كنز في عيادة طبيب الغلابة

اخبار ليل ونهار . العثور على كنز في عيادة طبيب الغلابة. عاش الدكتور محمد مشالي حياة بسيطة للغاية، وكانت عيادته متواضعة ولم يمتلك سيارة أو هاتفا محمولا، ولكن المفاجأة المذهلة هي الكنز الثمين الذي تركه الدكتور محمد مشالي، وبرغم المظهر البسيط الذي يبدو عليه الدكتور محمد مشالي، وبرغم الملابس البسيطة التي كان يرتديها، وبرغم العيادة المتواضعة التي ظل يعمل بها طوال سنوات طويلة، الا انه بعد وفاته، كانت المفاجأة المذهلة، حيث تم اكتشاف امتلاك الدكتور محمد مشالي لكنزا ثمينا، كنزا اصاب الجميع بالانبهار والذهول.

انا مش عايز عربية 10 متر، ولا عايز بدلة بمليون جنيه، انا مش محتاج الكلام ده كله، أنا زاهد، انا اي حاجة بتكفيني، سندويتش فول وسندويتش طعمية بيكفيني.. ومكسبي هو تربية ولادي ودعوة المرضى.

العثور على كنز في عيادة طبيب الغلابة الدكتور محمد مشالي
العثور على كنز في عيادة طبيب الغلابة الدكتور محمد مشالي

 

انا مش هتنقل من هذه العيادة الى ان يتوفاني الله تعالى.

الناس غلابة وانا نشأت فقير، والدي الله يرحمه، وصاني بالفقراء خيرا.

رفض الرجل عروضا كثيرة بالمساعدات من منظمات خيرية وأثرياء، للانتقال إلى عيادة أحسن حالا، وحين قبل بعض تلك المساعدات، في مرات نادرة، تبرع بها للفقراء واشترى أجهزة طبية لإجراء الفحوصات الأولية الضرورية لمرضاه.

توفي الطبيب محمد مشالي، الشهير في مصر بـ “طبيب الغلابة” عن عمر يقترب من الثمانين عاما.

ولد محمد عبدالغفار مشالي في قرية “ظهر التمساح”، بمركز إيتاي البارود، بمحافظة البحيرة، في دلتا مصر عام 1944.

وانتقل مع أسرته، للإقامة بمدينة طنطا بمحافظة الغربية.

التحق مشالي بكلية الطب بجامعة القاهرة، وتخرج منها، متخصصا في الأمراض الباطنية والحميات والأطفال.

وعمل في بداية حياتة في الريف، متنقلا بين الوحدات الصحية التابعة لوزارة الصحة، وافتتح عيادته الخاصة بمدينة طنطا عام 1975.

كرس الطبيب محمد مشالي حياته لعلاج الفقراء والبسطاء، على مدى أكثر من نصف قرن، بعد ان تخلى عنهم الرؤساء والمسئولين، الذين نهبوا خيرات البلاد، واذقوا العباد، ويلات العذاب.

ظل الدكتور محمد مشالي طيلة عقود يتقاضى أجرا زهيدا مقابل علاج زبائنه، وهو خمسة جنيهات مصرية فقط، وزاد أخيرا ليصل إلى عشرة جنيهات، أي أكثر قليلا من نصف دولار، بينما يتقاضى غيره مئات الجنيهات.

لكن في حالات كثيرة كان طبيب الفقراء يرفض أن يتقاضى أي أجر، بل يدفع من جيبه الخاص للمرضى لشراء الدواء.

تعددت الروايات حول سبب تكريس الدكتور محمد مشالي حياته لعلاج الفقراء، ومن أبرزها أن ذلك جاء تنفيذا لوصية والده، بينما قالت رواية أخرى إن ما دفعه لذلك وفاة طفل بين يديه، بسب عجز أسرته عن شراء الدواء.

لقد ترك الدكتور محمد مشالي، كنزا ثمينا، كنزا لايمكن شراؤه باموال الدنيا كلها، انه كنز لا يُقدر بمال، انه حب الناس، وخاصة الفقراء والبسطاء والغلابة، حيث لم تنقطع دعوات الملايين من الناس له، بالرحمة والمغفرة، وان يرزقه الله تعالى الفردوس الاعلى.

ويأتي ذلك مصداقا للحديث النبوي الشريف، حيث قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ فَيَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ، وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَيَقُولُ: إِنِّي أُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضْهُ، فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضُوهُ، فَيُبْغِضُونَهُ، ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الْأَرْضِ).

وفي المقابل نرى كيف يكره ويُبغض اغلب الناس، العديد من الشخصيات، وما اكثرهم، ممن يظهرون على وسائل الاعلام والقنوات والشاشات، حتى وان تقلدوا ارفع المناصب والاوسمة، الا ان قلوب البشر تبغضهم.

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (مُرَّ بجنازة فأُثْنِيَ عليها خيرا، فقال نبيّ الله صلى الله عليه وسلم: وجبت وجبت وجبت، ومُرَّ بجنازة فأثني عليها شرّا، فقال نبيّ الله صلى الله عليه وسلم: وجبت وجبت وجبت، قال عمر: فدى لك أبي وأمّي، مُرّ بجنازة فأثني عليها خير فقلتَ: وجبت وجبت وجبت، ومُرّ بجنازة فأثني عليها شرّ فقلت: وجبت وجبت وجبت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنّة، ومن أثنيتم عليه شرّا وجبت له النّار، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض).

ترك رحيل الدكتور محمد مشالى المعروف بـ “طبيب الغلابة” أثرا كبيرا فى نفوس المصريين، وأيضا كثير من المتابعين العرب على مواقع التواصل الاجتماعى، حيث امتدت شهرة طبيب الغلابة إلى الكثير من الدول العربية، فقد نعت مواقع وصحف عربية الراحل، مؤكدين أنه طبيبا كرس حياته للفقراء والمحتاجين.

وعقب نبأ رحيله، احتفى كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في مصر، بالرجل الذي يُنظر إليه على أنه رمز للنزاهة والإيثار، في الوقت الذي يكافح الأطباء والعاملون في مجال الصحة حول العالم وباء كورونا.

انتبهت وسائل إعلام مصرية مؤخرا إلى قصة الطبيب مشالي، لينال حظا من الشهرة خلال سنوات عمره الأخيرة، ويحوز لقب “طبيب الغلابة”.

ويعاني الأطباء في مصر من ضعف الرواتب، ويشكون من “عدم تقدير ودعم الدولة لهم”، بينما يتهم كثير من المصريين الأطباء – خاصة المشاهير منهم – بالمبالغة في أسعار خدماتهم، والتخلي عن الجانب الإنساني الذي يميز مهنتهم.

ونعت نقابة الأطباء المصرية وشيخ الأزهر الطبيب الراحل، وفيما يلي نشاهد عددا من التعليقات والاراء حول وفاة طبيب الغلابة الدكتور محمد مشالي، رحمه الله تعالى.