علاج القلق والتوتر, علاج القلق النفسي بالقرآن, علاج القلق المزمن, علاج القلق العام
اخبار ليل ونهار. علاج القلق والتوتر وكثرة التفكير
يشعر الانسان بالقلق او التوتر او الفزع، من حين الى اخر، كما ينشغل الانسان اوقات كثيرة بكثرة التفكير، كل انسان ينتابه مثل هذا الشعور بين الحين والاخر. وفي الحقيقة، فان نوبة من القلق، بدرجة معينة، يمكن ان تكون مفيدة. فالاحساس بالقلق قد يساعد المرء على رد الفعل والتصرف بصورة صحيحة عند التعرض الى خطر حقيقي، كما يمكن ان يحفزه على التفوق في مكان عمله او في منزله.
اما اذا كان الاحساس بالقلق يتكرر في احيان متقاربة، وبصورة حادة، دون اي سبب حقيقي، الى درجة انه يعيق مجرى الحياة اليومي الطبيعي فالمرجح ان هذا الانسان يعاني من اضطراب القلق المتعمم (Generalized anxiety disorder). هذا الاضطراب يسبب القلق الزائد وغير الواقعي وشعورا بالخوف والقلق يفوق ما يمكن اعتباره رد فعل طبيعيا على حالة معينة.
ان الحياة في ظل الشعور بالقلق قد تصبح صعبة للغاية، لكن هنالك وسائل تساعد في علاج القلق. هناك علاج دوائي وعلاج نفسي للقلق يمكنهما ان يساعدا وان يخففا من اعراض القلق، كما يمكن للشخص الذي يعاني من القلق اكتساب مهارات مختلفة لتخفيف اعراض القلق ومواجهة مشكلة القلق والعودة الى ممارسة حياته بشكل طبيعي.
اعراض القلق
تختلف اعراض القلق من حالة الى اخرى، سواء من حيث نوعية الاعراض المختلفة او من حيث حدتها.
وتشمل اعراض القلق:
الصداع
العصبية او التوتر
الشعور بغصة في الحلق
صعوبة في التركيز
التعب
الاهتياج وقلة الصبر
الارتباك
الاحساس بتوتر العضلات
الارق (صعوبة الخلود الى النوم و/او مشاكل في النوم)
فرط التعرق
ضيق النفـس
الام في البطن
الاسهال.
أسباب القلق والتوتر
ليس واضحاً السبب الرئيسي وراء الشعور بالقلق والتوتر كما الحال في معظم الاضطرابات النفسية التي تحدث للإنسان، ويعتقد الباحثون بأن مواد كيميائية طبيعية في الدماغ تسمى الناقلات العصبية لها الدور الرئيسي في حصول اضطرابات القلق والتوتر، ويمكن افتراض أن اضطراب القلق والتوتر سببه عمليات بيولوجية تحصل في الجسم، عوامل وراثية، عوامل بيئية محيطة بالشخص ونمط الحياة التي يعيشها؛ تشكل اضطرابات القلق والتوتر واحداً من الأنواع الأكثر انتشاراً، ويوجد بعض الدراسات التي تشير إلى أن نسبة الإصابة بالقلق والتوتر هي أعلي عند النساء بالمقارنة مع نسبة الرجال الذين يعانون من نفس الاضطراب؛ ويوجد بعض العوامل التي قد تكون سبباً في خطر الإصابة باضطراب القلق والتوتر وهي:
• الطفولة القاسية التي عاشها الشخص، والصعوبات التي واجهها في طفولته، والذين يكونون شهوداً على أحداث صادمة هم الأكثر عرضة للإصابة باضطرابات القلق والتوتر.
• المرض يسبب الإصابة بالقلق والتوتر وخصوصاً الذين يصابون بأمراض خطيرة ومزمنة، هؤلاء يصابون بنوبة من القلق والتوتر والتخوف من المستقبل وما يحمله، والعلاجات والحالة الإقتصادية قد تشكل عبئاً نفسياً ثقيلاً.
• الضغوطات من الأمور التي تكون متوترة ومقلقة في الحياة، مثل التعرض لإصابة والتوقف عن العمل يؤدي إلى خسارة في الأجر وتدني الدخل وهذا يولد اضطرابات القلق والتوتر.
• الشخصية أيضاً لها دور في اضطرابات القلق والتوتر فالأشخاص الذين يتمتعون بمزايا معينة في شخصيتاهم يكونوا معرضين أكثر للإصابة باضطرابات القلق والتوتر أكثر من غيرهم.
• العوامل الوراثية تكون مؤثرة في خلق اضطرابات التوتر والقلق وتشير بعض الدراسات إلى وجود مصدر وراثي لاضطرابات القلق والتوتر وينتقل وراثياً إلى الأجيال المتتالية.
مضاعفات القلق والتوتر
إن علاج اضطرابات القلق والتوتر إن لم يكن سريعاً ومُجدياً يؤدي ذلك إلى حدوث مضاعفات أكثر من مجرد الشعور بالقلق، وقد تحدث أمراض خطيرة أو التصرف بتصرفات خاطئة قد تكلف الشخص كل حياته مثلاً، اللجوء لاستعمال مواد مسببة للإدمان، الشعور بالاكتئاب، اضطرابات هضمية ومعوية، والصداع والكثير من الأمور التي لا يُحمد عقباها.
تشخيص القلق والتوتر
يوجد بعض المعايير التي يتم من خلالها تشخيص إصابة شخص ما باضطرابات القلق والتوتر وهي:
• شعور الشخص بحالة حادة من الخوف والقلق الشديد بدون وجود أسباب واضحة، ويكون القلق والتوتر والخوف يرافقه على مدار أشهر طويلة.
