اخبار ليل ونهار. لماذا يكره العلمانين والملحدين صوت الآذان ؟!. يؤمن المسلمون أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) تلقى كلمات الأذان من الله من خلال المَلك جبريل. ويأمر القرآن، الذي هو وحي مباشر من الله، يأمر المسلمين أن يصلوا خمس مرات في اليوم، ما يعني أن العديد من المسلمين ينظمون أيامهم حول توقيت الأذان، فيما يوقف آخرون كل ما يفعلونه عند إذاعة الأذان للصلاة والدعاء إلى الله.
لدى مختلف الأديان، نجد أن الصلاة لها تأثير مهدئ على الممارسين، والصلاة الإسلامية لا تشذ عن هذه القاعدة. وفي نتيجة توصل اليها احد الباحثين، وجد أن المسلمين الأميركيين يعتقدون أن الصلاة تزيل همومهم وتجلب لهم السلام. كما أنها تجمع العائلات والمجتمعات بأكملها، وتربطها بالقرآن، وبالله. لذا، في المرة القادمة التي تسمع فيها الأذان، تذكر أنه ببساطة طريقة الإسلام الخاصة لتذكيرنا بالله.
يمكن سماع صوت الأذان الإسلامي من خلال مكبرات الصوت المثبتة على المآذن في شوارع المدن الإسلامية من إسطنبول وجاكرتا إلى سراييفو وهي تدعو المصلّين إلى القدوم إلى المساجد. كان أول مؤذن في تاريخ الإسلام هو بلال بن رباح، وهو ابن أمة حبشية، في مدينة المدينة المنورة في القرن السابع. في ذلك الوقت، كان المسلمون الأوائل يناقشون ما أفضل طريقة لإعلان وقت الصلاة، كي يعرف الناس متى عليهم أن يجتمعوا في المسجد.
ولأكثر من ألف عام، وصف الشعراء المسلمون تجربتهم في الصلاة. على سبيل المثال، بصف الشاعر المسلم الأميركي دانيال عبد الحي مور، ممارسته للصلاة بأنها القدرة على التواصل مع الله بطريقة حميمة. وخلال كتاباته، يصف الشاعر الفارسي الصوفي في القرن الثالث عشر جلال الدين الرومي الصلاة على أنها باب مباشر إلى الله وطريق إلى السعادة الروحية.
لكن هناك بعض العلمانين والملحدين العرب والاجانب قد يكرهون بشدة صوت الاذان، لاسباب عديدة، منها كراهيتم لاي صوت مؤثر يدعو الى الاسلام والى دخول المساجد والصلاة والدعاء الى الله تعالى، حيث ان لصوت الاذان هيبة وجمال وتأثير على القلوب والارواح، خاصة ان كان المؤذن صاحب صوت جميل.
كما ان الاذان يتكرر خمس مرات يوميا في كل مكان، بالتالي هو اعلان متجدد للاسلام والصلاة والمساجد، مما يجعله في نظر الملحدين والعلمانيين، وسيلة سهلة ومضمونة للدعاية للاسلام.
ومن بين هؤلاء الملحدين، ريتشارد دوكينز، عالم الأحياء التطوري، والملحد السافر، ومؤلف كتاب “وهم الله”، قام بتغريد صورة له أمام كاتدرائية وينشستر في إنجلترا، كاتبا:
“أقوم بالاستماع إلى أجراس وينشستر الجميلة، إحدى كاتدرائياتنا العظيمة التي تعود إلى العصور الوسطى. صوتها أجمل بكثير من نداء” الله أكبر” العدواني. هل هذا (الشعور) فقط نتيجة نشأتي الثقافية؟” (١٦ يوليو ٢٠١٨)
وقد أشعلت هذه التغريدة عاصفة على تويتر جذبت عشرات الآلاف من الردود والردود المضادة. نشرت العديد من المنافذ الإخبارية حول العالم مقالات رأي ونقد وتحليلات لتغريدات دوكينز، فقام بعدها بمحاولة تصحيح أو إيضاح ما قال، فغرّد مجددا قائلا:
“إن النداء إلى الصلاة (الأذان) يمكن أن يكون جميلا بشكل كبير، خاصة إذا كان المؤذن لديه صوت موسيقي. لكن وجهة نظري هي أن عبارة “الله أكبر” هي ليست جميلة على الإطلاق عندما تتردد قبل انفجار قنبلة انتحارية، وحينما يتم اختطاف الإسلام بشكل مأساوي من قِبل العنف”. (١٨ يوليو ٢٠١٨)
وقام كل من المؤيدين والمعترضين بترك الآلاف من التعليقات الانفعالية على تلك التغريدة.
وهذه هي ليست المرة الأولى التي يُساء فيها فهم الأذان أو يتم فيها التهجم على المسلمين بسبب طريقتهم في الصلاة حول العالم. فلقد تم منع أو إعاقة المسلمين من تأدية الصلاة في دول كثيرة مثل سويسرا وفرنسا والهند وإسرائيل.
هناك تاريخ طويل من العدوانية تجاه الأذان. على سبيل المثال عام ٢٠٠٤، أعرب العديد من السكان الكاثوليك في هامتركم بولاية ميشيغان عن معارضتهم الشديدة لبث الأذان من المساجد، ويستمر هذا الخلاف حتى يومنا هذا.
هذه ليست الحالة الوحيدة. في عام ٢٠١٥، قام فرانكلين جراهام، ابن القس الإنجيلي المعروف بيلي غراهام، بالتغريد عن معارضته لخطط جامعة ديوك للسماح بالصلاة، والتي شملت “صلاة المسلمين”، كجزء من التزامها المستمر بإنشاء حرم جامعي متعدد الثقافات والأديان. في عام ٢٠١٦ أيضا، تم التعامل مع أحد الطلاب المسلمين الذي كان يصلي في مكتبة جامعة سنترال فلوريدا على أنه تهديد أمني.
وقد قام الباحث في الدراسات السينمائية كوري كريكومور بمراجعة أفلام “الحرب على الإرهاب” في هوليوود، ووجد أن جميع الأفلام التي تتحدث عن الإسلام أو الشرق الأوسط تقريبا تتضمن صوت أذان الصلاة في مشاهدها. يحاجج كريكمور بأن هذه الأفلام تختلق علاقة خبيثة بين صوت الأذان والعنف السياسي. لكن ما لا يفهمه الكثيرون هو التاريخ والشاعرية الكامنان في النداء الإسلامي إلى الصلاة.