اخبار ليل ونهار – في كل فصل شتاء، يزداد الحديث عن انتشار فيروس انفلونزا الطيور، وهو من الأمراض الخطيرة والتى قد تؤدى إلى مضاعفات خطيرة تصل إلى الالتهاب الرئوى والوفاة، وحتى الآن لا يوجد علاج تام للوقاية من هذا المرض، لذلك فالوقاية خير من العلاج.
ما هي إنفلونزا الطيور؟
إنفلونزا الطيور مرض حيواني معد تتسبّب فيه فيروسات تصيب الطيور بالدرجة الأولى، وكذلك الخنازير في بعض الأحيان. وتصيب فيروسات إنفلونزا الطيور أنواعاً معيّنة من الحيوانات، غير أنّها تمكّنت في حالات نادرة من اختراق الحواجز القائمة بين الأنواع وإصابة البشر.
وتؤدّي إصابة الدواجن بالعدوى الناجمة عن فيروسات إنفلونزا الطيور إلى حدوث شكلين رئيسيين من المرض يتميّزان بفوعة فيروسية متفاوتة. أمّا “الشكل الخفيف” فهو يتسبّب عموماً في أعراض معتدلة (انتفاش الريش أو انخفاض معدل وضع البيض) وكثيراً ما يصعب اكتشافه. وأمّا الشكل الشديد الإمراض فهو يحدث أضراراً أكبر بكثير، ذلك أنّه ينتقل بسرعة بين أسراب الدواجن ويتسبّب في مرض يصيب العديد من الأعضاء الباطنية، كما أنّه يفتك بكل الطيور المصابة به تقريباً، وذلك في غضون 48 ساعة في كثير من الأحيان.
ما هي آثار هذا المرض على صحة البشر؟
إنّ استحكام الفيروس H5N1 على نطاق واسع لدى الدواجن يشكّل خطرين اثنين على صحة البشر.
أمّا الأول فهو خطر حدوث عدوى مباشرة عندما ينتقل الفيروس من الدواجن إلى البشر ويؤدّي إلى حدوث مرض شديد الوخامة. وتسبّب الفيروس H5N1، من أصل مجموع الفيروسات التي اخترقت الحواجز القائمة بين الأنواع، في حدوث أكبر عدد من الحالات المرضية الوخيمة والوفيات لدى البشر. وعلى عكس الإنفلونزا الموسمية العادية، التي لا تحدث سوى أعراض تنفسية خفيفة لدى معظم الناس، فإنّ المرض الناجم عن الفيروس H5N1 يتبع نمطاً سريرياً غير مألوف ويؤدّي إلى تدهور صحي سريع وإلى الوفاة في غالب الأحيان. ومن أعراضه المألوفة حدوث التهاب رئوي فيروسي أولي وقصور في عمل العديد من الأعضاء. وقد أدّى الفيروس، في الفاشية الراهنة، إلى وفاة أكثر من نصف عدد الأشخاص الذين أُصيبوا به. وحدثت جميع الحالات في أطفال وشباب كانوا في صحة جيدة قبل إصابتهم بالعدوى.
وأمّا الخطر الثاني، الذي يدعو لقلق أكبر، فهو يتمثّل في قدرة الفيروس، إذا ما أُتيحت له الظروف المواتية، على التحوّل إلى شكل شديد العدوى وعلى الانتقال بين البشر بسهولة. ومن شأن ذلك التحوّل إحداث فاشية عالمية (جائحة).
