علاج السحر والحسد ميسور -بإذن الله تعالى- بالأسباب المباحة، ومن أهمها: التوكل على الله، والمحافظة على الأذكار المسنونة، والرُّقى المشروعة، والإلحاح في الدعاء، مع حسن الظن بالله، والبعد عن الشعوذة والخرافات والسحرة.
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الاسترقاء بـ قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، وقال: (لم يتعوذ الناس بمثلهن). رواه مسلم
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذ اشتكى قرأ على نفسه المعوذتين ونفث. متفق عليه. والنفث: النفخ.
وتعوذ النبي صلى الله عليه وسلم بالمعوذتين لما سحره اليهود.
وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال لمن رقى بالفاتحة: (وما يدريك أنها رقية). رواه البخاري
الرقية الشرعية لعلاج السحر والحسد وابطال الاعمال سواء تم العثور عليها او حتى بدون العثور عليها واتلافها:
قراءة فاتحة الكتاب وآية الكرسي، وآخر آيتين من سورة البقرة، وقل يا أيها الكافرون، قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، مع آيات السحر التي جاءت في سورة الأعراف وسورة يونس وسورة طه.
آيات السحر التي جاءت في سورة الأعراف وسورة يونس وسورة طه:
في سورة الأعراف قوله سبحانه: وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ.
وفي سورة يونس يقول سبحانه: وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ.
وفي سورة طه يقول سبحانه: قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى.
الطريقة الصحيحة لابطال الاعمال والسحر بدون اللجوء الى السحرة
طرق الرقية وعلاج السحر والعين:
اولا: قراءة السور والايات المذكورة والنفخ بها في اليدين ومسح الوجه وما يمكن من الجسد، وهذا الامر من باب الوقاية والتحصين والعلاج، ويمكن الاكتفاء بهذه الطريقة.
ثانيا: يمكن قراءة هذه السور والايات على الماء، ثم يرش هذا الماء على الشخص او يمسح به يديه ووجهه وما استطاع من جسده، ويمكن شرب منه بعض الشيء، ويمكن رش البيت او المكان بهذا الماء باستخدام بخاخة، ويزول السحر بإذن الله ويبطل.
والأفضل للمسلم أن يرقي نفسه بنفسه ويرقى اهله بنفسه بدون اللجوء الى اي شخص اخر.
والخلاصة أن الاسترقاء من السحر وكذا من العين ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله وفعله، فيمكنك أن تقرأ في الماء بالفاتحة والإخلاص والمعوذتين وتنفث فيه بها، لأن هذه السور ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم تخصيصها بالقراءة في الرقية.
وننبه إلى أنّه لا ينبغي التَّسرُّع والمبالغة في نسبة ما يَعْرِض للإنسان من المشكلات إلى تأثير السحر والحسد ونحوه، وإنما ينبغي النظر في الأسباب الظاهرة للمشكلات، والسعي في علاجها بالوسائل المشروعة، وعدم الاستسلام للشكوك والأوهام.
حكم اللجوء الى السحرة والدجالين:
يحرم إتيان السحرة والعرافين وسؤالهم، ومن سأل عرافا ولم يصدقه لم تقبل صلاته أربعين ليلة، فإن صدقه فقد كفر.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما).
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم).