شاهد الطائرة التركية الجديدة أذكى الطائرات المسيرة في العالم

اخبار ليل ونهار. شاهد الطائرة التركية الجديدة أذكى الطائرات المسيرة في العالم. كشفت تركيا عن انتاج اول طائرة هجومية مسيّرة محلية الصنع وذات قدرات تكنولوجية عالية، أطلقت عليها اسم “أقنجي”، وتوصف بأنها واحدة من أذكى الطائرات المسيرة عالميا.

واصبحت الطائرة”بيرقدار أقنجي” ومن قبلها شقيقتها “بيرقدار TB2” اسمًا يتردد بقوة حول العالم، وهي ألقاب طائرات مسيّرة تفخر بها تركيا، لا سيما أنها انتقلت بها من مرحلة الاكتفاء الذاتي في إنتاج محركات الطائرات “الدرون” إلى تصديرها ودخول باب المنافسة العالمية في هذا المجال.

شاهد الطائرة التركية الجديدة أذكى الطائرات المسيرة في العالم
الطائرة التركية الجديدة أذكى الطائرات المسيرة في العالم

 

و”أقنجي” كلمة عثمانية كانت تطلق على قوات سلاح الفرسان الحدودية في الإمبراطورية العثمانية، المكلفة بشن الغارات على الدول المعادية. أما “بيرقدار” فترمز إلى اسم عائلة “سلجوق بيرقدار” مخترع الطائرة المسيرة التركية.

وربما قد تصاب بالدهشة والذهول، من هذه المعلومة، حيث كشفت تقارير الصادرات العسكرية التركية أن الولايات المتحدة أكبر المستوردين للسلاح من تركيا بقيمة حوالي 750 مليون دولار، ثم ألمانيا بقيمة 250 مليون دولار، وحلت سلطنة عمان ثالثة في قائمة الدول المستوردة للسلاح التركي، تلتها قطر ثم الإمارات العربية المتحدة وبعدها هولندا وبريطانيا والهند وبولندا وفرنسا أخيرا.

وقد أعلن المدير الفني لشركة “بيكار” للصناعات الدفاعية التركية سلجوق بيرقدار في تغريدة نشرها على حسابه في تويتر، أن الشركة على وشك إطلاق الطائرة المسيرة الجديدة “أقنجي”، قائلا إن الطائرة التركية متطورة جدا، وجاء تصميمها وفق أحدث المعايير التكنولوجية الحديثة، وجاء إنتاجها ليعبر عن “حرية شعبنا واستقلالنا عن الخارج”.

وسلجوق بيرقدار هو مهندس ورجل أعمال تركي ومؤسس نظام طائرات “بيرقدار” المسيّرة بدون طيّار وهو صهر الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان ومتزوج من ابنته سمية أردوغان.

مميزات الطائرة التركية الجديدة:

تختلف الطائرة الجديدة “أقنجي” عن الطائرات المسيرة السابقة، انها تستطيع التحليق على ارتفاع أعلى، وتبقى في السماء مدة أطول، وتحمل أوزانا أثقل، ومزودة بتكنولوجيا أذكى.

ولها القدرة على جمع المعلومات عن طريق تسجيل البيانات التي تتلقاها من أجهزة الاستشعار والكاميرات على متن الطائرة من خلال 6 حواسيب مجهزة بذكاء اصطناعي متطور..

مزودة بأدوات متطورة عديدة، وأنظمة مراسلة عبر الأقمار الصناعية، وأنظمة الدعم الإلكتروني وذكاء اصطناعي متطور، وغيرها.

سعة الحمولة 1350 كليو جرام، وبذلك ستكون “أقنجي” قادرة على أداء المهام عبر تزويدها بذخائر وأسلحة محلية الصنع مثل صواريخ كروز.

توفر الأجنحة ذات الهيكل الملتوي والبالغ طولها 20 مترا، إلى جانب نظام التحكم الأوتوماتيكي الكامل بالطيران، ونظام الطيار الآلي، أمانا عاليا للطلعات الجوية.

– نظام الذكاء الاصطناعي، دون الحاجة إلى أي مستشعر خارجي أو نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).

– يتيح رادار الفتحة التركيبية للطائرة إمكانية التقاط الصور حتى في ظروف جوية سيئة.

– مزودة برادار للأرصاد الجوية وآخر للطقس متعدد الأغراض.

– التحليق بمحركين بقوة 240 حصانا محلييْ الصنع.

– تصميم الطائرة بحيث يمكنها الطيران بمحركات مختلفة، والتحليق بمحركين بقوة 750 حصانا.

– طول الطائرة 12.3 متر، ويمكنها التحليق على ارتفاع يصل إلى 40 ألف قدم.

– الطيران دون توقف لمدة 24 ساعة.

– سرعة الطائرة القصوى 250 عقدة في الساعة.

