاقد الوعي لأكثر من عدة ثوانٍ، يحتاج إلى تقييم فوري لتحديد مدى ضرورة الإنعاش القلبي الرئوي؛ ويشتمل ذلك على الإجابة عن السؤالين التاليين: هل النبض موجود؟ هل الشخص يتنفّس؟
التواتر
قد يحدث الغشي مرة في العمر، أو يمكن أن يتكرّر حدوثه؛ ويرغب طبيبك بتحديد احتمال حدوثه ثانيةً؛ فإذا كانت فرص تكرار حدوثه مرتفعةً، فلا بدّ من مقاربة مكثّفة أكثر للوقاية.
الأعراض المرافقة
غالباً ما تسبق الغشية (الإغماء) Fainting بتعرّق وغثيان وشحوب.
يوحي الخفقان Palpitation المؤدّي إلى نوبة الغشي بضربات قلبية غير منتظمة أو سريعة أو بطيئة كثيراً كسبب لهذه العارضة؛ ويرتبط فقد الوعي المفاجئ غير المتوقّع عادةً بشذوذ ضربات القلب الذي يكون شديداً بحيث يحرم الدماغ على نحو مفاجئ من الدوران والأكسجين.
الأسباب الأخرى
توحي الاختلاجات (التشنجات) Convulsions المترافقة مع فقد الوعي بمشكلة أولية في الدماغ، مثل الصرع Epilepsy أو السكتة Stroke أو النّزف الدماغي Cerebral hemorrhage أو الأورام؛ غير أن الاختلاجات يمكن أن تحدث أحياناً نتيجةً للحرمان من الأكسجين بسبب عدم انتظام ضربات القلب؛ ولذلك، لا يبعد وجود الصرع أو الاختلاجات المنشأ القلبي للعارضة.
تشتمل الأسباب غير القلبية الأخرى للغشي على نقص مستوى سكر الدم (Hypoglycemia) وفرط التهوية وصداع الشقيقة Migraine.
الدوخة (ما قبل الغشي)
يعاني بعض الناس من الشعور بأنه سيغمى عليهم، ولكن مع عدم حدوث ذلك، ويدعى هذا العرض بالدوخة Light-headedness ، ويسمّيه الأطباء مقدمة الغشي أو شبه الغشي.
الدوخة والدوار
يستعمل الكثير من الناس كلمة « الدوار والدوخة» للتعبير عن الدوخة؛ لكن لا بدّ من التمييز الدقيق بين الدوخة التي هي شعور بقرب الإغماء وبين الدوار الحقيقي (Dizziness) الذي هو شعور بحركة الأشياء المحيطة حركةً دائرية أو دوّاميّة حولك، وكأن المكان يدور حولك.
قد يكون للدوخة عددٌ من الأسباب، بما في ذلك اضطرابات النظم القلبي؛ وتكون هذه الاضطرابات المسؤولة عن عرض الدوخة أقل شدةً وأقصر مدةً من تلك المحدثة للغشي عادةً.
الأسباب الأخرى
يوحي عرض الدوار باضطراب في آلية التوازن في الأذن الداخلية أو بمشكلة دماغية؛ ولا نعثر على سبب محدّد للدوار أحياناً؛ كما يمكن أن يؤدي انسداد الشرايين الدماغية إلى «نوبة السقوط»، حيث قد يقع الشخص على الأرض من دون أن يفقد وعيه، ولا يكون القلب هو السبب، ولا بدّ من التقييم العصبي.
الخفقان
هو إحساسٌ مزعج بضربات قلبك أو الشعور بخبط كتيم الصوت في صدرك؛ ويمكن أن يترافق العرض أو لا يترافق بمرض قلبي، وهو العرض الأكثر شيوعاً في المصابين باضطراب ضربات القلب (اضطراب النظم Arrhythmia)؛ غير أنه مع تقدّم العمر، تميل الضربات الخارجة (الانقباضات الخارجة Extrasystoles) إلى الزيادة؛ وقد تحدث هذه الضربات في أشخاص أصحّاء نوعاً ما.