كيف يُصاب المرء بهذا المرض؟
تُعتبر مخالطة الدواجن الموبوءة أو التماس مع الأسطح أو الأدوات الملوّثة بذرقها، حالياً، السبب الرئيسي لإصابة الناس بالعدوى. ومعظم الحالات البشرية المُسجّلة حتى الآن حدثت في مناطق ريفية أو في أرباض المدن، حيث تعمد أسر كثيرة إلى تربية أسراب صغيرة من الدواجن التي تُترك، في غالب الأحيان، طليقة تدخل البيوت وتجوب المناطق التي يلعب فيها الأطفال. وهكذا تتزايد فرص التعرّض للإفرازات الموبوءة أو للبيئات الملوّثة بالفيروس، ذلك أنّ الطيور الموبوءة تفرز كميات كبيرة من الفيروس في ذرقها. وهناك، علاوة على ذلك، أسر كثيرة في آسيا تبيع أو تذبح أو تستهلك الطيور التي ترّبيها عند ظهور علامات المرض عليها ويبدو من الصعب تغيير تلك الممارسة، ذلك أنّ تلك الأسر تعتمد على الدواجن لزيادة دخلها أو للأكل. وحالات التعرّض تزداد أثناء عمليات ذبح الدواجن ونزع ريشها وتقطيعها وتحضيرها للطهي.
هل ينتقل الفيروس بسهولة من الطيور إلى البشر؟
لا. فعلى الرغم من حدوث أكثر من 100 حالة بشرية في الفاشية الراهنة، لا يزال ذلك العدد ضئيلاً مقارنة بضخامة عدد الطيور الموبوءة والفرص العديدة التي يتم فيها تعرّض البشر للطيور، وبخاصة في المناطق التي تكثر فيها تربية أسراب الدواجن في البيوت. ولا يُفهم، حتى الآن، سبب إصابة بعض الأشخاص بالعدوى دون سواهم عقب التعرّض للطيور بشكل مماثل.
كيف يمكن التعرف على أعراض المرض في الإنسان؟
– الإنسان المصاب تظهر عليه الأعراض العادية المعروفة للأنفلونزا، حيث يشعر المريض بالصداع والكحة وآلام الجسد المصاحبة للحمى، ثم تبدأ المضاعفات الخطيرة إذا لم يتوافر لجهازه المناعي القوة المطلوبة للسيطرة على الفيروس، كما حدث مع أول حالة اكتشفت حيث حُدد سبب وفاة هذه الحالة وقتها بأنه الإصابة بمضاعفات الأنفلونزا وتحديدا الالتهاب الرئوي الشديد، إضافة لمتلازمة الـ “ريا” SyndromeReye المسببة لتليف الدماغ والكبد، وهو أحد أهم مضاعفات هذا المرض.
* هل هناك مصل واق ضد الإصابة بأنفلونزا الطيور؟
– يعكف الباحثون على تطوير مصل مضاد للنوع القاتل من الفيروس، غير أن استخلاص تلك الأمصال، وإنتاجها بكميات مناسبة يتطلب وقتا لا يقل عن ثلاثة أشهر وقد يزيد عن ستة أشهر مع توافر الإمكانات اللازمة لذلك.
هذا بالإضافة لعدم جدوى استيراد أي دولة لهذا المصل من دولة أخرى، حيث قد تختلف عترة الفيروس التي أصابت أية دولة عن الأخرى بسبب سرعة تطور الفيروسات وطفراتها المستمرة.
ولهذا على كل دولة ثبت لديها حالات إصابة البدء بفصل الفيروس الذي وجد لديها وإنتاج المصل المناسب ضده.
* هل هناك علاج متوفر لأنفلونزا الطيور؟
– ليس هناك علاج لأي نوع من أنواع الأنفلونزا، غير أنه اتضح بالدراسات العلمية أن تناول مضادات الفيروسات تساعد في تخفيف حدة المرض؛ لذا فيمكن اعتبار علاج أنفلونزا الطيور، هو نفسه علاج الأنفلونزا العادية تماما وتشمل الراحة ومجموعة فيتامينات أهمها فيتامين “سي”، وشرب السوائل الدافئة، كما يفيد المرضى المصابين بالفيروس كما ذكرنا تعاطي المضادات الفيروسية، والموجود الآن بالأسواق عقارين فقط أثبتا فاعلية في تخفيف حدة المرض لدى المصابين بأنفلونزا الطيور وهما: “تامافلو” و”ريلينزا”.
