اخبار ليل ونهار. المذهلة !. الكثير يستخدم مسحوق ابيض في اثناء اعداد المخبوزات المختلفة، ليقوم بدور اعطاء المنتجات المذاق الهش الشهي، لكنه قد لايعرف تحديدا ماهو، وفي هذا المقال سنلقي الضوء على كربونات الصوديوم ذلك المسحوق السحري.
كربونات الصوديوم وتُسمّى أيضاً بيكربونات الصودا أو صودا الخبز، والاسماء التجارية كثيرة اشهرها: البيكنج بودر، وهو أحد المُركبّات الكيميائيّة وصيغته Na2CO3، ويتألّف من غازات الهيدروجين والنيتروجين ممزوجة مع الكربون والصوديوم والأكسجين، ويأتي على هيئة مسحوق أبيض عديم الرائحة وذي طبيعة بلوريّة وقابل للذوبان والانحلال في الماء، ويتفكّك هذا المُركّب بصُورةٍ طبيعيّةٍ لو تمّ تسخينه لدرجة حرارة 50 مئوية أو أكثر؛ حيث يُؤدّي تفككه إلى تحرير غازات ثاني أكسيد الكربون، وبخار الماء، ومركّب كربونات الصوديوم.
يُعدّ مركّب كربونات الصوديوم مادّةً ملحيّة غير عضوية، ولذا فإنّ الضغط اللازم لتبخيره قليل جداً، وهو ينحلّ في الماء بحرارة 20 مئوية، ويتراوح متوسّط قطر جزيئاته الذرية ما بين 15 إلى 300 نانومتر.
استعمالات بيكربونات الصوديوم
إنّ مُركّب بيكربونات الصوديوم هو مصدرٌ لثاني أكسيد الكربون، ويُستعمل كمكوّنٍ في أنواع عديدة من المُنتجات، مثل: مسحوق ذرور الخبز (بالإنكليزية: Baking Powder)؛ حيث يدخل في صناعة المشروبات والمواد الغذائية، وكذلك هو عنصر أساسي في تجهيزات إطفاء النّيران الجافة، ولهذا المركّب خصائص قلويّة ضعيفة تجعله مفيداً في عِلاج مُشكلات الحموضة بالمعدة والجهاز البولي لدى الإنسان، وكذلك يُعالج ارتفاع مستوى الحموضة في الدم.
توجد لبيكربونات الصوديوم استخدامات صناعيّة كثيرة، من أبرزها دباغة الجلود ومعالجة الصوف، وهو مُنتشر أيضاً في الطبيعة على نطاق واسع، ويتواجد في الينابيع المعدنيّة، ويُستعمل في صِناعة الزّجاج والمُنظّفات.
في المطبخ
إنّ بيكربونات الصوديوم أداة مُهمّة في الطهي وإعداد أطباق الطعام، وحتى بالمطبخ نفسه؛ حيث يُمكن الاستفادة من هذا المسحوق في أيّ نوع من المطابخ تقريباً، فهي تساعد على امتصاص الروائح السيّئة من الثلاجة، وتنظيف بقايا الطعام العالقة في الفرن، وأمّا في الأطباق نفسها فهي تُضَاف إلى مختلف أنواع الدجاج لتحسين قوامها، ومن الرائج رشّها على جلد الدجاج قبل طبخه لجعل قشرته أكثر قرمشة وجعل اللحم رطباً أكثر، كما أنّها تساعد على تبييض الخضروات عند إضافتها إليها قبل الطبخ، مثل: الزهرة، والذرة، وتظهر دراسات علميّة أن نقع الفاصولياء في الماء وبيكربونات الصودا يساعد على جعل قوامها أكثر ليونة، ممّا يَجعلها أفضل بعد طبخها، وتُضيف هذه المادّة أثر رغوة وفقاعات إلى مُنتجات الحليب.
