اخبار ليل ونهار. فتاوى الاغتسال من الجنابة. مجموعة من اشهر فتاوى الاغتسال المتداولة:
السؤال: رغم أنني كنت محيطا بطريقة غسل الجنابة؛ إلا أنني كنت أغتسل بطريقة عادية يعني بدون الوضوء يعني أفيض الماء عن سائر جسدي وأتبعه بالصابون مع غسل مكان الجنابة فما حكم الغسل هنا، وما حكم صوم يوم رمضان، وهل يصح الصلاة بعد هذا الغسل مباشرة دون وضوء؟ جزاكم الله ألف خير.
الإجابــة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فغسلك مجزئ إذا كنت تعمم الماء على سائر جسدك بنية رفع الجنابة ولو لم تتوضأ لأن الوضوء مستحب في غسل الجنابة وليس بشرط في صحته، لكن ما فعلته خلاف الأفضل لمخالفته هدي النبي صلى الله عليه وسلم في صفة غسل الجنابة، قال ابن قدامة في المغني: قال ابن عبد البر: المغتسل من الجنابة إذا لم يتوضأ وعم جميع جسده، فقد أدى ما عليه، لأن الله تعالى إنما افترض على الجنب الغسل من الجنابة، دون الوضوء بقوله: وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ. وهو إجماع لا خلاف فيه بين العلماء، إلا أنهم أجمعوا على استحباب الوضوء قبل الغسل، تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأنه أعون على الغسل، وأهذب فيه. انتهى.
ويجزئك هذا الغسل عن الوضوء وتصح الصلاة بعده مباشرة، إذا لم يصدر منك أثناء الغسل ما يبطل الوضوء كمس الذكر، أو حصول بعض ما ينقض الوضوء، وهذا ممكن إذا قمت بغسل الذكر قبل الشروع في الغسل، ثم أمسكت عن لمسه حتى يكتمل غسلك.
أما صومك فلا علاقة له بغسل الجنابة فهو صحيح ولو لم تغتسل من الجنابة إذا لم يصدر منك ما يبطله.
السؤال: أريد أن أعرف كيفية الاغتسال، بعد ممارسة العادة السرية.
الإجابة: الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ: فإنَّ استدعاء المني واستخراجه بغير الاتِّصال المشْروع بالزَّوجة، بأي وسيلةٍ أو طريقةٍ كانت – هو من الاستِمْناء المحرَّم شرعًا، سواءٌ باليد مُباشرة، أو بوضْع الذَّكر بين الفخِذين، أو الانبِطاح، أو حكِّ الذَّكر بشيء، أو استخدام دُمًا، أو غيرها من الوسائل المؤدِّية إلى نزول المنيّ واستحضاره؛ لقوْل الله – تعالى -: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ العَادُونَ}[المؤمنون: 5 – 7 ]. والواجب على من فعل ذلك: أن يبادر إلى التوبةِ الصادقةِ، والعزمِ على عدمِ العودةِ إلى مثل هذا الأمر، مع الإكثار من الاستغفار، والعملِ الصالح، كما يجب عليه الاغتسالُ إذا أَخْرَجَ المني.
أما كيفية الغسل: فهي تعميم جميع البدن بالماء الطهور، مع نية الغسل، هذا هو القدر المجزِئ منه، وأكمله ما كان على الصفة التي وردت عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقد فصل ابن قدامة كيفية الغسل في “المغني”؛ حيث ذكر أن لغسل الجنابة صفتين: صفة إجزاء؛ أي: تُجزِئ الشخص وتكفيه، ولكنها ليست الأكمل، وصفة كمال؛ أي: على الوجه الأكمل، كما كان يفعله النبي – صلى الله عليه وسلم – ثم بدأ يفصل الكلام في صفة غسل الكمال. فقال: “الغسل الكامل يأتي فيه بعشرة أشياء: النية، والتسمية، وغسل يديه ثلاثًا، وغسل ما به من أذى، والوضوء، ويحثي؛ أي: يصب الماء على رأسه ثلاثًا، يَرْوِي بها أصول الشعر، ويُفِيض الماء على سائر جسده، ويبدأ بشقه الأيمن، ويدلك بدنه بيده، وينتقل من موضع غسله؛ فيغسل قدميه، ويستحب أن يخلل أصول شعر رأسه ولحيته بماء قبل إفاضته عليه؛ قال أحمد: الغسل من الجنابة على حديث عائشة، وهو ما روي عنها، قالت: «كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا اغتسل من الجنابة، غسل يديه ثلاثًا، وتوضأ وضوءه للصلاة، ثم يخلل شعره بيده، حتى إذا ظن أنه قد أروى بشرته، أفاض عليه الماء ثلاث مرات، ثم غسل سائر جسده». متفق عليه.اهـ كلام ابن قدامة.