– قادرة على خوض الحرب الإلكترونية وذكاء الإشارة.

– استخدام أسلحة ومقذوفات متنوعة، وإلقاء قذائف على أهداف أرضية، إلى جانب إمكانية تزويدها بصواريخ جو-جو.

حاسمة في المعارك:

قال إسماعيل حقي نائب رئيس الاستخبارات العسكرية السابق في رئاسة الأركان التركية أن أنقرة استخدمت الطائرات المسيرة الاستطلاعية والمسلحة بفعالية كبيرة في عملياتها العسكرية في سوريا وليبيا، مما جعلها تتجاوز إسرائيل وترتقي إلى المرتبة الثانية عالميا بعد الولايات المتحدة في استخدام هذا النوع من الطائرات.

وأكد إسماعيل حقي أن استخدام تركيا لطائراتها المسيرة المحلية غيّر مجرى العمليات في سوريا وليبيا، وخاصة في مدينة إدلب السورية، حيث كبّدت تلك الطائرات قوات نظام بشار الأسد وحلفاءه خسائر فادحة.

وأوضح أن “الطائرة الجديدة مع سابقاتها بيرقدار وأنكا وسونغار، تستطيع حسم المعارك في ليبيا، وستسهم بشكل كبير في القضاء نهائيا على حزب العمال الكردستاني والتنظيمات الإرهابية الأخرى”.

سر اهتمام تركيا بالطائرات المسيرة:

ليس هناك أي مبالغة في تصنيف تركيا بأنها حاليًا قوة كبرى في عالم الطائرات بدون طيار “الدرونز”، وأن بعض الخبراء يعدونها القوة الثالثة بعد الولايات المتحدة وإسرائيل على مستوى حرفية تشغيل الدرونز في العمليات العسكرية بتزامنات دقيقة سواءً كانت مسلحة أو للمراقبة والرصد والاستخبارات، ولا يوجد دليل أكبر مما فعلته طائرات أنقرة في سماء إدلب وفي الشمال السوري وفي ليبيا مؤخرا.

الدرونز تحل محل المقاتلات النفاثة التي مازالت لا تستطيع الدخول في المعركة خوفا من تعريض حياة الطيارين الأتراك للخطر.

تتجاوز الدرونز الجديدة في تركيا إذن حد كونها مجرد سلاح عسكري أو حتى قضية سياسية، لتتحوَّل للمفارقة إلى شعلة مُلهِبة للحماس الشعبي الوطني، حيث عزم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن يجعل تطوير صناعة الدفاع الوطنية إحدى أولوياته الاساسية، حيث تم منح سلطة الإشراف على صناعة الدفاع والمشتريات الدفاعية للرئاسة التركية مباشرة.

فحتى عام 2015 كانت الدرونز الأميركية تمتلك هيمنة مطلقة على سماوات العالم، هيمنة بدأت منذ اللحظة التي أطلقت فيها واشنطن أول هجوم مُسجَّل بالدرونز المسلحة في أفغانستان عام 2001، لكن ذلك تغيَّر خلال الأعوام الخمس الأخيرة مع تحقيق العديد من القوى الأخرى اختراقات في مجال تصنيع الدرونز وفي مُقدِّمتها الصين، وتركيا التي تُعَدُّ اليوم إحدى أبرز القوى العالمية في هذا المجال.

هناك العديد من الأسباب التي ربما دفعت أنقرة لوضع تصنيع الدرونز في قلب خطتها الطموح لإنتاج الأسلحة محليا، فمن ناحية تُعَدُّ الدرونز سلاحا فعالا على المستوى الإستراتيجي والتشغيلي، بخلاف كونها غير مُكلِّفة مقارنة مع الأسلحة التقليدية وفي مُقدِّمتها الطائرات النفاثة، ومن ناحية أخرى، ومع كون تصنيع الدرونز يُعَدُّ امتيازا حصريا لعدد قليل من الدول يمكن حصرها على أصابع اليد الواحدة، فإن النجاح في اختراق هذا المجال وفَّر لأنقرة السمعة العالمية التي تحتاج إليها كعضو جديد في نادي الدول المُصنِّعة والمُصدِّرة للأسلحة.

ومع هذه النجاحات الكبيرة، لا يمكن تجاهل الإشارة إلى أن هذا البرنامج التركي الضخم والطموح لإنتاج الطائرات بدون طيار لا يمكن النظر إليه بحال بمعزل عن جهود أنقرة الأوسع لتأسيس صناعة دفاع محلية يمكن الاعتماد عليها وطموحها لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأسلحة، لذلك فإن مشروعات الصناعات الدفاعية التركية اليوم لا تقتصر على الدرونز وإنما تشمل مجالات عديدة تبدأ من الاسلحة الحربية والمركبات والمدرعات العسكرية والسفن البحرية.