قصر بوتين الاسطوري يشعل غضب روسيا

اخبار ليل ونهار. قصر بوتين الاسطوري يشعل غضب روسيا. تنهال المصائب والكوارث فوق رأس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يعيش في مجموعة من المفاجآت والصدمات المتتالية، وعددا من المشاكل السياسية والاقتصادية المتزايدة، التي قد تنهي حياته السياسية الى الابد.

قصر بوتين الاسطوري يشعل غضب روسيا
قصر بوتين الاسطوري يشعل غضب روسيا

 

ومن المقرر أن تنتهي ولاية الرئيس بوتين الرابعة في منصبه في نهاية عام 2024، ولا يحق له، طبقا لمواد الدستور الحالي، الترشح لولاية أخرى، ولكن يبدو ان نهايته اقرب من ذلك بكثير.

وان ظل بوتين في الحكم حتى عام 2024. عندها سيكون عمره 72 عاما. وعندما سأله احد الصحفيين عن احتمال ترشحه في نهاية هذه الولاية، قال بوتين: “لا بد أنكم تمزحون! ماذا عليّ أن أفعل؟ أن أبقى رئيسا حتى يصبح عمري مئة سنة؟ لا لن افعل ذلك”.

وتنظر اغلب الشعوب العربية والاسلامية الى الرئيس الروسي بوتين الى انه عدوا للمسلمين ولثورات الربيع العربي، حيث انه من اكبر اسباب بقاء نظام بشار الاسد حتى الان، ، واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) عدة مرات اعتراضا على صدور قرارات من مجلس الأمن الدولي تدين النظام السوري، كما انه قام بشن حرب شعواء ضد المجاهدين المسلمين في الشيشان.

مظاهرات غير مسبوقة تفاجيء بوتين

شارك الآلاف في روسيا في احتجاجات غير مسبوقة ضد نظام الرئيس بوتين، وللمطالبة بالإفراج عن المعارض البارز أليكسي نافالني.

وفي موسكو، أغلقت الشرطة محطات المترو وأغلقت العديد من الشوارع وسط المدينة.

وقد اعتقلت قوات الأمن الروسية زوجة المعارض أليكسي نافالني، كما تم وضع شقيقه قيد الإقامة الجبرية.

كما اعتقلت الشرطة أكثر من خمسة آلاف شخص، ولم يعد هناك اماكن في السجون لمزيد من المعتقلين.

وقامت الشرطة بفض تجمعات في أنحاء مختلفة من البلاد، وقالت إن الاحتجاجات غير قانونية إذ لم تمنح التصريح بإقامتها، بينما حذرت السلطات الروسية من أن المظاهرات قد تنشر فيروس كورونا.

وقام الاف المتظاهرين بالهتاف “بوتين لص” وهم يسيرون متشابكي الأيدي فوق الجليد في درجات حرارة تصل إلى نحو 13 درجة مئوية تحت الصفر، وفي بعض المناطق انخفضت درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية تحت الصفر.

وتأتي المسيرات التي خرجت في أنحاء البلاد بعد احتجاجات كبيرة شهدتها عطلة نهاية الأسبوع الماضي، وذلك ضمن حملة من أجل الضغط على الكرملين للإفراج عن نافالني.

وفي سان بطرسبرج، مسقط رأس بوتين، تجمع حشد في ساحة مركزية وهتفوا: “يسقط القيصر”.

ونظمت مسيرات لدعم نافالني في شرق روسيا. وخرج عدة الاف في أنحاء المدينة وهم يهتفون “الحرية” و “بوتين لص”.

ماهو سر قصر بوتين الأسطوري ؟

نشر المعارض الروسي اليكسي نافالني شريطاً مصوراً قال فيه أن الرئيس فلاديمير بوتين صرف مبلغاً ضخماً حصل عليه بطريقة غير مشروعة على بناء قصر فخم على ساحل البحر الأسود.

وقد شاهد الفيديو عشرات الملايين من المشاهدين في روسيا.