من الملامح المميّزة للضربات الكتيمة الصوت المعدل الذي تحدث به، سواءٌ أكانت منتظمةً أم غير منتظمة، وسواءٌ أكانت مفردةً ومتكررةً وسريعةً أم متسلسلةً؛ فإذا حدث الخفقان بشكل سلسلة من الضربات، يمكن أن يظهر بالتدريج ويتسارع أو يظهر فجأةً وبسرعة.
تعدّ هذه الخصائص هامةً في تمييز الأنماط المختلفة للنظم القلبي التي تؤدي إلى الخفقان، لذلك يجب عليك أن تصفها للطبيب بشيءٍ من الدقّة؛ ومن طرق الوصف الجيّدة أن تذكر نمط الخفقان بالنقر بيدك كما تتذكّره؛ ولا يحدث الخفقان غالباً عندما تكون في عيادة الطبيب أو عند مراقبته ، لذلك يعدّ الوصف الدقيق له هاماً جداً.
المثيرات والانفراج
يجب الانتباه إلى ما قد يثير العوارض أو يفرّجها؛ ويلاحظ بعض الناس أن أنماطاً معيّنة من الخفقان السريع المنتظم يمكن أن تتوقّف بحبس النفس أو بالكبس مثلما يفعل الشخص عند التبرّز – مناورة فالسالفا Valsalva maneuver)؛ وقد يؤدي تغيير الوضعية إلى إيقاف الخفقان أو تحريضه أحياناً.
ويرغب طبيبك بمعرفة حدوث الخفقان لديك بفعل بعض الأشياء، مثل التمرين أو الأكل أو الانفعال أو تناول الكحول أو القهوة أو الأدوية.
الأعراض المرافقة
تشتمل الملامح الرئيسية المفيدة في تشخيص سبب الخفقان وأية مشاكل قلبية خفية على ترافقه مع ألم صدري أو شعور بألم صدري ضاغط والدوخة أو الغشي وضيق التنفّس.
يصف بعض الناس «ضربات قلبية محذوفة» أو شعوراً «بفراغ» في الصدر ينقضي بسرعة؛ ويكون السبب المألوف هو الضربات القلبية الإضافية المبكّرة (التقلصات المبتسرة Premature Contractions أو الانقباضات الخارجة)؛ وبعد حدوث الضربة قبل أوانها بقليل، ينتظر قلبك قليلاً قبل أن يعاود النبضان من جديد (وهذا ما يدعى الراحة المعاوضة Compensatory Pause)؛ ويمكن أن تشعر بالضربة بعد هذا التوقف، لأنها تميل إلى أن تكون أقوى من الضربة القلبية العادية.
ألم الطرف أو تعب الطرف (العرج)
يمكن أن يحدث ألم الساق في الربلتين والقدمين في بعض أنواع المشاكل الدورانية؛ وحسب السبب الخفي، قد يكون الألم ماعصاً ومفاجئاً وشديداً أو قد تعاني من نمل؛ كما يعتمد موضع الألم على مكان المشكلة الدورانية.
يكون لدى المصابين بانسداد جزئي أو كلي في الدوران الخاص بالساقين نقصٌ في إمداد عضلاتهما بالأكسجين حتى يتسنّى لهما القيام بالعمل اللازم للمشي؛ ولذلك، يشكو هؤلاء بشكل نموذجي من الشعور بالتعب العضلي أو بالمعص Cramping عند استعمال عضلاتهم للمشي أو صعود الدرج أو غير ذلك من الأنشطة.
المثيرات والانفراج
تحدث الأعراض بمستويات مختلفة من التمرين حسب درجة الانسداد؛ ويمكن أن ينفرج الانزعاج بالراحة عادةً.
عندما يصبح الانسداد الشرياني هاماً، قد يستمر الانزعاج ويدوم حتى بعد الراحة؛ كما قد يحرّض رفع الساقين الألم إذا كان انسداد الدوران بدرجة كبيرة.