في المنزل
تُستخدم بيكربونات الصوديوم بشكلٍ كّبير في المنزل في مجالات عدّة؛ فمن استخداماتها في المنزل أنّها تُستعمل لتَنظيف جميع الأدوات والأشياء؛ فمِن المُمكن الاستفادة منها في تنظيف الحائط دون الإضرار بدهانه، وكذلك يُمكن تركها على بقع السجّاد، أو على مُختلف أجزاء الحمَّام. من الجائز أيضاً استِعمال بيكربونات الصوديوم في تسليك البلاليع؛ حيث تُسكَب في مجاري المياه مع كميّةٍ قليلةٍ من الماء، وخل الطعام الأبيض لتستطيع إذابة المُعوّقات التي تسدّ المواسير بصورة طبيعية.
بيكربونات الصوديوم معروفةٌ بقدرتها على إزالة الروائح القويّة أو النفّاذة من أيّ مكان؛ حيث يمكن استخدامها أثناء غسل اليدين للتخلص من روائحهما، أو في المفروشات، أو في الملابس، كما أنّه من الرائج رشّ القليل منها في الثلاجة لامتصاص الروائح الكريهة من الطعام، ويُمكن رشّها كذلك على الأحذية والجوارب للتخلّص من الروائح أيضاً، وأيضاً تُرشّ على أمشاط الشعر والفراشي لإزالة الروائح الكريهة للجلد
علاج الأمراض
في المجال الطبيّ وحقل الأمراض تُستخدم بيكربونات الصوديوم في بعض الأحيان لعلاج بعض الأمراض أو مَشاكل الجسم أو تخفيف الآلام؛ فهي تكون مُتاحةً بصور مختلفة لاستخدامها لأسباب علاجية، ويتم تناولها عبر الفم؛ حيث تكونُ مُتاحةً على هيئة مسحوق، وأقراص، ومحاليل تُخلط مع الماء، وكبسولات، وحُبيبات صغيرة؛ فهي مُفيدة في علاج مشاكل المعدة وخصوصاً الحُرقة والتخفيف من الحموضة، وذلك كونها مادّة قلوية بشكل خفيف، وعلى اعتبار أنّ بيكربونات الصوديوم من القلويّات فهي بذلك تساعد على تعزيز وتقوية جهاز المناعة في الجسم، ومُكافحة حموضة البول، وتنظيم نِسبة الحموضة في الدم.
يُمكن تناول بيكربونات الصوديوم على أربع جرعاتٍ في اليوم حسب مقدار الحاجة، ويُفضّل أن تؤخذ بعد حوالي ساعة إلى اثنتين من تناول وجبة طعام، وتناول كأس كامل من الماء معها، ولكن أيضاً لا يُستحسن أخذها عندما تكون المِعدة مُمتلئة تماماً، ويجب حلّ مساحيق بيكربونات الصوديوم فيما لا يقلّ عن 120 مليمتراً من الماء قبل شربها. لا يجب أخذ هذه المادّة للعلاج لأكثر من أسبوعين دون استشارة الطبيب، وإذا لم يكن لها أثر إيجابيّ على أعراض المريض فيجب عليه التواصل مع طبيبه أيضاً، ولهذا المُركّب عدّة أعراض جانبية مُحتملة، من أهمّها الإحساس بالعطش الشديد والغازات.
اضرار الاكثار من بيكربونات الصوديوم
على الرّغم من الفوائد العديدة لكَربونات الصوديوم، إلّا أنّه في الوقت نفسه توجد محاذير عدّة في استخدامها، ولذلك يجب استخدامها بحذر شديد؛ فعلى سبيل المثال من الضروري جداً عدمُ إعطاء هذه المادة للأطفال الذين يبلغون من العمر ست سنوات أو أقل، وإجمالاً فإن من المُستحسن أخذها بنصيحة الطبيب، للتأكّد من الحاجة إليها وليس إلى أنواع أخرى من الأدوية، كما أنّ تناولها بكثرة وبجرعاتٍ كبيرة قد يؤدّي إلى حدوث ارتفاع في ضغط الدم، وآلام في المعدة، والإصابة بالصداع، والعطش، والغثيان، والتقيؤ، وغيرها من الأعراض الأخرى، وفي مثل هذه الحالة قد يكون المريض في حالة خطرة وعليه مراجعة طبيب بصُورة فوريّة.