اخبار ليل ونهار. احداث فلكية في 2020 هل اقتربت نهاية العالم؟. يهتم الكثير من الناس بالاحداث الفلكية، حيث ان بعضها مرتبط بنهاية العالم مثل طلوع الشمس من مغربها، ومن المعلوم ان علامات الساعة الكبرى هي، ظهور الدُّخَانُ، وخُرُوجُ الدَّجَّالِ، ونُزُولُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، وخُرُوجُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وخُرُوجُ الدَّابَّةِ، ثم طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، بدلا من طلوعها كعادتها من المشرق، فإذا رآها الناس: آمنوا كلهم أجمعون، ولكن: (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ). (158) سورة الانعام.
ويشهد عام 2020، العديد من الاحداث الكونية والفلكية الهامة، والتي ربما ربطها البعض باقتراب نهاية العالم، ولكنها بالتأكيد توقعات، والعلم الاكيد عند الله سبحانه وتعالى، وهذه الاحداث الكونية والفلكية ليست تخمينات او من قراءة الغيب، ولكنه علم من العلوم التي برع فيها العلماء المسلمون الاوائل مبنية على الحسابات الفلكية.
وتعتبر السماء ليلا مثل شاشة عرض مبهرة لا تبعث على الملل أبدا، وفي عام 2020 نحن على موعد مع مجموعة من الظواهر الفلكية التي يمكن أن تراها بعينيك، بدون الحاجة الى تليسكوب او بدون الحاجة لأن تسافر بعيدا، فتلك الظواهر الفلكية يمكن أن تراها بنفسك من الشرفة أو سطح المنزل.
كسوف الشمس وامطار من الشهب:
الحدث الأول والأكثر أهمية في هذا العام سيكون في صباح يوم 21 يونيو، وهو كسوف الشمس الحلقي البديع، الذي سيكون أكثر تميزا في اليمن وعُمان وجنوب السعودية حيث يمكن أن يرى كاملا.
أما في بقية دول الخليج العربي بالإضافة إلى مصر والسودان وليبيا، فسيرونه بشكل جزئي، لكنه في كل الأحوال سيكون مشهدا بديعا.
وفي ليلتي 13 و14 ديسمبر نحن على موعد مع أمطار الشهب، حيث تتساقط في المناطق النائية بمعدلات تصل إلى 120 شهابا في الساعة، وفي المدينة يكون العدد أقل من ذلك بفارق واضح، لكنك ستستمتع بالمشهد من أي مكان.
وتحدث أمطار الشهب حينما تمر الأرض أثناء دورانها حول الشمس ببقايا مذنب أو كويكب ما، فتدخل تلك البقايا لتحترق في غلافنا الجوي.
القمر العملاق:
في مشاهد بديعة ورائعة للقمر في عام 2020، نلتقي بما يسمى “القمر العملاق Supermoon”، في يوم التاسع من مارس، وهي ظاهرة تحدث حينما يكون القمر في أقرب موضع له من الأرض، وفي الوقت نفسه يكون في طور البدر، يظهر القمر أقرب للأرض وأكثر لمعانا ومساحة، ويمكن أن تشاهد القمر العملاق من الشارع أو شرفة منزلك.
أما في 18 و19 مارس فنحن على موعد مع رقصة الكواكب والقمر، حيث يمكن فجرا أن ترى بعينيك اصطفافا بديعا بين كل من المريخ والمشتري وزحل وعطارد إلى جوار القمر، سيكون مشهدا بديعا، احرص على رؤيته.
يظهر المريخ بلون أحمر بديع، أما المشتري فسيكون ألمع تلك الأجرام بلون أبيض، أما زحل فيظهر مائلا للأصفر، وعطارد تصعب رؤيته قليلا لأنه يكون قريبا من الأفق، لكن يظهر بلون مائل للأصفر.
وتلمع الكواكب في سماء الليل كالنجوم لأنها تعكس ضوء الشمس، تماما مثل القمر، لكنها تكون بعيدة جدا فتظهر كنجوم.
وخلال مارس أيضا يمكن أن ترى واحدا من المشاهد الفلكية البديعة بعد غروب الشمس، وعلى مدى أكثر من ساعتين، انظر ناحية الأفق الغربي ستجد جرما لامعا كأنه مصباح منير، هذا هو كوكب الزهرة، في أكبر لمعان له خلال العام، وسيكون في مارس عند أبعد مسافة ممكنة عن الشمس بحيث يمكن أن تتأمله بسهولة.
انفجار نجم:
ملاحظة مهمة أعلنها هواة الفلك مؤخرا، لفتت انتباه العلماء الفلكيين في عدة مؤسسات خلال الفترة الماضية، وهي أن أحد ألمع نجوم السماء ليلا، وهو النجم المسمى”منكب الجوزاء” تنخفض اضاءته بسرعة وبشدة، لدرجة أنه خرج بالفعل من قائمة ألمع عشرين نجما في سماء الليل.
