سر أفضل صحة في العالم – يوجد على وجه المعمورة مجموعة إثنية تعيش في منطقة غابات الأمازون البوليفية، تسمى “تسيماني”، حيرت العلماء الذين اكتشفوا أن هذا الشعب لا يعاني من السمنة، أو ضغط الدم، كما أن له حصانة من أمراض القلب والسكري من النوع الثاني.
ودفعت هذه الأسباب العلماء إلى إجراء دراسة حول نمط عيش هذه المجموعة، ونظامها الغذائي، بهدف التعرف على الأسرار التي تعزز صحتهم.
وفي تقرير نشرته صحيفة “الكونفدنسيال” الإسبانية، أشارت الكاتبة ساندرا ساشيز إلى أن العديد من الدراسات أثبتت أن صحة القلب التي يتمتع بها شعب تسيماني هي الأفضل في العالم.
وينصح العلماء باتباع نفس النظام الغذائي الذي تتبعه هذه المجموعة، نظرا لفوائده على الصحة.
وأضافت الكاتبة أن عالمي الأنثروبولوجيا في جامعة “سانتا باربرا” بكاليفورنيا مايكل غورفن وتوماس كرافت أشرفا على دراسة استغرقت خمس سنوات لتحليل النظام الغذائي الذي يتبعه شعب تسيماني.
في نفس الوقت، قارنا نظام هذا الشعب مع نظام شعب الموستين، وهو أيضا قبيلة أمريكية أصلية من سكان الأمازون البوليفية. ويوجد العديد من نقاط التشابه بين الشعبين، إلا أن المجموعة الثانية دمجت في نظامها الغذائي منتجات “حديثة” وتبنت عادات غذائية من شعوب أخرى.
عدد كبير من السعرات الحرارية والكربوهيدرات
أثبتت الدراسات أن شعب تسيماني يتميز بصحة من حديد، ويتبع نظاما غذائيا عالي السعرات الحرارية، التي تتراوح بين 2433 و2739 سعرا حرارية في اليوم. كما يتميز هذا النظام الغذائي باحتوائه على نسب عالية من الكربوهيدرات، التي تتجاوز نسبتها 64% من مجموع الغذاء اليومي.
أما نسبة البروتينات فهي في حدود 21%، ولا تتعدى نسبة الدهون في هذا النظام الغذائي نحو 15%.
وكشفت الكاتبة أن الدراسات توصلت إلى أن النظام الغذائي المتبع من قبل شعب تسيماني ليس متنوعا للغاية، خاصة عند مقارنته بأنظمة شعوب أخرى من نفس المنطقة. من جانب آخر، تعد الكربوهيدرات المعقدة (الموز، والحبوب خاصة الأرز) مصدر ثلثي السعرات الحرارية المستهلكة يوميا.
وتوفر الأسماك المستهلكة يوميا في النظام الغذائي لشعب تسيماني نسبة 16% من السعرات الحرارية اليومية. في حين توفر الأغذية المتأتية من الصيد في المنطقة 6% من السعرات الحرارية اليومية. وتمثل الأطعمة المصنعة نسبة 8% فقط في النظام الغذائي للشعب الذي يتمتع بأفضل صحة في العالم.
ونقلت الكاتبة عن الباحث توماس كرافت أن الكربوهيدرات تشكل العنصر الغذائي الأساسي للأنظمة الغذائية التي تعزز صحة القلب. وأشار الكاتب إلى أن شعب أوكيناوا من الشعوب الأخرى التي تتميز بصحة جيدة بفضل استهلاكها للكربوهيدرات المعقدة، المتأتية من البطاطس.
ولاحظ الخبراء أن شعب تسيماني يعاني من نقص في الكالسيوم والفيتامينات دي وإي؛ في حين كانت مستويات البوتاسيوم والمغنيسيوم والسيلينيوم عالية لديهم.
تجدر الإشارة إلى أن البوتاسيوم والمغنيسيوم والسيلينيوم هي المعادن التي تعزز صحة القلب والأوعية الدموية. وفي نفس الوقت، لوحظ أن الشعب الذي يتمتع بصحة من حديد أكثر من غيره يتبع نظاما غذائيا غنيا بالألياف.
النشاط البدني وبكثافة
وأوردت الكاتبة لاختصاصي القلب كريس روان قوله إن “شعب تسيماني في حصانة من تصلب الشرايين أكثر من اليابانيين الذين يتبعون نظاما غذائيا منخفض الدهون إلى درجات قصوى. كما يتميزون بصحة عالية على مستوى الأوعية الدموية. وعلى سبيل المثال، يعادل عمر الأوعية الدموية لدى كهل يبلغ ثمانين عاما من شعب تسيماني عمر الأوعية الدموية لدى أميركي بالغ من العمر 55 عاما”.
وسلط الباحثان الضوء أيضا على نشاط شعب تسيماني المكثف، إذ يقدر معدل خطوات سكان غابات الأمازون البوليفية بنحو 17 ألف خطوة في اليوم، في حين يقدر هذا المعدل بنحو 5100 خطوة في اليوم لدى الأميركيين.