Skip to content
تعدّ الشرايين والأوردة عنصراً أساسياً لحمل الدم الذي يضخّه القلب من وإلى كافة أجزاء الجسم؛ فالشرايين تحمل الدم بعيداً من القلب إلى أنحاء الجسم؛ بينما تأتي الأوردة بالدم إلى القلب.
تخيّل الشرايين كشجرة يتفرّع جذعها إلى أغصان (فروع) كبيرة ثم صغيرة وإلى غصينات (شرينات) وإلى غصينات مجهرية في نهاية المطاف تدعى الشعيرات؛ ولا يزيد قطر هذه الشعيرات إلا قليلاً على قطر كرية دم واحدة؛ وهي تتأقلم مع عمود اصطفافي واحد من كريات الدم. ويجري تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون والمغذّيات والفضلات عبر الجدران الرقيقة للشعيرات ضمن كل خلية من الجسم.
بعد جريان الدم عبر الشعيرات، يدخل الأوردة الصغيرة (الوريدات) التي تندمج مع فروع أكبر فأكبر (الأوردة) التي تعود بالدم إلى الأذينين.
الأبهر (الشريان الرئيسي) والشريان الرئوي
الأبهر هو الشريان الرئيسي في جسمك؛ وهو يحمل الدم القاني (المؤكسج Oxygenated أو الغني بالأكسجين) إلى كافة النسج في جسمك.
يبرز الأبهر الصاعد Ascending Aorta إلى الأعلى من البطين الأيسر؛ ثم يكوّن قوساً بشكل الحرف U في الجزء العلوي من صدرك، وينزل ليصبح أبهراً بطنياً؛ وتنشأ فروع كبيرة من الأبهر تتجه إلى رأسك وجذعك وذراعيك وساقيك.
ويكون الشريانان السباتيان Carotid Arteries هما الشريانان الرئيسيان اللذان يمدان رأسك بالدم؛ أما ذراعاك فيتلقيان الدم من الشريانين الإبطيين؛ في حين يتلقى ساقاك الدم من الشريانين الفخذيين؛ وتنقسم هذه الفروع الرئيسية إلى شرايين أصغر خلال امتدادها بعيداً عن قلبك.
يحمل الشريان الرئوي الدم من قلبك إلى رئتيك؛ وهو ينشأ من البطين الأيمن وينقل دماً أحمر داكناً مزرقّاً (غير مؤكسج) إلى رئتيك حيث يؤكسج (يضاف له الأكسجين).
الوريدان الأجوفان (الوريدان الرئيسيان)
الوريدان الرئيسيان في جسمك هما الوريدان الأجوفان Venae Cavae؛ فالوريد الأجوف العلوي يتلقّى الدم من رأسك عبر الوريدين الوداجين Jugular Veins، ومن ذراعيك عبر الوريدين الإبطيين Axillary Veins؛. أما الوريد الأجوف السفلي فيتلقّى الدم من عدة أوردة في بطنك ومن ساقيك عبر الوريدين الفخذيين Femoral Veins ويفرغ الوريدان الأجوفان العلوي والسفلي في الأذين الأيمن.
تتفرّع أوردتك، مثلها مثل شرايينك، إلى أوردة متزايدة الصغر كلما ابتعدت عن قلبك؛ وفي هذه الحالة، يجري الدم من الأوعية الصغيرة (الشعيرات) إلى الأوعية الأكبر حجماً، وينتهي في قلبك.
ويحمل الوريد الرئوي الدم المؤكسج من جديد من رئتيك إلى الأذين الأيسر.
وفي أية لحظة معلومة، يجري نحو٪ 9 من دمك من وإلى رئتيك (عبر الأوعية الرئوية)، ويكون نحو٪ 7 في قلبك. ويكون أكبر حجم من الدم (84٪) في الأوعية التي تغادر من وإلى بقية أنحاء جسمك؛ وتدعى هذه الأوعية بالشرايين والأوردة الجهازية (الدوران الجهازي)؛ وفي هذا الدوران الجهازي، يكون 64٪ من الدم في الأوردة و 13٪ في الشرايين و 7٪ في الشرينات المتفرّعة الدقيقة والشعيرات.