الموضع
يعتمد موضع التعب أو المعص مكان الانسداد الشرياني؛ فإذا كان الانسداد على مستوى الركبة أو دونها، قد يقتصر الانزعاج على القدم، لا سيّما مشط القدم Instep ؛ أما إذا كان الانسداد على مستوى الفخذ، تصاب عضلات الربلة بشكل رئيسي؛ وأما الانسداد على مستوى الأربية الأربية أو فوقها فيؤدي إلى معص وتعب في عضلات الفخذين وما دونها، كما قد يشعر بالانزعاج في الأليتين (الأرداف) Buttocks
الأسباب الأخرى
يمكن أن تؤدي اضطراباتٌ غير الانسداد الشرياني إلى أعراض مشابهة، ومن المهم أن يقوم الطبيب بهذا التمييز؛ وعلى سبيل المثال، فإن الألم أو الوجع في ساقيك والذي لا يزول عند التوقّف عن المشي، لكنه يتطلّب الجلوس أو الاستلقاء، يمكن أن ينجم عن انضغاط النخاع الشوكي ؛ كما قد يؤدي القصور الوريدي أو الدوالي الوريدية Varicose Veins إلى انزعاج في ساقيك.
شذوذ لون الجلد
يمكن أن تعطي اضطرابات لون الجلد دلالاتٍ على وجود مشاكل خفية في القلب والأوعية؛ فمن الناحية التقنية، يكون لون الجلد علامةً وليس عرضاً؛ لكن إذا لاحظت تغيّراً في لون الجلد، قد ترغب بمراجعة طبيبك.
يمكن أن يتفاوت لون الجلد عن اللون السوي بعدد من الطرق؛ فقد يكون على نحو استثنائي شديد البياض أو شاحباً (الشحوب غير الطبيعي Pallor) أو مزرقاً (الزراق Cyanosis) أو محمرّاً (الحمامى Erythema) أو أسود (النخر Necrosis أو الموت النسيجي).
الموضع
يمكن أن ينجم الشحوب المنتشر عن التراجع العام في الدوران، كما في الصدمة أو عوارض الغشي؛ أما الشحوب الموضّع فينجم عادةً عن إعاقة الجريان الدموي إلى منطقة تحول دون وصول الدم الأحمر الكافي (المؤكسج) إلى الجلد؛ لكن يمكن أن يبدو جلدك أحمر في بعض المناطق، حيث يكون الجريان الدموي غزيراً بشكل غير طبيعي، مثلما يحدث في مناطق الالتهاب المفصلي.
يمكن أن يؤدي موضع تغيّرات لون الجلد إلى أن يستنتج الطبيب مكان اضطراب الجريان الدموي والأوعية الدموية المصابة؛ ومن المتلازمات النظامية للأعراض حدوث تلوّن متتابع في إصبع أو أكثر من الأبيض فالأزرق فالأحمر، لا سيّما عند التعرّض للبرد، ويدعى ذلك تشنّج الأوعية الصغيرة في الأصابع، ويشار إليه باسم «ظاهرة رينو Raynaud`s Phenomenon»؛ ويمكن أن تحدث «كمرض» معزول بنفسه أو تترافق مع أمراض أخرى.
المدة
إذا كان انسداد الجريان الدموي مؤقتاً، يمكن أن يختفي الشحوب ويعود اللون القرنفلي للجلد؛ غير أنه إذا كان الانسداد مديداً، فقد يصبح الجلد أزرق (الزراق) بسبب عوز الأكسجين؛ وعندما يعود الجريان الدموي بعد هذه المرحلة، يمكن أن يصبح الجلد بلون قرنفلي شاذ ( حمامياً)؛ وإذا استمر الانسداد ولم يصحّح، يموت النسيج العضلي والجلدي في نهاية المطاف ويتلوّن باللون الأسود (التنخّر).
القروح الجلدية
قد تكون القروح الجلدية غير الملتئمة التقرّح (Ulceration) في طرفيك السفليين ناجمةً عن نقص الجريان الدموي الجلدي إلى الجلد بسبب انسداد أو تأذّي شريان أو وريد؛ فإذا لم يتلقّ النسيج ما يكفي من الدم، فإنه يتعرّض لأقل إصابة أو عدوى؛ كما أنه إذا لم يتلق النسيج كفايته من الأكسجين والمواد المغذّية من الدم، لا يحدث الالتئام.