“منكب الجوزاء” هو عملاق أحمر فائق يعيش بالفعل في المراحل الأخيرة من حياته، فقد تضخم لدرجة أنه لو وُضع مكان الشمس لكان سطحه عند كوكب المشتري، حيث يبلغ قطرة أكثر من 900 ضعف قطر الشمس.
بدأت تلك الملاحظات في أكتوبر 2019، وخلال تلك الفترة انخفض لمعان النجم بدرجة قدر ظاهري كامل أو أكثر قليلا، والقدر الظاهري هو لمعان النجم كما يظهر من على الأرض، بحسب الجمعية الأميركية لراصدي النجوم المتغيرة.
وبحسب الجمعية الأشهر عالميا، فإن ذلك قد يكون مؤشرا على انفجار قريب لنجم “منكب الجوزاء”، لكن ذلك قد لا يحدث الآن أو خلال السنوات القادمة، بل ربما خلال ألف أو مئة ألف سنة القادمة.
وفي نهاية أعمارها، تنتهي حياة النجوم العملاقة بطريقة درامية، حيث تنفجر في جزء من الثانية لتصنع ما يسمى بالمستعر الأعظم (SuperNova)، وهو انفجار من الضخامة بحيث يمكن لكل المجرة أن تراه، بل يمكن أن يرى من مجرات أخرى.
إذا حدث ذلك، فإن إضاءة منكب الجوزاء سترتفع بحيث يكون ألمع أجرام السماء بعد الشمس والقمر، عندها سيبدو كأنه مصباح منير يمكن أن يرى نهارا، وسيكون ألمع بمئة مرة من الزهرة الذي يزين الأفق الغربي هذه الأيام بشكل بديع.
لكن الباحثين من الجمعية الأميركية للنجوم المتغيرة -إلى جانب عدد من الفلكيين- يشيرون إلى أن الاحتمال الأكبر لحدوث هذا الانخفاض الجذري في إضاءة منكب الجوزاء ليس اقتراب انفجاره، وإنما لأنه نجم متغير.
والنجوم المتغيرة هي نوع من النجوم تتغير إضاءتها في السماء بشكل قد يكون منتظما أو غير منتظم، لأسباب كثيرة منها فقدان النجم أجزاء من أغلفته الخارجية في صورة رياح نجمية عاتية. وإضاءة منكب الجوزاء بالفعل تتغير بقدر يسير جدا من حين لآخر، لكنها المرة الأولى التي تنخفض فيها إلى هذه الدرجة.
وكان سكان النصف الجنوبي من كوكبنا قد شهدوا انفجارا شبيها في السماء سنة 1987، حيث انفجر أحد النجوم فيما يعرف بسديم العنكبوت الموجود بالسحابة الماجلانية الكبرى، ويقع على مسافة 186 ألف سنة ضوئية.
ويعد منكب الجوزاء -بتلك المعايير- قريبا من الارض، حيث يقع من الأرض على مسافة حوالي 700 سنة ضوئية، لكنها رغم ذلك مسافة كبيرة كفاية لتجنب الآثار الضارة لهذا الانفجار الهائل الذي قد يحدث في اي لحظة.
شاهد منكب الجوزاء بنفسك:
يمكنك -بشكل شخصي- أن ترى منكب الجوزاء بسهولة، فقط اخرج بعد الساعة العاشرة مساء بتوقيتك المحلي وارفع رأسك للسماء، ابحث عن ثلاثة نجوم متراصة بشكل منتظم فوق بعضها بعضا، ستجدها بسهولة لأنها مميزة جدا في سماء الشتاء.
أعلى تلك المجموعة من النجوم يمكن أن ترى نجما يميل للون الأحمر بشكل واضح، هذا هو منكب الجوزاء، ويمكن أن تستعين بتطبيق “سكاي ماب” (Sky map) المجاني الخاص بشركة “جوجل” ليساعدك في تلك المهمة.
ماهو العمر الافتراضي للشمس ؟
يبلغ قطر شمسنا 109 أضعاف قطر الأرض، وكتلتها أكبر بمقدار 330 ألف مرة من كتلة الأرض، تتألف ثلاثة أرباع كتلتها من غاز الهيدروجين، ومعظم الغاز الباقي هو هيليوم، مع مقادير أقل من عناصر أثقل تتضمن الأوكسجين والكربون والحديد.
وتعرف شمسنا بأنها نجم قزم أصفر، وتشكلت قبل نحو 4.6 مليارات عام، وهي حاليا في منتصف عمرها الافتراضي، حيث لم تتغير دراماتيكيا لأكثر من أربعة مليارات عام وستحافظ على استقرارها لأكثر من خمسة مليارات عام أخرى بحسب المتوقع، والله تعالى اعلى واعلم.