مع أن الطب الحديث لم يكتشف هذا المرض، سوى قبل نحو قرن من الزمان، فإن القرآن الكريم سبق الجميع وتحدث عن هذا المرض قبل أكثر من 1442 عاما.
حيث قال سبحانه وتعالى (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ ۚ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ).
انه مرض الخرف او ألزهايمر، الذي تم اكتشافه عام 1901، عندما جاءت سيدة لعيادة الطبيب ألواز ألتسهايمر في مدينة ميونخ، واشتكت له قائلة “شخصيتي تتسرب مني، أنا أفقدُ نفسي”.
وحتى اليوم، لا يمكن تشخيص ألزهايمر بثقة إلا بعد وفاة المصاب وتشريح دماغه. وفي الآية الكريمة فإن (أَرْذَلِ الْعُمُرِ) فيما فسر بعضهم لا تعني أردأَ العمر، ولا العمر الذي تلقون فيه احتقارًا، بل تعني أصغر العمر، أي أنكم قد تعودون إلى الوراء؛ فكأنكم في سن الطفولة، وما يؤيد هذا التفسير قولُه تعالى (ومنكم من يُردُّ) أي من يُرجَعُ ويُعادُ إلى الوراء. وفعلًا، فالمصاب بالخرف، او ألزهايمر، (لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا) كما قالت الآية الكريمة.
الجميع يتعرض للنسيان يوميا، لكن هناك اعراض للزهايمر تتزايد بمرور الوقت منها:
تكرار العبارات والأسئلة مرارًا وتكرارًا
نسيان المحادثات أو المواعيد أو الأحداث
وضع الممتلكات في غير أماكنها المعتادة، وفي كثير من الأحيان يضعونها في أماكن غير منطقية
نسيان أسماء أفراد الأسرة والأشياء المستخدمة يوميًا
مواجهة صعوبة في العثور على الكلمات الصحيحة لتعريف الأشياء أو التعبير عن أفكارهم أو للمشاركة في الحديث
والمريض بهذه العلة يفقد الذاكرة الحديثة، فتراه يعيد عليك القصة في الجلسة الواحدة مرات، ثم يفقد الذاكرة القديمة بالتدريج.
الأسباب الدقيقة وراء الإصابة بداء الزهايمر ليست مفهومة تمامًا. ولكن بشكل أساسي، هناك بروتينات في الدماغ لا تؤدي وظيفتها على نحو طبيعي، وتؤثر في عمل خلايا الدماغ وتطلق سلسلة من المواد السامة. فتتعرض الخلايا العصبية للتلف وتفقد الاتصال بين بعضها البعض وتموت في النهاية.
ويعتقد العلماء أن داء الزهايمر يحدث في معظم الأشخاص بسبب مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية المتعلقة بنمط الحياة وتؤثر في الدماغ بمرور الوقت.
وهناك امور قد تضاعف من امكانية الاصابة بالزهايمر منها: اصابة شديدة وعنيفة في الرأس، تلوث الهواء، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الكوليسترول، عدم السيطرة على سكر الدم، السمنة، قلة او زيادة النوم عن المعدل الطبيعي الذي يتراوح ما بين 7 إلى 9 ساعات يوميا، كما ان التدخين والكحول يزيدان من احتمال الاصابة بالمرض.
الزهايمر ليس شرطا ان يصاب به كل من يتقدم في العمر، وهناك امور تقلل من احتمالية الاصابة به، مثل ممارسة الرياضة وتناول الاغذية الصحية مثل الفواكه والخضروات والزيوت الصحية، والسيطرة على ارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع الكوليسترول، بالاضافة الى الحياة الاجتماعية.
ونرجو من الله تعالى الشفاء والعافية لنا جميعا.