اخبار ليل ونهار. تقوية البصر بالاغذية الطبيعية
هناك اغذية طبيعية تحمي صحة العين، بل وتحسن من الرؤية وتعمل على الوقاية من أمراض العيون، فقد أظهرت نتائج دراسة أجريت عن ارتباط مرض العين بالعمر، أظهرت تأثير المكملات الغذائية في الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمراحل المتقدمة من مرض الضمور البقعي في شبكية العين، فقد تمكن الأشخاص الذين خضعوا للدراسة من خفض هذا الخطر بنسبة تبلغ حوالي25%، كما انخفض لديهم خطر فِقدان البصر نتيجة هذا المرض إلى نسبة 19%، وكانت تلك الدراسة بعد تناول هؤلاء الأشخاص موضع البحث لكميات كبيرة من فيتامين (A) (البيتاكاروتين) وفيتامين (C) و( E) وبعض المعادن؛ مثل: الزنك والنحاس في الغذاء.
وفي دراسة نشرتها مجلة “الأخبار الصحية” الأمريكية أشار العلماء إلى أنه بالإمكان التخفيف من حدة الاضطرابات البصرية؛ مثل: الانحراف أو الاستجماتيزم، وعيوب النظر الانكسارية الأخرى – عن طريق زيادة تناول مواد طبيعية تحتوي على مضادات الأكسدة؛ مثل: فيتامينات “A ” و “C” و “E” وبيتا كاروتين وعنصر السيلينيوم، وجميعها موجودة في الثوم والبصل وحبوب القمح، والفواكه الطازجة والخضراوات.
ومضادات الأكسدة هي مواد طبيعية تعادل أو تمنع تأثير ما يعرف الشوارد الأوكسيجينية الحرة الناتجة عن استهلاك الطاقة على الخلايا، والذي يسبب قائمة طويلة من الأمراض شديدة الخطورة.
أشار الباحثون أيضًا إلى أن السبانخ والجزر والخيار، والبقدونس والبقوليات بأنواعها؛ مثل الكستناء والقرنفل والهندباء، إلى جانب شرب العصائر الطازجة جميعها من الأطعمة التي تحافظ على سلامة العين والنظر.
وينصح هؤلاء بضرورة تخفيف تناول السكريات والأغذية عالية الدهون؛ لأنها تسبب تكوين الشوارد الحرة التي تسبب تلف العين، إضافة إلى تجنب أشعة الشمس المباشرة ووهج الضوء، وذلك بلبس نظارات شمسية خاصة.
ويرى العلماء أن فيتامين “C” هو مضاد مهم للأكسدة، ويوجد بتركيزات عالية في الجزء السائل من العين، وبمعدل يزيد بحوالي 30 إلى 50 مرة على مستوياته في الدم.
وأظهرت الدراسات الحديثة أن تركيز فيتامين “C ” في سائل العين وفي الدم يقلل كثيرًا أو يكاد يختفي في عدسات العين المصابة بمرض الساد أو الكتاركت، أو الماء الأبيض، أو إعتام عدسة العين، ويرى الباحثون أن تناول حوالي ألف ملليجرام يوميًّا من فيتامين”C” يمكن أن يوقف تقدم المرض إلى مراحله الخطرة، معربين عن اعتقادهم بأن المدخنين والأشخاص المصابين بالتوتر يحتاجون إلى هذا الفيتامين بصورة أكثر من المعتاد للتخفيف من التأثر الضار للتدخين والضغوط النفسية.
مجموعة من اهم الاغذية التي تحافظ على صحة العيون
الجزر الأصفر:
الجزر مقو للنظر وللدورة الدموية في الجسم، ومن الممكن أن يوفي باحتياجات فيتامين c في جسم الانسان، ويسمى عند خبراء التغذية بملك الخضار، ونظرًا لقيمته الصحية والغذائية العالية يفضل أكله بعد تقطيعه لدوائر حلقية حتى يسهل مضغه، وكما يفضل عدم تقشيره؛ لأن الفائدة في قشوره الخارجية.
يعدّ الجزر منشطًا بشكل عام، وهو مفيد لعلاج مرض السكري، وهو مفيد في فترة النقاهة، ويستخدم في علاج فقر الدم والاسهال عند الاطفال.
كما تستعمل أوراقه لمداواة الجروح والحكّة، وتشقق الجلد الناجم عن البرد.
ويشكل الجزر مصدرًا غنيًّا للكاروتين الضروري للنظر، كما يفيد في إعادة بناء البروتوبلازما في الجسم، ويتحول الكاروتين بواسطة الكبد إلى فيتامين”A” حيث يُخزّن هناك.
