قيادة السيارات تسبب الغباء – أفادت دراسة جديدة بأنَّ قيادة السيارة بصورةٍ مستمرة لأكثر من ساعتين يومياً تُقلل نسبة الذكاء.
ووجد علماء يبحثون في الطريقة التي تؤثر بها قلة النشاط البدني في القدرات العقلية، أنَّ معدلات الذكاء كانت أكثر انخفاضاً لدى البريطانيين ممن هم في منتصف العمر، والذين اعتادوا قيادة سياراتهم لمسافاتٍ طويلة كل يوم، بحسب صحيفة The Independent البريطانية.
وقال كيشان بكرانيا، وهو متخصص في علم الأوبئة الطبية بجامعة ليستر، لصحيفة “صنداي تايمز” البريطانية: “نحن نعلم أنَّ القيادة بشكلٍ منتظم لأكثر من ساعتين أو ثلاثٍ في اليوم مضرة للقلب. ويشير هذا البحث إلى أنَّها مضرة للعقل أيضاً، ربما لأنَّ العقل يصبح أقل نشاطاً في ذلك الوقت”.
وقد حلل الباحثون أنماط حياة أكثر من 500 ألف بريطاني، تتراوح أعمارهم بين 37 و73 عاماً على مدار خمس سنوات، وأخضعوهم في أثنائها لاختبارات ذكاءٍ وذاكرة.
وقد لُوحِظ في بداية الدراسة أنَّ الأشخاص الذين قادوا السيارات لأكثر من ساعتين إلى ثلاثٍ يومياً يتمتعون بقدراتٍ عقلية أقل، استمرَّت في الانخفاض على مدار فترة الدراسة، وبمعدلٍ أسرع ممن امتنعوا عن قيادة السيارات أو قادوها لوقتٍ قصير.
يذكر أن أسوأ 5 مدن فيما يخص الازدحام المروري في العالم العربي هي دبي ثم الكويت ثم جدة ثم الرياض ثم أبوظبي، بحسب نتائج مؤشر “TomTom” للازدحام المروري لسنة 2017.
التلفاز أيضاً يقلل الذكاء
وخلُصت دراسة أخرى أُجريت على من يشاهدون التلفاز لأكثر من ثلاث ساعاتٍ يومياً إلى نتائج مماثلة، فلُوحظ في بدايتها أنَّ متوسط قدراتهم العقلية أصبح أقل، واستمر في الانخفاض بشكلٍ أسرع على مدار السنوات الخمس التالية.
وقال بكرانيا للصحيفة ذاتها: “يمكن قياس التدهور الإدراكي على مدار خمس سنواتٍ لأنَّه قد يحدث بسرعة لكبار السن وأولئك ممن هم في منتصف العمر. ويرتبط هذا بالعوامل التي يتسم بها نمط الحياة لكل شخص؛ مثل التدخين والنظام الغذائي السيئ، ونضيف إليها الآن الوقت الذي يقضيه الشخص في قيادة سيارته”.
ومع ذلك، أوضحت نتائج دراسة بكرانيا أنَّ استخدام جهاز كمبيوتر للعمل أو ممارسة الألعاب يُحفِّز الوظائف الدماغية.
فقال: “تم تعزيز المهارات المعرفية لدى الأشخاص الذين استخدموا أجهزة الكمبيوتر لمدة تصل إلى ساعتين أو ثلاث ساعات يومياً. إذ تؤدي مشاهدة التلفاز إلى تثبيط النشاط الدماغي، بينما يكون العقل أكثر نشاطًا عند استخدام الكمبيوتر”.
هذا، وتشير دراساتٌ أخرى إلى أنَّ التدهور الإدراكي مرتبطٌ بالخمول البدني، وافترض بكرانيا وجود عوامل أخرى قد يكون لها دورٌ في ذلك أيضاً.
وقال: “تُسبِّب قيادة السيارات الإرهاق والتوتر، وهناك دراسات تشير إلى وجود روابط بينهما وبين التدهور الإدراكي”.