تحية الإسلام هى (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) هذا أكملها، وأقلها: (السلام عليكم). وقد شرع الله ورسوله الكريم، صلى الله عليه وسلم، لنا تحية تميزنا عن غيرنا، ورتب على فعلها الثواب، وجعلها حقا من حقوق المسلم على أخيه.
فتحولت هذه التحية من عادة من العادات المجردة إلى عمل يفعله العبد تقربا إلى الله تعالى، واستجابة لأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، فلا يصح أن تبدل هذه التحية العظيمة بعبارات أخرى لا تؤدي ما تؤديه تحية الإسلام المباركة، مثل: صباح الخير، أو مساء الخير، أو مرحبا، أو غير ذلك، مما قد يستعمله بعض الناس جهلا أو إعراضا.
حكم السلام ورده
السلام سنة مؤكدة ورده واجب عينا، إذا قصد به شخص واحد، وعلى الكفاية إن قصد به جماعة، فإن رد جميعهم فهو أفضل.
بعض المسلمين يَقتصر على قوله: “السلام عليكم”، ولكي يحصل المسلم على أجرٍ أكبرَ فعليه إكمال السلام بقوله: “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته”؛ فقد روى الترمذي أنَّ رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم، قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((عشرٌ))، وجاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عشرون))، ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثون))؛ والحديث صحَّحه الألباني.
الكثير لا يُلقي السلام إلا على من يعرفه، وهذا مخالف لهدْي الرسول صلى الله عليه وسلم، فالسنَّة أن تلقي السلام على من عرفت وعلى من لم تعرف؛ فعن عبدالله بن عمرو رضي الله تعالى عنه قال: إن رجلاً سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم: أيُّ الإسلامِ خيرٌ؟ قال: ((تُطعِمُ الطعامَ، وتَقرَأُ السلامَ على من عَرَفتَ وعلى من لم تَعرِفْ))؛ رواه البخاري، فمَن ذهب ليشتري شيئًا فليُلقِ السلامَ كاملاً على البائع، وعلى مَن يراه، وفي الطرقات، وفي أروِقَة العمل، وعلى أهل البيت عند الدخول للبيت، وعلى المارة في وسائل المواصَلات، والمسلم الذي يُسارع لاكتساب الأجر يتحيَّن الفرصة لإلقاء السلام.
قد يَحدث أمور تعكِّر صفْوَ العلاقة بين المسلمين، والمسلم يُسارع إلى العفو، ويسارع إلى تعزيز أواصر العلاقة وإزالة كل شائبة؛ ابتغاءً لمرضاة الله تعالى، فالخير كل الخير فيمن يسعى للبدء بالسلام؛ فعن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يحلُّ لمسلمٍ أن يهجرَ أخاه فوقَ ثلاثةِ أيامٍ، يلتقيان فيُعْرِضُ هذا ويُعْرِضُ هذا، وخيرُهما الذي يبدأُ بالسلامِ))؛ رواه أبو داود وصحَّحه الألباني.