ويحتوي الجزر على كميات كبيرة من الكالسيوم السهل الهضم، إضافة لاحتوائه على فيتامينات “A” و”C” و”D”.
ويساعد عصير الجزر على التخلص من الالتهابات المعوية، كما يساعد في شفاء قرحة المعدة، فضلًا عن أنه مُدر للبول.
ونظرًا لقدرة عصير الجزر على طرد الحامض البولي من الدم، فإن الأطباء يصفونه لمساعدة مرضى النقرص (وهو أحد أمراض التهاب المفاصل)، ولعلاج أوجاع حصى المرارة وأمراض الكبد، والسل.
الكمأة (الفقع ):
أما الكمأة أو الفقع فيكفي ما ورد في الصحيحين عن النبي – صلى الله عليه وسلم – حين قال: (الكمأة من المنّ، وماؤها شفاء للعين).
وهناك حكاية تدل على أن ماء الكمأة لا يُتداوى بها بمجرد استخراجها من خلايا النباتات، وإنما لا بد من غليها وسلقها في الماء، أو خلط مائها بمادة أخرى.
معلومة: الكمأة تنبت في الأرض من غير أن تزرع، وهي لا ورق لها، ولا ساق، وهي مما يوجد في الربيع، وتسميها العرب بنات الرعد.
فقد حكى علي بن الجهم أن المتوكل أمير المؤمنين دعاه وقال له: لقد أكثرت من الأدوية لعيني فلا تزداد إلا رمدًا، فسل العلماء هل يعرفون حديثًا في ذلك، فمضيت إلى أحمد بن حنبل فسألته، فقال: روي لنا شهر بن حوشب عن عبدالرحمن بن غنم عن أبي هريرة أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين.
فرجعت إلى المتوكل فأخبرته، فقال: ادع لنا طبيبي، وكان مسيحيًّا واسمه يوحنا ابن ماسويه، فدعوته، فقال له المتوكل: كيف يُستخرج ماء الكمأة؟ فرد عليه يوحنا: أنا أستخرج ذلك، ثم أخذ الكمأة فقشرها ثم سلقها حتى نضجت أدنى نضج، ثم شقها وأخرج ماءها، فكحل به عين المتوكل، فبرأت في الدفعة الثانية، فعجب يوحنا، وقال: أشهد أن صاحبكم كان حكيمًا؛ (يقصد الرسول – عليه الصلاة والسلام).
وللكمأة استعمالات طبية كثيرة، إلا أنأ اهمها الدراسة الإكلينيكية التي أجريت على مرضى مصابين بالتراخوما في مراحلها المختلفة، مستخدمين ماء الكمأة في نصف المرضى والمضادات الحيوية في النصف الآخر, وقد تبين أن ماء الكمأة أدى إلى نقص شديد في الخلايا الليمفاوية، وندرة في تكوين الألياف بعكس الحالات الأخرى التي استخدمت فيها المضادات الحيوية.
معلومة: التراخوما أو الرمد الربيعي هو مرض معد تسببه المتدثرة الحثرية ويمكن ان يؤدي الاحتكاك الدائم للرموش بالقرنية بعد مرور الوقت إلى العمى.
وقد استنتج أن ماء الكمأة يمنع حدوث التليف لمرضى التراخوما، وذلك عن طريق التدخل إلى حد كبير في تكوين الخلايا المكونة للألياف، وفي نفس الوقت أدى إلى منع النمو غير الطبيعي للخلايا الطلائية للملتحمة، ويزيد من التغذية لهذه الخلايا، عن طريق توسيع الشعيرات الدموية بالملتحمة.
ولما كانت معظم مضاعفات الرمد الحبيبي نتيجة عملية التليف كما أسلفنا؛ فإن ماء الكمأة يمنع حدوث مضاعفات التراخوما أو الرمد الحبيبي.
وتستعمل الكمأة لعلاج اضطراب الرؤية.
البقدونس:
البقدونس غذاء منشط للذاكرة، كما أنه من أكثر النباتات احتواءً لفيتامين c؛ وهو يفوق الليمون في ذلك.
وكذلك فيتامين a المفيد للبصر وفي تقوية النظر ومنع العشي الليلي.
التمر:
قال الرسول – صلى الله عليه وسلم -: (بيت لا تمر فيه جياع أهله). صحيح مسلم.
يوجد بالتمر مواد سكريه بنسبة 70%، و20-30% في البلح, ومعادن كثيرة مهمة؛ منها: الكالسيوم والبوتاسيوم، ونسبه عالية من الفسفور.
