اخبار ليل ونهار. دراسة جديدة: هذا ما يفعله زيت الزيتون في القلب والدماغ.
الفوائد الصحية للنظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط أصبحت مشهورة، إذ ثبت أن الكثير من الخضار، والفاكهة، والأسماك، وزيت الزيتون تقوي العظام وتحسن صحة الدماغ وتقلل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، والسكري، وارتفاع الكوليسترول في الدم، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية.
وورد ذكر الزيتون في القرآن الكريم سبع مرات بألفاظ مختلفة، وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم أمته بأن يأكلوا من زيتها ويدهنوا به، وقد ثبت علميا فوائد لا حصر لها عند تناول زيت الزيتون، والدهان به.
والناس الذين يعيشون في المناطق المطلة على البحر الأبيض المتوسط على دراية جيدة بالاستخدام اليومي لزيت الزيتون.
ولكن، ماذا عن سكان الولايات المتحدة؟ ليس كثيرا، إذ أن غالبيتهم يختارون الطهي بالزبدة، والسمن، وفول الصويا، أو زيت الكانولا.
وتظهر دراسة جديدة للأمريكيين أن مجرد استبدال 5 غرامات من السمن، والزبدة، أو المايونيز، بنفس الكمية من زيت الزيتون يرتبط بنسبة 7 ٪ أقل من خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي.
أما الأشخاص الذين استخدموا كمية زيت زيتون أعلى، أي أكثر من سبع غرامات أو نصف ملعقة كبيرة في اليوم، كانوا أقل عرضة بنسبة 15 ٪ لأي نوع من أمراض القلب والأوعية الدموية و 21 ٪ أقل خطر للإصابة بأمراض الشريان التاجي. ولكن لا يبدو أن له تأثير على خطر السكتة الدماغية.
فوائد عديدة لاحصر لها لزيت الزيتون:
قال مؤلف الدراسة الدكتور فرانك هو، الذي يرأس قسم التغذية في كلية تي. اتش. تشان للصحة العامة بجامعة هارفارد: “لا تضف فقط زيت الزيتون إلى نظامك الغذائي المعتاد، فالإستبدال هو المهم هنا”.
وأضاف أن “الشيء الرئيسي هو استبدال الدهون غير الصحية بزيت الزيتون والتي يمكن أن تحسن الكوليسترول، وتقلل من المؤشرات الحيوية الالتهابية، وتحسن صحة القلب والأوعية الدموية”.
وعكست النتائج دراسة أجريت عام 2013 لأكثر من 7000 شخص، وهي واحدة من أكبر الدراسات التي أجريت على الإطلاق. ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين اتبعوا حمية البحر الأبيض المتوسط المكملة بزيت الزيتون البكر الممتاز لمدة خمس سنوات كان لديهم خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أقل بنسبة 30٪.
كما أظهروا معدل أبطأ من الانخفاض المعرفي وكانوا أكثر قدرة على التحكم في وزنهم. وهذا أمر مشجع، بالنظر إلى السعرات الحرارية العالية لزيت الزيتون أي حوالي 120 سعرة حرارية في كل ملعقة كبيرة.
ويحافظ على صحة القلب والأوعية الدموية، كما أنه يساعد على منع السكتة الدماغية والجلطات، حيث أثبتت الدراسات أن الذين يتناولون زيت الزيتون أقل عرضا للسكتة القلبية، وان تناول 2 ملعقة طعام من زيت الزيتون يوميا يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب وفقًا لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
كما ان النظام الغذائي الغني بزيت الزيتون يسهل فقدان الوزن، حيث خلص الباحثون إلى أن تناول زيت الزيتون بانتظام يتسبب في فقدان الوزن أكثر من اتباع نظام غذائي منخفض الدهون، فضلا عن أنه يساعد على زيادة معدل الحرق اليومى للشخص البدين، ولذا فهو يساعد على إذابة الترهلات المتراكمة فى الجسم خاصة السمنة الموضعية ومنطقة البطن.
ولزيت الزيتون دور فعال فى الحماية من أمراض الشيخوخة والوقاية من مرض ألزهايمر، حيث إنه يعمل على تقوية الذاكرة والحفاظ على نشاطها.
ويساعد على تنظيم حركة المعدة والأمعاء وحماية المعدة من الاضطرابات مثل الإمساك.