تشبه بنية الأوعية الدموية الجهازية بنية الشرايين الإكليلية، وتدعى الطبقة الخارجية الغلالة البرّانية اAdventitia، أما الطبقة العضلية الوسطى فتسمّى بالمتوسّطة وسائل الإعلام والطبقة الداخلية بالباطنة Intima وتبطّن اللمعة Lumen بالبطانة Endothelium
تكون الأوعية الدموية أكثر من مجرّد قنوات منفعلة (لا فاعلة) Passive Channels يجري الدم خلالها؛ فهي جزء ديناميّ (حركي) من جهاز الدوران في الواقع. تتفاعل طبقاتها الفردية بعدد من الطرق.
فطبقة الغلالة البرّانية تحمل وتحتضن أوعية العروق Vasa Vasorum (أوعية دموية صغيرة تؤمّن التغذية الضرورية للطبقات الأخرى)؛ كما تحتوي على الأعصاب التي تعلم العضلات في الطبقة المتوسّطة لكي تتقلّص.
تستشعر بطانة الطبقة الداخلية وتنتج رسائل تخبر الطبقة العضلية لتتقلّص أو تتمدّد؛ ويساعد تقلّص العضلات في الطبقة المتوسّطة وارتخاءها على التحكّم بضغط الدم وكمية الدم الموزّعة على مختلف الأعضاء؛ وبذلك، يمكن أن يكون للشرايين والأوردة بهذه الوسائل وغيرها تأثيرٌ كبير في الدوران في جسمك.
بما أنّ شرايينك تنقل الدم تحت ضغط مرتفع، فهي ذات جدران مرنة وقوية، ويجري الدم بسرعة عبرها. ويقال إنّ جريان الدم في شرايينك يكون نابضاً Pulsatile، وهذا يعني أن مقدار الدم الجاري يزداد باطراد وينقص نتيجة ضخ القلب لحجم جديد من الدم مع كل ضربة قلبية بمقدار 70 مرة / الدقيقة؛ وهذا التأثير هو الذي يجعلنا نشعر بالنبض فوق الشرايين في المعصمين والرقبة.
الشرينات
تتصف الشرينات Arterioles، مثلها مثل الأوعية الأخرى، بجدر عضلية قوية يمكنها أن تغلق الوعاء بالكامل أو توسّعه بشكل كبير؛ وتمكّن هذه الخاصية الشرين من تغيير جريان الدم أو تحويله إلى الشعيرات استجابةً لحاجات نسجك.
معلومة
كيف تصبح السرعة سريعة جداً؟
يضرب القلب السوي أو ينبض ضمن المجال 80-60 / الدقيقة عادةً، وذلك حسب حالتك الفيزيائية؛ وتشتمل العوامل التي تجعل القلب ينبض بسرعة كبيرة على الحمّى والأمراض الحادة والقلق؛ لكن يمكن أن تكون سرعة القلب العالية شيئاً خطيراً أكثر، مثل فقر الدم وزيادة الهرمون الدرقي (فرط نشاط الغدة الدرقية Hyperthyroidism) والعيوب أو الأمراض القلبية والاتصال الشاذ بين الشرايين والأوردة؛ فإذا كانت سرعة قلبك مرتفعةً باستمرار، ينبغي أن تخضع لتقييم طبي لمعرفة السبب.
يمكن أن تحتاج العضلات – على سبيل المثال – عندما تكون نشطةً، إلى جريان دموي يزيد 30-20 مرة على حاجتها منه خلال الراحة؛ وبما أن قلبك يمكن أن يزيد نتاجه 7-4 مرات فقط، لذلك تراقب الأوعية الدقيقة الحاجة في كل نسيج وتتحكّم بالجريان الدموي في هذا الجزء من جسمك إلى المستوى المطلوب؛ وعند ظهور الحاجة إلى زيادة كبيرة في منطقة ما (العضلات خلال التمرين مثلاً)، تنقص نسبة الجريان إلى الأعضاء الأخرى مؤقّتاً.
يمكن أن يختلف النتاج القلبي الكلي، أي مقدار الدم الذي يضخه قلبك في الدقيقة، كثيراً خلال اليوم؛ فخلال التمرين الشاق، قد يضخ قلبك 7-4 أضعاف ما يضخه خلال الراحة. ومع أن نسبة الدم الذي يأتي إلى قلبك ودماغك تنقص خلال التمرين الأعلى، لكنّ الكمية الفعلية تبقى ثابتةً نوعاً ما؛ ويتوزّع الدم على أساس الحاجة إلى الأكسجين والمواد المغذّية.
