اخبار ليل ونهار. العلاقة بين الصداع والآلام والامراض ودخول الجنة !. الكثير من الناس قد يشتكي من الصداع او الصداع النصفي، ولكن هناك بشرى لكل من يعاني من الصداع المتكرر.
إنَّ من حكمة الله تعالى أن يبتليَ عباده من المؤمنين والمؤمنات بأنواع من البلاء، كالأمراض، قال تعالى: ﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 83، 84] ، قال ابنُ كثيرٍ رحمه الله: (أيْ: تذكرَةً لمنِ ابتُليَ في جَسَدِه أو مالهِ أو ولَدِه، فلَهُ أُسوةٌ بنبيِّ اللهِ أيُّوبَ عليه السلام، حيثُ ابتلاهُ اللهُ بما هو أعظَمُ من ذلكَ فَصَبَرَ واحتَسَبَ حتَّى فرَّج اللهُ عنهُ).
إنَّ من أهمِّ فوائدِ الأمراضِ وحِكَمِهَا: تكفيرُ الخطايا. قال – صلى الله عليه وسلم -: (ما يُصيبُ المسلمَ مِنْ نَصَبٍ، ولا وَصَبٍ، ولا هَمٍّ، ولا حُزْنٍ، ولا أَذىً، ولا غَمٍّ، حتى الشوكَةِ يُشاكُها، إلا كَفَّرَ اللهُ بها من خطاياهُ) رواه البخاري. وقال – صلى الله عليه وسلم -: (ما مِن شيءٍ يُصيبُ المؤمنَ حتى الشوكَةِ تُصيبُهُ، إلاَّ كَتَبَ اللهُ لهُ بها حَسَنَةً أو حُطَّتْ عنهُ بها خطيئَةٌ) رواه مسلم.
وقالَ رَجُلٌ للنبيِّ – صلى الله عليه وسلم -: (أرَأَيتَ هذهِ الأمراضَ التي تُصيبُنا ما لَنَا بها؟ قالَ: كَفَّارَاتٌ، قال أُبَيٌّ – رضي الله عنه -: وإِنْ قلَّتْ؟ قالَ: «وإنْ شوْكَةً فَمَا فَوْقَهَا») رواه أحمد وحسنه الألباني.
وقال – صلى الله عليه وسلم -: (إذا أرادَ اللهُ بعبدِهِ الخيرَ عَجَّلَ لهُ العُقُوبةَ في الدُّنيا، وإذا أرادَ اللهُ بعبدِهِ الشَّرَّ أَمسكَ عنهُ بذنبهِ حتى يُوَافِيَ بهِ يومَ القيامةِ) رواه الترمذي وحسنه الألباني.
وقال – صلى الله عليه وسلم -: (مَنْ يُرِدِ اللهُ بهِ خيراً يُصِبْ مِنْهُ) رواه البخاري.
قال ابن القيم: (فلو عَلِمَ العبدُ أن نعمةَ الله عليه في البلاءِ ليست بدونِ نعمةِ اللهِ عليه في العافيةِ لشَغَلَ قلبَهُ بشكرهِ) انتهى، قال الله تعالى: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ [البقرة: 216].
وقال – صلى الله عليه وسلم -: (صُدَاعُ المؤمِنِ، أو شَوْكَةٌ يُشاكُهَا، أو شيءٌ يُؤذِيهِ، يَرْفَعُهُ اللهُ بها يومَ القيامةِ دَرَجَةً، ويُكفِّرُ بها عنهُ ذُنُوبَهُ) رواه البيهقي في شُعَبِ الإيمان وحسنه الألباني.
وقال – صلى الله عليه وسلم -: (يَوَدُّ أهلُ العافيةِ يومَ القيامةِ حينَ يُعْطَى أهلُ البَلاءِ الثوابَ لو أنَّ جُلُودَهُم كانت قُرِضَت في الدُّنيا بالمقارِيضِ) رواه الترمذي وحسنه الألباني.
ونبيُّنا – صلى الله عليه وسلم – المغفورِ له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخر، تقولُ عائشةُ رضيَ اللهُ عنها: (ما رأيتُ أحَداً أَشَدَّ عليهِ الوَجَعُ من رسولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -) رواه البخاري ومسلم.
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه وصف أهل النار فقال: “هم الذين لا يألمون رؤوسهم”.
[ لطائف المعارف، ص105 ]
وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله:
“وصداع الرأس من علامات أهل الإيمان وأهل الجنة”.
العلاقة بين الصداع والآلام والامراض ودخول الجنة !
وعن أَبي هريرة، قال:
دخل أعرابيّ على النبيَّ – صلى الله عليه وسلم -، فقال النبيُّ – صلى الله عليه وسلم -:
“أَخذتك أمُّ مِلْدَمٍ؟ “.
قال: وما أم ملدم؟
قال: “حرّ يكون بين الجلد واللحم”.
قال: وما وجدت هذا قط.
قال: “فهل وجدت هذا الصداع؟ “.
قال: وما الصداع؟
قال: “عِرق يضرب على الإنسان في رأسه”.
قال: وما وجدت هذا قط!
فلمّا ولّى قال النبيّ – صلى الله عليه وسلم -:
“من أَحَبَّ أَن ينظر إِلى رجل من أَهل النار؛ فلينظر إلى هذا”.
قال الألباني: حسن صحيح
[ صحيح موارد الظمآن، 580 ]
وعَنْ أَبِي الزَّيَّاتِ الْقُشَيْرِيِّ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ نَعُودُهُ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: مَا لِأَمِيرِكُمْ؟ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ يَوْمَئِذٍ أَمِيرٌ، قُلْنَا هُوَ شَاكٍ
قَالَ: وَاللهِ مَا اشْتَكَيْتُ قَطُّ، أَوْ قَالَ: مَا صَدَعْتُ قَطُّ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ:” أَخْرِجُوهُ عَنِّي لِيَمُتْ بِخَطَايَاهُ، مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِكُلِّ وَصَبٍ وَصَبْتُهُ حُمْرَ النَّعَمِ، وَإِنَّ وَصَبَ الْمُؤْمِنِ يُكَفِّرُ خَطَايَاهُ”.