يعتبر زيت الزيتون منظف طبيعى وقوى للكبد، حيث إنه يعمل على طرد السموم والبكتريا وتنظيف الدم والكبد.
تعتبر الأكسدة الناتجة عن الجزيئات الضارة التي تسمى الجذور الحرة أحد العوامل المحتملة في المساهمة في الإصابة بالسرطان، ولكن يحتوي زيت الزيتون البكر الممتاز على نسبة عالية من مضادات الأكسدة التي تقلل من نسبة التأكسد. بالإضافة إلى ذلك، يعد حمض الأوليك oleic acid الذي نجده في زيت الزيتون من أبرز المكونات المقاومة للأكسدة وقد ثبت أن له تأثيرا مهما على الجينات المسببة للسرطان.
كما أقرت العديد من الدراسات المجهرية بأن المركبات الموجودة في زيت الزيتون يمكن أن تساعد في مكافحة السرطان على المستوى الجزيئي.
كما يعتبر زيت الزيتون مزيل للألم حيث يحتوى زيت الزيتون البكر الممتاز على مركب يعطل مسارات الألم مثل مسكن الآلام الإيبوبروفين.
يعمل على ترطيب الجلد وحماية البشرة من أشعة الشمس الضارة، كما أنه يحارب علامات الشيخوخة نظرا لاحتوائه على فيتامينات ومواد مضادة للأكسدة، كما أنه مرطب قوى للتشققات والشفاه، كما يقوم بتفتيح ونضارة البشرة والتخلص من البقع الداكنة، بالاضافة الى انه له دور فعال فى إزالة الجلد الميت وتجديد البشرة وتقوية الأظافر وحمايتها من التقصف والضعف.
الطبخ بزيت الزيتون
أما الشائعات التي تشير إلى أن احتراق زيت الزيتون يتسبب بإطلاق مركبات ضارة فقد تم دحضها بواسطة دراسة أسترالية عام 2018 وجدت أن “EVOO” أي زيت الزيتون البكر الممتاز كان في الواقع أكثر استقراراً كيميائياً عند درجات حرارة عالية من زيوت الطهي الشائعة الأخرى.
ويُنتج زيت الزيتون البكر الممتاز (ولكن ليس زيت الزيتون العادي) أدنى مستويات الدهون غير المشبعة وغيرها من المنتجات الثانوية التي قد تكون ضارة عند تسخينها إلى درجات حرارة أعلى من تلك المستخدمة عادة في القلي. واحتل زيت جوز الهند المركز الثاني.
ووجدت الدراسة أن زيت الكانولا، المفضل أمريكيا، كان الأكثر من ناحية عدم الاستقرار، حيث أنتج أكثر من ضعف عدد المركبات الضارة من زيت الزيتون البكر وفوق “الحدود المسموح بها للاستهلاك البشري”.
وقال هو: “نحن نتحدث عن تغييرات معتدلة في سلوكيات الأكل”، مضيفاً: “بدلاً من استخدام الزبدة في الخبز، قم بتغميسها في زيت الزيتون. وبدلاً من استخدام صلصة السلطة التي تشتريها من المتجر، استخدم زيت الزيتون والخل بدلاً من ذلك”.
وأوضح أن “هذه التغييرات الصغيرة يمكن أن يكون لها فوائد صحية كبيرة على المدى الطويل”.
اشهر أنواع زيت الزيتون:
يُصنع زيت الزيتون عن طريق السحق والضغط على ثمار الزيتون، ولذلك فإنّ له عدة درجات أو نخب، وذلك بناءً على درجة تصنيعه، ويمكن القول إنّه كلما قلّ تعرّض الزيت للحرارة والمواد الكيميائية كانت جودته أفضل، ومن أهمّ أنواع زيت الزيتون نذكر ما يأتي:
•زيت الزيتون البكر الممتاز: (بالإنجليزية: Extra virgin)؛ ويُعدّ أكثر أنواع الزيت جودةً، ويُستخرج من العصرة الأولى لثمار الزيتون، كما أنّه يُستخلص باستخدام الطرق التقليدية التي تستعمل الضغط البارد، دون استخدام أيّة مواد كيميائية، والقليل من الحرارة.
•زيت الزيتون البكر: ويُستخرج من العصرة الثانية لثمار الزيتون ذات النخبة الثانية، دون استخدام أيّة مواد كيميائية، والقليل من الحرارة.