اكدت دراسة طبية ان من يعيشون بمفردهم يكونوا عرضة لكثير من الامراض، وأشار طبيب العصبية مارتين يان سترانسكي الذي وضع الدراسة إلى أن ظاهرة الفردية لا تتعلق فقط بالناس الشباب الذين يعيشون بدون شريك حياتي وإنما أيضا بالناس من العمر المتوسطي والناس المتقاعدين. وأكدت الدراسة أن هؤلاء الناس لا ينقصهم فقط المجتمع وإنما أيضا وتحت تأثير تغييرات نفسية محددة والانعزال الاجتماعي تحدث لديهم تغييرات في أجسامهم يمكن أن تنتهي بالمرض .
وأوضحت أن الناس الذين يعانون من الشعور بالوحدة يصابون في الأغلب بالجلطات القلبية أو السكتات دماغية كما يعانون بشكل أكثر من الكآبة ولديهم إشكالات هضمية كما يمكن أن يصابون بالخرف .
ونبهت إلى أن هذه المخاطر تشمل الآن أعدادا متزايدة من الناس مشيرة إلى انه وفق مكتب الإحصاء التشيكي ارتفع خلال الخمسة عشر عاما الماضية عدد الذين يعيشون لوحدهم بمقدار نصف مليون شخص ولاسيما بين الشباب الذين اختاروا هذا الأسلوب بمحض إرادتهم ويرفضون التخلي عنه.
وأكدت أن هذا التطور ليس إيجابيا وانه في الأغلب يكون ناجما عن الفشل في التواصل وإقامة علاقات اجتماعية عديدة أي إقامة صداقات أو شراكات أو علاقات زمالة. من جهته رأى الطبيب النفسي كارل هومهال بأنه يتوجب بالنسبة للكثير من الناس تعلم التواصل الاجتماعي مشيرا إلى وجود العديد من المراكز التي تعلم الناس نظريا وعمليا كيفية التواصل مع الناس الآخرين. ونبه إلى أن وجود الكثير من المعارف لدى الإنسان لا يعني بالضرورة انه لا يعاني من الوحدة لأنه في فترة الصداقة الافتراضية على شبكة الفيس بوك يصعب خلق علاقة عميقة مع أحد كما أن الكثير من الناس غير قادرين على التواصل فيما بينهم بالشكل الذي يجعلهم يشعرون بالسعادة ولذلك يمكن أن يظهر عندهم موضوع الشعور بالوحدة.
ونبه إلى أن العائلة تلعب دورا كبيرا في موضوع الوحدانية مشيرا إلى أن الوحدانية والفردية يتم توريثها لأنه في حال وجود ذلك في العائلة فان ذلك يمكن أن ينتقل إلى الأفراد. وأكد أن الكثيرين لا يعترفون بمعاناتهم من الوحدة لأنهم على قناعة بان هذا الأمر يناسبهم أما وضعهم النفسي والبدني فيمكن أن يتدهور وبالتالي فان الحلقة تنغلق عليهم.