* كيف يمكن الوقاية من الإصابة بالفيروس إذا تحول إلى وباء بشري؟
– حسب تقارير منظمة الصحة العالمية فإن العلماء لاقوا الكثير من المفاجآت مع هذا الفيروس، حيث لاحظوا أنه يغير نفسه بشكل سريع، ورغم ذلك لم يُعِد تطوير نفسه كما توقع العلماء منذ 18 شهرا مضت، وبالتالي فلا أحد يعلم إذا كان الفيروس سيتحول لوباء بعد أسبوع، أم بعد سنة، أم أن فيروس مختلف تماما هو الذي سيحدث الوباء، لكن على كل الأحوال فلا بد من أخذ الاحتياطات العامة بتعريف الناس أبسط السبل لوقاية أنفسهم من الوباء إذا حدث.
اهم الاحتياطات والاجراءات لمنع الاصابة بفيروس انفلونزا الطيور:
– غسيل اليدين جيدا قبل وبعد التعامل مع الطيور.
– الاهتمام بنظافة الطيور فى حالة التربية، ويجب عزل أى أنواع مصابة عن باقى الطيور.
– غسل لحوم الطيور جيدا، والاهتمام نظافة الأدوات والسكاكين، وعدم استخدامها فى تقطيع الخضار، (يفضل تخصيص سكين محدد لتقطيع اللحوم).
– يفضل سلق اللحوم البيضاء أو أن تتعرض إلى درجة حرارة مرتفعة.
– الاهتمام بالنظافة الشخصية والتخلص من فضلات الحيوانات بصورة سليمة.
– الابتعاد عن العادات الحميمة خلال فترة انتشار العدوى مثل الاحضان، القبلات.
– عزل المصاب فى مكان خاص، والإبلاغ.
– لا تلمس الأطعمة النيئة ثم المطبوخة بدون غسيل يديك جيدا.
– لا يعاد وضع اللحم المطبوخ على نفس الصحن الذي وضع عليه قبل الطبخ.
– لا يستعمل بيض نيء أو مسلوق بدرجة خفيفة في تحضير طعام لن يعالج بحرارة عالية فيما ما بعد (الطبخ).
– الاستمرار بغسل وتنظّيف يديك: بعد التعامل مع الدجاج المجمّد أو الذائب أو بيض النيء، تغسل كلتا اليدين بالصابون وجميع الأسطح والأدوات التي كانت على اتصال باللحم النيء.
– الطبخ الجيد للحم الدجاج سيعطّل الفيروسات. وذلك إمّا بضمان بأنّ لحم الدجاج يصل 70 °C أو بأنّ لون اللحم ليس ورديا. محّ البيض لا يجب أن يكون سائل.
* إذا لم يكن هناك خطورة من أكل الطيور فلماذا منعت معظم الدول استيراد الطيور المجمدة؟
– يأتي الإجراء الذي اتخذته معظم دول العالم في إطار خطة لتوخي أعلى درجات الحيطة والحذر منعا لوقوع ما لا تحمد عقباه، فعلى الرغم من عدم انتقال الفيروس عن طريق الأكل، فإن احتمال انتقال الفيروس بسبب تلوث معدات التعبئة لا يزال قائما، حيث إنه تنتقل عدوى فيروس أنفلونزا الطيور إلى الإنسان بملامسة الدجاج المريض، كما يخرج مع فضلاتها التي تتحول إلى مسحوق ينقله الهواء، ولذلك تحظر الدول استيراد الدجاج المجمد.
* هل هناك خوف من أكل الطيور؟
– يمكن أن تستمر في أكل الدجاج دون قلق؛ لأن الخبراء يؤكدون أن فيروس أنفلونزا الطيور لا ينتقل عبر الأكل؛ لذا فإن تناول الدجاج لا يمثل أي خطورة خاصة بعد طهيه جيدا.