الموات (الغنغرينا) Gangrene هو الموت الفعلي للنسيج؛ وهو يظهر عادةً بشكل منطقة جلدية سوداء منكمشة في الناحية المتأثّرة بالانسداد الوعائي.
الأعراض المرافقة
يمكن أن يصاحب الألم والشحوب أو غيره من مظاهر تلوّن الجلد والبرودة القروح الجلدية غير الشافية أيضاً؛ كما قد يؤدي نقص الإمداد الدموي إلى التهاب الأعصاب وإصابتها (التهاب العصب Neuritis)، مما يقود إلى الإحساس بالحرقة والألم والنمل (يمكن أن تحدث هذه المشاكل مع الناس المصابين بداء السكر).
الصدمة
الصدمة Shock هي مجموعةٌ من الأعراض والعلامات الشديدة التي تشير إلى اضطراب خطير جدًّا في الدوران؛ ويعاني المصاب بالصدمة من عددٍ من المشاكل:
• انخفاض حاد في ضغط الدم.
• التخليط وتغيّر درجة الوعي (بما في ذلك إمكانية فقد الوعي).
• الشحوب المعمّم والبرد والتعرّق.
• بيّنات على خلل الوظيفة في الأعضاء الأخرى بسبب عدم حصولها على كفايتها من الدم.
• ضعف الوظيفة التنفّسية.
• نقص تشكّل البول والعجز عن طرح الفضلات.
يمكن أن يكون للصدمة أسبابٌ مختلفة، بما في ذلك النوبة القلبية والرضح والنّزف والعدوى الخاطفة (الشديدة جداً)؛ فإذا كانت قدرة قلبك على تلبية حاجات جسمك محدودةً، يتجه الدم الجاري إلى بعض الأعضاء الحيوية (القلب والدماغ) على حساب الأعضاء الأخرى مثل الجلد والعضل والكلى والكبد.
تتطلّب متلازمة الأعراض الناجمة عن الصدمة استجابةً عاجلة من الفريق الطبي، بما في ذلك إعطاء الأدوية والسوائل الوريدية والمساعدة على التنفّس ونقل الدم عند الضرورة والبحث بسرعة عن السبب الخفي بحيث يمكن تصحيحه إن أمكن.
التغيّر المفاجئ في الرؤية أو القوة أو التناسق أو الكلام أو الإحساس
تشير المشاركة بين بعض الأعراض إلى نقص إمداد الدماغ بالدم؛ واستناداً إلى مدة الأعراض، يمكن أن تشير إلى السكتة Stroke أو إلى نوبات تتعلق بنقص ورود الدم (الإقفار) العابر إلى عضو أو نسيج ما؛ ويمكن أن تشتمل الأعراض بشكل خاص على:
• الضعف أو النخز أو النّمل أو الشلل الذي يشمل بشكل نموذجي أحد جانبي الجسم (أو أحد الأطراف أو جهة من الوجه)؛ ويمكن أن يصاب جانبا الجسم معاً.
• نقص الرؤية أو الرؤية المزدوجة.
• صعوبة الكلام أو تشوّشه.
• عدم التناسق أو الدوام أو الصداع الشديد.
يضم العاملان الرئيسيّان اللذان يميّزان هذه الأعراض عن غيرها سرعة البدء والمدة؛ فالرؤية أو الكلام أو الإحساس يتدهور خلال دقائق إلى ساعات؛ أما إذا دامت العارضة بضع دقائق فقط، فإنها تصنّف على أنها نوبة تتعلق بنقص ورود الدم (إقفار) العابر، حيث تحدث الأعراض بسرعة وتدوم لفترة قصيرة، ثم تعود أنت إلى الوضع السوي؛ وتشير نوبات نقص ورود الدم (الإقفار) العابر إلى نقص مؤقّت في إمداد الدماغ بالدم؛ وتعدّ هذه النوبات نذيراً بسكتة قد تحدث في وقت غير بعيد؛ ويستدعي ذلك تقييماً فورياً من الطبيب، بحيث يمكن البدء بالمعالجة الملائمة بأسرع ما يمكن.