• عدم وجود قدرة لدي الشخص بمواجهة الشعور بالقلق والتوتر، أو مقاومتها فيكون القلق مسيطراً عليه تماماً.
• الشعور بالقلق يصحبه عدد من الأعراض كالعصبية، الانفعال الشديد، صعوبة التركيز، توتر العضلات وانشدادها واضطرابات في النوم.
• لا تسير حياة الشخص بطريقة طبيعية نتيجة الشعور بالقلق والتوتر وهذا يجعل الشخص يعيش بضائقة حادة تجعل حياته تنقلب رأساً على عقب.
• الشعور بالقلق دون ان يكون مرتبط بحدث معين، أو يكون بدون سبب.
علاج القلق والتوتر
يوجد طريقتان للعلاج، إحداهما علاج دوائي والآخر علاج نفسي، ويتم إما كل علاج على حدى أو الاثنين معاً، ويكون العلاج الدوائي عن طريق تناول أدوية مضادة للقلق وهي مواد مهدئة، تخفف من حدة الشعور بالقلق في وقتٍ قصير، ولكن هذه الأدوية قد تسبب الإدمان إذا تواصل الشخص تناولها لفترة طويلة؛ هناك أيضاً أدوية مضادة للاكتئاب وهذه الأدوية يتلخص دورها في التأثير على عمل الناقلات العصبية التي لها دور هام في نشوء اضطرابات القلق والتوتر، ولا يجب أن يتم أخذ أي نوع من الدواء إلّا بعد مراجعة طبيب مختص. أما العلاج النفسي فيكون عن طريق طلب الدعم النفسي من متخصصين في مجال الصحة النفسية وذلك بزيارتهم وأخذت كورسات العلاج المناسبة التي سيوصون بها.
العلاج بالقرآن الكريم والصلاة والدعاء
من أفضل طرق العلاج التي لا يعرف أهميتها إلّا من قام بتجربتها، هو علاج القلق والتوتر بالقرآن الكريم والصلاة والدعاء، وكما هو معروف أن القلق وكثرة التفكير يكون غالبا بسبب الخوف من المستقبل ومن أشياء مجهولة وكثيرا مايكون بدون أي سبب، هذه المخاوف لا تكون إلّا من وسوسة الشيطان، لذلك ذكر الله سيكون الحل، كما قال تعالى في كتابه العزيز ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ). سورة الرعد 28.
ولا يُطرد الشيطان إلّا بذكر الله، فالإنسان الضعيف هو الذي يستسلم للخوف من المستقبل ولا يعلم أن كل شيء بيد الله، هو الذي يرزق ويعطي، فالشيطان يجعل هذا الشخص في قلق دائم وتوتر إلى أن يضطر أن يحاول إيجاد وسيلة للتخلص من هذا القلق والتوتر ويجد نفسه يسير في طريق المخدرات والإدمان، وهذا ما يهدف إليه الشيطان أن يُبعدنا عن الله بالوسوسة وجعلنا لا نثق بربنا، لذلك لا بُدّ أن نقهر ذلك الشيطان بالتقرب لله والرضا بالقضاء والقدر وعدم القلق من أي أمر من أمور الدنيا فالله يُحسن تدبير كل شيء لنا، ويعطينا دون حساب فلا شيء يستدعي القلق ما دُمنا مع الله جل جلاله.
فالانسان المسلم يحتاج لزيادة إيمانه وثقته بربه تعالى وكثرة دعائه وصلاته، فإذا فعل ذلك كان القلق أبعد ما يكون عنه، وانشراح الصدر والقلب بالطاعات له أعظم الأثر على النفس في طردها لكثير من الأمراض النفسية.
قال ابن القيم رحمه الله: إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده تحمّل الله عنه سبحانه حوائجه كلها، وحمل عنه كلّ ما أهمّه، وفرّغ قلبه لمحبته، ولسانه لذكره، وجوارحه لطاعته، وإن أصبح وأمسى والدنيا همه حمّله الله همومها وغمومها وأنكادها ووكَلَه إلى نفسه، فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق، ولسانه عن ذكره بذكرهم، وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم، فهو يكدح كدح الوحوش في خدمة غيره.. فكلّ من أعرض عن عبودية الله وطاعته ومحبته بُلِيَ بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته. قال تعالى: ( ومن يعْشُ عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين ). سورة الزخرف 36.
علاج القلق الدوائي
تتوفر انواع شتى من علاج القلق الدوائي الهادفة الى التخفيف من اعراض القلق الجانبية التي ترافق اضطراب القلق المتعمم، ومن بينها:
ادوية مضادة للقلق: البنزوديازيبينات (Benzodiazepines) هي مواد مهدئة تتمتع بافضلية تتمثل في انها تخفف من حدة الشعور بالقلق في غضون 30 – 90 دقيقة. اما نقيصتها فتتمثل في انها قد تسبب الادمان في حال تناولها لفترة تزيد عن بضعة اسابيع.
ادوية مضادة للاكتئاب: هذه الادوية تؤثر على عمل الناقلات العصبية (Neurotransmitter) التي من المعروف ان لها دورا هاما في نشوء وتطور اضطرابات القلق. وتشمل قائمة الادوية المستخدمة لمعالجة اضطراب القلق المتعمم، من بين ما تشمله: بروزاك – Prozac (فلوكسيتين – Fluoxetine) وغيره.