وفي “الصحيحين” من حديث ابن عباس، عن خالته ميمونة – رضي الله عنهما – قالت: «أدنيتُ لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – غسله من الجنابة، فغسل كفيه مرتين، أو ثلاثًا، ثم أدخل يده في الإناء، ثم أفرغ به على فرجه وغسل بشماله، ثم ضرب بشماله الأرض فدَلَكَها دلكًا شديدًا، ثم توضأ وضوءه للصلاة، ثم أفرغ على رأسه ثلاث حفنات ملء كفه، ثم غسل سائر جسده، ثم تنحى عن مقامه ذلك، فغسل رجليه، ثم أتيتُه بالمنديل فردَّه».. والله أعلم.
السؤال: إنني في حيرة من أمري بسبب الغسل من الجنابة، بعضهم قال لي: سكب الماء على الرأس ثلاث مرات ثم النصف الأيمن للجسم ثـم النصف الأيسر ثلاثاً ثلاثاً ثم الوضوء هذا فقط يكفي.
الإجابــة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن للغسل من الجنابة صفتين:
أـ صفة للغسل الواجب الذي من أتى به أجزأه، وارتفع حدثه، وهو ما جمع شيئين: الأول: النية، وهي أن يغتسل بنية رفع الحدث، والثاني: تعميم الجسد بالماء.
ب ـ صفة الغسل الكامل وهو: ما جمع بين الواجب والمستحب، ووصفه كالآتي:
يغسل كفيه قبل إدخالهما في الإناء ثم يفرغ بيمينه على شماله فيغسل فرجه، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة كاملاً أو يؤخر غسل الرجلين إلى آخر الغسل، ثم يفرق شعر رأسه فيفيض ثلاث حثيات من ماء، حتى يروى كله، ثم يفيض الماء على شقه الأيمن، ثم يفيض الماء على شقه الأيسر، هذا هو الغسل الأكمل والأفضل، ودليله ما في الصحيحين من حديث ابن عباس عن خالته ميمونة ـ رضي الله عنهما ـ قالت: أدنيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم غسله من الجنابة، فغسل كفيه مرتين أو ثلاثاً، ثم أدخل يده في الإناء، ثم أفرغ به على فرجه وغسل بشماله، ثم ضرب بشماله الأرض فدلكها دلكاً شديداً، ثم توضأ وضوءه للصلاة، ثم أفرغ على رأسه ثلاث حفنات ملء كفه، ثم غسل سائر جسده، ثم تنحى عن مقامه ذلك فغسل رجليه، ثم أتيته بالمنديل فرده.
ومن اقتصر على الصفة الأولى: من النية وتعميم الجسد بالماء أجزأه ذلك ولو لم يتوضأ، لدخول الوضوء في الغسل، وهذا الغسل للرجل والمرأة، إلا أن المرأة لا يجب عليها أن تنقض ضفيرتها إن وصل الماء إلى أصل الشعر، وبأحد هذين الاغتسالين يكون الرجل أو المرأة قد تطهر من الجنابة، وكذلك تطهر المرأة من الحيض والنفاس.
السؤال: ما هي طريقة الاغتسال الصحيح؟ وما هي موجبات الاغتسال؟.
الإجابــة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه، أما بعد:
فإن الغسل يختلف عن الوضوء في حكمه وموجباته، وفي صفته وكيفيته، والغسل نوعان: كامل ومجزئ
فالكامل: أن ينوي ثم يسمي ثم يغسل يديه ثلاثاً، ثم يغسل ما أصابه الأذى، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة، ثم يحثي على رأسه ثلاث حثيات، يروي بها أصول شعره، ثم يفيض الماء على بقية جسده، يبدأ بشقه الأيمن ثم الأيسر ويدلك بدنه، مع الاعتناء بإيصال الماء إلى جميع بدنه وشعره، والأصل في ذلك ما في الصحيحين عن عائشة ـ رضى الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اغتسل من الجنابة يبدأ فيغسل يديه ثم يفرغ بيمينه على شماله فيغسل فرجه ثم يتوضأ وضوءه للصلاة، ثم يأخذ الماء ويدخل أصابعه في أصول الشعر حتى إذا رأى أن قد استبرأ، حفن على رأسه ثلاث حفنات ثم أفاض على سائر جسده ثم غسل رجليه.
وفي رواية لهما: ثم يخلل بيديه شعره حتى إذا ظن أنه قد أروى بشرته أفاض عليه الماء ثلاث مرات.