وقال نافالني في الفيديو أن تكاليف بناء القصر حوالي مليار ونصف المليار دولار، وهذه “أكبر رشوة في التاريخ”، حيث تم بناء القصر باستخدام أموال غير مشروعة قدمها أشخاص من الدائرة المقربة لبوتين، بمن فيهم رؤساء شركات نفط وأصحاب المليارات.

واضاف إن مساحة القصر والحدائق الملحقة به تبلغ حوالي 40 ضعف مساحة إمارة موناكو الفرنسية.

ويصف التقرير تفاصيل مختلفة عن القصر، منها أنه يضم كازينو وملعب هوكي الجليد تحت الأرض وحقل كروم.

كما ان للقصر أسوار منيعة وميناء خاص وقوات أمن خاصة وكنيسة ونظام تصاريح خاص ومنطقة حظر طيران، وحتى نقطة تفتيش حدودية خاصة به.

ويضيف المعارض الروسي: “إنها دولة منفصلة داخل روسيا. وفي هذه الدولة هناك هناك قيصر واحد لا غنى عنه .. إنه بوتين”.

ويختتم الفيديو بدعوة الناس إلى النزول إلى الشوارع.

ويقول نافالني: “إذا نزل 10 في المئة من الساخطين إلى الشوارع ، فلن تجرؤ الحكومة على تزوير الانتخابات”.

وقد نفى الرئيس الروسي بشكل مباشر أن يكون هو أو عائلته يمتلكونه ووصف الفيديو بأنه “ممل”.

من هو أليكسي نافالني، اكبر معارض لبوتين ؟

ظل الناشط الروسي في مجال مكافحة الفساد، أليكسي نافالني، لزمن طويل الوجه الأبرز للمعارضة الروسية للرئيس فلاديمير بوتين.

ولدى المدون البالغ من العمر 44 عاما ملايين المتابعين الروس على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويقول نافالني إن حزب “روسيا المتحدة” الذي يتزعمه بوتين هو حزب “المحتالين واللصوص”، ويتهم الرئيس بأنه “يمتص دم روسيا” عبر “دولة إقطاعية” تحصر وتركز السلطة في الكرملين.

وقد قاد احتجاجات في عموم البلاد ضد السلطات. لكنه لم يتمكن من تحقيق حلمه الأكبر في تحدي بوتين في صناديق الاقتراع.

فقد مُنع من الترشح للانتخابات الرئاسية في عام 2018 بسبب إدانته في محكمة روسية بتهمة الاختلاس.

وبدأ صعود نافالني كقوة في السياسة الروسية في عام 2008 عندما بدأ في التدوين عن مزاعم سوء إدارة وفساد في بعض الشركات الروسية الكبرى التي تسيطر عليها الدولة.

وباتت معركة نافالني ضد الرئيس الروسي البالغ من العمر 68 عاماً، معركة شخصية بشدة الآن: فهو يتهم بوتين بإصدار أوامره لعملاء الدولة السريين بتسميمه في هجوم كاد أن يقتله في أغسطس 2020.

وقد تدهورت صحة نافالني وهو على متن طائرة فوق أراضي سيبيريا ونقل إلى المستشفى، بعد الاشتباه في تسممه. ودخل في غيبوبة. وأقنعت جمعية خيرية مقرها ألمانيا، المسؤولين الروس بالسماح لها بنقله جواً إلى برلين من أجل تلقي العلاج.

كشفت الحكومة الألمانية أن الاختبارات التي أجراها الجيش وجدت “دليلًا لا لبس فيه على وجود عامل أعصاب كيميائي حربي”.

ونفى الكرملين أي دور للدولة في الهجوم على نافالني – الذي يتجنب بوتين دائمًا ذكر اسمه علناً – وينفي المزاعم المتعلقة بتسميمه.

كما اُستهدف مرتين بصبغة خضراء مطهرة تعرف باسم “زيليونكا” وتعرض لحروق كيميائية في أحد عينيه.

واعتقل نافالني، الذي يعتبر من أبرز معارضي الرئيس بوتين، بعد عودته من ألمانيا حيث كان يتعافى من تسمم بغاز أعصاب أصيب به في روسيا الصيف الماضي، ويتهم المعارضُ الرئيسَ بوتين بأنه أمر بقتله، وهو ما ينفيه الكرملين.