• يحافظ التمر على النظر ويقوي الأعصاب البصرية.
• ويؤكل لتقوية النظر وعلاج العشي الليلي، وجفاف العين وأمراض العيون الأخرى.
• ويحافظ التمر على بريق العين، ويحفظ رطوبة العين لاحتوائه على كميه عالية من فيتامين a.
البيض:
نشرت مجلة التغذية دراسة جديدة أثبتت أن تناول بيضة يوميًّا قد يساعد في الوقاية من أمراض العيون المصاحبة للشيخوخة والتقدم في السن.
ووجد الباحثون أن البيض غني بمركبات طبيعية تفيد العيون وتحمي من مرض تحلل طبقة الماقولا العينية macula lutea، وهو مرض مزمن ينتج عن تلف نسيج الماقولا الشبكية المسؤولة عن الرؤية المركزية, فيؤدي إلى تشوش هذا النوع من الرؤية، أو ظهور بقعة داكنة في مركز الرؤية البصرية, فيحتاج المريض إلى ضوء قوي عند القيام بعمل قريب كقراءة كتاب أو صحيفة, ويصبح من الصعب قراءة لافتات الشوارع أو تمييز الإشارات, وتشوش الرؤية، وقد تتطور هذه الحالة إلى فقدان البصر المركزي في إحدى العينين أو كليهما.
كما أظهرت الدراسات أن مادة “لوتين” الموجودة في البيض أكثر امتصاصًا في الجسم من تلك الموجودة في مصادر غذائية أخرى, بسبب احتواء مح البيض على مكونات حيوية مثل مادة “ليسيثين”.
ويعتبر انخفاض مستويات اللوتين في الجسم عامل خطر مهم للإصابة بتحلل الماقولا العينية الذي يعتبر السبب الرئيسي لفِقدان البصر عند المسنين.
وأوضح العلماء أن اللوتين ومركبات الكاروتينويد الأخرى مثل “زيكسانثين” تتراكم في الماقولا وتفرز أصباغ صفراء تحمي العين, مشيرين إلى أن بيضة واحدة يوميًّا تزود بالكمية المناسبة من اللوتين دون الخوف من ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم.
وجد الباحثون بعد مراقبة 10 متطوعين استهلكوا السبانخ أو البيض أو نوع واحد أو اثنين من مكملات اللوتين, بحيث زود كل مصدر بستة مللي غرامات من المادة يوميًّا, أن مستويات اللوتين كانت أعلى بثلاث مرات عند المتطوعين الذين أكلوا البيض كمصدر لهذه المادة.
العنب الأسود:
يحتوي على كميات عالية من مادة “الإنثوسيانين” المفيدة لقوة النظر، وتشير البحوث إلى أنه يعتبر من المكملات الغذائية طويلة الأمد الفعالة للوقاية من الضمور البقعي، وإعتام عدسة العين.
اللفت والخضراوات الورقية:
مادتا الـ”لوتين” و”زياكسانثين” من العناصر الغذائية الهامة لصحة العين ولرؤية واضحة، وهما موجودتان في المقام الأول في الخضراوات الورقية الخضراء، ويتميز اللفت بأنه واحد من أكثر الأطعمة الغنية بمادة “اللوتين”، بينما يتميز الفلفل البرتقالي بكونه يحتوي على أكبر قدر من “زياكسانثين”.
الاسماك والتونة:
تحتوى الاسماك على اثنين من العناصر الغذائية الفعالة للعين وهي “أوميجا 3″، و”أستازانتين” الذي يعتبر مضاداً للأكسدة قوياً للغاية، كما أنها مواد منخفضة في نسبة الزئبق مما يزيد من فائدتها للعين. ومادة “أوميغا 3″ توفر الدعم الهيكلي لأغشية الخلايا التي تعزز صحة العين وحماية وظيفة الشبكية، بينما الـ”أستازانتين” يحمي من عدد من أمراض العين، بما في ذلك العمى.
الشوكولاتة الداكنة:
الشوكولاتة الداكنة جيدة للغاية لتحسين الرؤية حيث تحتوي على مركبات الـ”فلافونويد” التي تحمي الأوعية الدموية في العينين، والأوعية الدموية القوية تساوي قرنية قوية وعدسة قوية كذلك.
الثوم:
يساعد على حماية عدسة العين كما يحميها ويقي من أمراض العيون، وتحسين صحة العين العامة، ويساهم أيضاً في خفض الكولسترول، ويدعم النظام المناعي، كما يزيد من تدفق الإمداد الدموي للعين.