ولما في الصحيحين أيضا عن ميمونة ـ رضي الله عنها ـ قالت: وضعت للنبي صلى الله عليه وسلم ماء يغتسل به، فأفرغ على يديه فغسلهما مرتين أو ثلاثاً، ثم أفرغ بيمينه على شماله فغسل مذاكيره ثم دلك يده بالأرض ثم مضمض واستنشق ثم غسل وجهه ويديه ثم غسل رأسه ثلاثًا ثم أفرغ على جسده ثم تنحى عن مقامه ذلك فغسل قدميه.
وأما الغسل المجزئ : فهو أن يزيل ما به من نجاسة وينوي ويسمي ثم يعم بدنه بالغسل حتى فمه وأنفه وظاهر شعره وباطنه، والغسل إما واجب وإما مستحب، وموجبات الغسل ستة: أحدها: خروج المني بلذة من غير نائم فإن كان من نائم فلا يشترط وجود اللذة، وهو ما يسمى بالاحتلام.
الثاني: تغييب حشفة في فرج، وهو المعروف بالتقاء الختانين ـ الجماع ـ لحدي: إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل. متفق عليه.
زاد أحمد ومسلم: وإن لم ينزل.
الثالث: إسلام الكافر.
الرابع: خروج دم الحيض، وهو دم أسود منتن يرخيه رحم المرأة، ويخرج من القبل حال الصحة، وانقطاعه شرط لصحة الغسل له.
الخامس: خروج دم النفاس، وهو الدم الخارج من قبل المرأة بسبب الولادة، والغسل في كل ماسبق يغني عن الوضوء، لأن الحدث الأصغر يدخل في الحدث الأكبر، ولا عكس، فلا يجزيء الوضوء عن الغسل في أي منها. السادس: الموت، غير شهيد المعركة والمقتول ظلما فلا يغسّل.
وأما الأغسال المستحبة فكثيرة، منها:
1ـ غسل الجمعة، وقيل بوجوبه، والأحوط المحافظة عليه.
2ـ الغسل للإحرام بالعمرة أو الحج.
3ـ غسل العيدين.
4ـ غسل من غسل ميتا. وغير ذلك.
السؤال: أنا فتاة أبلغ من العمر 14 عاما، أريد أن أستفسر عن حالتي: كنت أمارس العادة السرية منذ سنتين وتخليت عنها ـ والحمدلله ـ منذ فترة، ولم أكن أعرف أن ما يخرج من إفرازات بعدها، أو عند الاستيقاظ من النوم يوجب الغسل، بل عرفت ذلك من موقعكم هذا، وأريد أن أعرف هل كل صلواتي السابقة غير مقبولة؟ وماذا يجب علي من كفارة ونحوها؟ وكذلك الأمر بالنسبة للاحتلام فلم أكن أعرف ما هو الاحتلام؟ وحتى الآن لا أفهم معنى الاحتلام وما يترتب عليه ولا كيف يحدث؟، فكيف أعرف أنني احتلمت؟.
الإجابــة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالغسل لا يجب بمجرد الاحتلام ولا ممارسة العادة السرية، وإنما يجب بتحقق خروج المني.
وإذا تبين هذا، فإن تحققت من خروج المني الموجب للغسل فعليك أن تغتسلي، ولا تصح صلاتك بغير ذلك، وإن شككت في الخارج هل هو مني أو غيره؟ فإنك تتخيرين فتجعلين له حكم ما شئت على ما نفتي به.
والاحتلام أن يرى الشخص في منامه أنه يجامع ونحو ذلك، وليس ذلك مما يحصل لكل أحد، فننصحك أن تدعي عنك الوساوس، ولا يلزمك الغسل إلا إذا تيقنت يقينا جازما أنه خرج منك ما يوجبه.
ونعود فنذكر بخطورة الوساوس وضرورة تجاهلها وعدم الاسترسال معها.
السؤال: رجل جامع أهله ثم توضأ قبل النوم، فهل بعد الاستيقاظ من النوم يتوضأ ثم يغتسل؟ أم يبدأ في الغسل؟.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيستحب للجنب إذا أراد أن يأكل أو يشرب أو ينام أن يتوضأ، ففي صحيح مسلم عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان جنبا فأراد أن يأكل أو ينام توضأ وضوءه للصلاة.
وقال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى: الجنب يستحب له الوضوء إذا أراد أن يأكل أو يشرب أو ينام أو يعاود الوطء. انتهى.
ومن نام على جنابة ثم استيقظ وأراد الاغتسال, فيستحب له الوضوء قبل غسل الجنابة, بقطع النظر عن كونه توضأ قبل النوم أم لا، ولو شرع في الغسل مباشرة, وترك الوضوء, فغسله صحيح, لأن الوضوء قبل الغسل مستحب فقط, جاء في المغني لابن قدامة: إلا أنهم أجمعوا على استحباب الوضوء قبل الغسل، تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأنه أعون على الغسل، وأهذب فيه. انتهى.
والله تعالى أعلى وأعلم.