تعدّ الكمنة العابرة Amaurosis Fugax علامةً منذرة أخرى للسكتة، وهي اضطراب بصري عابر ينجم عن نقص الجريان الدموي إلى العين، ويبدو بشكل ستارة تنزل أو ترتفع ضمن حقل الرؤية، في عين واحدة فقط عادةً؛ ويتطلّب هذا العرض تقييماً طبياً فورياً.
يمكن أن تتفاوت أعراض السكتة بشدّة بسبب أنها توافق الباحة الدماغية التي قد تأذّت نتيجة نقص المؤونة الدموية؛ ويمكن في بعض الحالات أن تأتي المؤونة الدموية إلى المنطقة أو الباحة المصابة عبر شريان آخر؛ وهذا ما قد يفسّر جزئياً الشفاء الجزئي بعد بضع سكتات.
معلومات للفائدة
– هل تتناول فيتاميناً أو برتقالاً؟ في معظم الحالات، يفضّل أن تأكل البرتقال، فتناول الأغذية الكاملة أفضل من الأقراص الطبية فقط؛ فعندما تعتمد على الأغذية الكاملة، مثل الفواكه والخضروات والحبوب، تحصل في الوقت نفسه على المواد الكيميائية النباتية والألياف؛ كما أن الفيتامينات القيّمة والمعادن موجودة في هذه الأطعمة، وأيضاً في اللحوم الخالية من الدهن والمنتجات اللبنية الضئيلة بالدهون.
يوصى بالمضافات الغذائية في بعض الحالات، لكن تذكّر: حتى إذا تناولت عدة فيتامينات في اليوم، تبقى بحاجة إلى تناول قوت متوازن مع أطعمة كاملة بشكل رئيسي.
– تشتمل معظمً الفحوصات الصحية على استقصاء ضغط الدم بشكل روتيني؛ لكن ماذا يحدث حقيقةً عندما يقوم طبيبك بهذا الفحص؟
يعد نفخ الكم المطاطي حول ذراعك لضغط أو كبس شريان كبير، والذي يوقف جريان الدم مؤقتاً، يحرّر طبيبك الهواء ويستمع بالسمّاعة؛ وعندما يبدأ الدم بالنبضان عبر الشريان، يحدث صوتاً يستمر إلى أن يتجاوز الضغط في الشريان الضغط في الكم.
يستمع طبيبك ويراقب مؤشّر جهاز قياس الضغط، ويسجّل قياسين؛ فيكون الضغط الانقباضي Systolic Pressure هو ضغط جريان الدم عندما ينبض القلب (عند سماع الصوت القلبي الأول)، ويكون الضغط الانبساطي Diastolic Pressure هو الضغط الواقع بين ضربات القلب (عند سماع الصوت القلبي الأخير).
– لا تمثّل الشرايين المتصلّبة مشكلةً في منتصف العمر فقط؛ فتصلّب الشرايين Atherosclerosis يبدأ في الطفولة – قبل عقود من بدء اهتمام الكثيرين بصحة قلوبهم.
فإذا كان لدى عائلتك قصة مرض قلبي، يكون من المهم مساعدة أطفالك على إنقاص عوامل الخطر المستقبلية؛ فالأطفال الأكثر من السنتين من العمر يجب أن يتناولوا قوتاً فقيراً بالدهون من البقول والخضار والفواكه؛. وينبغي ألا يزيد ما يأتي من السعرات الحرارية من الدهون على 30٪
كما لا بدّ من التأكد من حصول أطفالك على ما يكفي من التمارين الرياضية، ومن الحد من متابعة التلفزيون بما لا يزيد على ساعتين يوميّاً. ويجب البدء بقياس ضغط الدم الروتيني بعمر 4-3 سنوات؛ وقد يصف الطبيب أقواتٍ وأنشطة رياضية خاصة للأطفال السمان المصابين بارتفاع ضغط الدم.