الشعيرات
تكون جدر الشعيرات رقيقة مجهرياً، مما يسمح للجزيئات فقط بعبورها؛ ويعتمد دور الشعيرات على الأنسجة التي توجد فيها.
تحرّر الشعيرات الرئوية ثاني أكسيد الكربون من دمك إلى الأكياس الهوائية (الأسناخ Alveoli) في رئتيك، وتمتصّ في الوقت نفسه الأكسجين من تلك الأكياس إلى دمك.
ترسل الشعيرات في كليتيك الفضلات إلى النبيبات الكلوية Tubules، حيث يتشكّل البول؛ وفي جدران الأمعاء، تمتصّ الشعيرات المواد المغذّية من الطعام المهضوم؛ كما تتبادل الشعيرات في العضلات الأكسجين والمواد المغذّية محلّ الفضلات وثاني أكسيد الكربون.
الأوردة
يكون الضغط في أوردتك منخفضاً جداً، وتكون جدرها أرقّ من جدر شرايينك؛ وتمتلك الأوردة صمامات تمنع الدم من الجريان إلا نحو القلب. ويكون بمقدور الأوردة التقلّص والتوسّع استجابةً لحاجات جسمك؛ وهي تستطيع أن تعمل كمستودع، لأنّ جدرها تستطيع أن تتوسّع أكثر من شرايينك بمقدار 10-6 مرّات؛ ولذلك، عندما تحتاج إلى سحب الدم في معظم الاختبارات التشخيصية، يؤخذ الدم من وريد.
المضخة الوريدية
عندما تحرّك ساقيك أو توتّر عضلاتهما، يندفع الدم فيهما نحو قلبك؛ وتدعى هذه الآلية باسم «المضخة الوريدية Venous Pump».
ولكن عندما تقف ساكناً لفترة طويلة من الزمن، يفقد فعل الضخ هذا بسبب الجاذبية، ويتجمّع نحو٪ 20-15 من حجم دمك في ساقيك؛ وبما أن مقدار الدم المتجمّع ينحرف عن الدوران الإجمالي، يمكن ألا تحصل الأعضاء الأخرى على حصتها الصحيحة من الدم.
ويظهر التأثير الأول لما سبق على العضو الموجود في الأعلى، وهو دماغك؛ حيث قد يكون هذا التأثير السبب في شعور الشخص أحياناً بالدوخة أو بالسقوط بعد الوقوف الصارم لفترة طويلة، مثل الجنود الذين يقفون بانتباه أو الأشخاص الذين يقفون بثبات في حفلات الزفاف.
التامور
هو كيسٌ يحيط بقلبك؛ وللكيس التاموري غشاءان يشكّلان طبقتين داخلية وخارجية، ويوجد سائلٌ مزلّق بينهما؛ وهذا ما يمكّن قلبك من النبضان بأقل احتكاك ممكن مع البنى المجاورة، مثل الرئتين.
تكون البطانة الداخلية للتامور بشكل غشاء رقيق ورطب؛ أما الطبقة الخارجية المتينة فتلتصق بعدد من المماطق في جوف صدرك لتثبيت قلبك في مكانه.
رغم أن التامور يؤمّن بعض الدعم والتزليق لقلبك، فإنه يكون قابلاً للتمدّد نوعاً ما (مثل الزائدة أو المرارة)؛ ويمكنك العيش من دون التامور، حيث يمكن استئصاله جراحياً.
معلومة
لا يكتشف بعض الناس برنامج التمرين الصحيح – لا سيّما عندما لا يكون لديهم متسعٌ من الوقت لصرف 40-20 دقيقة على التمارين الهوائية ثلاث مرات في الأسبوع.
ورغم أن الاستفادة قد لا تكون كبيرةً، غير أن الأدلة الحديثة تشير إلى الحصول على فائدة ما حتى وإن مارست الرياضة لمدة 10 دقائق بشكل منتظم ولو لفترة قصيرة، مما يؤدي إلى تحسّن صحة القلب والأوعية.