دراسة علمية تتعجب من إستمرار الكون: كان ينبغي أن يدمر نفسه بنفسه لكن قوة غامضة منعت ذلك – يقول العلماء إن عالمنا لا ينبغي أن يكون موجوداً، لا يزال معظم كبار علماء العالم يكافحون من أجل العثور على السبب أو القوة التي منعت الكون من تدمير نفسه بمجرد ظهوره.
هذه ليست فرضية فلسفية، لكن ما يوجد الآن بين أيدي العلماء يقول إن الكون لم يكن من المفترض أن يبقى وكان لزاماً عليه أن يدمر نفسه في لحظة نشأته، وهو ما لم يحدث.
في بداية الكون، وفقاً للنموذج القياسي للفيزياء، كانت هناك كميات متساوية من المادة والمادة المضادة، والمشكلة هي أن كلاً منهما كان يجب أن تدمر الأخرى، فلا يتبقى أي من المادة التي تحيط بنا اليوم.
النموذج القياسي في الفيزياء هو النموذج الذي يشرح كل الجزيئات الموجودة في الكون وسلوكياتها، ويشمل وجود 4 قوى رئيسية هي التي تحكم الكون كله هي الجاذبية والكهرومغناطيسية والنووية الصغرى والنووية الكبرى.
في فيزياء الجسيمات، تتكون المادة المضادة من الجسيمات المضادة، والتي لها نفس كتلة جسيمات المادة، ولكنها متعاكسة في الشحنة، فضلاً عن اختلافها في بعض خصائص الجسيمات الأخرى. ويقول العلماء إن حدوث تصادم بين الجسيمات والجسيمات المضادة يؤدي إلى إبادة كلا الجسيمين على حد سواء؛ مما يؤدي إلى نشأة نسب متفاوتة من الفوتونات المكثفة (أشعة جاما)، والنيوترونات، وأزواج الجسيمات والجسيمات المضادة الأقل ضخامة.
وقد بحث الباحثون بشكل محموم عن بعض الاختلاف بين المادة والمادة المضادة الذي من شأنه أن يفسر وجود الكون حتى الآن. بحث العلماء عن إمكانية وجود اختلاف في الكتل بينهما أو اختلاف في الشحنات الكهربية أو أي شيء آخر، ولكنهم لم يجدوا أي فرق.
وقد دفع ذلك الباحثين إلى التساؤل عن سبب استمرار وجود الكون.
يقول كريستيان سمورا، الباحث الذي أجرى دراسة جديدة في المنظمة الأوروبية للبحوث النووية، لصحيفة الإندبندنت البريطانية “كل ملاحظاتنا تثبت وجود تناظر تام بين المادة والمادة المضادة، مما يعني أن هذا الكون لا ينبغي أن يكون موجوداً في الواقع. لا بد من وجود عدم تناظر هنا في مكان ما ولكن نحن ببساطة لا نعرف أين الفرق. ما هو مصدر كسر التناظر؟”
كانت آخر الاحتمالات مسألة اختلاف المغناطيسية بين المادة والمادة المضادة. ولكن الأبحاث الجديدة تظهر أنها متطابقة أيضاً، مما يضفي مزيداً من الغموض على السؤال عن سبب كون الكون لا يزال موجوداً على الإطلاق.
بدأت الدراسة الجديدة، بقيادة الدكتور سمورا، لقياس مضادات البروتونات لمعرفة الاختلاف بينها وبين البروتونات التي تحيط بنا. كما قاس العلماء مغناطيسية المادة المضادة بتفاصيل أكثر دقة من أي وقت مضى، وفوجئوا بأن المادة والمادة المضادة متناظرتان تماماً.
في أثناء إجراء دراسة المنظمة الأوروبية للبحوث النووية، قام العلماء بالتقاط مضادات البروتونات في مصائد خاصة، لأنه ليس من الممكن حبس المادة المضادة داخل حاوية مادية.
وقال ستيفان أولمر، المتحدث باسم مجموعة الباحثين الذين أجروا الدراسة: “هذه الزيادة الهائلة في هذه الفترة القصيرة من الزمن كانت ممكنة فقط بفضل أساليب جديدة تماماً”.
ويأمل الباحثون أن يكونوا قادرين على فحص مضادات البروتونات بدقة أكبر، ومعرفة ما إذا كان هناك فرق، عندما يكونون قادرين على البحث عن كثب في أمر هذا اللغز.
لكن علماء آخرين يبحثون احتمالات أخرى؛ بما في ذلك أن المادة المضادة لديها جاذبية مقلوبة، وهذا يعني أنها تسقط صعوداً إلى الأعلى، وفقاً لمجلة كوزموس.